مقدمة تاريخية:
أول ما يلفت انتباه الدارس الممحص في أولوية انتشار الفكر السوري القومي الاجتماعي في منطقة سلمية أن يسأل السؤال التالي: لماذا كان للفكر السوري القومي الاجتماعي المكانة الأولى و قصب السبق في ميدان الفكر السياسي في منطقة سلمية دون غيره؟
هذا السؤال يقودنا إلى العودة تاريخياً إلى البحث عن عمق التأثيرات الفكرية المتنوعة التي مرت على هذه المنطقة حتى شكلت هذا النسيج الفكري والثقافي الذي تتميز به منطقة سلمية دون غيرها من مناطق الشام.
- مرت المنطقة بعدة عهود تاريخية كان لها تأثير فاعل في تشكيل البنية الفكرية لأبناء المنطقة يعود أقدمها إلى عصور موغلة في القدم، حيث أكدت الدراسات التاريخية والمورفولوجية أن هذه المنطقة كانت مزدهرة عمرانياً واقتصادياً منذ أيام إيبلا العمورية(1).
- ومع ازدهار مملكة قطنة العمورية في منتصف القرن الثامن عشر قبل الميلاد تبعت كور الزهور إلى هذه المملكة الدليل العالم الايطالي باولو ماتييه وتل الشيخ علي(2) .
ولما جاء العصر الكلداني وبلوغه أوج الازدهار في عهد مملكة نبوخذ نصر الثاني 562 - 605 ق.م كانت المنطقة مزدهرة العمران ووافرة الخيرات وما قناة العاشق الواصلة ما بين حاضرة سلمية و(بيلاّ) أفاميا فيما بعد إلا أكبر دليل على ذلك.
ولما اجتاحت جيوش كورش الثاني وابنه مدينة بابل الثانية (الكلدانية) لجأ العديد من علمائها إلى كور الزهور عام 538 ق.م ومن أشهرهم ابن مينسارح من مدينة بيث اليونانية وخلال أبحاثه مع العلماء البابليين الهاربين غدت سلمية مدرسة فكرية عالمية تعطي الشهادات العليا للباحثين (رتبة جَرس) فعرف من يومها ابن مينسارح باسم (بيث - جَرْس) = فيثاغورث العالم الرياضي المشهور.
- كور الزهور في العهد اليوناني 64 -330 ق.م:
- كور الزهور يبدل اسمها الإسكندر المقدوني إلى سلمياس (بناء السور المربع الشكل مع الخندق والأبواب).
- كور الزهور سلمية في العهد الروماني 64 ق.م – 613 م .
تبعت سلمية لمملكة تدمر وبعد سقوط تدمر عام 272 م غدت سلمية حاضرة تجارية مرموقة.
- في القرن الرابع الميلادي تحولت سلمية إلى أبرشية مسيحية تضم 76 كنيسة وديراً.
هذه سلمية الحاضرة الثقافية ودرة من درر الشرق العربي فهل يستغرب الدارس أن تخِّرجَ صانعي دول؟
فمنها تخرج ابن حوشب 880 م. دولة اليمن)، ومنها الحسين ألأهوازي 882 م (الإحساء والبحرين – دولة القرامطة)، ومنها المحتسب 890 م (الإمام محمد المهدي والدولة الفاطمية). وفيها عاش أحمد بن الحسين (المتنبي) حياته الأولى، في شعره يذكر كيتلون _ بارق (برقان) الصحصحان جنوب سلمية – خناصرة وهي منابع فكر جماعة إخوان الصفا وخلان الوفاء الفلسفي .
*
سلمية الحديثة وعمرانها الرابع 1848:
خضعت سلمية للحكم التركي الذي سيطر على بلاد الشام طيلة أربعة قرون كاملة، وباعتبار سلمية باب البادية باتجاه الحاضرة والتي عرفت ديارها بأرض (الجفتليك) أي الجافة وما يقع شرقي نهر العاصي شرقاً، كانت مسرحا لقبائل البدو فسهو بها الفسيحة وسواقيها الكثيرة وينابيعها الغزيرة أهَّلت البدو لاستيطان سهولها وفيافيها وكعادة هذه الأقوام في السلب والنهب والغزو، نال الحواضر منها الكثير (حماه) بالتحديد، كما نالت قوافل الحجيج والقوافل التجارية العابرة بين الحاضرة والبادية الشيء الكثير من أعمال السلب والاعتداء ولدرء ذلك كان لا بد للسلطنة العثمانية في الشام أن تقيم منطقة عازلة ودرع حماية لحماه، فكان فرمان اعمار أراضي الجفتليك الصادر عن السلطان عبد المجيد.
استطاع الأمير إسماعيل الأول القادم من قرية عز الدين(3) إلى خُرَب سلمية أن يصلح قلعتها المهدمة من أيام الغزو التتري أواخر القرن الرابع عشر الميلادي واستجلب لها الأسر من منطقة عكار (لبنان) ونهر الخوابي والقدموس وبقية قلاع دولة القلاع الإسماعيلية (مصياف والعليقة والكهف والمينقة والخوابي...) فلاحون نشيطون ومقاتلون أشداء ورجال فكر.
كانت الإرساليات التبشيرية قد نشطت في لبنان وبعض مناطق الشام يدور في جنبات مدارسها وكلياتها فكرة الانفصال عن الدولة العثمانية، وظهر تياران أحدهما قومي عروبي مؤسس على دين الإسلام، والآخر سوري يضم في تياره شخصيات مسيحية (شامية ولبنانية) سورية، ولكل نهجه وأفكاره حتى ظهر حزب الاتحاد السوري الذي أسسه مسلمون ومسيحيون من اللاجئين السوريين في مصر عام 1918 (ميشيل لطف الله رئيساً، ورشيد رضا أمين سر)(4)، وكان هذا الحزب الذي يمثل لقاءً فكرياً بين المسلمين والمسيحيين كحزب اللامركزية الإدارية العثماني (رفيق العظم). رئيس حزب اللامركزية غدا عضواً في حزب الاتحاد السوري مع فارق في الهدف. ثم كان حزب سوري آخر هو اللجان اللبنانية السورية في مصر من أعضاء سوريين مسيحيين ومحمديين وحزب سوري ثالث في مصر اسمه الحر المعتدل(5) .
هذه الاتجاهات على اختلاف أهدافها السياسية والفكرية كان لها هدف واحد هو الانفصال والاستقلال عن الدولة العثمانية.
*
المحيط البدوي وردود الفعل عليه:
جاء السلامنة كما صاروا يعرفون يحملون ثقافة التعامل مع الأرض والإنسان، فمن سهول عكار البقيعة وسهول شيزر وما أحدثوه في مناطق الجبال الغربية من تطورات اقتصادية واسعة في شتى المجالات الزراعية والصناعية والتجارية، عمقوا كل ذلك شاقولياً بالتفاعل مع أرض سلمية المعطاء ففلحوا وزرعوا وحولوا الأقنية المائية المنفلتة الأنظمة إلى سواقي منضبطة التدفق واستغلوا العيون الغزيرة، لإرواء مساحات واسعة من السهول الفسيحة فغدت سلمية واحة غناء وسط محيط بدوي متخلف، ودارت نزاعات ومصادمات أثبت السلامنة رسوخ قدم في المنطقة حتى منتصف القرن العشرين عندما ابتليت المنطقة بزراعة القطن فحدث تحول كبير في حياة السلامنة إذ غزت محركات الديزل الموتورات، تدير مضخات الماء لتأمين مياه الري إلى شجيرات القطن، فكان لابد من حفر الآبار مما سبب جفافاً في المياه السطحية واستهلاكاً مفرطاً للمياه الجوفية وساهمت ظروف المناخ بعد عام 1954 بجفافها وقلة أمطارها إلى البحث عن مصادر عيش جديدة.
*
التعليم والمدارس:
منذ بدء الاستقرار في سلمية وإعمار ريفها دأب السلامنة على تلقي العلوم بشكليها الديني والدنيوي والدليل على ذلك ما يلي:
1. كان هناك وفي كل قلعة من قلاع الدعوة شيخ يعمل على تعليم الصبيان مبادئ الكتابة والخط والحساب يدعى (الملاَّ) وهو شيخ الكتاب فيما بعد في مناطق الاستقرار الجديدة، مثالاً عائلة آل الملا في المنطقة".
2. إلى جانب التعليم الدنيوي كان هناك وفي كل تجمع إسماعيلي شيخ يعلم العلوم الدينية وكان يدعى الخطيب "الدليل عائلات آل الخطيب في سلمية ومصياف والقدموس الخوابي...الخ".
وفي الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين ولما كثر عدد طلبة العلم أوعز الإمام الثامن والأربعون (سلطان محمد شاه الحسيني) الآغا خان الثالث، أوعز إلى المسؤولين الدينيين في كل من سلمية ونهر الخوابي إلى بناء المدارس لتعليم أبناء الدعوة وقد أحصي عددها في منطقة سلمية وريفها، ثمانية عشرة مدرسة كما بنيت إعدادية خاصة في قرية تل الدرة منتصف الأربعينات وواحدة في منطقة نهر الخوابي "المحمدية"، كما كانت قد أحدثت في سلمية أول ثانوية زراعية في الشام عام 1910 وكل ذلك من أموال الجماعات، خرّجت هذه المدارس أعداداً كبيرة من المتعلمين، وظف البعض إمكانياته العلمية في مجال التعليم وفريق ثاني أكمل تعليمه ليحصل على شهادة أعلى وفريق ثالث وجد في الانخراط في سلك الجيش مجالاً لكسب العيش وهكذا توزعت فعاليات المجتمع السلموني على أنشطة اقتصادية مختلفة .
*
سلمية قضاء إداري:
كانت سلمية في العهد العثماني تتبع إدارياً متصرفية حماه وتتمتع باستقلال إداري خاص تحت سلطة أمراء المنطقة من آل تامر وآل ميرزا، ولم يجند أحد من أبنائها للخدمة في جيش الدولة العثمانية وهذا كان ملحوظاً في فرمان الإعمار عام 1848 إلا من يرغب به الأمير إسماعيل ليكون في عداد رجاله المسلحين لحماية المنطقة من غزوات البدو.
وبعد رحيل العثمانيين ومجيء الاحتلال الفرنسي في العام 1920 تحولت سلمية إلى قضاء إداري تابع لمحافظة حماه (قائمقامية)، أول من تسلم إدارتها الأمير ميرزا بن علي، هذا القضاء لا بد له من إداريين ومحامين وموظفين ليملؤوا شواغره فاستقبلت سلمية عددا كبيراً من الموظفين من خارج أبنائها.
*
بدء انتشار الفكر السوري القومي الاجتماعي في المدينة وريفها:
لقاء تم بتاريخ 2004/8/31، يروي الرفيق إسماعيل المير سليمان:
"أنَّ مِن أقدم مَن تحدث بالفكر القومي الاجتماعي محامي من منطقة صافيتا يدعى أسعد سعد الدين، افتتح مكتباً للمحاماة في العام 1937 أو 1938 وهو قريب من آل اليازجي في مرمريتا (وقد قمنا بالتقصي عنه في منطقته وتبين لنا أنه من بلدة تدعى "كيمي" في مرمريتا)
"من أوائل المنتمين كان السيد محمود شاهين والد شاهين ورياض وقد ذكر الرفيق إسماعيل أنه كان حارس حضرة الزعيم الخاص لما زار حضرته سلمية أواخر العام 1948 قادماً من حماه لما تمتع به من فتوة ورجولة ثم السيد محمد حسن حمادي وكان مقطوع اليد وهو حفيد حمادي عمر، كما كان يعرف في المنطقة، وحسين علي عيسي كان موظفاً في المصرف الزراعي وعلي مصطفى ضعون ويوسف ضعون والد الرفيقين علي وكاسر وأحمد الخطيب (الخشاب) (أبو جمال).
"أما المقدم المرحوم أنور تامر فقد انتسب للحزب عندما كان طالباً في مدرسة الروم الأرثوذكس في حمص (الكلية الغسانية) والمرحوم الدكتور مصطفى غالب على يد الأمين عبد الله محسن عندما كان الأخير مسؤول المدرسة الحربية في حمص، إلى جانب هؤلاء كان هناك مؤيدون ذكر الرفيق إسماعيل بعض أسمائهم: إبراهيم القطلبي، حرب القطلبي، علي فاضل شاهين"، ومن الأخير استطعنا أن نحصل على معلومات أيدت صحة ما أورده الرفيق إسماعيل وسنورد ذلك في مرحلة لاحقة.
*
تشكيل أول مديرية في سلمية
ذكر الرفيق إسماعيل المير سليمان (وكان من أقدم الرفقاء المنتمين إلى الحزب لكن في لبنان عندما كان طالبا في الجامعة الأمريكية) أول مديرية تسلم المدير فيها الرفيق والأديب الراحل سليمان عواد، كان ذلك أواخر العام 1948 وبداية العام 1949 وفيها الرفيق الراحل علي شاهين – ناموساً، والرفيق الراحل مصطفى صقر - محصلاً، والرفيق الراحل إبراهيم حسن - مدرباً، والرفيق الراحل جمال الشعار – مذيعاً، ومن أعضائها ذكرَ: الرفيق الراحل حسن القطريب (أبو زيد)، الرفيق الرحل يوسف عزيز دلول، الرفيق والأديب الراحل محمد الماغوط، الرفيق المحامي أسعد حافظ المير أسعد. بينما يذكر الرفيق إسماعيل بدور أن أول مديرية كانت بإدارة الرفيق عارف تامر وكان المنفذ العام الأمين الراحل بدري جريديني(6) صاحب صيدلية الجامعة في حماه – لبناني المولد.
ثم تشكلت مديرية ثانية باسم مديرية سعادة، بعد ذهاب الرفيق سليمان عواد إلى دمشق.
تسلم مسؤولية المدير فيها الأديب الراحل عارف تامر، وفيها الرفيق غالب القصير – ناموساً، ومصطفى صقر – محصلاً، وإبراهيم حسن – مدرباً، وفي لقاء تم في منزل الأديب إسماعيل عامود (أبو فداء) ضم الرفيق غسان قدور رئيس لجان تأريخ الحزب في منفذية حماه والرفيق يوسف عادلة كان ذلك بتاريخ 2006/5/18، وخلال الحديث عن الرفيق والأديب الراحل محمد الماغوط الذي كانت تربطه بالأستاذ إسماعيل عامود علاقة قديمة متينة فهما إلى جانب الأديب الراحل سليمان عواد من رواد نظم قصيدة النثر على مستوى الشام.
كان موعد تأبين الرفيق الراحل محمد الماغوط قد اقترب وقد جرى بتاريخ 2006/5/20 حدثنا الأستاذ إسماعيل ما يلي:
كنا ثلاثة في منتصف الأربعينات من القرن الماضي أنا (يقصد الأديب إسماعيل عامود)، وشاب من حماه يدعى محمد الدباغ وكان والده يعمل بائعاً لمستلزمات حمام سلمية الأثري في سوق قرب الحمام الأثري كان يدعى سوق قميلة وشاب من آل الجندي أعتقد أنه منذر الجندي؟!.
دخلنا إلى بيت مدير العشائر وكان يسكن بيتاً مبنياً بالحجر الأزرق وأبوابه ونوافذه بحجر كلسي أبيض ملاصق لبيت المرحوم عبد الله حمودي وقد تأكدنا من الأستاذ باكير محمود باكير أنه مملوك من قبل الحاج سليمان عبدو ولا زالت عائلة ولده علي تسكنه حتى تاريخ تدوين هذه المعلومات وقد أورد أن الحاج سليمان عبدو كان يؤجر هذا البيت دائماً وقد أورد الأديب إسماعيل عامود أن أحد مستأجريه كان الشاب محمد دباغ.
قال الأديب إسماعيل: أننا أقسمنا القسم الحزبي هناك ثم سافرت إلى الحسكة بعد تطوعي في الجيش بسبب الفقر وهناك قابلت رفيقاً قومياً يدعى مظفر شاكر، وكان يعمل مديراً للبريد في مدينة الحسكة وتسلمت شعبة البريد في تلك الفترة ثم بدأت اكتب مقطوعات شعرية، شعر منثور، ثم أنني حضرت بنفسي رفع العلم السوري ذي الثلاثة نجوم حمراء على مبنى السراي في سلمية من قبل الضابط صلاح الشيشكلي شقيق العقيد أديب الشيشكلي في عيد استلام الجيش السوري من قبل الحكومة الوطنية في آب 1946، وكانت السراي (دار الحكومة اليوم) في مبنى من اللبن الطيني شغلتها فيما بعد مدرسة أبي الحسن وتقع ملاصقة لمبنى مشفى سلمية الوطني من الغرب كما صار هذا المبنى سكناً لمدير المنطقة وعائلته، ثم أردف بالقول هل تذكر احتفال قرية تل الدرة بعيدها المئوي في تشرين الأول عام 1983 ؟
- قلت نعم أذكر فقد كنت عريف الاحتفال في ذلك العيد.
قال ألقيت قصيدة شعرية مطلعها:
بلادُ أحبابي أصلُ الهوى فأيُّ درب فيكِ لم يُمرع ِ
وبدأ بتذكر أبيات القصيدة حتى وصل إلى الأبيات التالية:
غداً ترودُ الكون مخلوقــــــــهٌ جمالها من أفقنا الأوســـــع ِ
فتسألُ الأجيالُ عـــــــن مهدِها وتحلُمُ الأزمانُ بالمرتـــــــع ِ
إن تمحلِ الدنيا فحسبُ الهوى سرٌّ بعينيــــك ويَبقى معــــي
- قلت: وماذا تقصد بهذه الأبيات؟
• قال: أقصد الزوبعة، وأفكار العقيدة القومية الاجتماعية لكني لم أنشط حزبياً وخاصة بعد حادثة اغتيال المالكي وما تبعها من أحداث خطيرة، وكوني أصبحت منذ بداية الخمسينيات أعمل في مقر قيادة الأركان العامة للجيش وعندي معلومات كثيرة عن العقيد المالكي.
- سألته، اروِها لنا.
• قال: كان مسؤولي المباشر في الشعبة الثالثة الضابط هشام السمان وكان برتبة ملازم أول وهو قائد سريتي في قطنا وقد عين في الشعبة الثالثة ولما انتقل إليها نقلني معه وصرت فيها رئيس قلم، بعدها صار النقيب أحمد حنيدي وهو ضابط من دير الزور، صار فيما بعد وزيراً للزراعة في حكومة البعث بعد ثورة 8 آذار 1963 وقد استلم شؤون الشعبة الثالثة بديلاً عن الضابط عدنان المالكي الذي أوفد إلى فرنسا بدورة، وكان المالكي قد تسلم رئاسة هذه الشعبة بعد مقتل آمر سلاح الطيران العقيد محمد ناصر والذي قتله الضابط إبراهيم الحسني.
• نعود للرفيق إسماعيل المير سليمان، سألته: أين كان أول مقر لمكتب الحزب السوري القومي الاجتماعي في سلمية؟ قال: كان بيتاً مستأجراً على طريق حماه عائد لآل عابدين محمود أو حمدو عابدين اليوم مسكون من قبل أسرة عز الدين الماغوط أواخر عام 1948 وأوائل عام 1949.
- سألته: هل زار حضرة الزعيم سلمية؟
• قال: نعم. عندما زار حماه أواخر العام 1948، زار سلمية وبات ليلة في فندق الجندول المشغول اليوم من قبل شعبة آثار سلمية وكمبيوتر الشبيبة، وكان حارسه الشخصي محمود شاهين، ثم غادر إلى حلب عبر البادية لأنه كان مطارداً وقد جاء معه من حماه الرفيق عزت خيارة وقد اجتمع في سلمية بكل من أحمد الخطيب الخشاب "أبو جمال" – يوسف حيدر، ولدى سؤالنا عن هذا الأخير أكد الرفيق محمد وسوف "أبو نضال" وهو من سكان السعن أن يوسف حيدر لم يقترب من فكرنا أبداً بل انخرط في حركة التحرير التي كان من أقطابها في المنطقة المحامي المرحوم علي حيدر و شريف بلوط من السعن. أما الرفيق شريف بلوط فقد أكد أنه كان من الرفقاء وقد تعرض ابنه محمد للسجن، وأكمل الرفيق إسماعيل المير سليمان أن من الحاضرين في الاجتماع محمد حسن حمادي وكان بيد واحدة.
- سؤال: مَنْ مِنْ الرفقاء من خارج سلمية كان له تأثير حزبي في المنطقة؟
• قال: كان من المدرسين الذين وفدوا إلى الثانوية الزراعية مدرس يدعى تيسير، استطاع أن يدخل الفكر إلى عقول بعض الطلبة عنده مثل شريف كيالي من كفر تخاريم وأنور العايش من دير الزور كما انتمى العديد من الطلبة البدو في مدرسة عقيربات أدخلهم الرفيق محمد الماغوط الذي كان في مهمة في تلك الناحية وكان مدير الناحية يومئذٍ شقيقي علي المير سليمان وكان الرفيق أسعد المير حافظ معلماً فيها.
اذكر بعض أسماء منهم: مصطفى الغضبان، حميد وعبيد ومحمد البطمان، يعملون كضباط أحراج وقد حضروا إلى مكتب الحزب في سلمية وأقسموا للمرة الثانية بحضوري، كما حضرت مدرّسة من منطقة مشتى الحلو لتعليم مادة اللغة الانجليزية في مدرسة الزهراء الخاصة تدعى ميسرة بيطار وقد أنشأت لجنة ثقافية وكان مقر المدرسة معمل السجاد القديم قرب بيت حسين شقرة أبو عبدو من الشرق، ومن الرفقاء الذين كان لهم تأثير فاعل حزبياً في سلمية الرفيق منيف رفقة، وهو شقيق الدكتور فؤاد رفقة من نواحي طرطوس وقد عمل مدرساً لمادة التاريخ في فترة الخمسينيات .
كما كان لزيارة المسؤولين الحزبيين أثر كبير في ترسيخ فكر الحزب في المنطقة أمثال الأمين الراحل الياس جرجي قنيزح والأمين الراحل جميل مخلوف، وقد اجتمعا بالعديد من الرفقاء في منزل المنفذ العام يومئذٍ الرفيق علي شاهين، وكان بين الرفقاء الحاضرين أذكر: محمد الحكيم، سليمان عزوز، عبد الله حمودي، إسماعيل حيدر الشعراني، عارف حيدر، نادر حيدر، تميم القطريب، إسماعيل بدور، أحمد سعيد، محمد الأورفلي البرازي. (تأكدنا من صدق روايته من خلال مجموعة صور يحتفظ بها الرفيق عبد الله حمودي، وقد أعدنا تصويرها وأرسلنا نسخة منها إلى دائرة تأريخ الحزب).
أجاب عن سؤال طُرح عليه حول علاقات القوميين بالبعثيين في سلمية قال: اصطدم القوميون مع البعثيين عند جبل عين الزرقا ونال البعثيين علقة كبيرة وصل الأمر إلى الدكتور سامي الجندي الذي رفع شكوى
ضد بعض القوميين إلى السراي. تمّ القبض على البعض وزج بهم في السجن. سمع والدي الأمير سليمان
المير علي وكان يكنى بأبي علي سليمان، فقابل القائمقام كما أني التقيت شخصياً برقيب الدرك في المخفر
وكان يدعى أنور العايش، وقد كنا طلبة مع بعضنا في الثانوية الزراعية في الأربعينات ثم غدا رفيقاً وهو من دير الزور ثم صار نقيباً واستلم ناحية عقيربات، استطعنا إخراج الرفقاء القوميين من السجن رغم أنه كان يعرف أن القوميين هم الذين اعتدوا بالضرب أولا.
- ماذا عن ذكرياتك الحزبية في سلمية؟
• قال: بينما كنا في مكتب الحزب على طريق حماه جاءنا عند المساء وفد من شباب الحارة الغربية في سلمية وفيهم بعض الشباب الفتوة أمثال أحمد سعيد، اسماعيل عبيدو، فياض الصغير، علي أحمد بو سعيد، وسألوني شو عم تعملوا بها الجمعية؟ أجبت: ليست هذه جمعية بل مكتب الحزب السوري القومي الاجتماعي، وشرحت لهم بعض أهدافه فأعجب البعض منهم بها، ورغبوا بالانتساب إلى الحزب، فقمنا بتأهيلهم للقسم وهما فياض الصغير وإسماعيل عبيدو، بينما قال البعض الآخر: مادام ابن المير سليمان في هذا الحزب لازم ندخل فيه. فقلت لهم: هذه ليست دائرة عشائر، إذ كان والدي مسؤولاً عن حل مشاكل المنطقة بين السلامنة والعشائر البدوية في منزول العائلة الذي كان مكانه البناء المقام حالياً، وفيه مكاتب المحامين أمثال المحامي تامر عبد الله تامر، وصبا ناصر وكان مشغولاً سابقاً من اتحاد الفلاحين.
قلت: أنا هنا سوري قومي اجتماعي وفي منزول والدي أنا عشائري.
- سؤال: هل استلمت مسؤولية حزبية في المنطقة؟
• قال: إن ما أوردته لك هو سبب عدم قبولي بالمسؤولية وقد شرحت ذلك لحضرة الأمين كامل حسان ناموس مجلس العمد، لما زار سلمية عقب زيارة حضرة الزعيم لها، ثم أردف سأروي لك هذه الحادثة وقد قرأت عنها يوم كنت أدرس طالباً في الجامعة الأمريكية في بيروت في الأربعينيات من القرن الماضي.
جرى اجتماع في الجامعة الأمريكية في بيروت ضم كبار الشخصيات الوطنية اللبنانية أمثال: عمر
الداعوق، حبيب باشا السعد، سامي الصلح، عمر بيهم وكان الزعيم يَدْرُسُ في الجامعة وقد حضر
الاجتماع. أخذ المجتمعون يتناقشون عن مصير لبنان لمن يتبع في الحرب العالمية الثانية؟ هل يبقى مع
تركيا أم ينضم إلى بريطانيا وفرنسا؟ قال: ابتسم الزعيم، مما لفت انتباه الداعوق فسأله ما اسمك يا طالب؟
أجابه أنطون. فسأله لماذا تبتسم؟ أجابه الزعيم: أبتسم على هذا الحديث الذي يطرحه كبار الساسة في
بلدي، لمن سيتبع بلدي؟ لبريطانية أم لفرنسا أم لتركيا؟ وكلها دول أجنبية عدوة وأسأل لماذا لا تبحثوا عمن
سيحكم بلدنا من أهله؟ كيف سيحكم بلدنا نفسه بنفسه؟
قال الداعوق للمجتمعين: المرة القادمة يجب أن نعرف بمن نحن سنجتمع حتى لا نحرج، وكان هذا درسٌ
لكل طلاب الجامعة الأمريكية.
*
لقاء آخر مع الرفيق إسماعيل المير سليمان:
لقاء آخر تم بتاريخ 2006/5/1، كررت في هذا اللقاء الأسئلة التي طرحتها في اللقاء الأول بتاريخ 2004/8/31 فأجابني بمعظم المعلومات المدونة في لقائنا الأول وكنت أبغي من وراء ذلك التأكد من صحة المعلومات السابقة. ثم أضاف: لقد حاول الأمين كامل حسان وكان ناموساً لمجلس العمد عندما زارنا في سلمية بعد زيارة الزعيم لها، وعرض عليَّ تسلم مسؤولية حزبية فاعتذرت بسبب أن والدي الأمير سليمان المير علي، نائب في البرلمان السوري ويمثل وجها طائفياً وعشائرياً في المنطقة وأخشى أن يصبح الانتماء الحزبي مبنياً على هذا الأساس وأنا أشهده في المنطقة.
حول ما رواه عن علاقته بالرفيق الراحل الأديب سليمان عواد:
وفي سؤال وجه إليه عن علاقته بالشاعر المرحوم سليمان عواد أجاب: هو أول مدير مديرية أنشئت في سلمية أواخر عام 1948 وكان المنفذ العام الرفيق بدري جريديني بعد زيارة الزعيم لها.
ما علاقتك بالأديب سليمان؟ كان رفيقاً قومياً اجتماعياً درست أنا وإياه في الكلية الأرثوذوكسية في حمص لمدة سنتين لما كان مديرها الأستاذ ندرة اليازجي، ثم أكمل دراسته الثانوية في معهد اللاييك في طرطوس ومدرسة الآباء اليسوعيين في حمص وثانوية التجهيز الأولى في حماه. بعدها سافر إلى بيروت والتحق بالجامعة اليسوعية لدراسة العلوم السياسية وظل فيها لمدة سنة واحدة. انقطع بعدها بسبب ظروفه المادية الصعبة وبعدها تفرغ للأدب وكتابة الشعر، تردد على مجلة "المكشوف" لمديرها أمين حبش الأشقر، كما اطلع على أشعار سعيد عقل وقرأ الأدب الفرنسي الكلاسيكي وقد تأثر به كثيراً، كان مغرقاً بالرمزية ناقماً على الحياة.
هل عاد إلى الشام؟ وماذا عمل في دمشق؟ عاد إلى دمشق وتوظف في وزارة الزراعة معيداً في مدرسة خرابو الزراعية أيام كان الأمير مصطفى ميرزا وزيراً للزراعة ثم انتقل إلى وزارة الإعلام في مديرية رقابة الكتب لكنه سرح منها بسبب كتاباته الجريئة المناهضة للشيوعيين والبعثيين.
كان يتردد على مقهى للشركس في منطقة المرجة - بدمشق ثم مقهى الهافانا مع المدعو خضر قنوع، كان يعاقر الخمرة ويدخن كثيراً فأصيب بمرض في قلبه. التقيت به في بيته في سلمية في إحدى زياراتي لها، حاولت ثنيه عن الإفراط في الشراب لكنه أجابني لا أحب هذه الحياة لأن المجتمع مريض وكيف سأداويه ولا أرى فيه سوى الشيوعيين والبعثيين، يُعيَّن فيه السافل والتافه وأسوأ ما فيه الضباط، أنا أرغب بالموت لهذا أفرط بالشراب.
حاولت تشجيعه للعودة إلى سلمية وترك دمشق، وقد عددت له محاسن العيش في سلمية وأغريته بأننا سنشكل رابطة قلمية وسنعيد تشكيل الحزب فوعدني خيراً لكنه بعد ستة أشهر عاد إلى سلمية محمولاً في تابوت، وكان ذلك عام 1984، ظل المرحوم سليمان عواد مخلصاً يدافع عن أفكاره القومية رغم ابتعاده عن العمل الحزبي له ولد طبيب، اسمه رياض يعمل في دمشق وله شقيقان علي عواد (بعثي) وأكرم عواد يعمل في بيع قطع تبديل السيارات على شارع حمص في سلمية.
*
لقاء آخر مع الأديب اسماعيل عامود:
وفي اللقاء الذي تم في منزل الأديب إسماعيل عامود بتاريخ 2006/5/20 وكان برفقتي الرفيق يوسف عادلة طرحنا عليه سؤالاً عن علاقة الأديب إسماعيل عامود "أبو فداء" بالأديب الراحل الرفيق سليمان عواد، فأجاب:
كنا ثلاثة نذكر إذا ما ذكرت قصيدة النثر سليمان عواد، محمد الماغوط، إسماعيل عامود لكن لكل واحد منا طريقته في التعبير عن خوالج نفسه. لقد كتب الأديب عبد الكريم دندي في مقالة حوار على الرصيف مع الشاعر سليمان عواد وأراني المقال الذي يشرح أسلوب كل واحد منا:
"إذا كان الشاعر العامود مترددا بين الأشكال الشعرية، والشاعر الماغوط قد توجه صوب الدراما الشعرية فإن الشاعر سليمان عواد قد وقف عند الانفعالية الغنائية وتَرَهَّبْ ...الخ).
لقد انتقل عملي العسكري إلى قطنا غربي دمشق وهناك بدأت أكتب في مجلة الجندي حيث كان أحد محرريها الشاعر أدونيس كما كتبت في مجلة الأديب البيروتية. أطلعنا الأديب عامود على مقالين واحد بعنوان "سليمان عواد: هل سقطت أسنانك أيها الذئب" والآخر "إلى سليمان عواد في أغانيه البوهيمية".
"عشت مع الشاعر سليمان عواد فترة طويلة من الوقت، كنا نتردد خارج أوقات الدوام على مقهى الهافانا حيث أجده في معظم الأحيان جالساً وحيداً ينفث دخان سيجارته.
لنا ذكريات طويلة لعشرات السنين، ثم أرانا صورة فوتوغرافية له باللباس العسكري وبرفقته الأديب سليمان عواد وشخص ثالث، ثم قال: لم يفهم أحد سليمان عواد كما فهمته أنا، لقد قدمت العديد من الدراسات حول دواوينه وقصائده، وأطلعنا على بعضها، ثم أعطاني مجموعة مقالات من صحف محلية شامية ولبنانية تتعلق بالشاعر الراحل وديوانين له، فقمت بتصوير هذه الوثائق جميعها وأرسلت بعضها إلى دائرة تأريخ الحزب في بيروت واحتفظت ببعضها في ملف الشاعر الراحل.
*
ما كتبه الرفيق سليمان عزوز مواليد سلمية 1932:
وفي قراءتي لملف الرفيق الراحل سليمان علي عزوز، أورد ما حرره الرفيق سليمان بخط يده، بتاريخ 2003/12/11، ومحفوظ في ملفه.
"سليمان علي عزوز مواليد سلمية عام 1932.
"زوجتي ربيحة سحلول رفيقة قومية اجتماعية منذ عام 1954 .
"لدي أسرة قومية اجتماعية فأبنائي هيثم – علي – باسل رفقاء، وابنتي جولان رفيقة قومية اجتماعية.
حاصل على أهلية التعليم الابتدائي وإجازة في الحقوق.
"شغلت وظيفة مدير إداري في مشافي القامشلي، حمص، سلمية وعملت معلماً لمدة خمسة عشر عاماً.
"انتسبت إلى الحزب عام 1950 إثر استشهاد الزعيم سعادة بعام واحد، حيث كان المناخ الاجتماعي الثقافي السياسي يزخر بالإعلام القومي والعطاء الثقافي الأدبي، ويفيض بالتفاعل الفكري الاجتماعي تمجيداً بمواقف العز لاستشهاد الزعيم وتخليداً لشخصه ومبادئه، واعتقد في هذا الصدد أن آلاف القوميين الاجتماعيين صاروا يتسابقون للانضواء تحت راية الزوبعة صفوفاً متراصة في منظومة للحزب مشدودين إلى روح العقيدة إيماناً بحضرة الزعيم الخالد وعظمة عطائه النادر في التاريخ.
"وأنا من الشباب الذين قرؤوا سيرة الزعيم وتشربوا مبادئه من خلال الصحف الشامية واللبنانية التي كانت تحررها أقلام القوميين شفقاً أحمر في أفق مستقبل كان أحوج إلى مشاعل النور والضياء، لذلك قررت أيام تلك، أن أقسم قسم العضوية والولاء وأن أتحمل بصبر وعناد وصمود الملاحقات الانتقامية من سلطة المكتب الثاني بعد اغتيال المالكي، حيث كنت لا أنام في البيت والمداهمات تترى على منزلنا إلى أن ألقي القبض علي وأودعت مع الرفيق محمد حسين عزو "أبو العز" السجن البولوني بحمص تحت وطأة تعذيب مُرهق بالكهرباء والفلق بتهمة السفر إلى لبنان عدة مرات وتهمة توزيع السلاح على عشيرة راكان المرشد دون أن أعرف شيئاً عن هذه العشيرة وشيخها.
ثم أوردَ الرفيق سليمان عزوز عدداً من الأسطر تحوي معلومات حزبية تم طرحُها عليه من قبل الرفيق الراحل تاج الدين سفر(7)، رئيس لجنة تأريخ الحزب المحلية في سلمية بتاريخ 2003/12/11. كتب:
"لا أدري على وجه الدقة كيفية دخول الحزب وانتشاره في بلدة السلمية وكل ما سمعته أن من الأوائل الذين تواجدوا في الساحة القومية شخص من بيت مقصود ومن بيت حمادي(8) ثم تلاهما سليمان عواد، وإسماعيل المير سليمان، لا أذكر شيئاً عن تاريخ نشوء أول وحدة حزبية في سلمية، وقد ذكرت أسماء أربعة من الرفقاء الأوائل، هم أول ما سمعت عنهم ثم تعاقب بعدهم حسن القطريب، جمال الشعار، إسماعيل سفر(9)، محمد دلول(10)، سليمان عزوز، عبد الله حمودي، توفيق عادلة، علي شاهين، يوسف دلول، هاشم عادلة، محمد الماغوط، أسعد حافظ، حسون الحجار، عارف حيدر، أحمد سعيد، ثابت شقرة، خضر ياغي... وسواهم الكثير من الذين لم يرد في ذاكرتي أسماؤهم.
لم تتضح في ذهني صورة الأطر الحزبية والمسؤولين الحزبيين بشكل جلي إلى بعد تسميتي ناموساً للمنفذية في عهد المنفذ الرفيق علي شاهين بدلاً من الناموس السابق إسماعيل المير سليمان ويختلط عليّ الأمر في توزيع المسؤوليات بين مسؤولين في منفذية سلمية آنذاك والمسؤولين الآخرين في المديرية نظراً لمرور الزمن الذي ناهز الخمسين عاماً.
قدمت في الاستمارة (المقصود ورقة سجل فيها المعلومات الشخصية والحزبية)، وقد أوردنا معلوماتها ودونَّاها لمحة عن الأنشطة الحزبية في كل أنحاء سوريا على الصعيد الثقافي والاجتماعي والسياسي عقب استشهاد الزعيم سعادة، وأعتقد أن المرحلة التاريخية بين استشهاد سعادة وبين اغتيال المالكي كانت مرحلة ذهبية توهج فيها الإشعاع الفكري في اللقاءات الحزبية، والمهرجانات الخطابية والحوارات الحزبية مع الأحزاب الأخرى، والاحتفالات على قمم الجبال بمناسبة الأول من آذار، والثامن من تموز، والسادس عشر من تشرين الثاني، وتميزت هذه المرحلة بحرية الرأي واللسان وإقامة المحاضرات للمواطنين يجري بعدها مناقشات مستفيضة في العقائد الحزبية مقارنة مع عقيدة الحزب السوري القومي الاجتماعي، وسوى ذلك من الأنشطة الحافلة بالصور والمواقف الموثقة التي صودرت أثناء المداهمات المنزلية التي تعسف فيها الأمن الحاقد وصادر أدنى القصاصات.
أثناء تلاقي التيارات الحزبية: القومي – البعث – الشيوعي – الإخوان، وهي أحزاب عقائدية يجري التصادم لا التحاور فيما بينها لانعدام النضوج بالفكر الديمقراطي لدى الجميع. وكان هم كل تيار الإطاحة بالتيار الآخر وأحسب أن هذا التنافر فتح ثغرة واسعة لاستغلال بعض الخصوم والإيقاع بالضربة القاصمة بمقتل المالكي وبالتالي في التنكيل بالحزب وتشريده فضلاً عن كون الحزب كان متهماً بانحيازه للقوى الطائفية الإسماعيلية في سلمية ولا سيما رؤوس الطائفة عائلة الأمراء، الأمر الذي كنا نعاني منه العناء الشديد في إقناع الآخرين بأن الحزب هو الحرب الشرسة على التقسيمات الطائفية والعشائرية والمذهبية لأنه يقول بالمواطنة الحقة ووحدة المجتمع – الإنسان في متحد أتم هو الأمة السورية بواقعها الطبيعي في إطار العالم العربي المديد.
ثم سجل معلومات عن كيفية تعرفه على الحزب فكتب:
"تعرفت إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي من خلال مطالعتي وقراءتي لمجلة الدنيا عام 1949، لأنني كنت أقرؤها بشكل مستمر وأنشر فيها خواطري الأدبية والشعرية، وقد شدتني المقالات التي كانت هذه المجلة تنشرها عن حضرة الزعيم واستشهاده وانتميت إلى الحزب عام 1950، واستلمت ناموس منفذية وكان عامذاك الرفيق علي شاهين منفذ المنفذية حوالي عام 1950.
كانت النشاطات والمهرجانات حية وفاعلة وبشكل دوري وطبعاً علني، لأن الحرية الحزبية متاحة للجميع وكانت أكثر المواضيع حساسية مسألة "عروبة الحزب" وبعض من فكرة "الإنسان – المجتمع"، و"النظرية الاقتصادية في الحزب" التي لم تتضح بشكل جلي في أذهاننا وكنا نستغل مناسبة الانتخابات النيابية للتعبير عن آرائنا وعقيدتنا. كنت أنا معنياً بأمرين: الأول الناحية التنظيمية والثاني في كثرة المحاضرات الحزبية التي كانت توكل إلي في مدينة سلمية وريفها من خلال اللقاء مع الرفقاء أو من خلال اللقاء والاجتماعات العامة بحضور حزبيين من جهات حزبية متعددة، ولم أقف عند أي تكليف أو أمتنع عن أي نشاط ولعل الهاجس الأكبر الذي يختلج في كياني ويدفعني إلى المزيد من الثقافة الحزبية هو هاجس العروبة وقضية الاشتراكية، الفرق بين الاجتماعية والاشتراكية.
كنت معلماً في قرية الشيخ هلال التي تبعد عن سلمية حوالي 60 كيلو متراً إلى الشرق وإثر مصرع المالكي والمباشرة في ملاحقة الحزب ومؤسساته وأعضائه، كنت دائماً ألوذ بالفرار والهرب وأقضي معظم وقتي في هذه القرية والقرى النائية المجاورة لها، وأعمال المداهمة مستمرة على منزلي من قبل الشرطة العسكرية ذوي القبعات الحمر وبعض أفراد الدرك "الشرطة" إلى أن كان الشهر الحادي عشر عام 1956 على ما أذكر وكان المناخ زمهريراً حيث وردت إليّ برقية بدعوتي إلى خدمة العلم، بلّغني إياها أحد أفراد الشرطة العسكرية ناحية السعن وأدركت أبعادها وجئت إلى سلمية مجازفاً وإذا بسيارة الشرطة العسكرية تقاطع عليَّ الطريق وكان فيها الملازم الأول عبده حكيم، رئيس فرع المكتب الثاني في حمص، وقد نزلت ضيفاً على سجن البولوني في حمص في غرفة خاصة، ووجّه إلي تهمة توزيع السلاح على عشيرة العنزة برئاسة راكان المرشد وتهمة الاتصال ببيروت لحبك مؤامرة لقلب نظام الحكم وهاتان التهمتان لاقيت جراءهما طريقين من العذاب بالكهرباء والفلق فضلاً عن الضرب بوحشية زائدة واللكم بشراسة من عبده الحكيم وأعوانه على مدى ثلاثة أيام متواصلة ليلاً ونهاراً للاعتراف والإقرار ومن ثم للتعاون معهم، إلا أن صمودي وكنت في عنفوان الشباب قطع كل طريق عليهم إلى أن أفرجوا عني في حين كانت المحاكمات جارية للسيد منير العجلاني وبعض الرفقاء والمتحالفين بموجب أحكام عرفية حتى تم سوقي إلى خدمة العلم الإلزامية في الشهر السابع عام 1957 حيث جرت ملاحقتي ومراقبتي أينما أكون وحيثما أحلّ.
في سؤال وُجِّه للرفيق سليمان حول مقابلته الزعيم؟
أجاب: لم أحظ بمقابلة حضرة الزعيم بكل أسف.
سؤال: هل تستطيع أن تقيّم مسيرة الحزب؟
أجاب : أستطيع في هذه اللحظة أن أجيب بما يلي:
1- لقد ارتكبت القيادات المتتالية عقب استشهاد الزعيم أخطاء عديدة في تصارعها وتهافتها على المراكز والمناصب.
2- لم يمارس الحزب الدور الديمقراطي داخل الحزب بالشكل الأمثل ليكون منارة الديموقراطية الاجتماعية.
2- لم يحسن الحزب استغلال الظروف الملائمة إعلامياً وإذاعياً باستثناء العمليات الاستشهادية في الجنوب
اللبناني(11) .
4 – لم يستطع الحزب تجاوز التقسيم داخل صفوفه أو يعود إلى الرفقاء الذين يملكون القدرات الكافية من الثقافة والعلم والفن لاحتوائهم من جديد.
أقترح تطبيق نظرة الحزب إلى الإنسان – المجتمع على الحزب ذاته أولاً، لأن الحزب مثال وحدة المجتمع والأمة وأن تقوم فيه مؤسسات على مختلف الصعد من هذا المنطلق لضمان العمل لكل قومي اجتماعي ولضمان الإنتاج له لأن كل مواطن أو كل قومي يجب أن يكون بشكل من الأشكال منتجاً(12) فكراً وفناً
وزراعةً وصناعةً.
ثانياً - سؤال: هل لديك وثائق أو مطبوعات قديمة تدعم وتوثق تاريخ الحزب؟
جواب: ليس لدي أي وثائق أو مطبوعات قديمة تشكل أسانيد أو مراجع لأنها كلها أكلتها النيران عندما جمعتها جميعاً في "عدلين" كيسين كبيرين يحتويان كل ما نشر أو طبع من مؤلفات عن فكر الحزب وأدبياته وجرائده جريدة البناء، الأجيال، كل شيء، حيث كنت مشتركاً في جريدة البناء وكل ما حرره أسد الأشقر ومحمد يوسف حمود وأدونيس وإنعام رعد وجورج مصروعة وسواهم من العديد في ردودهم على القائلين "لبنان وطن وأمة" والمنشورة في الصحف المذكورة وسواها، وكنت أودعت هذين الكيسين في بيت أختي وهي جاهلة فأطعمتها جميعاً للنار خوفاً عليَّ، وأشهد لهؤلاء الأمين عصام المحايري وإلى جورج عبد المسيح تصديهم لإيضاح فكرة عروبة الحزب.
ثالثاً – لعل ما كتبته من ملاحظات واّراء ومقترحات يشكل الرد على هذا التساؤل بين ما هو سلبي وما هو ايجابي ولأخذ العلم فالرفيق سليمان عزوز شاعر قومي اجتماعي له ديوان بعنوان قصائد من الشعر المقاوم وقفه على التغني والتفاخر بالفكر القومي وقد تم إرسال نسختين منه إلى دائرة تأريخ الحزب كما يوجد في ملفه قصيدة بخط يده بعنوان "قال المعلم الشهيد".
*
ما كُتِبَ عن الرفيق الراحل محمد الحكيم (أبو نديم):
مواليد مصياف عام 1909.
روت لنا ابنته الرفيقة هند الحكيم:
"الرفيق محمد انتمى للحزب عام 1949 وكان يومها دركياً خيالاً تنقل في عدة مناطق من الكيان الشامي.
تقاعد من الخدمة عام 1954 وكان يومها رئيس مخفر درك تدمر.
نظم العديد من الشباب التدمريين من آل الخطيب وآل الحافظ ثم انتقل إلى سلمية وتسلم فيها منفذاً عاماً بين عام 1955 - 1954.
بعد حادثة المالكي اعتقل وزج به في سجون البولوني والمزة والقلعة وتعرض للتعذيب الوحشي(13) في عام 1961 وردت رسالة من مركز الحزب ضمن قلم حبر وقد وصل علمها إلى الجهات الأمنية بواسطة مخبرين حيث اعتقل على أثرها وتعرض للتعذيب الشديد ولم يفصح عن ماهية الرسالة رغم أن الجهات الأمنية كانت تملك صورة عنها.
روى لابنته هند أنه مرة وفي سجن المزة دخل على غرفة التحقيق الضابط في المخابرات عبد الكريم الجندي وكان برتبة نقيب وشتم الرفيق محمد بأخته فما كان من الرفيق محمد إلا أن ناوله لكمة في وجهه أطاحت به أرضاً ولما نهض منها قال للرفيق محمد "لساك طيب يا عرص يا...." فرد الرفيق محمد "هذه تحت شواربك يا بندوق" ولم يدر بحاله إلا وهو ممدد في المهجع مغشياً عليه دون حراك، وتقول الرفيقة هند تعرض منزلهم للمداهمات والتفتيش المتكرر وقد صودرت كتب الرفيق محمد، كما أنها لا تحتفظ بمدونات مكتوبة ولا منقولة إلا ما ذكرت لأن والدها كان يكتم معاناته عن أبنائه وأهله".
مرويات الرفيق الدكتور إسماعيل سفر عن المرحوم الرفيق محمد الحكيم:
"الحكيم محمد الحكيم" بهذا العنوان كتب الرفيق الدكتور إسماعيل سفر عن الرفيق محمد الحكيم ما يلي:
"كان مسؤول المنطقة الوسطى في تنظيم الشام بعد اغتيال المالكي، وكان الوحيد الذي يعرف تحركاتي (للعلم فالرفيق إسماعيل تسلم مسؤولية تنظيم مكتب الشام في العام 1957)، ثقتي به لم تخب عندما اعتقل بعد اعتقالي مباشرة ومن أغرب الأمور أن يكون له طاقة فوق البشرية فقد أنكر أنه يعرف شيئاً عني، ورغم التعذيب الوحشي الذي مورس عليه من قبل زبانية السراج(14) (ممدوح الأحدب، فيصل التركاوي، صلاح الأيوبي) لم يلفظ خلال التحقيق معه إلا يا الله....
كان نحيل البدن، ضعيف الساعدين والساقين، لكنه كان قوياً في همته رائعاً في مقاومته، كسر التركاوي على جسده عدة عصي دون أن نسمع منه إلا يا الله... شُبحَ وشُرِّحَ(15)، وكُهْربَ وضُربَ ضرباً مبرحاً ولم يقل إلا يا الله... وبعد خروجه من السجن عاش صامتاً لقد أوذي حبه للقضية وأوذي في عنفوانه، لم يتماثل للشفاء بعد السجن وتوفي متأثراً بجراحه الجسدية والنفسية.
لو طلب مني أن أقول من هو الذي يستحق رتبة أمانة بعد وفاته قبل كل الناس لقلت بدون تردد أنه الحكيم محمد الحكيم ولو كانت رتبة الأمانة قلادة في عنقي لنزعتها وأعطيتها محمد الحكيم لكن سواء منح رتبة الأمانة أو لم يُمْنحْها يبقى محمد الحكيم حكيم القضية الأولى في مرحلة حاسمة من عمر هذه القضية.
ما كتبه الرفيق علي المير ملحم (أبو صراع) عن الرفيق محمد الحكيم:
الرفيق محمد الحكيم من مواليد مصياف،
والده الشيخ إبراهيم الحكيم وشقيقه المقدم حسين الحكيم من أبطال الانقلابات في الشام.
أنيطت للرفيق محمد الحكيم مسؤولية منفذ عام سلمية، وبعد حادثة اغتيال المالكي ألقي القبض عليه وزج به في سجن المزة. التقيته هناك... تشاركنا التعذيب والحرمان والإقامة وحتى لقمة العيش، كان رحمه الله يتمتع بأخلاق عالية جداً وسلوكية قومية اجتماعية ممتازة، وعرف بصدقه وصلابته القومية الاجتماعية وبمواقفه الجريئة في السجن وخارجه.
ما كتبه الرفيق محمد حسين عزو (أبو العز) من قرية المبعوجة عن الرفيق محمد الحكيم:
تسلم الرفيق محمد الحكيم مسؤولية منفذ عام سلمية، كان في الاجتماعات الحزبية يضع المناشير(16) في بواري طاولته التي يكتب عليها خوفاً من وقوعها في أيدي رجال الأمن.
اما ما كتبه الرفيق تاج الدين سفر في مروياته عن الرفيق محمد الحكيم، فيقول:
"أصبح منفذاً عاماً.
مساعد أول متقاعد في سلك الشرطة.
أخلاقي. هادئ. مؤمن بالحزب حتى الشهادة بعقيدته. ذو قلب كبير. أعتقل وعُذبَ مرات عديدة على يد زبانية السراج وأعوانه.
بقي مؤمناً بالفكر وهو والد الرفيق المرحوم نديم والرفيقة هند والرفيقة ليلى(17).
لما تحقق معه في سجن المزة نفى عني كل التهم، فقط قال إني مؤيد للحزب.
خطبت ابنته هند صيف عام 1958 وكانت معاونتي في العمل السري (مخلصة للعقيدة وفيَّة لقسمها متفانية في عملها وأظنها وقد فسخت الخطوبة بيننا بعد ستة أشهر، وفية لمبادئها وقسمها ولا تستطيع أن تكون إلا كذلك لصلابة إيمانها وصدقها)، وبعد يومين من عقد الخطوبة استدعيت من قبل فرع المخابرات في حلب لأنني كنت يومها معلماً في قضاء معرة النعمان واستدعي والد خطيبتي محمد الحكيم إلى حمص فدمشق للتحقيق معنا، أخلي سبيلي بعد يومين من التوقيف بينما دام توقيف محمد الحكيم أبو نديم ستة أشهر تعرض فيها للتعذيب والاهانة كما قال لي لما زرته لشرح موقفي والسلام عليه وحتى اليوم لا أعرف سبب توقيفي وتوقيفه".
هوامش:
(1) كور الزهور: الدكتور إبراهيم فاضل ص 4.
(2) زيارة قام بها هذا العالم إلى تل الشيخ علي تبعد 3 كلم شرقي سلمية.
(3) قرية عز الدين تقع إلى الجنوب الغربي من سلمية باتجاه نهر العاصي، تعود تسميتها إلى مقام رجل صالح من البدو يدعى
(عز الدين أبو حمرة) تسكنها اليوم اسر بدوية.
(4) تاريخ سوريا: 1918 – 1908 د. علي سلطان ص 47.
(5) نفس المصدر ص4 .
(6) بدري جريديني: للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية
ssnp.info
(7) تاج الدين سفر: "احد رفقاء الرعيل الاول ومدير المديرية الرابعة في السلمية". مواليد عام 1935 في قرية تلدرة. انتدب للتدريس من قبل الحزب في منطقة "مشتى الحلو" في ثانوية حزّور التابعة للحزب عام 1953 – 1954 وتسلم مسؤولية مذيع في مديريتها. دخـل في عام 1955 الكلية العسكرية بحمص ونال شـرف الطالب الاول على طـلاب دورته (ماجـور الدورة). تعرض للاعتقالات في عدة سجون بدءاً من سجن سلمية – موقع حماه، البالوني في حمص، الحميدية بدمشق والمزة حيث نال شتى انواع التعذيب والقهر. بعد الافراج عنه تم تعيينه معلماً في منطقة ادلب، يومئذ عاد لممارسة نشاطه الحزبي. عادت الملاحقات تطاوله فسجن في البولوني في حمص ثم في ادلب. بعد انتقاله الى سلمية اكمل نشاطه الحزبي وعين ناموساً للمنفذية في الثمانينات من القرن الماضي. تم تعيينه مؤخراً مديراً للمديرية الرابعة سلمية، منفذية حماه وشغل مسؤولية رئيس للجنة تاريخ الحزب في منطقة سلمية. ظل مخلصاً لقسمه ومهامه حتى وافته المنية في 7/7/2007 اثر نوبة قلبية قاتلة. اقيم للراحل مأتم حاشد تقدمه منفذ عام حماه الامين الدكتور ياسر الحكيم وعدد من المسؤولين والفعاليات وبعث رئيس الحزب الامين علي قانصو بإكليل زهر، وعميد شؤون عبر الحدود الأمين لبيب ناصيف رسالة تعزية.
(8) يقصد به محمد حسن حمادي وهو حفيد حمادي عمر، المعروف في سلمية وكان بيد واحدة (ذكر ذلك الرفيق إسماعيل
المير سليمان في مذكراته).
(9) إسماعيل سفر: للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى الموقع المذكور آنفا.
(10) محمد دلول: كما آنفا.
(11) الجنوب اللبناني أضيفت للإيضاح.
(12) "منتجاً" سقطت في المذكرات ثم أضيفت من قبلنا للإيضاح.
(13) ذكر إمامي وأمام الرفيق الراحل تاج الدين سفر أنه يحتفظ بقميصه الداخلي وعليه آثار الدماء والقروح من شدة التعذيب.
(14) عبد الحميد السراج رئيس المكتب الثاني في الأركان العامة للجيش السوري وهي مسؤولة عن التنظيمات السياسية والأمنية ثم تسلم وزيراً للداخلية أثناء فترة الوحدة الشامية المصرية 1961 – 1958 .
(15) شبح: شبح بواسطة المشبحة وهي قطعة حبل يربط بها الساقان للتعذيب وأثناءه كان الفلاحون يستخدمونها لربط أيدي دوابهم حصان أو حمار. شرح: بواسطة المشرحة وهي ربط يدي وساقي الرفيق عند التعذيب إلى طاولة أو الأرض كما يفعل الطبيب عند تشريح الجثة.
(16) المناشير: المنشورات: كان لدى الرفيق محمد طاولة قوائمها حديد مبروم مفرَّغ يضع المنشورات ملفوفة في هذه القوائم من الأسفل .
(17) تم الاستفسار عن السيدة ليلى ابنته فتبين لنا أنها مواطنة مؤيدة وليست رفيقة .
|