إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الحوار الوطني...هدوء ما قبل العاصفة

زاهر العريضي

نسخة للطباعة 2008-12-23

إقرأ ايضاً


انعقدت في قصر بعبدا الجلسة الثالثة للحوار الوطني الذي يتواصل بوتيرة بطيئة متقطعة ولكن ثابتة ومنتظمة.

وكان النقاش في هذه الجلسة استكمالا لما شهدته الجلسة السابقة في مسألة الاستراتيجية الدفاعية. وكان سمير جعجع واستراتيجيته المتعلقة ب”الحياد الايجابي” هي الأبرز في الجلسة بغض النظر عن رأي المعارضة بها وعن طبيعتها وبعدها عن الواقع والمنطق اللبناني.

وبمعزل عن وقائع ونتائج الجلسة ، تبرز المعطيات والملاحظات التالية:

1- لم يتقدم فريق ١٤ شباط بتصور مشترك وموحد حول الاستراتيجية الدفاعية رغم ان مداولات ومحاولات جرت في هذا الشأن، وهذه “التعددية” في أوراق العمل من شأنها ان تجعل أمر النقاش والتوافق أكثر صعوبة ويتطلب المزيد من الوقت والجهد.

٢- جلسة الحوار الثالثة انعقدت في ظل متغيرات وظروف جديدة. فعلى المستوى الداخلي، حصل تبدل في المناخ

السياسي الذي ساد لأشهر بعد اتفاق الدوحة وارتفعت مجددا درجة التوترات والحملات والشكوك المتبادلة مع توقع مزيد من التأزم كلما اقترب موعد الانتخابات النيابية، كما عادت أزمة الثقة الى ما كانت عليه قبل اتفاق الدوحة. فالمعارضة تبدي المعارضة قلقا ازاء خروج الأكثرية عن روحية الدوحة(التوافق والمشاركة) على نحو ما أظهرته محاولة فاشلة لتمرير الهيئة المشرفة على الانتخابات وتركيبة المجلس الدستوري (الحصة النيابية) ومنحى التعيينات.

وعلى صعيد المسار الاقليمي، حصل انتقال من مرحلة الانتظار قبل الانتخابات الاميركية الى مرحلة “الاندفاع”

بعدها ودخلت المنطقة في دينامية جديدة.

٣- سقف التوقعات والطموحات ازاء “حوار الاستراتيجية الدفاعية” منخفض جدا، والانطباع السائد ان التوصل الى توافق بشأنها مستبعد في المرحلة الحالية لأسباب عدة، حيث ان لا مصلحة لأي من الطرفين في لعب وبت هذه الورقة الحيوية قبل الانتخابات النيابية وقبل جلاء الوضع في المنطقة، اضافة الى ما للوضع اللبناني من ارتباطات وصلات مع ملفات المنطقة وأبرزها ما يتعلق بالعلاقة الاميركية- الايرانية والمفاوضات السورية- الاسرائيلية غير المباشرة والأزمة الفلسطينية والانتخابات الاسرائيلية.

ولكن رغم هذا “الانخفاض” فإن جلسات الحوار تستمر حاجة وضرورة كإطار سياسي ضامن للهدنة والاستقرار وبقاء خيط التواصل قائما، ويبقى “الحوار للحوار” في هذه الظروف أفضل من “اللاحوار”، والسبيل الوحيد لتقطيع المرحلة والوصول الى محطة الانتخابات النيابية.

فهل يثمر الحوار نتيجة؟ أم هو هدنة في الوقت الضائع قبل العاصفة الكبرى؟


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024