 في العام 1956 عرفته موظفا في مصرف "EASTERN BANK LTD"، بدوري كنت في بنك دو روما، كان عضوا في مجلس نقابة المصارف، ناشطاً فيها ومحققاً وجوداً لافتاً لما تميّز به اخلاقياً، منذ ذلك الوقت وأنا على علاقة صداقة متينة به. نلتقي، تشدّني إليه اخلاق النهضة، وما لمست فيه من مآثر الوفاء والصفاء والنقاء والالتزام الوجداني بالحزب.
سنوات وسنوات مرّت وانا على اتم التعاطي مع الرفيق رفعت عسيران.
لا ابالغ اذا قلت انه من الصعب ان أرى مثيلا له، لذلك لم نفترق على مدى كل تلك السنوات في لبنان او في اي مكان انتقل إليه، على تواصل دائم.
باستمرار كان الأخ، وكان الصديق وكان القومي الاجتماعي المميّز، لذلك اشعر اليوم في أعماق اعماقي بفداحة خسارته.
خلال الصيف وعندما أكون في ضهور الشوير أتوقع حضوره كل يوم تقريباً، عندما يكون في مصيفه في بعبدات، كلما دق الجرس او الباب الخارجي هرعت إليه رافعا يداي لاحتضانه، فلا اجد سوى ذلك الوجه السمح الطافح بكل اخلاق الحزب، رافعا يديه لاحتضاني.
اليوم افتقد برحيل الرفيق رفعت عسيران طوداً قوميا اجتماعياُ هيهات ان اجد مثيلا له..
وداعاً يا رفيقي الاحب.. سأذكرك ما حييت بانتظار ان احتضنك في الزمن الآخر..
انعيك لنفسي ولجميع القوميين الاجتماعيين الذين عرفوك..
صديقك واخوك لبيب ناصيف.
| 
نسخة للطباعة