نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.
اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة: الإعلامي بيل ماهر يقول أن الإسرائيليين يتحكمون بالحكومة الأميركية ويحظى بتصفيق الحاضرين
يُعتبر الإعلامي الأميركي بيل ماهر Bill Maher (بيل ماهر من أصل إيرلندي وليس عربي، رغم أن "ماهر" إسم عربي ايضاً) من أكثر الوجوه التلفزيونية شهرة بالولايات المتحدة، حيث يُشتهر بأسلوبه الساخر وملاحظاته اللاذعة. وكانت قضية رفض أو عرقلة تثبيت تعيين وزير الدفاع الجديد تشاك هاغل Chuck Hagel -على خلفية إرتياب البعض من أن هاغل قد يكون "معادياً لـ"إسرائيل"- مناسبة لماهر ليُصرح في برنامجه – وهو برنامج يحضره المشاهدون مباشرة في الإستديو – "بالإستناد إلى جميع التصريحات التي سمعتها من كل عضو في الحزب الجمهوري منذ عامين، فإن ‘الإسرائيليين‘ يتحكمون بحكومتنا" (أي بالحكومة الأميركية) والأمر اللافت أن هذه الملاحظة المحقة أثارت حماسة وتصفيق الحاضرين تصوير البرنامج، ما يبين على نحو أكيد أن الأميركيين العاديين غير اليهود باتوا واعين لخطر اللوبي اليهودي في بلادهم...
ويتعرض بيل ماهر في الكثير من الأحيان للإنتقاد الحاد من جانب الجماعات المحافظة بسبب مواقفه السياسية، على أن موقفه الأخير بالذات لم يجلب إليه حتى الآن توجيه التهمة بأنه "معادٍ للسامية"، وقد يعود لأمر إلى شعبية بيل ماهر بين مشاهدي البرامج التلفزيونية، وأيضاً إلى أن اليهود ربما لا يرغبون في تسليط الأضواء على هذا التطور لكي لا يجعلوا الأميركيين يتنبهون أكثر إلى حقيقة المافيا الإحتكارية اليهودية...
من ناحيةأخرى، وبالعودة إلى "مسلسل" تشاك هاغل نفسه، فلقد دعت "اللجنة الأميركية اليهودية" American Jewish Committee ، وهي إحدى أبرز الجماعات اليهودية بالولايات المتحدة، أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي إلى "إجراء المزيد من المناقشات والمشاورات في مجلس الشيوخ" حول أمر تعيين وزير الدفاع الجديد بسبب آرائه حول السياسة الشرق أوسطية للولايات المتحدة...
بالمقابل، فلقد ذكرت بعض المصادر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما Barack Obama يدرس إمكانية تعيين اليهودية بيني بريتزكير Penny Pritzker وزيرة للتجارة، مع العلم بأن مصادر أميركية عليمة تتهم بيني بريتزكير تلك بالتورط في قضية إفلاسية مشبوهة في 2001، ما أدى حينها إلى تغريمها، ومعها عائلة بريتزكير المالكة للمصرف المعني، 460 مليون دولار لتسوية النزاع بين ذلك المصرف والسلطات المالية الأميركية...
مصرفان "إسرائيليان" متورطان في قضية نهرب ضريبية بالولايات المتحدة
أفادت الأنباء الواردة من الولايات المتحدة بأن يهودياً أميركياً مولود بفلسطين المحتلة ومقيم بولاية كاليفورنيا قد أقر بمسؤوليته في إخفاء أموال أميركية عن دوائر الضريبة على الدخل في حسابات خارجية بمصرفين "إسرائيليين". لم تُذكر هوية المصرفين، غير أن بعض المصادر الواسعة الإطلاع أكدت بأنهما مصرف ليئومي Leumi-Le ومزراحي تيفاحوت Mizrahi Tefahot .
والمعروف أن الولايات المتحدة هي من أكثر بلدان العالم تشدداً في مسائل التهرب الضريبي، مع التذكير بأن السلطات الأميركية قد أوقعت بعدد من جماعات الإجرام المنظم عن طريق ملاحقتهم بقضايا التهرب من دفع الضريبة، وليس بسبب الجرائم التي إرتكبوها...
"إسرائيل" تعترض على إسم سيارة رياضية من شيفروليه...
إعترضت جماعة ياد فاشيم "الإسرائيلية" المتخصصة في تذكارات الـ"هولوكوست" الذي يدعي اليهود أنهم تعرضوا له خلال الحرب العالمية الثانية على إسم سيارة عائلية رياضية جديدة بدأت تطرحها شركة شيفروليه Chevrolet بالولايات المتحدة، والتي تشترك في بطولة سباقات السيارات السياحية هناك المعروفة ببطولة "ناسكار" NASCAR . أما السبب، فهو أن السيارة تحمل تسمية "أس أس"، وهذه التسمية هي الحرفان الأولان لـ"رياضية بامتياز" باللغة الإنكليزية SS, Super Sport . على أنها تذكر اليهود بفرقة حرس النخبة بالحزب النازي الألماني التي كانت تُعرف إختصاراً بـ"أس أس" ايضاً... وقد أعرب اليهود عن خشيتهم من أن هذا الإسم قد يجلب شعبية عارمة في حال حققت السيارة الفوز بالسباقات الأميركية...
وردت مجموعة جنرال موتورز General Motors التي تملك ماركة شيفروليه بأن "أس أس" يرمز إلى الطبيعة الرياضية للسيارة، وليس للتسمية أية دلالات سياسية، علماً بأن شيفروليه سبق لها وأن إستعملت هذين الحرفين للدلالة على الطابع الرياضي لبعض طرازاتها –مثلاً سيارة شيفروليه كامارو أس أس Chevrolet Camaro SS – (ولو أنها المرة الأولى التي يشكل الحرفان التسمية الكاملة للسيارة، وليس فقط للإشارة إلى أنها طراز رياضي...)، وأن جنرال موتورز لا تعتزم تسويق الشيفروليه أس أس بفلسطين المحتلة في مطلق الأحوال...
اللوبي اليهودي باليونان: حزب الفجر الذهبي يندد بالإحنفال بالـ"هولوكوست" في اليونان، ويكرم مصوّر جنازة طفلين شهيدين في غزة
وجه أحد نواب حزب الفجر الذهبي اليوناني – وهو حزب قومي مُصنف على أنه يميني متطرف – سؤالاً برلمانياً إلى وزيري التربية والداخلية حول السبب الذي يحمل اليونان إلى الإحتفال بـ"اليوم العالمي للهولوكوست"، مع فرض الإشارة إلى هذه المناسبة في المدارس اليونانية، وذلك في الوقت الذي تهمل فيه البرامج التربوية اليونانية تذكار العديد من الأبطال التاريخيين اليونانيين. وذكر هذا النائب بأن سؤاله هذا بمثابة لسان حال العديد من أولياء التلاميذ اليونانيين...
من ناحية ثانية، اشاد موقع حزب الفجر الذهبي على الإنترنت بالصحافي المصور الذي نال الجائزة الصحافية لتصوير الصحافي لـ2013 2013 World press Photo Award ، حيث أن هذا المصور كان قد صور الموكب الجنائزي لطفلين شهيدين قضيا في العملية العدوانية الأخيرة للكيان الصهيوني ضد قطاع غزة. وذكر الموقع بأن الصورة الفائزة هي بمثابة "تذكار آخر للبربرية اليهودية".
ولا يسعنا بدورنا سوى توجيه التحية إلى هذا الحزب اليوناني الشجاع الذي يسمي الأشياء بإسمائها الحقيقية، دون مواربة ولا مجاملة، بما في ذلك من مصلحة لليونان نفسها بصورة خاصة، وللإنسانية جمعاء بصورة عامة...
اللوبي اليهودي في ألمانيا:"إسرائيل" تسعى للسطو على كنز نازي مزعوم...
هناك رواية غير مؤكدة تقول بأن الزعيم النازي الراحل هيرمان غورينغ Hermann Goering كان قد أمر برمي صناديق من الذهب والبلاتينوم في بحيرة ستولبسي شمالي برلين في اذار/مارس 1945، وذلك في وقت كانت العاصمة الألمانية على وشك السقوط في قبضة القوات السوفياتية الغازية. وتقدر بعض المصادر قيمة هذا الكنز الدفين بنحو 1 بليون دولار أميركي. وقد حصلت عدة محاولات للعثور عليه _أي على هذا الكنز- ولكنها لم تنل النجاح لغاية الآن على ما يبدو.
ويسعى فريق "إسرائيلي" لإكتشاف هذا الكنز في الوقت الحاضر، مع إستعمال أحدث تقنيات الرادار والصونار لتحديد موضع الذهب الدفين، وذلك بموافقة ومباركة السلطات الألمانية...
والسؤال هو: في حال تم إكتشاف الكنز بالفعل على أيدي اليهود، هل أنهم سيأخذونه كاملاً ليكون بمثابة "تعويض" جديد لهم على "الهولوكوست" المزعوم؟ وهل يقبل الألمان بالتخلي عن هذه الثروة الألمانية – في حال وجودها الفعلي – لصالح اليهود؟
مال وأعمال: تجميد حساب لغولدمان ساكس في إطار التحقيق بعملية "تجارة دخيلة"
في إطار المسلسل الذي لا ينتهي لفضائح عمليات الإحتكا ر والإختلاس التي تتهم بها الشركة المالية اليهودية الأميركية "غولدمان ساكس" Goldman Sachs ، أمر قاضٍ أميركي بتجميد حساب مصرفي سويسري يعود إلى هذه الأخيرة، وذلك للإشتباه بحصول عملية "تجارة دخيلة" insider trading في صفقة حصلت مؤخراً للإستحواذ على شركة "هاينز" Heinz للمنتجات الغذائية من جانب البليونير الأميركي المهروف وارين بافيت Warren Buffett وشركة برازيلية، حيث تشتبه السلطات المالية والقضائية الأميركية بأن ثمة معلومات سرية حصل عليها الشاريان لهاينز، مع تورط غولدمان بالموضوع.
القضية ما زالت في بدايتها، وليس ثمة اي أمر ثابت فيها لغاية الآن، ولكنها تحظى باهتمام بالغ من جانب وسائل الإعلام الأميركية بالنظر ألى شهرة شركة هاينز، وقيمة صفقة الإستحواذ البالغة 23 بليون دولار أميركي.
|