إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

ماء الورد من جديد في سماء طرابلس

الياس عشي - البناء

نسخة للطباعة 2019-11-09

إقرأ ايضاً


هذه الدردشة كتبت في الرابع من أيلول سنة 2009، تحت عنوان «لنعلنْ طرابلس مدينة منكوبة»، وهذا نصّها:

لماذا علينا أن نضع طرابلس في مربّع المدن المنكوبة؟

ببساطة

لأن كلّ المواصفات التي يجب أن تتوافر في المدينة المنكوبة متوافرة في طرابلس.

فهذه المدينة التي عشت فيها أفضل أيام العمر، والتي اغتسلتُ بضوئها وعبيرها، والتي أعطتني أرصفتها ومقاهيها، كلّ الكلمات الجميلة، والتي، في مدارسها، ملأت ألواحها بتراثنا العربي، وتركت في كلّ زاوية منها شيئاً من عقلي، وكثيراً من عواطفي،

هذه المدينة صارت من الماضي، حتى شوارعها خلت من المتظاهرين رغم أنّ رغيف الخبز صار حلماً من الأحلام.

هذه المدينة بلا كهرباء، وبلا ماء،

وزعماؤها ما زالوا يستقبلون أنصارهم في صالوناتهم الفخمة، ولا يسمعون منهم سوى عبارات المديح والتعظيم والتفخيم، وهم لو نزلوا إلى الشارع وتدردشوا لسمعوا منهم كلاماً آخر يستحي المرء أن يكرّره بينه وبين نفسه.

أيها القيّمون على طرابلس يحق لكم أن تراهنوا على ذاكرة الناس، لأنّ هؤلاء الناس الذين يلعنونكم مع كلّ ارتفاع لسعر البنزين والمازوت والغاز، ومع كلّ الفواتير التي يدفعونها مرتين وأحيانا ثلاثاً، ومع تحوّل الفاكهة والخضار إلى مواد كمالية، أقول إن هؤلاء الناس سيعيدون انتخابكم لسنوات أربع أخرى، طالما أنّ خطاباً مذهبياً واحداً يغيّر كلّ قناعاتهم، وطالما أنّ المئة دولار ستزور جيوبهم زيارة عابرة!

فلا يسألنَّ أحد منكم: لماذا أعلن طرابلس مدينة منكوبة!

ملاحظة: هذا مقال عمره عشر سنوات، واليوم، وبعد ما رأيت ساحات طرابلس وشوارعها يحتلها الطلاب، ويفرضون إيقاعاً جديداً، ويرشون ماء الورد في سماء طرابلس، أقول اليوم أعلن أنّ ما كتبته قبل عشر سنوات، حقق غايته، وحدثت الأعجوبة.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024