نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة
اليهود مرتابون من دونالد ترامب
إشتهر المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية في المدة الأخيرة لتصريحاته النارية التي دعا فيها إلى منع دخول المسلمين أراضي الولايات المتحدة على خلفية الحوادث ذات الطابع الإرهابي التي إرتكبها بعض الأصوليين في كل من أميركا وأوروبا السنة الماضية. كما أنه من المؤيدين المتطرفين للكيان اليهودي "إسرائيل"، أسوة بغالبية السياسيين الأميركيين، علماً أن له بعض الأقارب اليهود بالمصاهرة، وأن إبنته (وربما زوجته السابقة أيضاً) قد إغتنقت الديانة اليهودية.
ومع هذا كله، يبدو أن يهود أميركا و"إسرائيل" مرتابون منه، ويفضلون لو أن شخصاً آخر يفوز بترشيح الحزب الجمهوري له للإنتخابات الرئاسية...
وبالإستناد إلى بعض المقالات التي نشرها الإعلام اليهودي في كل من أميركا و"إسرائيل"، يمكن إختصار أبرز مآخذ اليهود على ترامب بالآتي:
· دونالد ترامب قليل الإهتمام بأمر السياسة الخارجية، ويركز على السياسات الأميركية الداخلية. ويقول البعض بأنه يجهل كل شيء حول السياسة الخارجية، وأن هذا الأمر خطير, وقد يكون اليهود على حق في هذا التقييم، على أن ما لا يقولونه بالعلن هو أن جهل ترامب لأمور السياسة الخارجية وتركيزه على السياسات الداخلية قد يجعله يخفف من أواصر العلاقة الأميركية "الإسرائيلية" في حال وصوله إلى البيت الأبيض، وخاصة لجهة خفض الدعم المالي الأميركي لـ"إسرائيل",..
· يعرب ترامب عن دعمه القوي لـ"إسرائيل"، كما أن بعض أقربائه من اليهود – علماً أن إبنته بالذات قد إعتنقت اليهودية نتيجة لإقترانها من يهودي، كما سبقت الإشارة إلى الأمر، على أن ترامب نفسه لمح في بعض تصريحاته إلى القوة المالية لليهود، مثلاً لدى قوله أنه لا يرغب بتلقي أموال يهودية لحملته الإنتخابية، وهذا لوحده من الأمور التي يتضايق منها اليهود كثيراً في هذه الأيام، خاصة وأن قوتهم المالية باتت موضع شبهة وحتى موضع كره من جانب الرأي العام الشعبي الأميركي,
· ترامب يؤيد سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا، وخاصة لجهة محاربة جماعة داعش دعماً لقوات الجيش النظامي هناك، وفي ذلك ما لا يتفق ما السياسات "الإسرائيلية"، مع العلم أن العديد من المسؤولين "الإسرائيليين" أكدوا أن "داعش" اقل خطراً على "إسرائيل" من إيران، و/أو من الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد...
وعلى العموم، يبقى أن أكثر ما يخشاه اليهود هو أن ترامب سيتسبب بالإنصراف إلى السياسات الداخلية الأميركية، والعودة إلى حد ما لسياسة الإنعزال، ما يؤدي بالتالي إلى تخفيف الدعم الأميركي لـ"إسرائيل" على المدى البعيد...
بقي أن نقول أن دونالد ترامب إتهم منافسه تيد كروز Ted Cruz الفائز في إقتراع المجمع الإنتخابي لولاية إيوا والمقرب من الشركة المالية اليهودية غولدمان ساكس Goldman Sachs بممارسة الغش والتزوير في هذا الإقتراع، مطالباً بإبطاله (إي بإبطال نتيجة الإقتراع...). كما أن طائرته الخاصة إضطرت إلى إجراء عملية هبوط إضطرارية لأسباب تقنية عقب الإقتراع المذكور، وقد فسر البعض هذا العطل بأنه مدبر في محاولة لتصفيته..
هذا، ومن.المؤكد أن ترامب ليس مؤيداً للحقوق العربية، وريبة اليهود منه لا تعني أبداً أن نجاحه يصب في المصلحة العربية، غير أن كلّ ما تقدم يعكس إلى حدّ ما الحالة النفسية المتعثرة التي يعيشها يهود أميركا في الآونة الراهنة...
على أن الأمر المؤسف هو أن اليهود يجرون الدراسات ويضعون المخططات التي يأملون بأنها سوف تخرجهم من المأزق، في حين أن العرب يتفرغون إلى الحروب الطائفية البغيضة في ما بينهم، ما يؤدي بالوقت الحاضر إلى تفويت فرصة ذهبية تتمثل بإستثمار الشعور الشعبي الأميركي المعادي لليهود من أجل وقف – أو على الأقل التخفيف – من الدعم الأميركي لـ"إسرائيل" في هذه السنة الإنتخابية...
غولدمان تمثل نعمة ونقمة بنفس الوقت للمرشحين الرئاسيين الأميركيين
تُعتبر الشركة المالية اليهودية الأميركية غولدمان ساكس Goldman Sachs بمثابة رمز الجشع الرأسمالي بالولايات المتحدة، ما جعلها موضع إستهداف التحركات الشعبية المنددة باِلأوضاع الإجتماعية والمالية المتردية في الولايات المتحدة نتيجة لأزمة الأسواق المالية سنة 2008، مع العلم بأنه كان لهذه الشركة دوراً كبيراً في التسبب بهذه الأزمة...
ومن هنا، فإن المرشحين الرئاسيين للإنتخابات يسعون لإجتذاب تبرعات الشركة المذكورة، سيما وأنها من أكثر المتبرعين سخاءً للحملات الإنتخابية، ولكنهم يخجلون من هذا الأمر ويفضلون عدم المجاهرة به كثيراً. وهناك مثالان بارزان لهذه المفارقة يتمثل الأول منهما بالمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون Hillary Clinton التي تلقت تبرعات سخية من الشركة، مع العلم بأن صهرها اليهودي العامل في قطاع المال يتعاون بشكل وثيق مع هذه الأخيرة. على أن هيلاري ردت على إتهامات خصومها حول مدى تقربها من غولدمان ساكس بأنها تسعى إلى نأي نفسها عن هذه الأخيرة، مؤكدة بأن علاقتها عادية جداً مع الشركة...
المثال البارز الثاني هو من جانب الحزب الجمهوري، حيث أن أقرب المرشحين إلى غولدمان ساكس هو تيد كروز Ted Cruz ، وقد تعرض – كما هو الأمر بالنسبة إلى هيلاري كلينتون – لإنتقادات عديدة لهذا السبب... ويسعى كروز أيضاً إلى أن ينأى بنفسه عن الشركة، وأبرز الدلائل على هذا المسعى أن زوجته العاملة هناك أخذت إجازة غير مدفوعة من وظيفتها الرفيعة في الشركة لفترة الحملة الإنتخابية...
وتأتي هذه الظاهرة – المفارقة لتقدم الدليل الأكبر على نفور الرأي العام الشعبي الأميركي من القطاع المالي اليهودي في أميركا، وبصورة خاصة شركة غولدمان ساكس... مع الإشارة أيضاً إلى الحملة الخفية التي تم – وما زال إلى حد ما - شنها على مرشحي الحزب الجمهوري بصورة عامة بسبب تسابقهم لنيل رضا وتأييد الثري اليهودي صاحب الكازينوهات شيلدون أديلسون Sheldon Adelson .
راند بول ينسحب من التنافس الرئاسي
أعلن عضو مجلس الشيوخ الأميركي راند بول Ramd Paul إنسحابه من التنافس لنيل ترشيح الحزب الجمهوري له للرئاسة. وعزا بول هذا الإنسحاب إلى رغبته التفرغ لإنتخابات مجلس الشيوخ عقب النتيجة المخيبة للآمال التي حققها في إقتراع ولاية إيوا.
نذكر أن راند بول من المغالين في الإعراب عن محبته لـ"إسرائيل"، على أنه كان دائماً موضع ريبة لدى اللوبي اليهودي، وذلك بسبب ميله إعتماد سياسة خارجية أميركية حذرة، ما يحمل اليهود على الخشية من أنه قد يخفف من دعم أميركا للكيان اليهودي "إسرائيل"، خاصة وأن والده النائب السابق رون بول Ron Paul ، هو من السياسيين الأميركيين التقليديين النادرين جداً الذين دعوا إلى خفض مستوى الدعم الأميركي للصهاينة.
من هنا فإن حملة راند بول الرئاسية فشلت في إستقطاب أي تبرع مالي ذي شأن من جانب كبار الأثرياء اليهود، كما أن هذه الحملة كانت موضع إستهداف وسائل الإعلام اليهودية في مناسبات عديدة، وذلك على الرغم من أن راند بول نفسه لم "يقصّر" يوماً في الإعراب عن تبعيته لليهود...
ثقافة وإعلام
إعادة نشر فضح المنتج السينمائي أوليفير ستون حقائق حول اللوبي اليهودي
جددت بعض المواقع الأميركية غير الخاضعة للوبي اليهودي نشر أفوال كان قد أدلى بها المخرج والمنتج السينمائي الأميركي الشهير أوليفير ستون Oliver Stone قبل بضع سنوات حيث أكد أن اللوبي اليهودي الأميركي يهيمن على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وأن هيمنة اليهود على وسائط الإعلام حالت دون فتح أية مناقشة جدية حول المحرقة أو "الهولوكوست" التي يدعي اليهود أنهم تعرضوا لها خلال الحرب العالمية الثانية.
هذه الحقائق بديهية بالنسبة إلى العرب، لكنها ليست كذلك بالضرورة بالنسبة إلى الرأي العام في البلدان الغربية، وبصورة خاصة في الولايات المتحدة وبعض البلدان الأوروبية؛ ويتمتع أوليفير ستون بقدر مهم من الإحترام لدى الرأي العام بفضل عدد من أعماله السينمائية ذات الطابع الوثائقي، مثل فيلم "جي, أف. ك" JFK حول الملابسات إغتيال الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي، ومن هنا فإن التذكير بآرائه لا بد وأنه سيحمل الكثيرين في هذه البلدان على النظر بصورة أكثر موضوعية إلى حقيقة الأساطير التي يسوقها اليهود في الإعلام...
مال وأعمال
تعيين دومينيك شتراوس كاهين في الهيئة الإستشارية لمصرف يهودي في أوكرانيا
تم تعيين اليهودي الفرنسي دومينيك شتراوس كاهين Dominique Strauss-Kahn في مجلس الإشراف على أعمال مصرف أوكراني رئيسي يملكه اليهودي فكتور بينتشوك Victor Pinchuk ، وهو ثاني أغنى شخص يحمل الجنسية الأوكرانية.
نغ لتذكير بأن مسيرة شتراوس كاهين زاخرة بالفضائح الشخصية والملية حين كان رئيساً لصندوق النقد الدولي بين 2007 و2011، وحين إنتحر شريكه في صندوق إستثماري "إسرائيلي" في 2014. على أنه يبقى شخصية يهودية بارزة، ومن هنا فإن اللوبيات اليهودية سوف تسعى دائماً إلى "تعويمه"...
اللوبي اليهودي في تركبا
التوقيع على إتفاقية لتزويد تركيا بالغاز "الإسرائيلي" بقيمة 1.3 بليون دولار
تم التوقيع مؤخراً على إتفاقية تزود بموجبها "إسرائيل" الشركات التركية بغاز مستخرج من حقل "ليفياتان" البحري، وقد بلغت قيمة الصفقة 1,3 بليون دولار.
ولم يحظّ التوقيع على هذه الإتفاقية بتغطية واسعة من جانب غالبية وسائل الإعلام العربية، عكس أمر تغطية إتفاقات مماثلة أبرمها اليهود مع كل من قبرص واليونان، وذلك بسبب الصلة الوثيقة بين النظام التركي والعديد من الجهات الداعمة لهذه الوسائل الإعلامية...
في مطلق الأحوال، فإن هذه الإتفاقية تأتي في سياق التطبيع الخفي – وإنما الحقيقي والمتين جداً – للعلاقات التركية "الإسرائيلية"، مع الإشارة إلى أن عدة معاهد أميركية للدراسات تناول أمر عودة المياه إلى مجاريها بين تركيا والكيان اليهودي في المدة الأخيرة...
مع التذكير أخيراً بأن ثمة مخاوف من أن تكون "إسرائيل" تقوم بضخ خفي للإحتياطات النفطية والغازية من المياه الإقليمية اللبنانية...
|