" إنني من مواليد سلمية عام 1934، وأسجل ما أمكن وما بقي من ذكرياتي عن انتمائي وتعاقدي مع النهضة القومية الاجتماعية وعلى اعتناق مبدأ الحزب السوري القومي الاجتماعي وتلك المسيرة.
في عام 1948 – 1947 كان عمري أربعة عشر عاماً، حدثني صديق عزيز عليَّ أنه سيتطوع في جيش الإنقاذ في فلسطين ضد العدو اليهودي هناك وسوف يتطوع مع كل المتطوعين تحت إمرة المرحوم الأمير عبد الله تامر وهو محامي، وقال لقد شجعنا الحزب السوري القومي الاجتماعي في سلمية على التطوع وسألته هل يقبلوني؟ قال: لا.
" البارحة قبلوا وعلى مسؤوليتهم الصديق أحمد بصل، وعمره سبعة عشر عاماً وحدثني أن المرحوم عارف الأمير تامر قد حدثه عن الحزب السوري القومي الاجتماعي وبحضور أحد وجهاء الحي الشمالي المرحوم هاشم مقداد، ولما عادوا من القتال حدثني وبأسى كبير ونقمة عارمة عن التخاذل والمؤامرات في تلك الحروب وكان مهتماً بأن السيرة الحميدة للقوميين هناك، وقد جاؤوا من لبنان قاتلوا بشجاعة وإيمان وقتل قائد أحد المجموعات ولم يعرف اسمه".
*
إعدام الزعيم:
" في عام 1949 نشرت مجلة الدنيا(1) صورة للزعيم أنطون سعادة ونبذة عن حياته والحزب السوري القومي الاجتماعي وإعدامه والكلمات التي أوصى بها إلى أبناء حزبه وقد ذهلت من قوة شخصية صاحب الصورة وشعرت أنها قد دخلت إلى نفسي وهي تحمل في مضمونها قوة الشخصية والنظرة الثاقبة والشخصية القريبة من كل نفس وفكر، واشتريت العدد وذهبت ليلاً كالعادة للسهر في منزل أختي الكبيرة مع زوجها ومَن عنده من المسحوقين مادياً المرحوم حسين مشعل(2) وأخذ المجلة من يدي وتجمدت نظراته في الصورة وسالت دموعه على وجنتيه وقد أذهلني الموقف وسألته: هل تعرفه؟ وأنت لا تملك ثمن طبخة وبدأ يقرأ ويشرح لي وللحضور من الأقرباء، واستهجنت هذا التعليق والبلد مصابة عندنا بالتخمة من الزعماء والسياسيين والأحزاب والأديان وصراعاتها.
*
المدرسة المتوسطة في سلمية:
" أثناء دراستي في المدرسة المتوسطة(3) في الخمسينيات كان العدد الغالب هناك جماعة الاشتراكيين والبعثيين وكان معي في الصف الثامن القومي المرحوم نادر الحايك وكان شعلة من الشجاعة وكذلك القومي إسماعيل بدور وآخرين وقد انضممت إليهم لا أعرف كيف، واشتركت معهم في المظاهرات والاصطدامات مع البعثيين وكانوا أكثر عدداً وبدأت بقرائة المبادئ وكل شيء وشعرت أنني فزت بالرجولة والقوة مع هؤلاء الكبار والشجعان والمثاليين في تصرفاتهم في الصف والانصراف والدراسة وطلبتُ منهم الانضمام إلى صفوفهم ووعدوني خيراً، وقد استشرت المرحوم والدي بهذا الأمر فقال لي: هذا حزب وطني ومن أعضائه رجالات معدودة في البلد وأنا أعرفهم منذ كان عملنا في الكتلة الوطنية ضد الفرنسيين ومنهم المرحوم محمود شاهين، هاشم مقداد، يوسف ضعون، والكاتب عارف تامر وغيرهم...
" وقال لي بالحرف الواحد: رئيس هذا الحزب مسيحي، لذلك صعب ينجح وكذلك ضد فرنسا، ولم أجاوبه وفعلاً أيد لي صديقي حسن ضعون والذي تبين لي بعدها أنه عضو في الحزب القومي أيد لي أسماء الأشخاص وقال لي أن أكرم الحوراني كان في الحزب ولكنه طرد منه.
" في العام 1952 – 1951 أقسمتُ اليمين مع الرفيق كاظم أحمد ميرزا، أمام الرفيق عبد الله حمودي، وبحضور الرفيق إسماعيل بدور وبعد فترة دعيت للاجتماعات الموسعة وتعرفت على الرفقاء وازددت عزة ودهشة في منزل الرفيق المرحوم عبد الله حمودي(4) وفي مقرات الحزب والسهرات المنزلية.
أسماء بعض الرفقاء:
" عبد الله حمودي، محي الدين نصرة، فايز نصرة، محمد دلول(5)، إسماعيل بدور، إسماعيل سفر(6)، تاج الدين سفر(7)، عارف تامر، سليمان عواد، علي شاهين، ثابت شقرة، إسماعيل المير سليمان، أسعد حافظ، محمد حافظ، محمد الماغوط(8)، خضر ياغي، كاظم ميرزا(9)، جمال الشعار، مصطفى المير غالب، وأعداد هائلة لا تحضرني الذاكرة بأسمائهم وكذلك يوسف ضعون، حسن ضعون، علي ضعون، شاهر الجرف، محمد عباس، مصطفى العامود، علي فندي، علي حمود، محمد شقرة، عارف حيدر، تميم القطريب، علي القطريب، نادر حيدر، سليمان عزوز، موفق عادلة، هاشم عادلة عدا الأصدقاء من جميع عائلات سلمية والغريب في الأمر أن الجميع كانوا يتسابقون لتطبيق المبادئ والنظام (الانضباط الحزبي) على سلوكيتهم وتحت إشراف المنفذية، وناظر التدريب فيها حتى حظر علينا دخول المقاهي وأمكنة اللهو، أو الإخلال باللباس، والسير بالشارع العام بكل احترام وتقدير وأخلاقية مهددين طبعاً بالفصل من الحزب وهذا يعني المقاطعة وعدم ممارسة التحية الحزبية والرد عليها وكم كانت قاسية بالنسبة لأي عضو منا.
" وقد حدثت حادثة على أرض الواقع بأن فصل الرفيق محمد دلول لمدة شهر لتصرفه القاسي مع بعض المواطنين من البعثيين وقد تمت مقاطعته، وكان شعلة من حيث فهم العقيدة وإذاعتها ولا يعرف الخوف والجبن طريقاً إلى قلبه وفكره، وخاصة في سبيل الحزب وصادف أن زار المنفذية الرفيق الياس جرجي(10) في سلمية وطبعا هرع الرفيق محمد دلول إلى مكان الاجتماع وقد منعه الحرس لأنه مفصول وعندها رفع قميصه عن بطنه ووضع سكيناً يحملها وهدد بقتل نفسه وتم العفو وإصدار تعليمات بعودته، وحادثة أخرى أن الرفيق محمد دلول اشترى جهاز راديو ولم يسدد ثمنه لصاحبه واشتكى صاحبه للحزب وبعد التأكد تم فصل الرفيق محمد دلول ثلاثة أشهر وفي زيارة لرئيس الحزب لسلمية وهو المرحوم جورج عبد المسيح في منزل المنفذ العام المرحوم عبد الله حمودي، وكنت أنا من أعضاء الحرس حضر الرفيق محمد على دراجة نارية بالأجرة والعرق يتصبب منه وهجم كالوحش الكاسر طالباً أن لا نضيع عليه سعادة اللقاء مع رئيس الحزب، وعلت الضجة معه ودخلت أعلم حضرة رئيس الحزب ووصفت له حالته وسمح بدخوله لباب غرفة الاجتماع ولما وصل صاح بصوته الجهوري: تحيا سوريا حضرة الرئيس، لا تقتلني وتتحمل ذنبي، داخل على دم الزعيم اسمح لي شوفك، وحاكمني بعدها، قص رقبتي. وفعلاً دخل وأخذ التحية وقَبِلَ حضرة الرئيس وخرج ووقف مكاني في الحراسة.
" وقد ساهم الرفيق محمد مساهمة فعالة جداً في الاجتماعات الإذاعية والمناقشات العقائدية مع البعثيين والشيوعيين والأخوان المسلمين ودائماً كان متفوقاً نتيجة مطالعاته وثقافته بمبادئ الآخرين وكتاباتهم ومقارنتها مع الفكر والمبادئ القومية الاجتماعية.
" هكذا كان القومي الاجتماعي في الخمسينات، الهم القومي هاجسه ونشر المبادئ هدفه وعمله وكنا نهرب من وجه ناظر التدريب الرفيق ثابت شقرة لتشدده بالتزام النظام والسلوكية. وتحضرني حادثة لها عمقها الاجتماعي من خلال اجتماعاتنا اضطلعنا على أن رفيقة ابنة رفيق، مدّرسة من حماه والآن في قرية تل التوت وهي من المناطق الشمالية – مسيحية - وقد تمكنت إحدى زميلاتها في التدريس من السيطرة على أفكارها وخاصة العقيدة الدينية ووصلت بها لدرجة أن منعتها من زيارة أهلها أو مقابلتهم إلا بوجودها، وأنها ستعتنق الإسلام وأمور أخرى، وهي من حماه وطلب والدها الرفيق من الحزب المساعدة، وقد قمنا بدراسة الموضوع وتم الاتفاق على أن توضع تحت المراقبة من قبل الرفيق محمد دلول، وبسيارة الرفيق شاهر الجرف والقيام بالتعرف عليها بواسطة والدها ووالدتها وقد تم ذلك عن بعد، وتم أخذها من بين يدي زميلتها ووضعها بالسيارة مع والديها.
" وفي اليوم التالي تقدمت زميلتها بشكوى للمحكمة الشرعية والمدنية في حماه بأن المسلمة فلانة قد تم خطفها من قبل أهلها لإجبارها على ترك الدين الإسلامي وتمكنت بقوة السلطة من العودة بها ولكن الفترة بسيطة وبعدها تزوجت في حماه وهذه الحادثة دلالة على عمق وصلابة الرابطة الحزبية في تلك الفترة ومقاومة الطائفية.
*
دور منفذية سلمية في مسيرة الحزب:
" وقد كانت منفذية سلمية القاعدة الكبيرة والصلبة والناشطة في تدعيم دعائم الحزب القومي في المنطقة والشام وكان العلم والثقافة من أولويات توجيهات الحزب للأعضاء وللسلوكية الاجتماعية السليمة وتعاقب على هذه المنفذية أعضاء أكفاء في الحزب وبناء على رأي القواعد التي حرص الحزب على ديمقراطيتها ونظامها فكان المنفذ عارف تامر، سليمان عواد، علي شاهين، محمد الحكيم، عبد الله حمودي، رحيل غيبور(11)، نورس ميرزا(12)، وغيرهم.. والجميع حرصوا على إذاعية الحزب وكان الجميع كتلة واحدة تدل على ذلك جميع احتفالات الحزب بالمناسبات القيِّمة وخاصة في الحشد أثناء تأبين الرفيق الشهيد ميشيل الديك في بانياس، ووحدة بيوت القوميين كانت مميزة عندما تتأخر الاجتماعات في منزل أحد الرفقاء ينام أكثرنا هناك حتى الصباح، وخاصة المنازل الكبيرة أمثال بيت الرفيق خضر الحموي وشقيقه عابد الحموي.
" هكذا كانت العلاقة والإيمان بالعقيدة. هذا ما بقي في زوايا عقلي (ذاكرتي) بعد هذه السنين ولدي صور من لقاءاتنا الدورية واليومية. وفي لقاءاتنا الليلية كان هاجسنا تقدم الحزب وقراءة المبادئ وتعاليم وكتابات الزعيم والنشيد الرسمي، وقديش منصبر قديش...، ويا ماما ليش بابا غاب عنا...، ينشدها الرفيق موفق عادلة حتى أصبحت العقيدة...: هي الدماء التي تجري في عروقنا.
*
دور الحزب في انتخابات 1954 النيابية:
" يحضرني وأمامي الصورة الرائعة عندما صدر قرار الحزب بتأييد المرشح للمجلس النيابي المرحوم مصطفى ميرزا(13) ضد الدكتور سامي الجندي مرشح حزب البعث عندما انطلقت صفوف القوميين أربعة أربعة بنظام دقيق وإشراف قوي وهتافات: (لمن الحياة يا أبناء الحياة...)(14) ووصلت طلائعنا إلى منزل المرشح مصطفى ميرزا في الساحة العامة وهو المركز الانتخابي ونحن على ميكروفون إذاعي نرحب بالقادمين ونطلق الشعارات والجموع المحتشدة بالآلاف تصفق للقوميين، وتحييهم حيث كانت المسافة التي شغلها صفوف القوميين مئات من الأمتار، وقد ألقيت أثناءها كلمة ارتجالية حماسية حتى أطلقت بعض العيارات النارية وكانت تلك اللحظة مذهلة للجميع وكانت نتيجة نشاطنا الإذاعي سبباً أساسياً لنجاح المرحوم مصطفى ميرزا والذي لم يكن يحسب له حساب في هذه الانتخابات، وكان لها أثر وألم في نفوس البعثيين وخاصة المرحوم الدكتور سامي الجندي وقد كان أهم رجالات حزب البعث والذي تمكن من استقطاب كثير من الشباب المثقف والفلاحين في سلمية ومن هنا انطلق الشباب البعثيون نحو التطوع في الجيش، وأصبح لآرائهم فاعلية في خدمة وطنهم وعقيدتهم ولكن لم يتمكن الطرفان من إبادة روح العداء بين القوميين والبعثيين في هذه البلدة الصغيرة وأم الثقافات العالية والشجاعة والإبداع.
" في حمص بين الأعوام 1954 – 1953 كنت أدرس في حمص ونعمل سياسياً وكنت مؤجلاً بالإعالة لوالدي المريض وأهلي وكانت فرصة توضيح روح العداء بين البعثيين والقوميين فكتبوا تقريراً من مكتب المرحوم سامي الجندي لوجوب سوقي للجيش لأن المعيل يجب أن لا يدرس وإنما يعمل لتقديم ما يعيل أهله ووصل التقرير إلى الشعبة الثانية في حمص، وكان لنا هناك رفقاء وأصدقاء عن طريق الصديق المرحوم (أنور تامر) آمر فوج الإسناد الرابع مقدم في الجيش، وقد عالج هذا الموضوع رسوله لسلمية المساعد محمد إدريس (أبو غسان) وكان رحمه الله شعلة من الوفاء والمحبة ومع هذا اضطررت إلى ترك الدراسة لفترة حتى انتهى التحقيق. كانت القضايا الشخصية تلعب دورها مع الصراع الطائفي والعائلي في سلمية وقد انعدمت الآن وبشكل واضح ودليلها القاطع العلاقات الشخصية والعائلية والعقائدية.
مرحلة الدراسة في حمص 1953-1954-1955:
" يتحدث الرفيق علي أنه سجل في الصف العاشر في حمص لدراسة الثانوية العامة لكنه لم يكمل بها، تركها ثم عاد ليسجل في مدرسة خاصة هي المدرسة الثانوية الإنجيلية كان يديرها العقيد المتقاعد نخلة كلاس، تم قبوله مع عدد من الطلبة: كاظم ميرزا، علي رزوق، أسعد أسعد، صادق أسعد، علي حمود، وغيرهم.. وكان واسطتهم خال كاظم ميرزا المقدم أنور تامر.
كان رئيس الشعبة الثانية الملازم معين عرنوق(15) وهو رفيق قومي اجتماعي هذه الشعبة كانت تمثل المخابرات العامة.
التعرف على الشهيد غسان جديد:
" يقول الرفيق علي أنه في إحدى المناسبات تعرفنا على رجل يرتدي بنطالاً أزرق وقميصاً أبيض يأخذ باللب عندما ينظر إليك لجماله وطلعته البهية وكلماته المهذبة، وهو المرحوم المقدم غسان جديد رفيق قومي اجتماعي وقد كلفنا الرفيق معين عرنوق عندما كان يرسل سيارة لاند روفر جيب من قبله وفيها أولاد المرحوم غسان جديد، صبي وبنت، أن نسلمهم لروضتهم وبعدها نعود لمدرستنا للدوام.
كانت الاجتماعات تجري في منطقة الحميدية وتصبح واسعة عند زيارة رئيس الحزب ويومها كان الرئيس جورج عبد المسيح حيث كان يرافقه لأكثر من مرة المرحوم غسان جديد بلباس مدني، كان الهتاف يشق عنان السماء عندما كان رئيس الحزب يشدد بكلمته على وحدة الأمة والمجتمع، وأن ليس لنا من عدو في وطننا وديننا سوى اليهود... أن أولوية قضايانا هي فلسطين... الخ، ثم يتحدث عن المظاهرات التي كانت تقوم في حمص من الأحزاب القوميون البعثيون والشيوعيون والإخوان المسلمون، وكانت تحدث صدامات بعضها دموي حيث ذكر أنه في إحداها طعن رفيق لنا يدعى شهدا الحلو، عندما كان يهتف أمام مبنى الحكومة السراي، كما كانت بعض الصدامات تجري في المدارس الثانوية وخارجها وذكر أن قوة القوميين كانت مستمدة من كثرة الرفقاء الذين ينتمون لأكثر العائلات في حمص (الأتاسي، الجندلي، أرسلان، الزهراوي، السباعي، وفائي، كروما، كحيل، الخوري، الحلو، اليازجي، المصري، السليمان، نكد، الخباز وغيرهم....).
أسباب الجفاء بين الحزب والشيشكلي:
" ثم يورد أنه سمع بحادثة جرت بين أديب الشيشكلي وكان رئيساً للجمهورية السورية وكان قومياً اجتماعياً رغب بزيارة مقر الحزب القومي في دمشق وقد حضر بالمراسم لأمام المقر ولكن رئيس الحزب جورج عبد المسيح اعتذر عن استقباله لأنه كان يرأس اجتماعاً لمكتب الحزب ويجب على القومي أديب الشيشكلي الالتزام بالنظام وأن يطلب إذنا للزيارة وقد أدت هذه الحادثة إلى تغيير وجه تاريخ العلاقة الحسنة مع الشيشكلي إلى علاقة سيئة نتيجة تفرد رئيس الحزب بالقرار، والذي عرف عن الرئيس جورج عبد المسيح إلا أن جورج عبد المسيح استطاع بناء الحزب بقاعدة واسعة مدنياً وعسكرياً حتى عام 1955 – 1954.
محاولة اغتيال غسان جديد الفاشلة:
" ويذكر أن المقدم غسان جديد سرح من الخدمة وجرت محاولة اغتياله على طريق دمشق من قبل كمين بدافع أنه استغل تحرك القوات السورية لإجراء مناورات عسكرية والتي كانت تعتمد بنجاحها لترفيع رتبة الضباط، فقد أوعز الحاقدون مركز قيادة الأركان وكان رئيسها شوكت شقير ورئيس الشعبة الثالثة المرحوم العقيد عدنان المالكي، لم يحدث بأن تعرض بأي موقف سلبي للحزب السوري القومي الاجتماعي ولكن قد يكون قد وقع جفاء بينه وبين غسان جديد كل حسب رؤيته.
العقيد المالكي والرفيق تاج الدين سفر:
" المرحوم المالكي لم يكن منتمياً لأي حزب سياسي ولكن عرف عنه أنه يعمل من أجل القومية العربية ويرتاح إلى القوميين العرب ويسعى لوحدة الأمة العربية لذلك فانه غير خاضع لآراء زعماء الأحزاب وتوجيهاتهم ولا يحمل حقداً على أي حزب. أورد الرفيق علي حادثة لقاء الرفيق تاج الدين بالعقيد المالكي لمّا تقدم الرفيق تاج الدين سفر للانتساب إلى الكلية العسكرية بحمص، ذهب الرفيق تاج الدين سفر والشاب فايز اسماعيل وهو بعثي من سلمية، لتقديم طلب انتساب للكلية العسكرية بحمص لكن طلبهما رفض، فتوسطا لدى المقدم أنور تامر صديق غسان جديد وصديق المالكي والجميع يعرف ذلك، وزود كل منهم برسالة للمالكي ولما قابل الرفيق تاج الدين المرحوم المالكي وسلمه الرسالة ضحك المالكي، وقال له أي للرفيق تاج الدين: يا شاعر الحزب القومي سمعنا شيئاً من أشعارك فأسمعه، وكان الشطر الثاني من آخر بيت شعر (وبالكلية العسكرية دخلوني) وقد قبل الرفيق تاج الدين بالكلية العسكرية وكل ما وصل من تقارير إلى الشعبة الثالثة بعدها لم يتخذ بحقه شيء.
تأزم العلاقة بين جديد والمالكي:
" ازدادت العلاقة بينهما سوءاً بعد اتهام غسان جديد بحسب ما سمعت وعلمت في حينها وبعدها، أنه مشترك في محاولة انقلاب بالاتفاق مع رجالات وضباط من حركة التحرير العربي والتي أسسها العقيد أديب الشيشكلي عندما صار رئيساً للجمهورية، وبعد أن تلقى صداً من رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وعدم استقباله إلا ضمن أنظمة الحزب القومي وباعتباره محسوباً على الحزب، وكان المخطط لهذا الانقلاب والذي أعد البيان وسيلقيه إن نجح الانقلاب المحامي القدير علي حيدر من أهالي السلمية والذي كان الساعد الأيمن السياسي المدني لأديب الشيشكلي، والمساهم لوضع مبادئ حزب حركة التحرير العربي وقد امتدت كالعادة للدوائر والمواطنين والجيش، ويقال أن الضابط حسين الحكيم والضابط حسن حدة وغيرهم كانوا مشتركين ومتعاونين والمؤيدين لفكرة الانقلاب، ويقال أن الضابط الوحيد الذي لم يطلعوه على الانقلاب هو المقدم أنور تامر تحسباً للعداء التقليدي والسياسي بين المحامي علي حيدر ومن حوله ومؤيديه، وبين أقرباء المقدم أنور تامر وهم من الأمراء وزعماء سلمية، وعودة علي حيدر ستزعج وتقلق هذه الفئة ويقال انه لما وصلت إليه المعلومة عمل على إفشالها خاصة والوطن لا يحتمل صراعات وانشقاقات ونحن أمام عدو يهودي منتصر وقوي وقد وقعت اصطدامات في حمص بجنب معمل السكر مع عناصر من حركة التحرير العربي وأصيب فيها أحدهم وهو من سلمية..
الدراسة في طرطوس:
" وفي عام 1957 – 1956 درست البكلوريا في مدينة طرطوس ومعي الصديق العزيز صادق اسعد وهو يقيم في بريطانيا الآن، وقد استأجرت غرفة في حي سكانه متزمتون، وبعد الاتصال بالرفقاء وتكليفي باستلام حلقة حزبية، طلبوا مني الانتقال والسكن في الفندق الملوكي وهو في الساحة العام في طرطوس وأصحابه من آل الشاعر، والأسرة بكاملها رفقاء لنا. وأذكر أنه من بين رفقائي علي ونوس، حسن الظريف، فؤاد الشاعر، وكانت مقابلاتي تتم مع الرفيق الصيدلي خير الله الضيعة، وكذلك الرفيق بديع إسماعيل(16) والرفيق عبد الله جبيلي وكان من الأصدقاء من نهر الخوابي حيدر حيدر، شحادة حيدر، خضر قاسم، خضر إبراهيم، إبراهيم عرنوق، وغيرهم..، وكنا ندرس في مدرسة اسطفان وهو شيوعي مثقف وواعي، ولم يمارس ضغطاً علينا وقد رافقت الرفيق المحامي بديع اسماعيل إلى قرية العنازة والتي كان وزعها على الفلاحين وأمضيت دراسة البكلوريا في طرطوس حتى الأول من آذار عام 1957، تم الاحتفال بمولد الزعيم وأحضرنا جميع المستلزمات من أسهم ومفرقعات جوية ودواليب سيارات قديمة وفي ليل الأول من آذار أطلقنا الصواريخ التي رسمت الزوابع وأشعلنا عل جبال متن عرنوق النار بالدواليب، وفي منطقة كروم الزيتون وكذلك في برج صافيتا ووزعنا المنشورات المتعلقة بالمناسبة وتحركت دوريات شرطة الجيش والشرطة على دراجاتهم النارية.
مغادرة طرطوس:
" وبعد شهر طلب مني أحد أقربائي من القدموس وكان يدرس في طرطوس وعلاقاته جيدة مع مسؤول الشرطة وقد سأله عن اسمي وقال لي غادر طرطوس فوراً. وفعلاً وفي الصباح الباكر نقلني أحد الرفقاء من آل القطريب بسيارته إلى حمص وتركت أمر أغراضي إلى صديقي صادق أسعد والذي كان يسكن معي في الفندق وعلى اطلاع على كل شيء وساعدني مراراً، وفي حمص قابلت أحد الأصدقاء ويعمل في الأمن وأبلغني أن الرفيق كاظم ميرزا، والرفيق صبحي فريح(17) قد القي القبض عليهما لنشاطهما في ألاول من آذار.
" وعدت لبلدتي سلمية وكان والدي يعاني مرحلة مرضية شديدة من مرض الباركنسون وهو رجفة باليدين والرأس، وقد تخفيت لفترة، خاصة وأن الأوراق الخاصة للرفيقين كاظم وصبحي قد أرسلا لي لحفظهما عندي، وكنت أذهب إلى حمص من الرفيق عبد الله حمودي لحضور محاكمة المنفذ العام محمد الحكيم وكان يحضر المحاكمة ضابط الشعبة الثانية (الأمن العسكري) بهزات عمار ويوجه الأمور كما يريد ويقوم بجميع الاعتقالات في المحافظة وتنظيم الضبوط والإحالة إلى المحكمة، وكان لؤمه وحقده علينا لا يطاق وينفثه في التحقيق والسجن والموقع ضرباً ولكماً وشتائم تتناول كل القيم التي نؤمن بها سياسياً واجتماعياً وعائلياً.
العمل في دكان والدي:
" حصلت على شهادة البكلوريا في نفس العام 1957 واستلمت دكان والدي وهو مريض في البيت، وبدأت أبيع خيار- بندورة - عنب وأستدين حق السلعة من الأقرباء والأصدقاء، وتعودت على حمل القرطل وهو مليء بالعنب، والسحارة مليئة بالبندورة والباذنجان على كتفي لنقلها من دكان التاجر لدكاني وكنت حريصاً على توفير ثمن الدواء الذي يهدئ مؤقتاً رجفان أطراف والدي ورأسه وأكثرها كانت من رأس المال.
زيارة الرفيق محمد دلول لي:
" وفي أثناء تواجدي في طرطوس حضر لطرفي الرفيق المرحوم محمد دلول، ونزل في الفندق الذي أسكن فيه وطلب مني مرافقته إلى قرية بعمرة مسقط رأس المرحوم يونس عبد الرحيم(18) المتهم باغتيال المالكي، وفعلاً انطلقنا بسيارة أجرة ومررنا بصافيتا إلى قرية اليزدية وبعدها وصلنا إل قرية بعمرة وسأل محمد دلول عن منزل آل صافي، وقد أشاروا لنا عنه وكان منزلاً شعبياً فيه بيت كبير يشبه المضافة، سقفه من الخشب البري وفي وسطه ثلاثة أعمدة من الخشب الغليظ الحجم يستند السقف عليهم واستقبلونا في البيت العربي وأرسلوا في طلب الشخص الذي طلبه محمد دلول وعلى ما أذكر اسمه مطانيوس صافي، وكان يرتدي بنطال كيلوت وجزمه من الجلد وقميص وسترة وكذلك حطاطة وعقال وبعد السلام تناولنا الغداء عندهم، وعدنا أدراجنا إلى طرطوس وفي اليوم التالي سافر المرحوم محمد دلول وفي اليوم الثالث حضرت إلى الفندق والدة محمد دلول وهي تبحث عنه لأنه مطلوب من السلطة وقد سألوا عنه أكثر من مرة في منزله في قرية تل الدرة وقد أخبرتها أنه سافر صباح الأمس وقد شعرت فعلاً أن المرحوم محمد صورة حقيقية عن شجاعة والدته ومنطقها وتقييمها للأمور باستثناء أنه كان متهوراً بالإقدام على أي عمل بدون حساب لنتائجه ولكنه ملتزم كل الالتزام بعقيدته .
" كان الرفقاء يترددون عليَّ وخاصة في الدكان ولم نكن نحسب المراقبة والظلم والتآمر وغيرها حتى أصبحت الاعتقالات تطال الجميع وفي إحدى التحقيقات قال لي رقيب في شرطة الجيش من آل عودة لماذا استأجرت الدكان ولم يصدق أنها لوالدي المريض وأنني أستخدمها لعقد الاجتماعات وإلقاء المحاضرات خاصة وأني أحمل شهادة البكلوريا وطلب مني إغلاق الدكان أو تسليمه لوالدي وأصبحنا في خوف وفي حذر خاصة وأن تحقيق بهزات عمار كان يوقف شعر الرأس وابتعدنا عن منازلنا وأصبحنا ننام في البراري وكان أشد قسوة الشرطي جرجس من شرطة سلمية الذي كان يستمد معلوماته من فئات محسوبة وطنية وذلك عن طريق ممرضة نسيبة لذلك الشرطي المرحومة مريم والليل كان ستارنا الوحيد والقدر لعب دوره في هذه الفترة، وبعد ما ذكرت عن السياسي المرحوم المحامي علي حيدر وأعتقد من خلال التحقيقات وغيرها تقرر اعتقاله وليلاً دق بابه الملازم بهزات عمار ودوريته وألقوا القبض عليه ولم تتمكن والدته من التحدث معهم ومعرفة سبب اعتقال ولدها ورأت القسوة وغيرها من تصرفات الاعتقال ولما خرجوا ومعهم ولدها علي خرجت إلى صحن الدار وكشفت عن صدرها وثدييها وقالت من أعماقها: (يا علي سلمتك ولدي علي) وبعد نصف ساعة أو أكثر طرق الباب على الوالدة رجل ملثم وقال لها: لقد تدهورت السيارة التي اعتقلت علي على كوع عين الزرقا وتبعد ثلاثة كيلو متر عن المدينة وان ولدها علي بخير ولا تخافي هو عندنا، وسأعود إلى عندك غداً، وفعلاً تدهورت السيارة وقتل فيها الملازم بهزات وجرح الآخرون ومنهم علي حيدر ولكنه كان رجلاً ممارساً وتوجه سيراً على الأقدام إلى أول مدخل البلدة وأيقظ دكتور يعمل في السلمية وكان صديقه ويدعى فؤاد معقَّصة، وهو من لبنان درزي وهذا قام بدور المداوي وصاحب السر وأعلم الشرطة بالهاتف عن تدهور السيارة كفاعل خير وكانت حادثة مهمة صاعقة وويل على علي حيدر وأهله ومحازبيه وتضييق الخناق على بعض الأحياء بالتفتيش وشماتة من بعض الذين اكتووا بنار تحقيقات بهزات وتأسي وتأسف على مماته وحسبنا نحن القوميين أن كابوساً قد أزيح عن صدورنا وكأنه لن يكون هناك خليفة لمثله، وبعد فترة هدأت النفوس وتبدلت بعض المواقف حتى فاتحني المنفذ العام المرحوم عبد الله حمودي أننا سنجتمع مع علي حيدر في مكان سيأخذنا إليه أحد أمناء أسرار علي حيدر، وهو في سلمية ومهمتنا سؤاله إذا كان يرغب في الهروب إلى لبنان لعند القوميين وسيكون في مأمن وأمان. وفعلاً قابلناه وقبل العرض وكانت فكرة أحد رفقائنا في مصياف محمد القصاب ونسيب قريب لعلي حيدر ولكنه أبدى تخوفه قليلاً وفي مقابلة أخرى تقرر سفره إلى مصياف بسيارة أحد محازبيه ويوصله إلى مكان بين مصياف والمناطق القريبة من الحدود اللبنانية وسيراً على الأقدام يتجاوزون الحدود هو ورفقاء من مصياف ولكن وصلت هذه المعلومة إلى السلطة وتمكنت من إلقاء القبض عليه بين أشجار الكروم حين استعدادهم للسير نحو لبنان. وله كلمة شهيرة عندما أفسح له رئيس الدورية الهروب فقال له: لا تحلم أن تقتل علي حيدر بهذه البساطة. وأحضروه إلى موقع حمص العسكري وهنا مضت مدة طويلة دون لقاءات بيننا نحن القوميين خشية المراقبة والاعتقال وبدأت تصلنا تعليمات الحزب انفراديا حتى تم اعتقالنا بالتطويق لمنازلنا بامتطاء الجدران بالسلاح الكامل مع تواجد مختار أي حي، مع حارس الحي، والذي علمنا لاحقاً أنه هو الراصد لتصرفاتنا وتواجدنا في منازلنا وعلى ما أذكر جمعونا أولاً في دائرة التجنيد العامة ومعهم شرطة الجيش بقبعاتهم الحمراء ثم نقلونا إلى السراي – دار الحكومة لكثرة عددنا (عبد الله حمودي، فايز الحموي، مصطفى صقر، تميم القطريب، أسعد حافظ، فايز برازي، إسماعيل خضر قاسم، حسن الحواط، عارف تامر، كاسر زين وغيرهم..) ومنهم لا علاقة له بالحزب القومي .وكنا أكثر من ثلاثين وتم سوقنا إلى حمص عن طريق موقع شرطة الجيش في حماه ووصلنا إلى موقع حمص ليلاً بعد أن قيدونا في حماه كل اثنين سوية وأنزلونا قبل الموقع في حمص وساقونا سيراً على الأقدام كل اثنين يتلوهم اثنان كالرتل العسكري وأمام أنظار الناس في الشارع والمقاهي الصيفية ونظمونا في بهو الموقع وخرج إلينا الضابط الملازم عبدو حكيم وكان منتشياً وقرأ بعض الأسماء التي توسط لها مدير المعارف في حماه عارف الحوراني وكذلك شخصيات أخرى من السلمية وأطلقوا سراحهم وبقينا نحن والطريف في تلك اللحظة تقدم الرفيق المرحوم تميم القطريب وكان يعمل مراسلاً صحفياً ومصوراً ويعرف عبدو حكيم من خلال أخذ صور له بالسلمية وهو يرافق عبد الحميد السراج بزيارة للسلمية أنا الصحفي والمصور الصحفي تميم القطريب وبسرعة البرق صفعه عبدو حكيم على وجهه وقال له مصوراتي... سوف ترى واستعرضنا نحن الباقين بالضرب والشتم وطلب بعدها سيارة عسكرية لتنقلنا إلى السجن البولوني وهو لا يحتاج لوصف وكان قد سبقنا رفقاء لنا من مصياف ورفقاء من مرمريتا وعددهم يماثل عددنا مما لا يتسع له السجن ووضعونا في كل منفردة ستة أو سبعة وفي زنزانتنا كنا: عبد الله حمودي، عارف تامر، إسماعيل خضر، فايز برازي، علي خنسة، مصطفى صقر ولمدة عشرة أيام وهكذا في بقية الزنزانات وكنا نلتقي في دقائق التنفس – الراحة – في باحة السجن وقد شاهدنا آثار التعذيب بإطفاء السجائر على زنود وصدور رفقائنا من مرمريتا.
حزن عميق وصبر طويل ومع ضيق المكان وعدم النوم كانت هناك الممارسات الوهمية مثل أصوات الجلد وقرقعة السلاسل بسلاسل الأبواب وقراءة أسماء المطلوبين للتعذيب وكانت لغتنا وتناغمنا مع رفقائنا في الزنزانات الأخرى هي التنقير على الحائط بضربات خفيفة مثل إشارات مورس ونقضي أكثر أوقاتنا بمباريات شعرية حسب القافية. وتأتي ساعة إخلاء السبيل بالسوق إلى الموقع العسكري فيدخلونا إلى غرفة عزرائيل التي على عرشها الضابط عبدو حكيم من الميدان في دمشق وزمن الإقامة عنده لا تشعر بها من شدة الضرب واللكمات والدماء التي تسيل من الوجه والأسنان ثم يرسلنا مع زبانيته إلى حديقة الموقع ويأمرنا الجلاد بالاستلقاء على أرض الحديقة وكلها حجارة وتراب، ونرفع قدمينا إلى الأعلى، ويبدأ (الفلق) قل أعوذ برب الفلق، ويتناوب اثنان على ذلك واحد يكسر من الشجر القضبان للقتل وكلما انكسر إحداها عوضه رفيقه عنه وعند عودتنا إلى الموقع لا بد من المرور على الرصيف أمام الموقع وحتى لا نلفت نظر المواطنين والشيء الغريب أمام غرفة رئيس التحقيق يأمرونا بالسير ذهاباً وإياباً حتى لا تتجمد الدماء في أقدامنا ونعود إلى غرفة الضابط وبعد سيل الشتائم واللكمات يأمر بإخلاء سبيلنا وليتنا بقينا في غرفته لنتلافي اللكمات ورفس جميع عناصر الموقع من الطابق الثاني حتى خارج الموقع بدون تكليف وإنما لتحقيق رغبة غير إنسانية في أعماقهم ونعود للبلدة لمنازلنا لنجد الأهل والأقرباء والأصدقاء وأمهات الرفقاء مجتمعين يلبسون السواد ينوحون علينا كأننا واحد كلنا أولادهم وحساباتهم أننا دفنا ونحن أحياء وتعلو الزغاريد الحزينة والتأوهات من الجميع والدهشة على وجوههم من منظر الذقن الطويلة والوجه الشاحب والعرج من الألم والدماء اليابسة على الأحذية والجرابات .
القبض على ابن عمي علي خنسة:
" وتحضرني حادثة حسبتها خلاصاً فكانت حساباً عسيراً ,فجر أحد الأيام طُرِقَ بابُ منزلنا فخرجت وفتحت الباب وإذا باثنين من شرطة الجيش ومعهم دليل موظف في شعبة تجنيد سلمية وهو صديق لي وقال الرقيب رئيس الدورية وهو يلفت النظر لضخامة جسده وطول قامته قال أنت علي خنسة قلت نعم قال تفضل معنا لشعبة التجنيد لتوقع على معاملة تأجيل سوقك لخدمة العلم بالإعالة وهنا تفتق ذهني ... ابن عمي اسمه علي وهو مدرس في قرية أكوم على الحدود السورية اللبنانية وتابعة لحمص وعن هذا الموقع نشأت معرفة بينه وبين رئيس التحقيق عبدو حكيم وقلت للرقيب أنني فهمت قصده ولكن الطلب لعلي خنسة الثاني وسألني عن منزله ودللته عليه لكنه طلب مني مرافقتهم إلى قرب منزل عمي وصديقي المرافق لهما لم يعترض وهو يعرف الواقع وفعلاً وعلى بعد مائتي متر عن منزل ابن عمي وقفنا ورجوته ألا يسيء لي ويثير العداوة بيننا وأن ينكر أني كنت دليلهم وانطلقوا وانطلقت أنا إلى منزل أختي ومنها إلى مزرعتهم وقص لي بعدها ابن عمي انه أكد لهم أنه هو المطلوب وأحضروه إلى شعبة التجنيد وكانت مزدحمة بالرفقاء وعلى رأسهم المرحوم المنفذ عبد الله حمودي وصمت الجميع حتى وصلوا إلى حمص ولما أدخلوهم لعند عبدو حكيم تفاجأ بابن عمي وصاح للرقيب كيف أحضر ابن عمي وصفعه على وجهه وقال له يا حمار أنا بدي علي خنسة الأسود وليس هذا وقص الرقيب لمعلمه الحادثة وثارت ثائرته وقد هدأ من روعه ابن عمي وحاول إقناعه أنني أنا لا أعمل في التنظيم وأنني فقير وأعيل أسرتي وتعهد له خطياً ابن عمي أن يسجنه إذا ثبت عليَّ أي نشاط وعاد ابن عمي ليخبرني بما جرى وحسبت أنني انتصرت وأبعدت مناسبة مريرة عني ولم يمض أسبوع حتى فوجئت بالساحة العامة وأنا ذاهب إلى الدكان بالشرطي جرجس اللئيم يلقي القبض عليَّ ومعه عنصر آخر وبيده عصا يقع الجمل أرضاً لو ضربه بها واستسلمت وقلت له أن ابن عمي تعهد عني وسببت أثناءها شتائم لعمي وابن عمي.
" مرة أخرى إلى البولوني: ما صار معي صار مع الرفقاء وعلى رأسهم المرحوم عبد الله حمودي واسعد حافظ المير اسعد وعارف تامر وتميم القطريب وغيرهم ونفس الطريقة في السوق والسجن والتعذيب والقتل وبعد عدة أيام وبعد اتفاقنا مع المسؤول الدائم عن التعذيب في السجن وهو سجين بسرقة على أن يضرب الحائط ونحن نصيح من الألم وقد سررنا لهذا الاتفاق بعد عدة أيام ناداني الحارس في السجن صباحاً ونقلوني إلى الموقع العسكري ,التحقيق والعذاب وأدخلوني إلى غرفة الضابط عبدو حكيم وكان يجلس عنده رجل مهيب يرتدي الحطة البيضاء والعقال الغليظ والعباءة العربية ذات الوبر والقصب له حضوره ,وتلقاني عبدو حكيم بالسؤال يا ابن العرص من وين بتعرف المعلم السراج؟ واستغربت ونفيت ذلك وأنا صادق وأجابني يا ابن الكلب: هذه رسالة من المعلم وجدتها على طاولتي قبل حضوري من أجلك وقام وانهال علي باللكمات حتى سالت الدماء على الأرض ورفعت رأسي وقلت له بعد أن وضعت يداي وراء ظهري اضربني كل ما تريده بالمرة وعندها نهض الرجل المهيب وقال باللهجة الحمصية وكم كانت جميلة ومنعشة: يا عبدو بدك تربيني بضرب ها الولد ما خجلت على نفسك بعد التوصية ومرجلته تضربه وتلبطه يا عيب الشوم عليك وتوجه نحو الباب وأرجعه عبدو حكيم وطلب مني انقلع لعند أهلك يا كلب يا غشاش يا بلاف. نسيت الآلام لأني أصبحت حراً وعلى الباب الخارجي للموقع وجدت والد عبد الله حمودي يجلس القرفصاء ولما رآني أبصق الدماء احتضنني وانهمرت دموعه على وجنتيه وجرد السلاح الذي لا نملك سواه في أثنائها وهو الدعاء بالدمار والاندثار للظالمين وحاولت طمأنته بأن الدم من اللثة وسألني عن عبد الله وطمأنته وأخبرني أنه ينتظر شيخ الشباب الحمصي وقد كلفه للوساطة عند عبدو حكيم لإخلاء سبيل ولده عبد الله وعندها عرفت ذلك الرجل الذي تجرأ على عبدو حكيم، وإلى مقهى قريب دلني والد عبد الله فوجدت زوج خالتي المرحوم عبدو عباس يدخن أركيلة وينتظر إخلاء سبيلي وذهبت فعلاً إلى المقهى وأخبرني المرحوم زوج خالتي أنه أحضر رسالة إلى عبدو حكيم من السراج وسلمها لأحد رجال عبدو حكيم من الصباح وقد منعوه من الدخول إلى الموقع وقد انتابته دقائق من الذهول لآثار الضرب على وجهي وعدنا للبلدة السلمية.
الاعتقال في عام 1958 كانون الأول وبداية كانون الثاني:
" كانت آخر مرحلة من مراحل الاعتقالات ولم يطلق سراحنا إلا بكتابة تعهد بعدم النشاط للحزب القومي والنشاط لاستفتاء الوحدة بين الشام ومصر وكانت حفلة وداع في الموقع العسكري حيث أخرجونا من السجن البالوني خمسة أو أربعة كل دفعة وكنا: علي خنسة، أسعد حافظ المير أسعد، تميم القطريب، كاسر زين، ودفعوا بشاب يلبس ترانشكوت أبيض من باب الغرفة بقوة مع الشتائم ولم نعرفه وبدأ بالشتائم على السلطة ونحن نكتم أنفاسنا ونوجه بعضنا بالنظر وسأله المرحوم تميم القطريب من أين الأخ؟ فقال من عند الله وأنزلونا واحداً تلو الآخر إلى حديقة الموقع للفلق وكان قاسياً وتورمت قدماي بحيث لم يعد باستطاعتي لبس الحذاء إلا بكسر كعبه وطلبوا مني السير إلى الغرفة من أجل الدماء في قدمي ونزل الرفيق تميم القطريب وكان أنصحنا بالجسم والمحبة ولما عاد كان يتمتم بوب بوب وعندما وصل لعندي سألني كم عصا ضربوني؟
" قلت له مائة فأجابني أنه ضُرب مائة وثلاثون وسألته كيف؟ قال تحاميت بالله وبعبد الناصر حتى يخففوا الضرب ولما وصلوا إلى المائة وحسب معتقدنا قال لهم منشان المولى فقال ضربوني زيادة ثلاثين عصاية لأنهم عرفوا أني إسماعيلي وعندها ضحكنا جميعاً ولسوء طالعنا دخل في تلك اللحظة عبدو حكيم ووجدنا نضحك وانهال علينا لكماً ورفساً دون هوادة أو نظر وقال انقلعوا على أهاليكم وخرجنا من الموقع مزودين بلكمات كل العناصر المتواجدة على مدرج الطابق العلوي وكالعادة كانت عناصر الشعبة الثانية (المخابرات) تلاحقنا حتى نخرج بالسيارة من حمص وكان كراج سلمية عند فندق الحاج حمدو .
" شر البلية ما يضحك: لما أصبحنا خارج حمص تنهد وتنفس الصعداء الرفيق تميم القطريب، فقلت له شو صار عليك، فقال بعفوية التي عرف بها حتى الآن شو بيهمك أعزب، لا ولد ولا تلد. أما أنا شو بيكون صار ببنتي الوحيدة وتنهد بعمق وعندها قال الرفيق أسعد بالاتفاق معي، قال للسائق وَقف بحياتك قال السائق خير إنشاءالله؟ قال أسعد حافظ: بدنا نرجع لحمص بدي اشتري كفوف جلد لخطيبتي جيهان! وبسرعة وعفوية ضربه الرفيق تميم على رأسه وقال له جهنم عليك وعلى جيهان ما عاد فينا وذكرها شو بدك نرجع عا البولوني..؟
العمل في الوظيفة: " في عام 1959 كتبت رسالة شكوى لمكتب الشكاوي لدى نائب ريس الجمهورية العربية المتحدة (عبد الحكيم تامر) وقد رد لي جواباً بتوقيع صفوت الشريف ضابط مسؤول عن المكتب قال فيها: (إن كوني سوري قومي اجتماعي لا يوجد مانع من توظيفك إذا نجحت في المسابقات وهذا تعميم) وفي عام 1960 تقدمت لمسابقة المصرف الزراعي وكانت من مسؤولية مجلس الوزراء مركز في حلب ومركز في دمشق وتقدمت مع عدد من المتسابقين كان بينهم رفقاء (عفيف السكاف، بدر دلول، إسماعيل الحموي، فايز الحموي) وكانت درجة نجاحي ممتازة مما ساعدني على التعيين في المصرف الزراعي في السلمية وكان مدير المصرف شاب مهذب وأنيق الحقوقي الأستاذ أكرم بشور من صافيتا وعين معي عفيف السكاف وثبتوا على أساس البكلوريا وعين كذلك خضر اسماعيل الحموي وقدمت له نسخة تعيين وحسب النظام دفع لي بقية أجور أيام الشهر فكان المبلغ 156 ل.س. كأنه جائزة المليون ولما عدت إلى البيت أعطيتهم لوالدتي وأجهشت بالبكاء ولم تصدق .
" شرح مبادئ الإصلاح الزراعي: في خريف عام 1960 انتدبت لمرافقة اللجان الزراعية والإصلاح الزراعي بالجولات على القرى والأرياف لشرح مبادئ الإصلاح الزراعي والتعاون والجمعيات التعاونية وكان رئيس اللجنة من الأخوة المصريين وقد ثمن معلوماتي وانسجامي في تلك الجولات وقد كلفني بكتابة هذه الجولات وملاحظاتي لتقديمها إلى الوزارة وإلى مكتب الإتحاد القومي (حزب الدولة) وهذه ساهمت في رد الأذى الوظيفي عني لكثرة التقارير التي تطلب تسريحي أو نقلي نظراً لانتمائي والآراء الإيجابية من رؤسائي وبعض المزارعين والوجهاء في البلدة والمرحوم أحمد ناصر والدكتور نايف عجوب والموظف الزراعي خالد ناجي ومختار قرية عقارب مصطفى غيبور المشهود له بالمواقف الإيجابية والكرم وكذلك محي الدين فرج وعز الدين فرج .
" وظيفتي في فترة الانفصال: في قترة الانفصال عين مدير جديد للمصرف الزراعي المرحوم الحقوقي عادل محمد سليمان وهو من قرى اللاذقية ووالده كان نائباً في البرلمان السوري وكان بعثي الانتماء تمتنت علاقتي معه وأصبحت ساعده الأيمن في العمل والحياة الاجتماعية لكنه أثقل كاهلي بثقته المطلقة بي وكلفني أن أراقب من يحضر لزيارته عندما كان يجتمع بحسب علاقاته وصداقته مع المرحوم عبد الكريم الجندي وغيره من الضباط المسرحين وكنت أنبهه عند حضور شخص معين أشار لي عليه وخاصة عند زيارة هؤلاء الرفاق وكان يقول لي أنتم القوميون مخلصون وصادقون وأن خاله شقيق والدته سرح من الجيش وهو برتبة ملازم .
مأتم الرفيق أبو خليل العبد الله : حضرنا إلى حماه للمشاركة في موكب تشييع الرفيق أبو خليل عبد الله(20) وكان حضوراً لا يحصى عدده وأحضرنا أنا والرفيق رحيل غيبور قوسين من الورود في وسط كل منها الشعار الخالد – الزوبعة الحمراء – وقد أقام ذلك الدنيا من صفوف المشيعين من أقرباء المتوفى من لبنان والشام ومنهم بمواقع المسؤولية (اشتراكيون – شيوعيون) وحاولوا ثنينا عن تصرفاتنا وانبرى أهل الفقيد قائلين: أن وصية المرحوم أن يترك للرفيق رحيل غيبور ورفقاءه حرية تجهيز الجنازة والتصرف حتى الدفن.
وكنا نتوقع أننا سنسأل غداً أمنياً وخاصة أن سيارة الرفيق رحيل غيبور (المنفذ العام) كانت في مقدمتها الزوبعة لكن الرفيق رحيل كان قد سدد لكل هذه الأمور بفضل علاقته الحسنة مع السلطات الأمنية ولحسن أخلاقية المسؤولين في حزب البعث في المنطقة والمسؤولين الأمنيين المنادون جميعاً بضرورة اللحمة الداخلية وقناعاتهم أننا كلنا للوطن ومع النظام القائم من أجل الجميع أكتب هذه الكلمات وأنا في عداء شخصي مع الرفيق رحيل غيبور لكن هذا لن يعيقني عن كتابة الحقيقة والتي لا أزال أذكر بعضاً منها.
مساعدة الرفقاء وعائلاتهم في أحداث حماه: في الثمانينات جرت في حماه أحداث أمنية فطلب مني المركز أن نقوم بالواجب القومي والحزبي تجاه رفقائنا وتفقد أوضاعهم ومساعدتهم.
*
المسيرة الحزبية في الثمانينات يسهب الرفيق علي في رواية مسيرته الوظيفية في فترة خدمته في المصرف الزراعي في سلمية ولكي لا نطيل في ذلك نكتفي منها بذكر حادثة تكريم الرفيق عند إحالته على التقاعد كتب الرفيق علي ما يلي :عانيت من قساوة عملي الوظيفي عندما كنت أتواجد والساعات طويلة في مستودعات المصرف الزراعي الكائنة على شارع حماه عند السيد جلاء موسى وردة بين المواد السامة والكيماوية ومستودعات أخرى موزعة في أنحاء البلدة والتي لا تحوي تدفئة ومكان جلوس وكنت أقضي أكثر من عشر ساعات وأنا أقف بين البرد القارس والأمطار والروائح وشد الأعصاب حتى لا يقع الخطأ القاتل بالوظيفة وهي أمانة في عنقي وحتى لا يضيع حق الأخوة الحمالين الفقراء وتلبية طلبات الأخوة المزارعين وتأمين تسليمهم مستلزماتهم الزراعية قبل فوات الأوان وبشكل سليم وقد أدت تلك التصرفات إلى إزعاجات كثيرة ومتعددة مع المصادر التي كانت تشحن المستلزمات وبعضها غير سليم وأحمد الله أني كنت صلباً عنيداً في معالجة الخطأ ورده إلى الطريق السليم تأميناً لحقوق الأخوة المزارعين وبمساعدة دائرتي في الوظيفة وهو المصرف الزراعي التعاوني وانتهت خدمتي دون أية ملاحظة وإنما بحفل تكريم لا تزال صوره الفوتوغرافية لدي.
وفي حديثه عن مجرى الانتخابات لمجلس الشعب في الشام وترشيح الرفيق رحيل غيبور لدورتين متتاليتين يذكر الرفيق علي الكثير من المواقف السلبية في تصرفات العديد من الرفقاء.
انتخابات عام 2003 لمجلس الشعب في الشام:
أعلمني الأمين نورس ميرزا عن الترشيحات لمجلس الشعب والأسماء الواردة أمام المكتب السياسي للحزب في دمشق وبالاتفاق حررت طلب الترشيح وسلمته للأمين نورس ليقدمه ولكن قبل يومين نهاية الترشيح علمت أن كتابي لم يقدم إلى المكتب السياسي فاضطررت إلى إرسال فاكس ليلاً بطلبي مع التوضيح أنني سلمت الطلب إلى الأمين نورس ميرزا وتحدثت هاتفياً مع الأمين جوزيف سويد وطلبت منه إيصال الأمانة إلى مكتب حضرة رئيس المكتب وقدمت ترشيحي في المحافظة بحماه باسم الحزب السوري القومي الاجتماعي واسم المسؤول عنا حضرة الرئيس عصام المحايري ورئيس الحزب جزيل الاحترام جبران عريجي كما قدمت لهما للأمين نورس وللمنفذ العام(19) دراسة مفصلة عن واقع ترشيح الرفقاء في حماه ومصياف والسلمية وبعدها وبعد اجتماعنا (المرشحون) مع حضرة رئيس الحزب في دمشق والنقاشات والتوجيهات بلغت وجوب الانسحاب وقد نفذت بكل نظام وطاعة.
انتخابات المجالس المحلية (الإدارة المحلي): في مجال انتخابات المجالس الإدارية محافظة ومدينة فوجئت أن الأمين نورس والمنفذ العام قد تقصدوا إبعادي عن أخذ الرأي بتلك الترشيحات وقدموا الأسماء التي حازت رضاهما وكان فيها خطأ فادح وقد تجادلت مع الأمين نورس والمنفذ العام حول هذا التهميش وذلك حفاظاً على الرفاقية وتماسك جبهة الحزب والاستفادة من المرجعيات المخضرمة في الحزب وهذا بعض من نظام الحزب وتوجيهات رئاسة الحزب والمركز ولكن عندما ضاقت بهم السبل حضر لمنزلي الأمين نورس والرفيق كاسر ضعون وطلبوا مني الاتصال بالأصدقاء في حماه والسلمية وعشيرة البر كاويين من أجل تأييد الرفقاء المرشحين وعملاً بإيماني بعقيدتي وواجبي تجاهها اتصلت بوجهاء عشيرة البر كاويين في حماه والسلمية وكذلك عملت مع أولادي وأقربائي بجهد كبير وأنا سوري قومي اجتماعي ملتزم غير منظم ولكني أفرح لفرح حزبي وأحزن لحزنه وأتحزب له ومع أن اللحمة السورية القومية الاجتماعية قائمة بوتيرة عالية وخاصة بالمناسبات الاجتماعية (رحلات – تعازي أفراح – ولائم ...).
يختم الرفيق علي مطولته: بنظرة ثاقبة حول دور الحزب السوري القومي الاجتماعي على الساحة الشامية وبقية كيانات الأمة:
"ونحن كحزب سوري قومي اجتماعي سبر أغوار القضايا القومية منذ مئة عام وكانت الحقائق من مضامين هذا السبر وهذه الرؤيا يجب علينا أن نتعمق بالتعامل الواضح والصريح والتلاحم مع النظام في الشام لخير الجميع".
هوامش:
(1) مجلة الدنيا: مجلة أسبوعية كان يصدرها في دمشق الأديب المرحوم عبد الغني العطري والعدد الذي نشر صور الزعيم بعد إعدامه رقمه السنة الخامسة تاريخ 1949
(2) حسين مشعل: هو حسين مشعل البعريني.
(3) المدرسة المتوسطة: متوسطة سلمية الرسمية كانت في مكان المجلس الاسماعيلي الوطني اليوم ثم تطورت لتصبح ثانوية التجهيز ثم ثانوية قتيبة حتى تم اعمار الثانوية (ثانوية علي بن أبي طالب).
(4) عبدالله حمودي: ورد في ص2 من أوراق كتبها الرفيق علي أن الرفيق عبد الله حمودي كان منفذاً عاماً في تلك الفترة.
(5) محمد دلول: للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية ssnp.info
(6) إسماعيل سفر: كما آنفاً.
(7) تاج الدين سفر: كما آنفاً
(8) محمد الماغوط: كما آنفاً.
(9) كاظم ميرزا: كما آنفاً
(10) الياس جرجي: كما آنفاً
(11) رحيل غيبور: كما آنفاً.
(12) نورس ميرزا: كما آنفاً.
(13) مصطفى ميرزا: أكد المرحوم الأمير مصطفى ميرزا انه أقسم اليمين الحزبية أثناء الحملة الانتخابية عام 1954 .
(14) (...لمن الحياة..): أكد المعومات الرفيق محمد إسماعيل شقرة وأضاف أن المسيرة انطلقت من أمام مكتب الحزب على شارع حماه، كان لأحد الرجال من آل عابدين (حمدو) ويسكنه اليوم أسرة عز الدين الماغوط، وقال أن طول المسيرة من مكتب الحزب حتى الساحة العامة (بيت المرحوم مصطفى ميرزا ) أول شارع السعن اليوم.
(15) معين عرنوق: كما آنفاً.
(16) بديع إسماعيل: كما آنفاً.
(17) صبحي فريح: كما أنفاً.
(18) يونس عبد الرحيم: كما آنفاً.
(19) المنفذ العام: المقصود المنفذ الرفيق غسان أبي جابر منفذ عام منفذية المنطقة الوسطى وهناك صادرة منه إلى الرفيق علي خنسة بطلب من الأخير سحب ترشيحه لعضوية مجلس الشعب (محفوظة في ملف الرفيق علي ).
|