فرضت الولايات المتحدة الأمريكية على دول عديدة اتفاقيات تتضمن حصانة عسكرييها ومدنييها من المثول أمام محاكم هذه الدول مهما ارتكبوا من جرائم على أراضيها ، وتحاول اليوم الحصول على مزيد من الحصانة لهؤلاء العسكريين والمدنيين من عملاء الاستخبارات والجواسيس العاملين في دول مثل العراق وأفغانستان وباكستان وغيرها وكأنهم مجرد ملائكة رحمة يمارسون القتل بأمر من يهوه وهو الرب الحالي الذي لا تعترف أمريكا وبعض عالم الغرب بغيره انصياعاً لرغبة الماسونية العالمية ووجهها السافر – الصهيونية – ومن اعتقاد أن اليهود "شعب الرب" المختار الذي لا يجوز تطبيق القوانين الأرضية عليه ، ومن هذا المنطلق قامت دول عدة ، ليس آخرها بريطانيا بتعديل قوانينها الجنائية والمدنية بحيث لا يتم تطبيقها على قادة الصهاينة مرتكبي الجرائم بحق الإنسانية . . . هل يعترفون حقاً بأن الضحايا هم في عداد الإنسانية أصلاً ، أم يصنفونهم كما صنفهم الحاخام بن ميمون قبل قرون ، وبعده الحاخام عوفاديا يوسف وقبله سيء الذكر الحاخام المقتول ، العنصري كاهانا.!.
الإدارات الأمريكية المتعاقبة ، قتلت مئات الآلاف من البشر في أفغانستان ، والصومال ، والسودان ، وباكستان ، والعراق الذي بلغ عدد ضحاياه أكثر من مليون ، وبضعة ملايين من المشردين . . وبما أن المؤسسات الدولية تخضع في قراراتها وإجراءاتها لإملاء أمريكي وأطلسي ، فإنها لم ، ولن تجرؤ على توجيه أي نقد لهذه الإدارة ، أو للحلف الذي تديره ( الناتو ) ، ونخص بالذكر منظمة حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية ، في حين تتحركان بأقصى سرعة وتجيشان العالم لمجرد استهداف شخص ، أو أشخاص هم بالأصل ضد شعوبهم ، وعملاء في خدمة المصالح الأمريكية – الصهيونية ، من حق أمريكا أن تلاحق أعداءها في كل أنحاء العالم وتوقع بهم العقاب قتلاً واغتيالاً دون محاكمة ، وليس من حق دول العالم أن تلاحق وتحاكم القتلة إذا كانوا من الأمريكيين أو من في عدادهم ، أو من هم تحت الحماية والرعاية الأمريكية ، حتى أن أقبح ما تمارسه هذه الإدارات هو التدخل وفرض إطلاق سراح الجواسيس ، أمريكيين كانوا أم صهاينة ، وآخر الطلبات كان إطلاق الجاسوس الصهيوني غرابيل المعتقل في مصر والثابت عليه تهمة التجسس وإثارة النعرات الطائفية في أوساط الشعب المصري . . ! أمريكا بذلك تريد الإثبات للعالم أنها صاحبة الأمر والنهي في كل المعمورة . . ولكن .
سوريا وإيران دولتان خارجتان على النواميس الأمريكية ، دولتان عدوتان للمصالح الصهيو – أمريكية ، من هنا يجب على العالم أن يصطف إلى جانب أمريكا ويتخذ كل القرارات التي تسيء للدولتين إياهما وأن تفرض عليهما العقوبات والحصار وحتى إعلان الحرب العسكرية ، وكله مشروع حسب العقلية الصهيو – أمريكية ، أمريكا والناتو مكلفان بالقتال نيابة عن أبناء الرب يهوه – أولم يتنبأ الرئيس بنيامين فرانكلين بذلك ، وقد تحقق استشرافه منذ منتصف القرن الماضي . - هل يجرؤ أمريكي الخروج على الطاعة .؟.
أن لا يوافق مجلس الأمن بالإجماع على مشروع غربي لمعاقبة سوريا ، أمر تستهجنه الإدارة الأمريكية ، يستفزها ، وتعتبر أن مجلس الأمن تخلى عن مسئوليته تجاه الشعب السوري . . !! ولكن أي جزء منه . . أقلية الأقلية ( بضع مئات يطالبون بالتدخل ) أم الغالبية العظمى الرافضة أمريكا والغرب وتدخلهما في الشأن الداخلي السوري . . تذكرنا أمريكا بإنسانيتها عندما اختزلت شعب مصر بملايينه ، بعميل اسمه سعد الدين إبراهيم ، إنسانية أمريكا الصهيونية لا تشمل إلا المتهودين من العملاء أعداء شعوبهم ، القائمة اليوم تتسع قليلاً لتشمل الأعضاء المنتمين إلى المحافل الماسونية الأوروبية ، ولكن من الدرجة الثانية . . ويستمرون حطباً للمحرقة ، أو أدوات للنفخ في نارها .
لم يكن غريباً على مندوب سورية في الأمم المتحدة ( الدكتور الجعفري ) بلاغته وجرأته كما اعتبرها بعض الأوروبيين في فضح جرائم الغرب ، وازدواجية المعايير ، وعدائية الخطاب ، لكن الغريب أن يشعر بعض المندوبين بالخجل وهم يسمعون الحقائق تقرع آذانهم وتبعث الاصفرار في وجوههم ، وتدفع بهم إلى المغادرة شعوراً بالذنب ، لا قرفاً من كلمات ليس فيها إلا الصدق والحقيقة المريعة التي لا يريدون أن يسمعها أحد وقد جهدوا سنوات طوال في كتمها وإخفاءها عن مسامع عالم مغلوب على أمره . . ما لم أستغربه أيضاً ،.. ابتسامة المندوب الروسي وهو يرقب خروج المندوبة الأمريكية وطاقمها بعد أن جف ريقها ..!، وبعد ذلك مغادرة رئيس الوفد البريطاني وقد كان لزاماً أن يتبع الذيل صاحبه . . !!
لا أستطيع التقدير بأن المندوبين الروسي والصيني ، سواء بمبادرة منهما أو بتوجيهات قيادة بلديهما قد تجاوزا مصالحهما ، أو أرادا بعث رسالة للإدارة الأمريكية وحلفاءها مفادها أن الاستفراد بمجلس الأمن وتسخير المنظمات التابعة للأمم المتحدة لمصالح هذا الغرب قد أصبحت خطاً أحمر ، وجاء إعلان بوتين بأن روسيا لن تدخل حلف الناتو ، ولا السوق الأوروبية المشتركة ، رسالة لاحقة تقول أن روسيا ليست بحاجة لهذا الغرب وأن مصالحها الحقيقية ليست في الانقياد خلف رغباته .
خيبة الغرب ، وأمريكا على وجه الخصوص لا يعادلها إلا فرحة الشعب السوري بكل أطيافه ، حتى المعارضة منها ، كما فرحة شعوب العالم التي عانت من الظلم والقهر الغربي والازدواجية التي استمرت عبر عقود وكأن للإنسانية أكثر من معنى وللعدالة أكثر من مفهوم ، حتى الشعوب الأوروبية ستفهم معنى الرسائل الجديدة ، وسيشارك بعضها في نقد حكامه ، ونأمل أن يتطور هذا النقد إلى حراك شامل على الساحة الأمريكية خاصة للتحرر من السيطرة الصهيونية كما يأمل كثير من القادة والساسة والعلماء هناك ومنهم البروفسور جاك لامب وأمثاله .
|