أفاد مصدر صحافي استقصائي غربي، تعليقاً على ما تتداوله وسائل الإعلام الإسرائيلية والعربية، حول نشاط الجيش الإسرائيلي على حدود جنوب لبنان، الذي أخذ في التزايد منذ فجر اليوم، عندما أطلق الجيش الإسرائيلي عملية بحث عن أنفاق أطلق عليها اسم «درع الشمال»، يدّعي الجيش الإسرائيلي أن حزب الله قد حفرها، عبر الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.
هذه العملية التي يجري تنفيذها تحت قيادة الجنرال يئول ستريك، قائد الجبهة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، والتي تهدف الى اكتشاف تلك الأنفاق، خوفاً من استخدامها من قبل قوات حزب الله في عمليات هجومية داخل الجليل الفلسطيني المحتل، نقول إن هذا المصدر قد أفاد بما يلي حول ما يُشاع عن احتمالات قيام «إسرائيل» بعدوان ما على لبنان:
1 – إن بناء الأنفاق ليس شيئاً مستحدثاً عند العرب وخاصة الكنعانيين منهم، أي مواطني سواحل البحر المتوسط الشرقية، إذ لأنهم أقاموا شبكة من الأنفاق، في منطقة مجدّو على ساحل فلسطين، قبل ألفي عام من ميلاد السيد المسيح عليه السلام، وكذلك الأمر في خربة الزرقون الواقعة في الأراضي الأردنية حالياً، الى جانب الكثير من الأنفاق في منطقتي البحر الميت والقدس.
وبناء على ذلك فإن خبرة أهل بلاد الشام في هذه الهندسة خبرة واسعة وعميقة وتفوق خبرات شعوب أخرى، قد تعتبر حالياً أكثر تطوراً من الناحية التكنولوجية.
وهذا يعني أن الجيش الإسرائيلي لن يكون قادرًا على اكتشاف هذه الأنفاق على افتراض المرء أنها موجودة.
2 – أنه ليس هناك ما يثبت، على الإطلاق، ان الصور التي نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، وما صرّح به ناطقون باسم الجيش الإسرائيلي، أن هذه الصور وهذه المعلومات صحيحة، حيث من الممكن جداً أن تكون:
اما صور لأنفاق قديمة بين قطاع غزة ورفح المصرية.
او صور لنفق إسرائيلي جرى حفره في السنوات الماضية، وأنجز حديثاً، بين قرية بيت زايد غرب القدس ومفرق بيت شيمش، غرب القدس أيضاً وعلى الطريق إلى تل أبيب، حيث تمّ تشغيل خط قطارات في هذا النفق وافتتحه نتنياهو بنفسه قبل أشهر.
3 – يقول المصدر «تمخّض الجبل فولد فأراً»، حيث سافر نتن ياهو الى بروكسل بشكل مفاجئ للقاء وزير الخارجية الأميركي، محاولاً إيهام الإسرائيليين بأن هناك أمراً خطيراً سيبحثه معه، وإذا به يعود فجر اليوم، من غزوة بروكسل، ليصرّح بأنه أطلع بومبيو على عملية درع الشمال، التي ينفذها جيشه. ومن اللافت جداً توقيت بدء تنفيذ العملية مع عودة نتن ياهو فجراً الى البلاد…!
إنها عملية استعراضية دعائية ديماغوجية لا تخدم إلا مصلحة نتن ياهو الشخصية في حرف الأنظار عن قضايا الفساد التي تلاحقه هو وزوجته. والتي لن ينجح على الأرجح في تجاوزها وسيضطر لمواجهة المصير نفسه الذي واجهه ايهود أولمرت بعد حرب 2006 ضد لبنان، أي السجن لسنوات عدة.
4 – على الرغم من الضجيج الإعلامي، الذي تثيره وسائل الإعلام الإسرائيلية والناطقون العسكريون الإسرائيليون، حول عملية البحث عن أنفاق، وما يصاحبها من تحركات آليات عسكرية إسرائيلية في منطقة المطلة / مسغاف عام / في إصبع الجليل، وتحليق للطيران الحربي والمروحي الإسرائيلي في المنطقة، وهو تحليق روتيني، نقول إنه رغم ذلك لا توجد هناك أية مؤشرات على حشود عسكرية إسرائيلية، سواء على صعيد القوات المدرعة أو قوات المشاة، لا في هذا القاطع ولا غيره من قواطع جبهة جنوب لبنان. وهو الأمر الذي يؤكد أن كل هذا الضجيج ليس إلا مادة إعلامية للاستهلاك المحلي الإسرائيلي، أفسد نكهتها المسلية تصريح نتن ياهو الأخير الذي نقلته روسيا اليوم، الساعه 12,14 بتوقيت غرينتش 14,14 بتوقيت القدس الذي هدّد فيه حزب الله قائلاً إن مَن سيعتدي على إسرائيل سيدفع ثمناً غالياً….!!!
اما عن سبب إفساد هذا التصريح مسرحية نتن ياهو المضحكة، التي انطلقت إثر العدوان الأخير على غزة، عندما قال للجمهور الإسرائيلي إنه اضطر لوقف إطلاق النار بسبب سر عسكري أمني لا يمكنه الإعلان عنه، والذي تبين أنه كذب صافٍ وإن كان يحاول تسويق ما يقوم به جيشه في إصبع الجليل على انه عملية أمنية كبرى…!
5 – وأضاف المصدر الصحافي الاستقصائي قائلاً إنه وبناء على معلومات تلقاها، عبر اتصالاته مع مصادر إسرائيلية، عسكرية وسياسية، حول احتمالات تطور الأوضاع على الجبهة الشمالية، فإنه المصدر قد سجل خلافاً عميقاً جداً داخل القيادتين العسكرية والسياسية حول:
حجم رد فعل حزب الله وقوات حلف المقاومة على اية عملية سيقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد أهداف في لبنان. فهل سيكون رد حزب الله بحجم العملية الإسرائيلية أم أن الحزب وحلفاءه سيستغلون الفرصة لشن حرب شاملة على «إسرائيل»؟
ويضيف المصدر أن هذا الخلاف أو عدم اليقين هو الذي يمنع القيادة الإسرائيلية من القيام بأي عمل عسكري ضد اهداف في لبنان..
إذن لا قرار بشن عدوان على لبنان حتى الآن.
6 – ولكن ذلك لا يعني أن احتمالات ارتكاب حماقة كبرى، من قبل نتن ياهو شخصياً، قد انتفت بنسبة مئة في المئة، رغم معارضة العسكريين لذلك.
حيث إن هناك إشارة غاية في الأهمية. مثيرة لبعض القلق، مصدرها غزة وتتمثل في وصول مندوب قطري، وهو ضابط كبير في الاستخبارات القطرية، عبر مطار اللد الى قطاع غزة الذي دخله عبر معبر ايريتز / بيت حانون / قبل يومين واجتمع، فور وصوله الى داخل القطاع مع قيادة حماس، وأبلغهم بما يلي:
إن قطر ستواصل دفع معاشات موظفي غزة بمعدل 15 مليون دولار شهرياً.
أن لا مانع لدى قطر من مواصلة العلاقة بين القسام وإيران والحصول على مساعدات منها.
أن ما يهم قطر هو امتناع القسام عن المشاركة عسكرياً في أي حرب قد تقع على الجبهة الشمالية وضرورة إلزام كافة التنظيمات الفلسطينية المسلحة الأخرى في قطاع غزة بذلك.
7 – نحن المصدر ننطلق من أن قطر على علم بنية «إسرائيل» تنفيذ مخطط عدوان ما ضد أهداف في لبنان، بعد فشل محاولاتها في سورية وإغلاق المجال الجوي السوري أمام مقاتلاتها، وذلك في محاولة منها لطمأنة الإسرائيليين بان «الدولة» قادرة على حمايتهم، خاصة أن حركة الهجرة المعاكسة، من «إسرائيل» الى الخارج، قد ازدادت كثيراً خلال السنتين الماضيتين. اذ بلغت هجرة اليهود الشرقيين، السيفارديم، من «إسرائيل» الى اسبانيا والبرتغال فقط سنة 2017 أكثر من خمسة عشر الف مهاجر، بعد ان حصلوا على جنسيات تلك البلدان بسبب أصولهم الأندلسية.
المصدر نفسه يؤكد أن الدولة المصرية تميل الى الاعتقاد بأن نتن ياهو قد يلجأ الى عملية محدودة على الحدود بين فلسطين المحتلة ولبنان لإنقاذ ماء وجهه وأيضاً لتفلته من قرار السجن الذي ينتظره بقوة.
وأما نحن في محور المقاومة فنقول:
نحن جاهزون لكل الاحتمالات ونراقب عن كثب وبدقة عالية كل تحرّكات العدو وسنكون له بالمرصاد براً جئتم، بحراً جئتم، جواً جئتمـ ستُسحَقون ستُسحَقون ستُسحَقون.
بعدنا طيّبين، قولوا الله…
|