نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
العالم العربي: من المستفيد من الجريمة
هناك حقيقة بديهية في علم الإجرام والقانون، وهي أنه حين حصول جريمة ما، فإن التحقيقات عن الجناة والمحرّضين على إرتكاب الجريمة يجب أن تنطلق من البحث عن المستفيدين من الجريمة.
وإذا ما ألقينا نظرة سريعة على الواقع العربي الحالي نجد:
- الجمهورية العربية السورية هي مسرح للمجازر والأعمال الوحشية، بما في ذلك أكل لحوم البشر و"إعدام" الأطفال، وفي الوقت ذاته فإن الدعاية اليهودية تصور جرحى سوريين يجري إسعافهم في المستشفيات "الإسرائيلية"، مع نشر وسائل إعلام عربية تحقيقات بهذا الصدد...
- العراق ولبنان مسرح لعمليات تفجير وإشتباكات ذات الطابع الطائفي والمذهبي.
- مناطق الحكم الذاتي المحدود بفلسطين مقسمة بين سلطتين، وقد تمت معاودة المفاوضات بالتزامن مع إستئناف اليهود بناء مستعمراتهم في المناطق التي إحتُلت في حرب حزيران/يونيو 1967...
- مصر باتت تعيش أتون شبه حرب طائفية أهلية، وذلك في الوقت الذي تتعرض فيه الموارد المائية المصرية من نهر النيل للخطر بسبب بعض مشاريع السدود في الحبشة التي تساهم شركات يهودية في بنائها وتمويلها. وفي نفس الوقت، فإن السلطات المصرية تضيّق على قطاع غزة، والمقصود بالسلطات المصرية السلطة السابقة برئاسة الإخوان المسلمين التي كانت تقوم بإغلاق الأنفاق وتنسق مع المخابرات "الإسرائيلية"، والسلطة الحالية التي تغلق معبر رفح...
- في ظل هذا الوضع، يستمر الكيان اليهودي في إستيراد اليهود من جميع أرجاء العالم، بما في ذلك إستيراد 17 يهودياً يمنياً مؤخراً من غير أن يصدر أي ردّ فعل تقريباً من الأطراف العربية المنشغلة في نزاعاتها الداخلية..
بالمختصر، فإن اليهود هم المستفيدون من هذا الوضع، وهم أيضاً المحرضون المباشرون وغير المباشرون لإرتكاب المجازر ذات الطابع المذهبي في العديد من البلدان العربية. والأمر الأكثر مدعاة للأسف هو أن العرب كانوا قادرين على القيام بخطوات فعالة ضد الكيان اليهودي "إسرائيل" واللوبي اليهودي العالمي في المرحلة الراهنة لولا ‘نشعالاتهم الداخلية، خصوصاً وأن ثمة موجة عالمية من العداء ضد اليهود بسبب تسببهم بالأزمة المالية العالمية منذ 2007... حتى أن هنري كيسنجر Henry Kissinger تفسه كان قد أعرب في العام الفائت عن قناعته بأنه لن يبقى للكيان اليهودي "إسرائيل" أكثر من عشر سنوات تقريباً... على أن القيادات العربية منشغلة بحروبها الداخلية...
لا حاجة إلى المزيد من الإسترسال المرير، على أن الأمر الأكيد هو أن اليهود هم المستفيدون من الحروب الداخلية العربية، وليس اي طرف من الأطراف العربية المختلفة. فهل تدرك القيادات العربية الأمر وتعود إلى رشدها لتتحقق بشرى كيسنجر؟
والأمر الذي يجب أن يكون واضحاً هو أن القضاء على المافيا الإحتكارية اليهودية وبالتالي على الكيان الصهيوني "إسرائيل" يصبّ في مصلحة البشرية جمعاء، وليس في مصلحة العرب وحدهم، في حين أن المستفيدين الوحيدين من حالة التمزّق العربية الحالية هم اليهود...
اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة:العضوة اليهودية في مجلس الشيوخ ديان فاينستاين تسعى لتقييد حرية الكلمة بأميركا
على الرغم من كل شيء، لا يمكن إنكار أن حرية الكلمة والرأي مصانة إلى حد بعيد في الولايات المتحدة، حيث أن التعديل الأول للدستور الأميركي يكفل حرية مطلقة للرأي والتعبير. ومن مظاهر هذه الحرية المطلقة بأميركا أنه لا يوجد هناك أي تشريع يمنع نشر آراء تناقض النظرية اليهودية حول خرافة الهولوكوست التي يدعي اليهود أنهم تعرضوا له خلال الحرب العالمية الثانية، وذلك على عكس ما هو معمول به في معظم البلدان الأوروبية؛ حتى أن القوانين الأميركية لا تمنع نشر الدعايات النازية الصريحة نفسها.
على أن نطاق هذه الحرية المطلقة يبقى محدوداً بالنظر إلى أن اليهود يملكون ويديرون معظم وسائط الإعلام الرئيسية على نحو إحتكاري مافياوي، وبالتالي فإنهم يستطيعون منع نشر ما لا يتفق مع نظرياتهم من أخبار وآراء وتعليقات. على أنه تبقى هناك مجالات يستطيع فيها الأميركيون غير الخاضعون لمشيئة اللوبي اليهودي التعبير عن آرائهم، وبصورة خاصة عن طريق مواقع الإنترنت بفئاتها المختلفة من مواقع ومنتديات إلكترونية وسواها.
والواقع أن الإعلام غير "التقليدي" قد إكتسب مصداقية كبيرة في أميركا في الفترة الأخيرة، وبات العديد من المواطنين الأميركيين يعتمدون على هذا الإعلام للحصول على معلومات صحيحة، حيث بينت عدة إستطلاعات للرأي العام أن الرأي العام الأميركي لم يعد يثق بوسائل الإعلام التقليدية، وقد أفدنا عن هذا التطور في أكثر من مناسبة ضمن هذا التقرير.
إزاء هذا الواقع، تسعى اليهودية دايان فاينستاين Dianne Feinstein إلى وضع مشروع قانون لتعزيز حماية الصحافيين. ومن الناحية المبدئية، فإن الأمر يبدو ممتازاً، لكن لدى التدقيق في المشروع الذي تطرحه اليهودية يتبين أن حماية "الصحافيين" تنحصر بالـ"الصحافيين المحترفين"، أي على الأشخاص الذين يمارسون مهنة الصحافة والإعلام على نحو متفرغ ومقابل أجر، ما يعني أن الأشخاص الذين يتعاطون النشاط الإعلامي على نحو مستقل أو مجاني أو غير متفرغ لن يتمتعوا بأية حماية لجهة صيانة حقهم بالتعبير عن آرائهم ونشر الأخبار. إشارة هنا إلى أن غالبية العاملين في المواقع المستقلة على الإنترنت هم هواة أو أشخاص يمارسون النشاط الإعلامي على نحو غير متفرغ...
بالمقابل، فإن معظم الإعلاميين المتفرغين الأميركيين ينتمون إلى تجمعات syndicates تتولي تسويق إنتاجاتهم، ويسيطر اليهود على معظم هذه التجمعات.
بالمختصر، فإن اليهود يسعون إلى إيجاد وسائل تتيح لهم الحفاظ على موقعهم الإحتكاري المهيمن على الإعلام في الولايات المتحدة، على أنهم يعتمدون لذلك على أساليب ملتوية تجعل من بالغ الصعوبة على غير الملمّين لدقائق تطبيق القوانين إدراك الأهداف والمرامي الحقيقية لمقترجات التشريعات التي تُطرح "من أجل حماية الصحافة"، على حدّ ما تزعمه اليهودية دايان فاينستاين...
الكيان اليهودي "إسرائيل": تدريب الطلاب على إستعمال المواقع الإجتماعية لبث الدعاية اليهودية
أعلن مصدر مسؤول لدى حكومة الكيان اليهودي "إسرائيل" أنه يتم تدريب طلاب جامعيين على إستغلال المواقع الإجتماعية على الإنترنت لنشر رسائل إلكترونية مؤيدة لـ"إسرائيل" من غير الكشف عن كونهم يعملون لحساب هذه الحكومة. ويشرف على هذا البرنامج دانييل سيمن Daniel Seaman ، وهو أحد كبار الموظفين في الوزارة "الإسرائيلية" ليهود "الشتات"، والذي كان قد نشر رسائل معادية بقوة للفلسطينيين والديانة الإسلامية في صفحته بموقع فايسبوك Facebook الإجتماعي اليهودي الشهير، ما كان أثار موجة من الإستنكار.
وقد تم رصد 778000 دولار أميركي لهذا البرنامج، مع وجوب تقدم الطلاب الراغبين بالإشتراك فيه (أي البرنامج) بطلب رسمي لذلك.
وتقول مصادر أميركية أنه تم وضع هذه الخطة من أجل السعي للتعويض ما أمكن من التراجع الكبير الذي أصاب تعاطف الرأي العام الغربي مع "إسرائيل" ومع اليهود بصورة عامة في السنوات الأخيرة، ذلك أن الرأي العام بات مدركاً للدور اليهودي في التسبب بالأزمة الإقتصادية، ومن هنا بات يرفض خوض أية مواجهة من حربية أو حتى سياسية خدمة للمخططات اليهودية...
مال وأعمال: منع اليهودي الأصل كونراد بلاك من التعامل في الأسواق المالية الأميركية
قررت لجنة السندات والقطع SEC التي تشرف على الأسواق المالية الأميركية منع كونراد بلاك Conrad Black من إستلام أية وظيفة إدارية في شركة أميركية، كما ألزمته تسديد غرامة بقيمة 4.1 مليون دولار كتسوية في نزاع مالي مع شركة هوللينغير إنترناشونال Hollinger International الإعلامية التي كان يملكها.
وكونراد بلاك يتحدر من عائلة يهودية كندية ثرية لم تكن تمارس الشعائر الدينية، وقد إمتلك مجموعة هوللينغير إنترناشونال، والتي كانت في وقت من الأوقات ثالث أكبر مجموعة صحافية باللغة الإنكليزية في العالم، ومن ممتلكاتها الصحيفة "الإسرائيلية" جيروزاليم بوست Jerusalem Post . وقد إتُهم كونراد بلاك بالقيام بعدة أعمال إختلاس وتزوير، ما أدى إلى زجّه بالسجن في الولايات المتحدة لبعض الوقت في السنوات الأخيرة.
والجدير بالذكر أن كونراد بلاك كامل الولاء لـ"إسرائيل" واللوبي اليهودي، لكنه مع ذلك يقول أنه إعتنق الديانة المسيحية الكاثوليكية، وكان بعض الذين إشتكوا عليه أمام المحاكم الأميركية مساهمين يهود في مجموعة هوللينغير (ومنهم هنري كيسنجر Henry Kissinger ). ولا نعرف ما إذا كان بلاك صادقاً في إيمانه حين إعتنق الديانة الكاثوليكية أم لا (المعروف أن عدة يهود يعتنقون في الظاهر ديانات أخرى من أجل خدمة الأهداف اليهودية عن طريق الإختراق الداخلي لهذه الديانات الأخرى، وهناك عدة أمثلة شهيرة لمسلمين ومسيحيين يهود الأصل كان لهم تأثير كبير في جعل أركان طوائفهم الجديدة ينحازون لصالح اليهود...) لكن من المحتمل أن يكون أمر إعتناقه الديانة المسيحية من الأمور التي جعلت اليهود يحقدون عليه...
اللوبي اليهودي في ألمانيا:اللوبي اليهودي يطالب صحيفة ألمانية بالإعتذار من نتن ياهو
نشرت الصحيفة الألمانية "شتوتغارتير زايتونغ" Stuttgarter Zeitung مؤخراً رسماً كاريكاتورياً بمناسبة معاودة المحادثات بين الكيان اليهودي "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية أظهرت فيه رئيس حكومة "إسرائيل" بنيامين نتن ياهو يسمم قطعة من الخبز تمثل المفاوضات مع قنينة كُتب عليها "بناء المستعمرات".
وقد تجنّد اليهودي ضد الصحيفة المذكورة، مُعتبرين أن هذا الرسم الكاريكاتوري
"معادياً للسامية"، حيث تقدمت "رابطة مكافحة التشهير" ADL اليهودية الأميركية بمطالبة الصحيفة بالإعتذار، كما إحتجت سفارة الكيان اليهودي بألمانيا بصورة رسمية. وحتى ساعة إعداد هذا التقرير، لم تكن الصحيفة قد أذعنت للإبتزاز اليهودي حسب علمنا، لكنها تتعرض لضغوطات قوية قد تجبرها على ذلك في وقت قريب...
وقد أثار هذا التطور مخاوف في ألمانيا على حرية الرأي والتعبير في الإعلام، ومدى تسلط اليهود على الأوساط الحاكمة عن طريق إستغلال "عقدة الذنب" لدى بعض الألمان – وبصورة خاصة ضمن الطبقة الحاكمة – بسبب خرافة الـ"هولوكوست" المحرقة ااتي يدعي اليهود أنهم تعرضوا له على أيدي الألمان خلال الحرب العالمية الثانية...
www.zionist-lobby.com
|