- من طهران الى الفلوجة الى حلب الى الرقة الى دير الزور، سننتزع حقوقنا من حلقوم الذئب الأميركي انتزاعاً ولو بلغ ما بلغ…!
- اذا فكر الأميركي بنقض العهد معنا بشكل شامل حول النووي وفكر بتمزيق الاتفاق، فنحن من سيحرقه بالكامل…!
- «يدنا على الزناد» للعودة سريعاً الى التخصيب بنسبة 20 بالمائة وإعادة رفع أجهزة الطرد المركزي الى عشرات الألوف، والعودة الى حال ما قبل الاتفاق بكلّ تفاصيلها في حال نفذ الأميركي تهديداته بنقض التوافقات، وهذا ما نقدر عليه خلال أقل من سنة ونصف السنة…!
- لا تسويات مع الذئاب الأميركية وغير الأميركية ولا تعايش مع ناقضي العهود، والطريق الوحيد الى هزيمة التكفيريين والصهاينة هو رفع قدراتنا الصاروخية وتقوية بنيتنا الدفاعية ومنع الغرب من التسلل الى مطابخ صناعة القرار لدينا…!
هذا ما أبلغته القيادة العليا في طهران لقيصر موسكو اخيراً باسم جبهة او محور المقاومة الممتدّ من شارع فلسطين في طهران الى قصر الشعب السوري وصولاً الى حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت…!
هي المواجهة اذن وليست التسويات او عقد صفقات أنصاف الحلول على ايّ من ملفات الإقليم المتجه الى أعلى درجات التصعيد فوق صفيح ساخن اسمه بلاد الشام والعراق وإيران…!
وأولى الخطوات المتوقعة على هذا الطريق المتعرّج صعوداً وهبوطاً من الآن الى حين تبدّل ساكن البيت الابيض، هي استعادة الكوريدور الرابط بين أجزاء هذا المحور الجيو استراتيجي العالمي، ألا وهو الطريق الواصل بين طهران ودمشق عبر الأراضي العراقية…!
ترجمة هذا الأمر عملياً تعني أول ما تعني التعجيل في معركة تحرير الفلوجة ومحيطها الاستراتيجي بأيّ شكل من الأشكال، ومنع الأميركي المراوغ من وضع العراقيل أمام حكومة بغداد او زرع الشقاق بين قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي او بينها وبين «جيش» المستشارين الإيرانيين بقيادة اللواء الحاج قاسم سليماني…!
الشكر الخاص الذي وجهته القيادة العراقية أخيراً بلسان وزير خارجيتها للواء قاسم سليماني على ما يقدّمه في معركة تحرير الفلوجة من الإرهاب الإقليمي والدولي يأتي في هذا السياق…!
الخطوة السريعة الأخرى او الرديفة بمعنى آخر، هي البدء وقريباً جداً بتحرير دير الزور وتطهيرها من الإرهاب الاقليمي والدولي ايضاً بكلّ ما أوتيت أطراف محور المقاومة من قوة، وحزب الله بشكل خاص حيث يتوقع له أن يلعب دور القوة الضاربة والرئيسية في هذه المهمة…!
واليد على الزناد لتحرير حلب كلّ حلب من الإرهاب كلّ أشكال الإرهاب…!
كلّ التقارير التي تصل من موسكو الى شارع فلسطين في طهران، وقصر الشعب السوري في دمشق، وبيت السيد في حارة حريك، تفيد بأنّ التفاهمات الأميركية الروسية تعاني من الهشاشة والهزال بمكان بحيث أنها باتت أشبه بهشيم تذروها الرياح في أول اختبار عملي لها في الميدان…!
لا بل انّ الروسي بات شبه مقتنع بأنه قد تعرّض في الآونة الأخيرة الى أكثر من خديعة أميركية وانّ عليه اليقظة والانتباه من القادم…!
حاكم انقرة من جهته وهو الذي يعيش القهقرى في دوره وقدراته على المناورة عاد من جديد يتمسك بذيل الأسد الإيراني باحثاً عن طريق آمن الى قصر الشعب السوري، بسبب رعبه من إمارة كردية مدعومة من سيده الأميركي ما جعله يستعين ببعض أطراف حلف الناتو لإيجاد توازن ما في معركة حصص النفوذ الإقليمي…!
اللاعب السعودي بماله وايديولوجيته الظلامية في الساحة السورية يحاول العودة الى بيت الطاعة الأميركي من الجديد بسبب فشله الذريع على أرض يمن الصمود والتصدي مستجدياً خريطة طريق انسحاب تحفظ له بعض ماء وجهه أمام يمن الحكمة والايمان، بعد تواتر أخبار خيباته على صعيد ما يسمّى بـ«التحالف العربي والإسلامي» المتصدّع والذي خلعت «صنعاء انصار الله» أحد أهمّ أعمدة خيمته في أكثر من جولة ميدانية، ايّ الإمارات العربية المتحدة كما بات معلناً…!
وهذا ما سيعني ارتباكاً شديداً للدور السعودي في الميدان السوري كما في ميدان مفاوضات في جنيف او غير جنيف، ما سيعني عملياً الى مزيد من التفكك لأدوات «اتحاد ثكالى موسم الهجرة الاميركي» إلى الشرق الادنى، ايّ انقرة وتل ابيب والرياض…!
العدو الصهيوني من جهته وهو الذي كان يمني النفس بعبور الصيف الساخن المرتقب بأقلّ الخسائر الاستراتيجية، انْ على الساحة السورية او الساحة اللبنانية، صار اليوم يخطط لاحتمالية «دخول قوات النخبة في حزب الله الى الجليل الأعلى ومسك الأرض هناك رهينة» في ايّ تطورات مستقبلية آتية، باعتباره أمراً حتمياً، كما أعلنت قيادة الجبهة الداخلية للعدو، ما يعني عملياً بأنّ تل ابيب انتقلت في خططها العسكرية الاستراتيجية المستقبلية من الهجوم الى «الدفاع» وهو ما يحصل للمرة الأولى في تاريخ الكيان الصهيوني..!
العارفون بخفايا الأمور يؤكدون أنّ المقاومة الاسلامية حزب الله ورغم انخراطها الواسع في سورية أنهت مؤخراً كلّ استعداداتها العملية من حيث العدة والعديد والتخطيط لاجتياز الجليل في أول اشارة من القائد العام للمقاومة وأمين عام الحزب السيد حسن نصرالله…!
هي الموازين اذن التي تشي بانتقال مركز ثقل العالم من الغرب الى الشرق…!
وانّ سورية التي أريدَ لها ان تكون بداية عصر تقطيع أوصال الامة وتمزيق أقطار بلاد الشام والعراق وإيران من خلال غزوة «داعش» وأخواتها من صهاينة «الاسلامويين»، ستتحوّل في القريب العاجل الى جسر النصر الاستراتيجي للأمة كلها من أقصاها إلى أقصاها…!
اخيراً وليس آخراً سيأتي اليوم الذي سيدوّن فيه التاريخ لنا كحزب الله وسورية وإيران بأننا نحن من حجز البطاقة الذهبية في محاربة الإرهاب بدماء رجال الله في الميدان، ونحن من منعنا وقوع حرب عالمية ثالثة بصبرنا الاستراتيجي، ونحن من غيّر القدر من خلال إنزال الأميركي المتعجرف من أحاديته الاستكبارية، ونحن من فتح الطريق للقيصر الروسي ليستعيد أوراق صعوده الى سدّة قيادة عالم متعدّد الأقطاب…!
بعدنا طيّبين قولوا الله.
|