واني امرؤ عافٍ, إنائي شركةٌ
وأنت امرؤ عافٍ، إنائك واحدُ
أُقسِّم جسمي في جُسوم كثيرة
وأحسو قراحَ الماء، والماءُ باردُ
"عروة بن الورد العبسي"
حينما عاد "فلاديمير إيليتش أوليانوف-"لينين" من المنفى الأوروبي إلى وطنه روسيا في نيسان- ابريل 1917م اثر نجاح ثورة شباط 1917 الروسية، فاجأ مستقبليه في محطة القطار في مدينة بيتروغراد، بالخطاب الذي ألقاه فيهم واختتمه بقوله: "عاشت الثورة الاشتراكية"!
كان مبعث المفاجأة التي عمَّت الجميع، بمن فيهم قادة وأعضاء حزبه "حزب العمال الديمقراطي الاشتراكي الروسي (البلاشفة)، هو أنهم كانوا يعتقدون أن على روسيا أن ترعى وتوطِد ثورتها القومية الوليدة, وأن تبني نظاماً ديمقراطياً برجوازياً يقيِّد الحكمَ القيصري المطلق, بدستور يطلق الحريات الديمقراطية العامة على النمط الغربي, أما الثورة الاشتراكية, فهي مرحلة ليست مطروحة على جدول أعمال روسيا الرأسمالية- الاقطاعية المتأخرة. اذ كان الاعتقاد السائد في صفوف الحركات والقوى الاشتراكية الأوروبية عامة، هو انَّ الثورة الاجتماعية الاشتراكية انما ستندلع اولاً في بلدان اوروبا المتطورة راسمالياً (بريطانيا، فرنسا، المانيا) التي حققت ثوراتها القومية الديمقراطية بالفعل.
لكن "لينين" –وهو الاسم الرمزي الذي حمله واشتهر به نسبة إلى نهر "لينا" -كانت له قراءة واستنتاجات مغايرة للوضعين الروسي والدولي على السواء. فعلى الصعيد الروسي كان قد استخلص منذ "ثورة 1905م" – برغم إخفاقها- ان مركز الثقل في الثورة العالمية قد انتقل من اوروبا الغربية إلى آسيا، بعدما لاحظ خبوَّ الروح الثورية لدى الطبقات العمالية والكادحة الأوروبية، بنتيجة الاصلاحات التي قامت بها دولها، وتواطؤها مع حكومات وشركات اُممها الامبريالية والاستعمارية في نهب ثروات البلدان المستَعمَرة واستغلال شعوبها. وتعزز هذا الراي، باستقرائه لتحول الراسمالية في البلدان المتقدمة إلى مرحلة الامبريالية التي تأججَّ تنافسها على غزو العالم واقتسامه، وهو ما ادى إلى اندلاع الحرب العالمية 1914م، التي اعتبرها حرباً راسمالية لصوصية، فدعا الشعوب إلى "الحرب على مشعلي الحرب".
واذ كانت ثورات آسيا "المستيقظة" (في الصين وتركيا وفارس وجاوا) قد عززت من قناعاته بـ"توحش أوروبا"، فان اكتشافه وصياغته لما عرف بـ"قانون تفاوت التطور الرأسمالي"، دفع به اكثر لعدم التعويل على نهوض ثوري في اوروبا الغربية، والاهتمام والتركيز اكثر على نهوض وانتفاضات آسيا الواعدة، وخصوصاً روسيا (الأوراسية) ذات المساحة الهائلة التي احتدمت فيها التناقضات المختلفة -الطبقية والقومية والدينية والثقافية...- مما جعلها "الحلقة الاضعف" في السلسلة.
لكن الامر الأهم الذي بنى عليه نداءه بوجوب الثورة الاشتراكية، كان الواقع الذي أفرزته ثورة شباط 1917 الروسية، المتمثل بوجود سلطتين: سلطة الحكومة الضعيفة، وسلطة العمال والجنود والفلاحين التي عبرت عنها السوڤييتات (المجالس). وكانت إرادة الحكومة بالاستمرار في الحرب- رغم ويلاتها التي قضت على ما يقارب 14 مليون روسي نتيجة القتال على الجبهات وانتشار المجاعة- تتعارض مع إرادة عامة الروس المُنهكين الذين لم يروا لهم في الحرب مصلحة.
* * *
لم يجد نداء لينين إستجابة. لكن هذا لم يثنِه عن عزمه المثابر حتى جاءت محاولة الجنرال كورنيلوف للانقلاب على الثورة -بحجة إعادة النظام- في تموز-يوليو، فتحول الموقف نسبياً لصالحه، ثم حُسِم في تشرين الأول-اكتوبر 1917م، لتنطلق في الرابع والعشرين منه "الايام العشرة التي هزت العالم" حسب تعبير شاهد العيان، الصحفي الأميركي: جون ريد. حيث تولت "اللجنة العسكرية الثورية" التي انشأها البلاشفة, السيطرة على المراكز المهمة في بيتروسبورغ وموسكو ابتداءً من قصر القيصر نقولا المعروف بـ"قصر الشتاء".
اعلنت الثورة فوراً "مرسوم السلام" لوقف الحرب دون الحاق او تعويضات، و"مرسوم الأرض" الذي امَّمت فيه أراضي العائلة الحاكمة والاقطاعيين ووزعتها على الفلاحين، وسيطرت على البنوك ومفاصل الاقتصاد واممتها.
ولما كانت اطياف المصير الدامي لعاميّة باريس (الكومونة 1871) تلاحق قادة البلاشفة، فسرعان ما شرعوا ببناء "الجيش الاحمر" لمواجهة اعدائهم الذين رفضوا حكمهم وقاوموه في الداخل، ولمواجهة الدول الامبريالية المتعددة التي تدخلت لوأد الثورة التي أثارت فزعها.
وإلى جانب "الجيش الأحمر" الذي تشكل من الجنود –وبخاصة أبناء العمال والفلاحين- وقاده "ليون تروتسكي"، انشأ البلاشفة منظمة الاستخبارات السرية "التشيكا" التي تولت ملاحقة خصومهم بدون هوادة.
وفي العالم 1920م كان البلاشفة قد هزموا أعداءهم العديدين ووطدوا سلطتهم.
* * *
ومع سقوط المراهنة على ثورات اوروبية بعد اخفاق الثورة الالمانية في خريف 1919- تبدد الأمل بـ"ثورة دائمة" تعم العالم، فكرس البلاشفة جهودهم لبناء الاشتراكية في وطن واحد"، وهو ما سيحدد طابع الثورة الروسية ونظامها، إضافة إلى المُحددات الأخرى الخاصة بمستوى تطور روسيا من جهة، وبثورتها, وبالاوضاع والمهمات التي جابهتها من جهة اُخرى. غير ان الوضع سيتغيّر بعد الانتصار على النازية في الحرب العالمية الثانية، بنشوء معسكر الدول الاشتراكية في اوروبا الشرقية والوسطى، وبانتصار الثورات: الصينية, والڤياتنامية، والكورية، والكوبية وغيرها. فتحولت الاشتراكية إلى نظام عالمي يقوده الاتحاد السوڤييتي، دخل في مواجهة شاملة مع دول المعسكر الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة. مواجهة انتهت بسقوط الاتحاد السوڤييتي وانهيار الاشتراكية في اوروبا خلال نهاية الثمانينيات ومطلع التسعينيات من القرن العشرين الماضي, ففتحت بذلك الطريق أمام تمدد الرأسمالية في العالم باسم "العولمة"، وانطلقت أميركا من عقالها للهيمنة عليه وتنصيب نفسها حاكماً مطلقاً له باسم تعميم الديمقراطية وحقوق الانسان.
* * *
تختلف الآراء والتقديرات في تقييم الثورة الاشتراكية الروسية ومصايرها، لكنها تتفق على الأهمية البالغة لها من حيث المنجزات الكبيرة والرائدة التي حققتها بنقلها روسيا من بلد متخلف تابع إلى دولة عظمى متقدمة قامت بدور كبير على المستوى العالمي ومدت يد العون للعديد من دول العالم- وبضمنها دول عربية- بأشكال عديدة من المساعدات.
وقد نتذكر في هذا السياق قيامها بفضح اتفاقات سايكس-بيكو الاستعمارية، ورفضها للحركة الصهيونية كحركة عنصرية استعمارية رجعية، ورفض دعوتها لتمايز اليهود عن الامم التي يعيشون فيها، وغيرها من المواقف التي يذكرها العرب وغيرهم من الامم.
لكن، وبقدر عظمة انجازاتها وادوارها، كانت عظمة سقوطها وسقوط الانظمة التي بنتها. وإذا ما صح القول بأن الروس قد افتتحوا القرن العشرين بثورتهم، فانه يصح ايضاً القول بأنهم اختتموه بتهاوي دولتهم.
وقد قيل الكثير في اسباب السقوط المباشرة: ضغط المواجهة وسباق التسلح مع أميركا الذي استنزف موارد الدولة، الركود الاقتصادي الذي لم يعد قادراً على تلبية حاجات السكان -خاصة خلال حقبة بريجينيف-، التآمر والتخريب الصهيوني الذي دفع الرئيس "يوري اندروبوف" إلى إعلان الحرب على الصهيونية في الاتحاد السوڤييتي وتشكيل "اللجنة السوڤييتية لمناهضة الصهيونية"، والحرب الخاسرة في أفغانستان...الخ
وقيل الكثير أيضاً عن الاسباب البعيدة والعميقة، التي يرجعها البعض إلى الثورة نفسها التي سعت إلى ما يعرف بـ"حرق المراحل" قافزة عن حقائق الوضع الروسي المتخلف الذي لم يكن مهيئاً للاشتراكية التي تتطلب تطوراً مادياً تكنيكياً عالياً, مما وسم لينين والبلاشفة بطابع "إرادوي" ودفعهم للجوء للعنف البالغ لفرض وبناء نظامهم, فساروا من ثمَّ في الطريق الذي سار عليه "اليعاقبة" –الجناح الثوري في الثورة الفرنسية 1789م- وواجهوا اقدارهم, خاصة بعد موت لينين عام 1924م وتولي "جوزف ستالين" القيادة ومركزته للسلطات بين يديه وتصفية معارضيه.
والثورةُ التي قدمت للكادحين والمنتجين العدالة الاقتصادية والاجتماعية، حرمتهم من الحريات. وبدل شعار "كل السلطة للسوڤييتات" الذي نادت به، حلّت سلطةُ "الحزب الشيوعي في روسيا"، وحلّت سلطةُ القيادة على الحزب، وسلطةُ القائد الكليّة على القيادة، التي صارت البديل عن "دكتاتورية البروليتاريا والفلاحين".
والدولة، التي كان عليها أن "تضمحل" حسب تنظير لينين في "الدولة والثورة" إلى ادنى حد بعد انجاز مهمتها في سحق اعدائها، تراكمت وتضخمت لتتحول إلى جهاز هائل من الإداريين والموظفين والعسكريين والامنيين، جثم على صدر المنتجين من العمال والفلاحين والمبدعين، فضيق انفاسهم واستولى على الحصة الاكبر من الانتاج.
ويرى البعض في قمع احتجاج بحارة "كرونشتادت" الثوريين عام 1921، مؤشراً مبكراً على التطور اللاحق لسلطة لا تقبل حتى النقد الداخلي.
وفي حين انتقد القوميون الروس الثورة الاشتراكية من زاوية عملها على "أوربة" روسيا، مما قادها إلى الاغتراب عن هويتها وشخصيتها الحضارية الخاصة: السلافية- الارثوذكسية، فان ابناء وبنات القوميات غير الروسية، واتباع الديانات غير المسيحية الأرثوذكسية، الذين عانوا من الظلم القيصري وقاوموه، وبالرغم مما قدمته لهم الثورة من مكاسب مادية وتعليمية وثقافية، فقد ظل الكثير منهم يتطلع إلى نيل الحرية والاستقلال، خاصة الشعوب التي جرى احتلالها وضمها واخضاعها بالقوة في العهود القيصرية.
لكن كل هذه الملاحظات والانتقادات برغم أهميتها لا تكفي برأيي لتفسير سقوط دولة عالمية عظمى كالاتحاد السوڤييتي، ودول اوروبا الاشتراكية، سقوطاً غير مسبوق في تاريخ الامبراطوريات والدول العظمى التي كانت "تنحَلُّ" شيئاً فشيئاً ثم تسقط أخيراً.
قد تصلح هذه الانتقادات لتبرير ما جرى لاحقاً، لكنها لا تسعفنا في تفسيره. فكثير من الانتقادات، وربما أكثر منها، يمكن توجيهه لدول قائمة شهدنا –وقد نشهد تراجعاً وتقهقراً لها- لكنها لم تسقط دفعة واحدة من تلقاء ذاتها, أي: دون تحطيم خارجي عنيف.
وإذا ما علَّل البعض سقوط "الانظمة الاشتراكية" او "الديمقراطيات الشعبية" في اوروبا الشرقية، بكونها قد فُرضت على بلدانها بقوة الجيش السوڤييتي الاحمر، فان هذا لا ينطبق على النظام السوڤييتي في روسيا الذي بنته ثورة داخلية أصيلة قام بها أناس مؤمنون بأفكارهم وضحوا بالكثير لأجلها، تماماً كالثورات الصينية والفياتنامية والكورية والكوبية التي ما زالت انظمتها قائمة بذاتها دونما مساندة خارجية.
وهنا أود ان أتقدم بتصور لما أظن انها الاسباب في تهاوي الاتحاد السوڤييتي, مع التأكيد مسبقاً على انها مجرد مقاربة اجتهادية تستدعي نقاشاً.
السبب المباشر برأيي المتواضع، هو فقدان القناعة والايمان لدى قادة الاتحاد السوڤييتي بنظامهم، وجمودهم العقائدي الذي منعهم من ايجاد وتوليد الحلول المبتكرة للأزمات المختلفة. ولهذا العامل -آراء القادة وقراراتهم ومواقفهم- الدور الحاسم في دولة ذات بنية شديدة المركزية تسيطر على كل جوانب الحياة، وخاصة مع انعدام المبادرة لدى الحزب واجهزة الدولة والمجتمع واعتيادها على تلقي الأوامر وتنفيذها. وقد ضاعف من أهمية وفاعلية هذا العامل "الذاتي"، "العاملُ الموضوعي" الأساس المتمثل في غياب الحرية لدى الحزب والدولة والمجتمع, وهو الوضع الذي خلق اغتراباً عميقاً لدى الجميع تجاه وجودهم ، تجلى في لامبالاة سائدة، وانماط سلوك آلية خنقت الروح الحية في ظل "نظام أوامري" يتم فيه كل شيء من "الاعلى".
في جو ووضع كهذا، كان طبيعياً ان يتفكك ويتداعى "الادنى" تلقائياً، عندما تفكك وتداعى "الاعلى", وتضافر هذان العاملان لينتجا الانهيار الذي شهدناه.
* * *
لم يكن الانهيار –بالشكل الذي تم به- محتوماً، كما ردَّد البعض فيما بعد، فقد كان لدى الاتحاد السوڤييتي وقادته خيارات وحلول اُخرى فيما لو توفرت الارادة والاقتناع.
فعلى الصعيد الاقتصادي، كان بامكانهم تنشيط الحياة الاقتصادية وزيادة الانتاجية باطلاق سياسة شبيهة بتلك التي اطلقها "لينين" لمواجهة المجاعة عام 1921م وعرفت باسم "السياسة الاقتصادية الجديدة (النيب)". وكان بامكان الدولة السوڤييتية ان تحتفظ بملكية القطاعات الاقتصادية المهمة، فيما تفسح للمواطنين المجال للعمل خاصة في القطاعات الخدمية التي كانت تعاني من تخلف كبير, وهي السياسة التي طبقتها الصين ما بعد "ماو" كما نعرف.
وكان بامكانهم ايضاً ان ينشطوا الحياة الداخلية للحزب الشيوعي ذي الاعداد الهائلة، وان يسمحوا حتى بالحريات العامة والتعددية في اطار النظام الذي توطد على مر السنين وصار قادراً على حماية نفسه من التهديد. وكان بامكانهم ان يقلصوا من حجم الدولة الكلي الهائل الذي ابتلع معظم الموارد، والتركيز على بناء نموذج متميز عن الديمقراطية الرأسمالية النخبوية، بنموذج تدير فيه السوڤييتات(المجالس الشعبية المنتخبة)- حقاً وفعلاً- الدولة والمجتمع والاقتصاد، ولا يلغي "الحريات" باسم "العدالة"، كما تفعل الديمقراطيات الرأسمالية التي تمارس الاستغلال والنهب باسم "الحرية".
وفيما يخص الأمم غير الروسية التي حكموها، كان بوسعهم تنفيذ ما نادوا به ايام النضال ضد القيصرية والامبريالية والاستعمار: "حق الأمم في تقرير مصيرها"، وهو ما كان سيفتح الباب أمام قيام علاقات صداقة وتعاون معها قائمة على المنفعة المتبادلة وليس الاكراه.
وعلى الصعيد الدولي, كان بوسعهم ان يهبطوا عن شجرة الاوهام العالية التي صعدوا إليها بالتنافس المضني مع الولايات المتحدة والدول الرأسمالية القوية والثرية، والسباق معها على قيادة العالم, وهو ما اوقعهم في مساومات, وتسويات, روعيت فيها حسابات ومصالح "الدولة السوڤييتية" على حسابات المبادئ ومصالح الشعوب.
ومع التقدير الكبير للمساعدات المختلفة التي قدموها، فانه لم يكن من شأنهم ان ينوبوا عن الأمم والطبقات المضطهدة في اختيار مصايرها، وتنصيب انفسهم اوصياء عليها, وهو ما الحق اضراراً بها وبهم.
كل ما سبق، كان بالامكان عمله فيما لو توفر لدى القيادة السوڤييتية الاعتقاد القوي بصحة نظامها، وفيما لو توفر التصميم اللازم على حمايته، مع ما يتطلبه هذا من تغييرات وتطويرات، وايضاً "تراجعات" ضرورية. "فـخطوة إلى الوراء" – وحتى خطوات- خير من الانهيار المدوي كبيتٍ من ورق.
لكن "لو" هي حرف امتناعٍ لوجودٍ، كما يقال في اللغة العربية. واقدار الدول والأمم لا تتعلق بـ" لو" بالتأكيد.
فمسارات التاريخ – كما يعلمنا استقراؤه- لا تمليها طاقاتُ واجتهادات الإرادة والعقل الواعي دائماً.
ولئن تداعى الاتحاد السوڤييتي والمعسكر الاشتراكي، فان الفكر الاشتراكي- من حيث هو مشروع ورؤية بديلة لمظالم وجور الرأسمالية والامبريالية- لم يمت، وان انحسر وتراجع كثيراً..
وبالتأكيد فان مقاومة وثورات المستضعفين في الأرض وتطلعاتهم واشواقهم إلى الحرية والعدالة, ستظل مستمرة حتى تنتصر.
|