إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

مختصر أخبار اللوبي اليهودي في العالم بين 17 و23 أذار/مارس 2013

نديم عبده

نسخة للطباعة 2013-03-27

إقرأ ايضاً


نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.

اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة: هل ثمة شبهة لتعطل سيارة أوباما إبان زيارته فلسطين المحتلة؟

لقد شكل تعطل السيارة الرئاسية الأميركية إبان زيارة أوباما لفلسطين المحتلة إحدى التطورات المثيرة للسخرية لدى الكثيرين، خصوصاً بعد أن وردت أنباء تفيد أن سبب العطل هو تعبئة السائق خزان السيارة بوقود البنزين بدل الغاز أويل (إذ أن السيارة الرئاسية الأميركية تعمل بمحرك ديزل، علماً أن هذه السيارة، وهي من ماركة كاديلاك Cadillac تعتمد بالأساس على هيكل ومحرك شاحنة من الفئة المتوسطة من نوع شيفروليه كودياك Chevrolet Kodiak ).

وقد يكون أمر الخطأ في نوع الوقود المستعمل صحيحاً، غير أن حصول مثل هذا الخطأ يدعو للإستغراب الشديد، إذ من البديهي أنه يُفترض أن لا يُرتكب خطأ بهذه السخافة مع سيارة رئاسية... ومن هنا فالسؤال هو: ألم يكن العطل مدبّراً له لإدخال شيء ما في السيارة إبان القيام بعملية تصليحها – مثلاً شريحة إلكترونية صغيرة تحتوي مسجلة فيديو أو ما شابهها؟ طبعاً ليس ثمة أية إمكانية لتأكيد أو تكذيب هذه التكهنات، لكن يبقى أن عملية تعطل السيارة الرئاسية الأميركية تبدو شديدة الغرابة...

الذكرى العاشرة لغزو أميركا للعراق

مع حلول الذكرى العاشرة لغزو الولايات المتحدة للعراق، نُشرت عدة تحقيقات وتحليلات في عدد من وسائل الإعلام الأميركية تبين مقدار الحجج الكاذبة التي تم إعتمادها لتبرير عملية الغزو، كما صدرت عدة دراسات حول الكلفة المادية والبشرية لهذه الحرب على كل من العراق نفسه، وأيضاً بالنسبة إلى الولايات المتحدة. وكانت السمة المشتركة لهذه التعليقات والتحليلات أنها أبرزت مدى الصرر الذي ألحقه ذلك العدوان. بالمقابل، فإن عدداً ضئيلاً من الإعلاميين ظلوا يشيدون بالحرب ويبررون شنها، وفي طليعة هؤلاء الإعلامي اليهودي المعروف توماس فريدمان Thomas Friedman.

في مطلق الأحوال، ومن الناحية العملية، فالأمر الذي يبدو واضحاً هو أن الرأي العام الشعبي الأميركي لن يقبل هذه المرة بتورط أميركا في مغامرة عسكرية جديدة، وتحديداً في مغامرة تُشنّ ضد الجمهورية العربية السورية، أو ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، خصوصاً مع تزايد التقارير التي تفيد عن الإتجاهات الأصولية المتطرفة لدى أبرز الجماعات المعارضة للحكم في سوريا. من هنا، في حال رضخ الرئيس الأميركي أوباما للضغوطات اليهودية بهذا الصدد وأمر بشن مثل هذا العدوان، فمن المتوقع أن تقوم ردة فعل شعبية شاجبة شبيهة بتلك التي كانت برزت في ستينات وسبعينات القرن العشرين إبان حرب فييتنام...

إشتداد الضغط على أوباما لحمله على العفو عن بولارد

يتزايد الضغط اليهودي على الرئيس الأميركي باراك أوباما Barack Obama لحمله على إصدار عفو عن الجاسوس اليهودي جوناثان بولارد Jonathan Pollard ، وذلك بمناسبة زيارته الأخيرة لفلسطين المحتلة، إذ ركز المتظاهرون اليهود كثيراً على هذا الأمر، وأيضاً داخل الولايات المتحدة حيث إنضم العديد من السياسيين الأميركيين البارزين إلى اليهود للمطالبة بالعفو عن هذا اليهودي.

بالمقابل، فإن الأوساط العسكرية والمخابراتية الأميركية ما زالت ترفض رفضاً مطلقاً فكرة العفو والإفراج عن بولارد، وقد نشرت عدة تقارير تؤكد بأن بولارد هذا كان قد أعطى السوفيات أكثر الأسرار العسكرية الأميركية سرية وحساسية، بما في ذلك أسرار الشيفرات النووية، وذلك مقابل تساهل الإتحاد السوفياتي السابق مع اليهود السوفيات الراغبين في الهجرة إلى فلسطين، وحسب علمنا فإنه لم يتم تكذيب أية من المعلومات التي نُشرت في هذه التقارير التي نشرتها عدة مواقع أميركية بالتزامن مع الضغوط اليهودية على أوباما (من هذه المراجع: http://poorrichards-blog.blogspot.com/2013/03/israel-gave-soviets-nuclear-first.html#!/2013/03/israel-gave-soviets-nuclear-first.html ).

ومع هذا كله، يتوقع أن يضطر الرئيس الأميركي إلى إصدار عفو عن الجاسوس اليهودي في نهاية المطاف... على أن الأمر قد ينقلب إلى فضيحة كبرى تؤدي إلى حصول موجة عارمة من "العداء للسامية" في الولايات المتحدة.

العالم العربي:إنبعاث المحور التركي "الإسرائيلي"

يمكن القول أن النتيجة العملية الأبرز لزيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما Barack Obama لفلسطين المحتلة تمثلت بحمل أوباما رئيس حكومة "إسرائيل" بنيامين نتن ياهو على تقديم الإعتذار لتركيا على خلفية الإعتداء على باخرة تركية بمياه قطاع غزة في 31 أيار/مايو 2010، ما كان أدى إلى إستشهاد 9 من ركاب السفينة من الأتراك والأميركيين حينها. وقد قبل رئيس الحكومة التركية الطيب أردوغان هذا الإعتذار على الفور، وأعرب عن أمله بمعاودة العلاقات المميزة بين تركيا و"إسرائيل" لما فيه مصلحة منطقة الشرق الأوسط. بكلام آخر، فإن أردوغان أعرب عن نيته معاودة العمل بالمحور التركي اليهودي في المنطقة... مع الإشارة هنا إلى أن العلاقات التركية "الإسرائيلية" لم تنقطع حقيقة يوماً إبان الأزمة الأخيرة بين الكيانين، حيث بقي التنسيق العسكري بينهما قائماً، علماً أن تركيا أردوغان أدرجت تذكار الـ"هولوكوست" الذي يدعي اليهود أنهم تعرضوا له إبان الحرب العالمية الثانية على أيدي النازيين في عداد مناسباتها الرسمية...

هذا، وعلى سبيل التذكير التاريخي ليس إلاّ، فإن أول المستعمرين اليهود أتوا إلى فلسطين المحتلة في القرن التاسع عشر ميلادي بمباركة ودعم من سلطات الإحتلال التركي العثماني للبلاد حينها، وذلك قبل إعلان وعد بلفور Balfour Declaration بعقود طويلة، كما أن تركيا كانت أولى البلدان ذات الأكثرية الإسلامية التي تعترف بالكيان اليهودي "إسرائيل" في أذار/مارس 1949... ومع هذا كله، هناك من بين العرب ثمة من لا يزال يتوهم أنه لا بد من الإعتماد على تحالف عربي تركي لمواجهة "إسرائيل"...

مال وأعمال: المحكمة العليا الأميركية ترفض إستئناف قدمته غولدمان ساكس

أصدرت المحكمة العليا USA Supreme Court الأميركية حكمها النهائي القاضي برفض قبول إستئناف كانت قد تقدمت به الشركة المالية اليهودية غولدمان ساكس Goldman Sachs في وجه حكم يدينها بقضية رفعها بعض زبائنها الذين إتهموا الشركة بخداعهم في إستشارات العمليات المالية بالبورصة، وذلك بهدف تحقيق الأرباح الطائلة على حسابهم. وقد تراجعت قيمة أسهم غولدمان ساكس بما يزيد على 2% عقب الإعلان عن الحكم.

والمهم في الموضوع أن المحكمة العليا الأميركية هي أعلى هيئة قضائية بالولايات المتحدة، وبالتالي فإن إجتهاداتها هي مراجع قانونية تُعتمد من قبل جميع المحاكم الإتحادية الأميركية. وهناك آلاف الدعاوى المرفوعة ضد غولدمان ساكس ومثيلاتها من الشركات المالية في قضايا شبيهة بتلك التي خسرتها غولدمان ساكس بالذات مؤخراً، ما يعني من الناحية المبدئية أن الأحكام التي ستصدر في تلك الدعاوى لن تأتي لصالح الشركات المالية المدعى عليها – ومعظمها شركات يهودية.

يبقى أن نقول أن إصدار الأحكام على هذا النحو أتى لأسباب قانونية موضوعية بطبيعة الحال، على أن العوامل القانونية لم تكن الوحيدة التي تم أُخذها بعين الإعتبار، وإنما كان هناك أيضاً الرأي العام الشعبي الأميركي الذي بات اليوم شديد العداوة ضد عمليات المضاربة والربا التي تمارسها الشركات المالية اليهودية، والتي كانت أبرز نتائجها حصول الأزمة المالية التي تعاني منها الولايات المتحدة ومعظم البلدان الغربية الأخرى منذ 2008...

اللوبي اليهودي في فرنسا:فضائح تطال كبار الموالين للوبي اليهودي من اليسار واليمين

حفلت الآونة الأخيرة بسلسلة من الفضائح بالحياة السياسية الفرنسية طالت بعض كبار السياسيين من الجناحين اليساري الإشتراكي واليميني الليبرالي، حيث إضطر وزير شؤون الموازنة جيروم كابوزاك Jérome Cabuzac إلى تقديم إستقالته على خلفية تحقيقات حول إمتلاكه حسابات مصرفية سرية في سويسرا، في حين أن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي Nicolas Sarkozy يخضع هو الآخر لتحقيقات قضائية بسبب الإشتباه بإستغلاله عجز الثرية الفرنسية ليليان بيتانكورتLiliane Bettencourt للحصول على أموال منها لدعم حملته الإنتخابية الرئاسية سنة 2007.

والسمة المشتركة لهذين السياسيين إرتباطهما الوثيق والمباشر باللوبي اليهودي الفرنسي، حيث أن كابوزاك مصنف على أنه من جماعة اليهودي دومينيك شترواس كاهين Dominique Strauss-Kahn (الوزير الإشتراكي السابق، والرئيس السابق لصندوق النقد الدولي، والذي إشتهر بفضيحة محاولة إغتصابه نادلة زنجية بفندق في نيويورك سنة 2011)، في حين أن ساركوزي نصف يهودي من والدته اليهودية الجزائرية، وهو على علاقة مباشرة ووثيقة بيهود فرنسا، وهذا أمر أثبتته أعماله ومواقفه طيلة تبوئه السدة الرئاسية الفرنسية...

هاتان الفضيحتان تُبرزان الفساد السائد في الطبقة السياسية الحاكمة بفرنسا، ما ينعكس حتماُ على مصداقية هذه الطبقة الحاكمة، وبالتالي ما يؤثر على نحو غير مباشر على قوة اللوبي اليهودي الفرنسي أيضاً، بالنظر إلى أن هذا اللوبي عرف جيداً كيف يهيمن على هذه الطبقة...

الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يتعهد على فرض منع الإساءة ضد اليهود

إستكمالاً للخبر الذي نشرناه سابقاً حول صدور قرار قضائي فرنسي يأمر الموقع الإجتماعي الأميركي الشهير تويتير Twitter بالكشف عن هوية مؤلفي "تغريدات" tweets "معادية للسامبة" كانت موجهة للفرنسيين، فإن الموقع المعني رفض الإنصياع لهذا الأمر بالنظر إلى أنه لا ينطبق على التشريعات الأميركية التي يخضع لها الموقع. وبمناسبة الذكرى السنوية الأولى لحادثة قتل تلاميذ يهود بمدرسة تقع جنوبي غربي فرنسا، أعرب الرئيس الفرنسي الإشتراكي فرنسوا هولاند François Hollande عن نيته "إجبار المواقع الإجتماعية على تزويد العدالة أسماء مؤلفي الرسائل العنصرية أو المعادية للسامية"، على حد تعبيره...

وقد علقت أوساط اليمين واليسار المتطرف بفرنسا على هذا الموقف بأنه يأتي في سياق جهود هولاند تغطية عجزه عن مواجهة المشاكل الإقتصادية والإجتماعية الخانقة بفرنسا، وأيضاً لتقديمه البرهان إلى جماعة اللوبي اليهودي على مدى إلتزامه المطلق بالدفاع عن اليهود، ولو على حساب حرية الرأي والتعبير عبر الإنترنت...


www.zionist-lobby.com


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024