إذ يؤدي الرفيق قسم الانتماء الى حزب النهضة، فانه لا يتخذ مبادئه إيمانا له فقط، بل لعائلته أيضا وشعارا لبيته. فالعقيدة التي اعتنق، ليست له ليحتكرها إيماناً ووعياً، إنما هي للأمة تشع وتنير وتبني حياتها الجديدة.
ولأنها كذلك، هي أولاً لبيته، أي لزوجته، وأبنائه، ثم لمحيطه، ولمحيط هذا المحيط.
ان يحول الرفيق دون أن يعي أبناؤه عقيدة الحزب ويلتزموا بها، يعني أنه غير مؤمن بما آمن، وغير صادق مع التزامه. والا كيف لا يريد لأبنه ما أراد لنفسه، وكيف يمنع على ابنه ما سمح به لنفسه.
مهمة الرفيق المؤمن بصدق ان يشجع أبناءه على الانخراط في الحزب، فيؤهلهم أشبالاً ومواطنين ويفرح بهم أعضاء ومناضلين.
فالانتماء الى الحزب ليس نزهة يقوم بها الرفيق. هو ارتباط وجودي بحركة حياة الأمة. هو أن يصبح والحزب كائنا واحداً. وجوداً واحداً. نبضة حياة واحدة. إذ ليس الحزب شيئاً آخر بعيداً عنك تكون فيه، أو لا تكون. هو أنت. هو تلك الشعلة تبقى فيك، يوماً يوماً، وساعة ساعة. هو أن تفرح معه وتحزن مع آلامه، وتبقيه في أعماقك تصونه بالحب والخوف والقلق وفرح الانتماء.
ان لم تكن كذلك، كان انتماؤك الى الحزب انتسابا عابرا وليس انتماء راسخا وصادقا، وكان ابنائك غير ما انت، وبيتك بيتان: بيت لك، وبيت لأبنائك.
أيها الرفقاء
ابناؤكم هم استمرار الحياة التي بها آمنتم. عبرهم تجسدون ايمانكم الصادق، وبإنتمائهم الى الحزب تحييون قسمكم. فلا تجعلوا ابناءكم غير ما انتم. ولا تعيشوا حالة الانفصام بين ما انتم عليه في الحزب، وبين ما انتم عليه في منازلكم.
ان تكونوا قوميين اجتماعيين هو ان يكون ابنائكم رفقاء معكم، والى جانبكم مناضلين.
خلاف ذلك لا يكون ابنائكم أبناء النهضة، ولو كانت دمائهم من دمائكم، ويحملون البطاقة التي تحملون.
والحزب لا ينتصر الا بمن كانت حياتهم حياة الحزب.
|