جنون آل سعود ومحاولة توريط أمريكا ، ضرورات لتغيير الطاقم..!
السياسة السعودية المتخبطة في المنطقة إلى أيـــــن .؟.
سؤال يطرح نفسه بشدة على الصعيدين الداخلي في أوساط العائلة الحاكمة المنقسمة- المتصارعة ، وعلى الصعيد الدولي الخارجي وخاصة في أوساط الإدارة الأمريكية المعنية الأولى وصاحبة القرار في ما يجري في الداخل السعودي وفرض توازنات قوة جديدة بعد احتراق أوراق العديد من أمراء الصف الأول أو ما يمكن وصفهم بالقيمين على حراسة المصالح الأمريكية في المنطقة وأهمها آبار النفط بعد فشلهم الذريع في تحقيق وعود براقة أطلقوها قبل سنوات ..!. فهل هو الزمن المناسب لتبديل الحرس ..؟.
بعد سنوات ثلاث من العمل والإمداد والتحريض ، والانخراط في الحرب على سوريا ، ودفع دول عدة للمشاركة فيها بطرق مختلفة ، أيقن الأمريكيون أن نهاية الحقبة السعودية الحالية وسياساتها الرعناء وصلت نهاية الشوط ، وهي سياسة حكمتها في المرحلة الأخيرة رعونة واضحة وخبط عشواء كمن تلقى خبطة قوية على مؤخرة رأسه ، وهذا يؤكد التسريبات الكثيرة من أوساط أمريكية مطلعة أن أوراق غالبية العائلة السعودية قد احترقت وحان سقوطها ، ولكن ليس قبل تأمين بديل مناسب ، يلتزم أهداف ومصالح أمريكا ويكون مقبولاً في الوسط المحيط على قاعدة الفرملة والالتفاف أو الانعطاف عكس المسيرة الحالية والإعلان أن السياسة المقبلة للمجموعة تتنصل من السياسات السابقة وأنها ستعمل على مصالحات واسعة في الأوساط العربية – العربية ، وربما استعادة سوريا إلى الصف مع استمرار النظام القائم والقبول ببعض التسويات والقليل من جوائز الترضية ، ربما الشكلية ، بالمقابل ، بندر وسعود وتركي وكثيرين غيرهم سيلاقوا مصير الحمدين ، خارج دائرة القرار ، أي إلى سلة النفايات السياسية .
الضغوط السعودية المتلاحقة على الأردن لدفعه للانخراط أكثر في الحرب على سورية ، وإعلان موقف صريح وواضح من تمرير المقاتلين والأسلحة عبر الحدود بلغ مداه الخطر، والأردن بشخص الملك عبد الله يدرك إن التوغل أكثر في دعم عمليات التخريب والقتال في سوريا تواجه برفض شعبي عارم على صعيد الشارع الأردني ، حتى في أغلب العشائر ، وضمن بقية الطيف الأردني باستثناء الإخوان المسلمين ، الملك عبد الله ما زال يقاوم هذه الضغوط مستنداً إلى موقف أمريكي أعلنه الرئيس أوباما بما يفيد أن الخيار العسكري مستبعد ، وأن الدعم سيقتصر على بعض أطياف المعارضة ( المعتدلة ) كما يمكنه الاعتماد على نتائج زيارة وفد أمريكي إلى المملكة السعودية واستبعاد الوفد أي لقاء مع الطاقم القائم على رأس الدولة السعودية ، أما ما تسرب فقد أفاد عن لقاءات مطولة ومكثفة مع مجموعة من أمراء الصف الثاني ، على طريق تحضيرهم لقيادة المرحلة المقبلة والتي ربما تبدأ بعد الزيارة المرتقبة للرئيس أوباما ، ورغم السرية التامة التي تم فرضها على الزيارة ونتائجها فقد رشح أن الأمراء عبد العزيز بن فهد ، ومحمد بن نايف كانوا من أهم الوجوه التي عقد الوفد الأمريكي معهم لقاءات موسعة ، ويمكن القول أن طبخة التغيير تنضج على نار هادئة ، وليس مهماً أبداً أن يبقى الملك عبد الله أو يتم استبداله قبل قضاء الله .
القرار الذي أصدره الملك عبد الله، والقاضي بتجريم قتال السعوديين خارج أراضي المملكة والحكم على من يفعل ذلك من ثلاث إلى أحد عشر سنة ، جاء على إثر زيارة الوفد الأمريكي وربما هو واحد من إجراءات تم الاتفاق عليها لتبييض صفحة السعودية والتمهيد لتغيير مسار سفينة السياسة الخارجية ، وربما الدعوة إلى مصالحات عربية بعد توتر العلاقات السعودية مع العراق بشكل علني بعد سوريا ، وتوترها سراً مع الأردن ومصر ودول عربية أخرى ، لأسباب تتعلق بمحاولة قادة السعودية الإمساك بالقرار العسكري لبعض هذه الدول أو الوصاية السياسية على دول أخرى وهو تدخل ترفضه جميعاً .
تسليم اليمن لعدد من مقاتلي القاعدة إلى السعودية ، أمر يلفت الانتباه ، هل ستقوم السعودية بعرض خيار القتال في سوريا ( الجهاد ) بدلاً من السجن على هؤلاء ، وقد فعلتها سابقاً ..؟. ولماذا يسلم اليمن مجرمين ألحقوا الضرر بشعبه وأرضه ، أم أن المخابرات السعودية تكفلت بتقديم بدل الجائزة ..؟.
القراءة الأمريكية للقرار السعودي تختلف جذرياً عن القراءة السورية ، فالأمريكان يعتقدون أن مثل هذا القرار يعطي انطباعاً أن السعودية تعمل لمكافحة الإرهاب ، لكنه قرار لا يغير في الوقائع ، فالدعم لم يتوقف ، والتحريض كذلك ، واستمرار الضغط على الأردن لفتح الحدود على مصراعيها مستمر ، ومطالبته أن يفتح أراضيه أمام تواجد قوات عسكرية دولية تمهيداً للمشاركة بحرب على سوريا تخطط لها السياسة السعودية بالتعاون مع فرنسا والصهيونية الدولية بعيداً عن سمع ونظر الإدارة الأمريكية وهو ما لم يخف وكان الدافع لقيام وفد أمريكي بزيارة السعودية تمهيداً وتوطئة لزيارة أوباما التي من المتوقع أن تكون حاسمة في تقرير مصير الكثير من قادة السعودية وإحالتهم إلى الهامش كما تمت إحالة حمد بن جاسم وحمد بن خليفة ، فقد ضاق الرئيس الأمريكي ذرعاً بمحاولات هؤلاء دفع القوة العسكرية الأمريكية إلى ورطة في الوقت الذي تنوء فيه أمريكا تحت أعباء ديونها وقد تصل حد الإفلاس ، الغرور السعودي لا حدود له ، وقد جعل من السياسة السعودية عبئاً يثقل الكاهل الأمريكي ويدفع بالمصالح الأمريكية نحو الهاوية التي يعمل الأمريكان على تفاديها وصم آذانهم عن مطالبات الصهيونية العالمية ، التي لجأت إلى دفع السعودية للقيام بنفس الدور ، السوريون يقرؤون في القرار السعودي إغلاقاً للباب بوجه عودة كل سعودي موجود على الأرض السورية ، وتشير إحصاءات غربية إلى وجود ما يقارب أربعة عشر ألف منهم ، وليس أمامهم إلا القتال حتى الموت ، وهذا ما يفاقم عمليات الإرهاب وليس وقفها .
الملك عبد الله – ملك الأردن – ليس غافلاً عن المخاطر المحيقة بمملكته إن استجاب لمطالب آل سعود " أصدقائه الألداء " ويدرك المزاج الشعبي الأردني ، كما يتوقع أن الصهاينة سوف يستغلون أي اضطرابات في الأردن لدفع أعداد كبيرة من عرب 48 والضفة إلى شرق الأردن ، يترتب على ذلك خلل ديموغرافي يحقق مقولة سيء الذكر شارون – فلسطين ، شرق الأردن ، لهذا كله سيزور الملك الأردني واشنطن ويجري مع الرئيس أوباما مباحثات محاولاً إقناعه باستمرارية الموقف الرافض لسياسة آل سعود ، والتركيز على حل سياسي في المنطقة واستبعاد أي تدخل أجنبي ، فالأردن لا يستطيع استقبال قوات أجنبية تمهيداً لمهاجمة الشام ، الأمر المرفوض على المستوى الشعبي ، القادم من الأيام يحمل معه الكثير ، لا ينتظرن أحد من جنيف 3 بارقة أمل ، ليس هناك أصحاب نوايا طيبة ولا قرار بعيداً عن الوفد الرسمي السوري .
هامش : " أمير يبرود " ... سعودي ، يشترط لإطلاق الراهبات تعهد الحكومة السورية بعدم مهاجمة يبرود بعد إطلاقهن ...!! يبدو أن الرغبة في الأمارة بالنسبة لرعايا نجد والحجاز غير قابلة للتحقيق فقد لا تكفي كل مدن وقرى البلاد آل سعود في توزيعهم للأمارة ، ولن يتركوا لباقي الشعب موضع أمارة ... ألم يجد أبناء نجد والحجاز غير المدن والبلدات السورية ليعلنوا أنفسهم أمراء عليها ..!! بئس السوريين المنضوين تحت راية هؤلاء ، الذين يتساقطون دعساً تحت أقدام رجال الجيش السوري البطل خارج يبرود ، وجوارها ، وغداً داخلها ..
|