نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
اللوبي اليهودي في أوروبا
الجماعات اليهودية تدعم "حقوق اللاجئين"...
تُعتبر أزمة اللاجئين الوافدين إلى أوروبا بمثابة القضية الرئيسية التي تشغل الحكومات والرأي العام هناك في المرحلة الراهنة. ومن دون الدخول في تفاصيل الموضوع، لا بد من ملاحظة أن الجماعات والشخصيات اليهودية بأوروبا والعالم، من أمثال المضارب جورج سوروس George Soros والعديد سواه، هم من أكثر من يدعون الحكومات الأوروبية إلى تقديم العناية وحسن الضيافة للاجئين.
أما الأهداف اليهودية من هذا الموقف، فيمكن تلخيصها بالآتي:
- من المناسب جداً لليهود حصول حالة "تفريغ" البلدان العربية من قسم كبير من السكان، وذلك لإفراغ البلاد من شريحة منتجة من الشعب، ولتبرير تهجير اليهود للفلسطينيين...
- يتطلع اليهود إلى التقرب من بعض الجماعات "الإسلامية" من خلال إبداء التعاطف مع اللاجئين... علماً أن الجماعات التكفيرية بالجمهورية العربية السورية تتلقى منذ عدة سنوات الدعم المباشر من جانب الكيان اليهودي.
- كذلك يتطلع اليهود إلى خلق حالة شرخ في العلاقة بين المسيحيين والمسلمين عن طريق تصوير مسيحيي أوروبا بمظهر المعادين للمسلمين، على عكس "اليهود المنفتحين والمتسامحين..."
- يتطلع اليهود إلى خلق هوة بين تيار اليمين المتطرف في أوروبا والمسلمين، ذلك أن تيار اليمين المتطرف يعارض بشدة الهجرة المكثفة للاجئين إلى أوروبا، على أن عدة – وليس جميع- أحزاب وحركات في هذا التيار تعارض أيضاً بقوة اللوبي اليهودي العالمي، وبصورة خاصة في كل من اليونان والمجر، وقد سبق وأن تناولنا هذا الموضوع بإسهاب ضمن هذا التقرير.
والرد المطلوب يكون أولاً بإنهاء الحروب التي تحمل قسم كبير من السكان في البلدان العربية على محاولة النزوح إلى الدول الأوروبية، مع السعي إلى القضاء على التفرقة الدينية والمذهبية البغيضة بين المواطنين، (تلك التفرقة التي يعمل اليهود بكل تركيز على تعميقها وتأجيج لهيب حدتها...) وثانياً بتكثيف الجهد الإعلامي من أجل إطلاع الرأي العام في البلدان العربية والعالمية على حقيقة المافيا الإحتكارية اليهودية وعلى خططها وأهدافها، علماً أن شر المافيا الإحتكارية اليهودية عالمي النطاق، ولا يعني الشعوب العربية وحدها...
اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة
الفريق اليهودي لدى المرشح الجمهوري جيب بوش
يُعتبر جيب بوش Jeb Bush ، شقيق ونحل الرئيسين السابقين جورج بوش الأب والإبن، من المرشحين الأقوياء لنيل ترشيح الحزب الجمهوري له لإنتخابات الرئاسة الأميركية المقررة للعام القادم 2016, غير أن حملة جيب بوش تعاني من "مشكلة مهمة" في مفهوم السياسات الداخلية الأميركية، وتتمثل هذه المشكلة في أن يهود أميركا يشعرون ببعض الريبة إزاء حقيقة ولاء هذا المرشح البارز وتبعيّته لجماعات اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، وبالتالي فإن اللوبي اليهودي قد لا يمنح حملة جيب بوش الدعم الكامل من النواحي المالية والإعلامية والسياسية... أما سبب هذه الريبة اليهودية إزاء جيب بوش، فهو أن فريق حملة جيب بوش يضم في صفوفه وزير الخارجية الأميركي السابق جيمس بايكر James Baker ، وأن اليهود يكرهون جيمس بايكر لأنه لم يتردد في إنتقاد "إسرائيل" بقوة حين كان وزيراً للخارجية سنة 1991، إبان رئاسة جورج بوش الأب، ويُعتبر مقرّباً لبعض الأوساط العربية,
ويحاول جيب بوش تبديد شكوك ومخاوف اليهود، وقد بدأ ذلك بإدلائه بتصاريح أكد فيها أن جيمس بايكر هو مجرد مستشار لديه، وأنه لا يشاطر الوزير السابق جميع آرائه, كما أن جيب بوش يشدد على علاقته المميزة مع اليهود، وأدائه خدمات كبيرة للكيان اليهودي "إسرائيل" حين كان يشغل مركز حاكم ولاية فلوريدا وقبل ذلك أيضاً، مع العلم أن الولاية المذكورة من الولايات التي تأوي أكبر عديد من اليهود في أميركا...
وتعزيزاً لمساعي جيب بوش تلك الرامية إلى تبديد مخاوف اليهود الأميركيين إزاءه، فلقد تشكلت مؤخراً مجموعة من اليهود الأميركيين البارزين لدعم ترشيحه تضم النائب السابق إيريك كانتور Eric Cantor ، رئيس الكتلة النيابية الجمهورية السابق الذي خسر الإنتخابات التمهيدية لنيل ترشيح حزبه له للإنتخابات النيابية (ما كان شكل نكسة رئيسية للوبي اليهودي الأميركي في 2014، وكنا قد أفدنا عن هذا التطور حينها)، وزير العدل السابق مايكل موكاسي Michael Mukasey ، المدعي العام السابق لولاية جورجيا سام أولينز Sam Olens ، وعدد من اليهود الآخرين. وتسمية هذه الجماعة هي "اللجنة الوطنية للزعامة اليهودية" "National Jewish Leadership Committee," . و بدأت اللجنة العمل الحثيث من أجل الترويج لجيب بوش وجمع التبرعات لحملته الإنتخابية في أوساط يهود أميركا..
أرقام ذات دلالة
ثقة الأميركيين بوسائط الإعلام في حدها الأدنى
أفادت دراسة إستقصائية أجراها معهد غالوب Gallup المتخصص في إستطلاعات الرأي العام بأن 40% فقط من الأميركيين يثقون بوسائل الإعلام في الولايات المتحدة كمصدر موثوق للأخبار، ما يمثل أدنى نسبة للثقة بوسائل الإعلام على الإطلاق يتم تسجيلها في إستقصاءات الرأي العام. وقد بينت أرقام الإستطلاع أن الأميركيين من الجيل الجديد – أي من هم دون الخمسين من العمر – أقل ثقة بوسائل الإعلام من الأميركيين الذين تزيد أعمارهم عن هذه السن (الخمسين),
والمعروف جيداً لدى الجميع أن يهود الولايات المتحدة يهيمنون على ملكية و/أو إدارة غالبية وسائل.الإعلام في هذا البلد.
مال وأعمال
تخوف من نشوب أزمة مالية عملاقة عالمية النطاق مع شركة غلينكور
أعرب عدد من الخبراء الماليين عن تخوفهم من إحتمال نشوب أزمة مالية عملاقة شبيهة بالأزمة التي حصلت في 2008 إثر إنهيار الشركة المالية اليهودية ليهمان براذرس Lehman Brothers حينها. أما السبب هذه المرة، فإنه قد يعود إلى المجموعة المتعددة الجنسيات غلينكور Glencore ، والتي تأتي في المرتبة الأولى عالمياً في المتاجرة بالمواد الأولية وإستثمار المناجم، بحيث أن من شأن إنهيار تلك الشركة في حال حصوله أن يترك آثاراً عالمية النطاق لن تؤثر على الأسواق المالية وحدها، وإنما أيضاً على إقتصاديات عدد كبير من البلدان، وبصورة خاصة البلدان النامية. وقد تراجعت قيمة سهم غلينكور في البورصات العالمية بنسبة 80% بين أيار/مايو وأيلول/سبتمبر 2015.
وهناك أسباب عديدة وراء هذا التردي في أوضاع الشركة لا مجال هنا للتوسع فيها، وإنما يكفي أن نذكر أن مديونية الشركة تبلغ 30 بليون دولار أميركي، في حين أن قيمتها السوقية لا تزيد على 15 بليون دولار...
والجدير بالذكر أن المختلس اليهودي مارك ريتش Marc Rich هو الذي أسس الشركة، وأن اليهود ما يزالون إلى يومنا الحاضر يضطلعون بدور أـساسي في إدارة الشركة التي يمتلكون أجزاء كبيرة منها.
وينتظر أن تحمل الأسابيع القادمة التطورات التي يمكن أن تؤدي إلى إنهيار الشركة، إلا في حال تم "تعويمها" في اللحظة الأخيرة، وهذا أمر محتمل أيضاً...
حملة مركزة على مجموعة فولكزفاغن بسبب أصلها النازي
إحتلت "فضيحة" تزوير – أو بالأحرى تحوير- مجموعة فولكزفاغن VAG الألمانية للمركبات لنتائج إنبعاث الغازات من محركات الديزل في السيارات السياحية التي تنتجها صدارة الأخبار في وسائل الإعلام العالمية، مع شن حملة شعواء على المجموعة، والتركيز كثيراً على كون فولكزفاغن نشأت بالأساس نتيجة قرار إتخذته الحكومة الألمانية في النصف الثاني من ثلاثينات القرن العشرين، علماً أن الحكومة الألمانية كانت حينها تخضع لحكم الحزب النازي بزعامة الفوهرير أدولف هتلر.
ولا بد من إبداء الملاحظات التالية بالنسبة إلى هذه التطورات:
- في ما يتعلق بنحوير نتائج إختبارات التلوث في محركات الديزل، فإن الخبراء يؤكدون أن فولكزفاغن ليست أبداً الشركة الوحيدة التي تلجأ إلى هذا التدبير، بل أن غالبية شركات صناعة السيارات تعتمد هذا الأسلوب. والمشكلة هنا لا تكمن في تصرفات الشركات المنتجة للسيارات بقدر ما تكمن في الطريقة التي تجري فيها إختبارات التلوث، والشواغر العديدة الموجودة في سياق إجراء تلك الإختبارات.
- تؤكد المعلومات أن مشكلة فولكزفاغن كانت معروفة منذ عدة سنوات – سنة 2007 تحديداً، وما كانت لتثير كل هذه الضجة قبل المدة الأخيرة...
- لن يكن لمخالفات فوركزفاغن أي اثر على سلامة منتجاتها، كما أن تأثيرها البيئي ضئيل للغاية ويكاد لا يُذكر.
وقد أتت إثارة المسألة في وقت كانت تتبوأ فيه مجموعة فولكزفاغن المرتبة الأولى عالمياً لإنتاج المركبات (حققت هذه النتيجة في النصف الأول من 2015)، وما كان جمهور المستهلكين ليعلم بها – حيث أن المشكلة تقنية دقيقة لا يُفترض أن يعلم بها سوى قلة من الخبراء، مع إمكانية إصلاحها بسهولة أثناء إجراء عمليات الصيانة الروتينية للسيارات المعنية – لولا التركيز الإعلامي المبالغ فيه كثيراً. مع التذكير أن شركة تويوتا Toyota اليابانية كانت قد عانت من أزمة مماثلة مع وسائل الإعلام التي ركزت على بعض عيوب سياراتها بين 2009 و2011، وذلك في وقت كانت تويوتا أيضاً بصدد تبوأ المرتبة الأولى في صناعة المركبات (علماً أن تويوتا نجحت في تحقيق هذا الهدف رغم هذه "الفضيحة" التي كانت مضخمة جداً أيضاً في حينها),
من هنا، يمكن التكهن بأن الضجة الإعلامية حول مشكلة يجب تصنيفها على أنها تفصيلية، ويمكن أن تطال جميع شركات صناعة السيارات، يحمل في طياته غايات ملتوية، ويبدو أن اللوبي اليهودي ليس بعيداً عن هذه الغايات، بدليل إثارة "الماضي النازي" لفولكزفاغن في وسائل الإعلام التي يهيمن اليهود عليها، ومع سعي أوساط سياسية أوروبية وأميركية مقربة من اليهود إلى إلحاق الضرر المالي البالغ بالمجموعة الألمانية من خلال فرض عقوبات مالية طائلة عليها.
يبقى أن نؤكد بأنه ليست لنا أية صلة مباشرة أو غير مباشرة بمجموعة فولكزفاغن، وأننا نكتفي هنا بسرد التطورات والإستنتاجات على نحو موضوعي وبناءاً على الوقائع المجردة وحسب.
اللوبي اليهودي في الهند
تعزيز العلاقات الهندية اليهودية برعاية رئيس الحكومة الهندي ناراندرا مودي
قام رئيس الحكومة الهندية ناراندرا مودي Narendra Modi بزيارة الولايات المتحدة مؤخراً، وكانت الزيارة مناسبة لتفقده الجاليات الهندية بأميركا، على النحو المعهود بمناسبة مثل هذه الزيارات. وقد لاحظ المراقبون أن الجماعة غير الهندية الوحيدة التي شاركت في الإحتفاء بمودي بأميركا كانت "المنظمة الصهيونية لأميركا" Zionist Organization of America (ZOA) ، وهي إحدى أقدم جماعات اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، حيث يعود تاريخ إنشائها إلى 1897 – أي غداة عقد مؤتمر بازيل الذي أسس الحركة الصهيونية الحديثة.
وقد تخللت زيارة مودي لأميركا عدة لقاءات له مع الجماعات اليهودية، ومع رئيس الحكومة "الإسرائيلية" بنيامين نتن ياهو، وقد طلب مودي من يهود أميركا العمل من أجل تحسين العلاقات الهندية مع الولايات المتحدة...
والجدير بالذكر أن ناراندرا مودي عمل رئيساً لحكومة ولاية غوجارات الهندية قبل أن يتبوأ رئاسة حكومة الهند بكاملها في 2014، وهذه الولاية تُعتبر المحور الرئيسي لصادرات الأسلحة "الإسرائيلية" الصنع للهند...
اللوبي اليهودي في إيسلندا
مجلس مدينة العاصمة ريكيافيك يقرر مقاطعة "إسرائيل" ثم يتراجع عن القرار بعد مرور أسبوع واحد فقط...
قرر مجلس بلدية العاصمة الإيسلندية ريكيافيك في 15 أيلول/ستمبر المنصرم الإنضمام إلى جملة مقاطعة المنتجات "الإسرائيلية" تضامناً من المدينة مع الفلسطينيين. على أن بلدية ريكيافيك إياها عادت بعد مرور أسبوع واحد فقط لتتراجع عن قرار المقاطعة هذا. وقد تعرضت المدينة خلال ذلك الأسبوع الذي شهد مقاطعتها القصيرة العمر لـ"إسرائيل" لحملة إتهامات مركزة موجهة ضدها من جانب جماعات اللوبي اليهودي العالمي بممارسة الـ"عداء للسامية" وما إلي ذلك، على أن المصادر الإيسلندية الحسنة الإطلاع تؤكد أن السبب الحقيقي المباشر الذي أدى إلى التخلي عن مقاطعة الكيان اليهودي هو أن مجموعات مالية يهودية هددت بوقف دعمها لتمويل مشروع عقاري كبير لإنشاء فندق فخم في جوار العاصمة الإيسلندية، الأمر الذي أثار "رعب" الأوساط المالية في إيسلندا التي خشيت أن تشن المجموعات اليهودية حرباً مالية شاملة ضد هذا البلد، مع عجز تلك الجزيرة الصغيرة الواقعة شمالي أوروبا عن تحمل نتائجها، خصوصاً وأن البلدان العربية الغنية لن تقدم أي دعم مالي لها على الأرجح... مع التذكير أنه سبق لإيسلندا أن عانت من أزمة مصرفية قاسية في السنوات الأخيرة لم تكن ممارسات المضاربة اليهودية بعيدة عن أسبابها...
|