إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الرفيق خليل الطفيلي

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2025-04-15

إقرأ ايضاً


من بين الرفقاء الذين نشطوا في منفذية بيروت وتولوا مسؤوليات محلية اذكر بكثير من التقدير الرفيق المناضل خليل الطفيلي الذي كان محله في منطقة زقاق البلاط مقراً ومرجعاً للقوميين الاجتماعيين في تلك المنطقة

كان دائم الحضور في العمل والمناسبات القومية الاجتماعية.

*

يفيد الرفيق خليل الطفيلي أنه تعرف إلى الحزب بواسطة إبن عمته الرفيق حسن سليم، والرفيق عبد الرحمن حجازي أما الانتماء فتم في مركز الحزب في شارع المعرض، عام 1937، وبعد ساعة انتمى الرفيق عيسى حمادة(1)، ومن شهود الانتماء الرفيقين سعيد البستاني(2) وعبد الرحمن حجازي (توفيا).

(الرفيق سعيد البستاني كان تولى مسؤولية منفذ عام بيروت).

يفيد أيضاً أنه كان كل ليلة "نذهب إلى غرفة الزعيم في رأس بيروت أنا وعيسى حماده وخليل صعب من الشويفات ورفيق آخر من اللاذقية نسيت اسمه، وكنا نرافق الزعيم في جولاته في بيروت، حيث كنا ننتقل بالترامواي (الأمين محمود غزالة ذكر لي هذه الواقعة – لبيب) .

بعد ذلك طلب منه منفذ عام بيروت الأمين جبران جريج أن ينشط في زقاق البلاط، وقد تم إنشاء مديرية التجدد وتعين الرفيق قاسم الزين مديراً لها والرفيق خليل ناموساً.

في العام 1938 جاء إليه الرفيق سميح قصيباتي من طرابلس وكان فاراً منها بسبب اعتدائه بالضرب على شيخ من آل الأفيوني كان يهاجم الحزب باستمرار.

الرفيق قصيباتي "كان خبيراً في تصنيع القنابل" فعرض عليه أن يبدءا بضرب اليهود في وادي أبو جميل، تمّ أولاً كتابة أوراق بخط جيد: (أيها اليهود الكلاب احذروا انتقام اليد السوداء أنها لثورة مستمرة ولن نتراجع) ثم بدءا برمي قنابل مولوتوف على كنيس اليهود، ويفيد "صادفنا دورية للتحري فرمينا عليهم أيضاً قنبلتين واستطعنا الإفلات لكنهم استطاعوا اعتقال الرفيق الذي كان يلصق الأوراق ودلهم علينا، فاعتقلت لمدة شهرين واستطاع سميح السائق الذي لا أذكر اسمه، من الإفلات.

من معلوماته أن نعمة ثابت، مأمون أياس وجورج عبد المسيح كانوا يستأجرون غرفة مفروشة عند السيدة سلطانة فخري في زقاق البلاط (وهي من الكورة؟).

عند بدء الحرب (في أيلول 1939) واعلان الأحكام العرفية ومنع التجول ليلاً في بيروت، كلف من المركز بالذهاب إلى الجنوب لتحريك العمل الحزبي.

في صور اتصل بالرفيق خليل حلاوي وسلمه رسالة من المركز. في النبطية اتصل بطبيب أسنان (لم يعد يذكر اسمه) في صيدا اتصل برفيق من آل السنيورة.

ثم تم تعيينه ضابط ارتباط بين المركز الذي كان سرياً، وبين القوميين في جميع مراسلاتهم، وكان المركز في رأس بيروت في منزل مستأجر من قبل فارس معلولي (كان يعمل في مكتبة الجامعة الأميركية).

في أواخر العام 1939 طبع المركز صوراً لسعاده كتب عليها انتظروا قدومه، وطلب منه توزيعها.

في هذه الأثناء كان والرفيقين ابراهيم يموت وعيسى حماده يوزعون البيانات التي كان يصدرها المركز وكان التوزيع ليلاً.

أما بالنسبة للصور فقد اختاروا فترة الظهر (أوقات الزحمة).

ويضيف "صادفنا بعض المشاكل حيث اعتقلت زمرة في عائشة بكار وقد اخذت على عاتقي مع الرفيقين إبراهيم يموت(3) وعيسى حمادة الصاق الصور في الجميزة وساحة البرج، وبالفعل قمنا بالعمل بشكل كامل وخاصة دائرة التحري وقرب البلدية ".

ويفيد "أنهم كانوا يعودون إلى ساحة البرج فيجدون الحراس يزيلون الصور، فيعيدون الصاقها" .

وفي موضوع الصاق الصور اعتقل الرفقاء خضر سلام، عبد الرحمن بشناتي وعادل طفيلي.

في بداية العام 1940 وعلى أثر توزيع بيانات حول رأي الحزب بالحرب، اعتقل أحد أعضاء الزمرة الرفيق محمد اللحام الذي اعترف في التحقيق أنه مكلف من قبل الرفيق خليل، فتم اعتقاله من قبل الأمن العام وهناك وجد الرفيق عبدالله العظم من حماه وكان مفوضاً للشرطة هناك، وكان كلفه بنقل حقيبة مليئة بالبيانات الحزبية، إنما اثناء الطريق غفا في السيارة وعند وصول السيارة إلى أحد الحواجز تم ضبط البيانات واعتقل الرفيق عبدالله.

أثناء اعتقال الرفيق خليل في المحل، صودرت مفكرة كان سجل عليها بعض المعلومات، وأدى ذلك إلى اعتقال الرفيق إبراهيم يموت.

بعد الأمن العام نقلوا إلى سجن القلعة، وبعد صدور الحكم في المحكمة العسكرية تم نقلهم إلى سجن الرمل حيث التقوا الأمين عبدالله محسن، والرفيق عبد الرحمن بشناتي إضافة إلى رفقاء آخرين، وبقوا حتى تشرين الثاني 1940 .

اثر الهجوم الإنكليزي – الفرنسي خاف الفرنسيون (المحور) وكان الجنرال دان مفوضاً سامياً في لبنان فذهب بعض الرفقاء غير المعروفين والتقوا به وطلبوا الإفراج عن القوميين المعتقلين فأجابهم انه يريد أن يبيع هذه المسألة لرجال الدين، فاتصل الرفيق عبدالله الجميل بالمطران مبارك الذي رفض بشدة، بسبب أن الحزب يطالب بمنع رجال الدين من التدخل في شؤون السياسة، أما رجال الدين من الطوائف الأخرى فقد استجابوا، وتمّ الإفراج عن الرفقاء.

طلب الفرنسيون، وكان نعمة ثابت على علاقة جيدة بهم، أن يزودهم بمعلومات عن القوات الإنكليزية، فكلف نعمة الرفيق عيسى حماده بالتوجه إلى الجنوب لاستطلاع الوضع ورفع التقرير، وقد تمّ ذلك، إلا أن الفرنسيين انسحبوا بعد أسبوعين من بيروت فدخلها الإنكليز والديغوليون، فأقام نعمة ثابت حفلة في منزله للضباط الإنكليز بواسطة شقيقته كلودا.

رغم ذلك استمرت ملاحقة الرفقاء من قبل الأمن العام، وتمّ اعتقال نعمة ثابت، مأمون أياس، جبران جريج وعدد كبير من الرفقاء.

حاول نعمة ومأمون الهرب من الاعتقال في الكرنتينا سباحة عبر البحر (؟) إنما أعيد اعتقالهما.

الرفيق خليل كان تمكن من الفرار إلى الجنوب وبقي ثلاثة اشهر، إلا أنه اعتقل في بداية العام 1941 وسيق إلى الأمن العام، ثم إلى المية ومية، وكان معه الرفيق عيسى حمادة.

عن معتقل المية ومية:

- قسم للمتزوجين وقسم آخر لغير المتزوجين.

- كان يوجد عدد من الفنانات وعاملات البار.

- أحد المعتقلين الروس افتتح باراً، كان يسهر فيه نعمة ثابت ومأمون أياس.

- الرفيق خليل افتتح صالون حلاقة. الرفيق عيسى حمادة مصبغة بعد أن دربه على العمل الأمين عجاج المهتار. الرفيق الياس سمعان (الأمين لاحقاً) أسس محلاً للخياطة. الرفيق صلاح الشيشكلي كان يدرب الرفقاء عسكرياً والأمين أنيس فاخوري يلقي المحاضرات.

بعد الخروج من المعتقل (1942) عاد النشاط الحزبي إنما بمفاهيم مغايرة بسبب العلاقة السائدة بين نعمة ثابت وكميل شمعون (زوجته زلفا ابنة عم نعمة ثابت)، وقد حاول عرقلة عودة الزعيم.

أحد الصحفيين المصريين في حديث مع الرفيق خليل قال له: ستخسرون زعيمكم قريباً لأنه سيجر إلى معركة سيدفع ثمنها غالياً، ويعتقد أن هذا الصحفي تابع لجهاز الاستخبارات المصرية.

لم يسبق إعلان الثورة، أي تنظيم للأمر على صعيد منفذية بيروت فقد فوجئ، كما الرفقاء، بالوضع، "وكنا نسمع الأخبار كما يسمعها سائر المواطنين. في المناطق حصلت مناوشات، أما المعركة الأساسية فقد حصلت في سرحمول، حيث قتل ضابط من آل شمعون واعتقل جميع المشاركين باستثناء جورج عبد المسيح.

وفي معركة مشغرة استشهد الرفيق عساف كرم.

حدثت حالة من الارتباك بعد استشهاد الزعيم، واعتقل العديد من القوميين الاجتماعيين وساد الجمود الوضع الحزبي حتى العام 1951 حين بدأت المعارضة بالتحرك ضد بشارة الخوري، وكانت قيادة الحزب قد انتقلت إلى الشام وتعين الأمين حسن الطويل مفوضاً عاماً للبنان.

المعارضة السياسية شكلت غطاءً سياسياً وعاملاً أساسياً في تحرك الحزب، فعاد النشاط الحزبي بشكل قوي.

اعتبر وصول كميل شمعون انتصاراً للحزب، وهو كان من أركان المعارضة، إلا أن الاعتقالات استمرت ضد القوميين عند أي تحرك "أما القيادة الحزبية فكانت بمنأى عن هذا الوضع وكأنه كان هناك اتفاق بين كميل شمعون وقيادة الحزب على تدجين القوميين وهذا الأمر خلق حالة من البلبلة في الصفوف الحزبية وبدأ التفلت وإطلاق التهم، والإشاعات "والكليكات" وكنا يومها نعتبر أن عبد المسيح هو خليفة الزعيم وهو المؤهل لإعادة الحزب إلى خطه السليم".

"وكان عبد المسيح يتناول بالاشاعات كل شخص يمكن أن يشكل منافساً له، كما حصل مع عصام المحايري ومصطفى أرشيد، واستمر الوضع هكذا إلى حادثة المالكي"

تفيد زوجة الرفيق خليل طفيلي (ياسمين حديب) أنها توجهت، بعد إعدام سعاده، مع زوجة الرفيق عيسى حماده (حياة حماده) وقابلتا الخوري ايليا برباري فأكد لهما صحة الخبر، وقال لهما أن سعاده كان صديقه في المدرسة ويعرفه جيداً فطلبتا منه أن يذكره في الصلاة بعد القداس، كما طلبتا إليه أن يدلهما على المكان حيث دفن سعاده، فذهبتا وكانت هناك عناصر من الأمن العام، فخاف الكاهن عليهما "خصوصاً بعد أن وقفنا على القبر وانتحبنا وأطلقنا كلمات فيها تحد، ومنها أن هذا المكان ما كان يجب أن يكون لبطل الأبطال، عندها طلب منا الكاهن أن نذهب ورافقنا حتى أخذنا سيارة من أمام المدفن وعدنا".

هوامش:

(1) عيسى حماده: وافت المنية في العشرين من تشرين أول 2002، الرفيق عيسى حماده الذي كان له حضور نضالي مميز منذ أواخر الثلاثينات، وهو إن انقطع عن الانتظام الحزبي بفعل وظيفته في المصلحة الوطنية للتعمير ثم في وزارة الإسكان، إلا انه بنى عائلة سورية قومية اجتماعية واستمر حتى آخر سني حياته مؤمناً بالقضية ومهتماً بأخبارها.

ولد الرفيق عيسى عام 1920 في بلدته كوثرية السياد (قضاء الزهراني) وهو الابن البكر لعائلة من سبعة أبناء.

انتمى الى الحزب في بيروت في اواخر العام 1938 بواسطة الرفيق عبد الرحمن حجازي من مديرية جبل النار (البسطة) الذي كان يتمتع بنشاط إذاعي لا يعرف الهدوء أسفر عن انتماء عدد جيد من الرفقاء منهم عيسى حماده، وخليل طفيلي.

نشط الرفيق عيسى حزبياً، وفي الفترة 1939-1940 وضع بتصرف عميد الداخلية آنذاك مأمون اياس، وكانت توكل إليه مهمات في غاية الدقة والسرية، حيث كان يقوم بها بكل التزام وأمانة وصمت. وقد ورد اسمه في كتاب الامين الدكتور عبد الله سعادة "اوراق قومية"، وفي مجلد الامين جبران جريج (من الجعبة الجزء الرابع)، وفي كتاب الرفيق إبراهيم يموت "الحصاد المر".

اعتقل الرفيق عيسى حماده صيف العام 1940 وسيق الى سجن الرمل، ثم اعتقل مرة جديدة بعد ان استولت قوات الحلفاء على بيروت، ونقل مع العديد من المسؤولين المركزيين والرفقاء الى معتقل المية ومية.

هذا وقد أحيت بلدة كوثرية السياد ذكرى اربعين الرفيق الراحل بحفل حضره ممثل مركز الحزب وكيل عميد الداخلية الرفيق نشأت الطويل (الأمين لاحقا) ووفود من منفذيات صور والنبطية وصيدا – الزهراني.

غداً عندما يؤرخ تاريخ الحزب في بيروت يبرز اسم الرفيق عيسى حماده واحداً من الرفقاء الذين تميزوا .

(2) سعيد البستاني: من الشوف. أذكر أني التقيت به عام 1959 في منزل الأمين إنعام رعد في فترة خوضه الانتخابات الفرعية في الشوف، بمواجهة سالم عبد النور. ما زلت أذكره أشيب الشعر، أنيقاً في ثيابه ويملك طلّة بهيّة.

(3) إبراهيم يموت: للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية ssnp.info





 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2025