إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

نـداءُ البطولة

يوسف المسمار

نسخة للطباعة 2015-07-15

إقرأ ايضاً


لا شيءَ يَصلحُ إن تهاوتْ أمة ٌ

مثلَ البطولةِ مُنقذاً أو ينفعُ

فليفهم الأحـرارُ من أبنائـنا

أن التمرُّسَ بالبطولةِ مَرجَعُ

وبطولة ُ الانسانِ وعيٌّ فاعلٌ

بمزيةِ الفكرِ السليمِ مُشَبَّع

الحقُ بعضُ بهائهِ ونقائهِ

وكذا العدالةُ من صفائهِ تنبعُ

والخيرُ فعلُ الخيِّرينَ بوعيهمْ

وبروحهمْ أفقُ الجمالِ يُشعشعُ

إنَّ الممارسةَ السليمةَ للفضائلِ

وحدها فعلٌ سويٌّ مُبدعُ

تُستكشفُ الآزالُ في تأثيرها

والغيبُ يُعلَنُ والمعالي تسطعُ

***

إنَّ البطولةَ عينها سرُّ العُلى

والعزُّ في إشراقها يتربعُ

ومزية ُ الأبطالِ أنهمُ إذا

ثاروا بما فيهِ الوجودُ يُزوبعُ

فتذلُّ راياتُ الفسادِ وتنطوي

وتـُعَـزُّ ألويةُ الصلاحِ وتـُـرفَعُ

وظلامُ أحقابِ التخلفِ ينتهي

وشموسُ تاريخِ التألـُّقِ تطلعُ

لا ينقذ الأوطانَ غير بطولة ٍ

لقضية ٍ عُظمى تميلُ وتنزعُ

وقضية ُ الشعبِ العظيمِ وخيرُهُ

أسمى القضايا لا أجلُّ وأروعُ

يا أيها الأبطالُ أنتمْ وحدكمْ

مفتاحُ أسرارِ الكرامةِ فاسرعوا

واستسرعوا الانقاذَ لم يسلمْ لنا

في غامرِ العدوانِ عذرٌ مقنعُ

***

فكيانُنا للحتفِ باتَ مُعَرَّضاً

ومصيرُنا لدجى الكوارثِ يَخضعُ

وبقيةُ الإنسانِ فينا تنطفي

إنْ لم يَثـُرْ فينا الفداءُ المبدعُ

الويلُ من كلِّ الجهاتِ مُحّـدِّقٌ

وبلادُنا بينَ البغاةِ تـُوَزَّعُ

ونفوسُنا بين العقائدِ سِلعة ٌ

بغبائها وضلالها تتشلعُ

ومواقفُ الحكَّامِ إجرامٌ بهِ

وجهُ العدالةِ بالمظالمِ يُصفـَعُ

فمتى يثورُ الشعبُ للعدلِ الذي

لـهُ وحدهُ ولحكمهِ نتطلعُ

كلُّ الكلامِ عن السلامِ تفاهة ٌ

ما دام جورُ الغاصبينَ يُرَوِّعُ

لا يسلمُ الشعبُ المُهانُ وروحُهُ

بالخوفِ تحيا ، بالمظالمِ تقنعُ

***

دربُ الكرامةِ بالشجاعةِ سَيرُها

ما فازَ الا في المسيرِ الأشجعُ

قدْ يُنكـَبُ الشجعانُ أما ذكرُهمْ

يبقى مدى التاريخِ لا يتزعزعُ

ويُحرِّكُ الأجيالَ كي تمشي على

دربِ الكرامةِ حرَّة ً لا تخنعُ

فمسيرة ُ الأحرارِ سرُّ بقائها

نجمٌ يغيبُ وألفُ نجمٍ يطلعُ

إنَّ البطولة َوحدها مشعالـُنا

وضياؤها أبـداً يشعُ ويلمعُ

ويضيءُ ليلَ الحائرينَ فما لهمْ

غير البطولةِ في الشدائدِ مَهرَعُ

يا أيها الواعون من أبنائنا

الشعبُ يُسحقُ والبلادُ تـُقـَطـَّعُ

والخائنونَ المجرمونَ صنائعُ

الأعـداءِ من أكبادنا لمْ يَشبعوا

***

صهيونُ ربّهُمُ المطاعُ ودينُهمْ

دينُ اللئامِ على الخيانةِ طـُبـِّعوا

يا أيها الأحرارُ هذي حالـُنا

فمتى الحقوقُ بعزمنا نسترجعُ؟

ومتى نـُغـَيِّرُ بالشجاعةِ حالنا

ونعودُ أمجادَ الحضارةِ نصنعُ؟

وتكون للهدفِ العظيمِ جهودُنا

ودماؤنا شلاّل نـورٍ تـرجعُ؟

وتعودُ أمتـنا مناراً للهُدى

تهدي وتُرشدُ للكمالِ وتـدفعُ؟

فالى البطولةِ يا طلائعَ شعبنا

فاضَ الغباءُ وأنتنَ المُستنقعُ

ما العقلُ إنْ لمْ ننتصرْ لحياتنا ؟!

ما الدينُ من دون المناقبِ ينفعُ ؟!

ما العلمُ ؟ ما كلُّ المعارفِ إن نكنْ

بينَ الشعوبِ أذلَّة ً نتسكعُ ؟!

***

والسلمُ ! ما معنى السلامةِ حينما

إنسانُـنا بين المقابرِ يهجعُ؟!

والعدلُ! أي عدالة ٍ تلكَ التي

اغتالتْ وتغتالُ الذي لا يركعُ ؟

والحبُّ ! يا عارَ المحبةِ ، حيفها

عمياء يقتلها الغباءُ الأبشعُ

والحقُّ ! أينَ جنودُهُ وسيوفُهُ

إنْ قيلَ ألسنة ُ القضاةِ تـُقـَطـَّعُ ؟!

والخيرُ ! ما للخيرِ أصبحَ فارغاً

العوزَ والفقرَ البغيضَ يُوزِّعُ ؟!

غاضتْ ينابيعُ الجمال ِ وما نجى

الاَّ البشاعة ُ بالحقارة ِ تـنـبـعُ

قِيَمُ الحياةِ سقيمة ٌ ودواؤها

فعلُ البطولة ِ والفداءُ الأنجعُ

فالى البطولةِ والفداءِ تـقـدَّموا

يا أيها الأبطالُ والنصرَ اصنعوا

لا يُرجِعُ الأمجادَ عبدٌ خانعٌ

بل وحدهُ المقدامُ مجداً يُرجـِعُ

تهوى البطولة ُ أن ترى أبناءَها

شلاَّلَ عز ٍ بالجراح ِ يُزوبعُ

إنَّ البطولةَ أرضُنا وسماؤنا

وبدونها إنسانُـنا ُمتصدِّعُ

العقلُ في المعنى العميق ِ بطولة ٌ

وكذا البطولة ُ عقلُ شعب ٍ يُبدعُ

ويسيرُ في دنيا التألـُّق ِ همُّهُ

أسمى وأمثلُ ما يُرادُ وأروعُ

العزُّ معناهُ التفوُّقُ في الفِدى

وبغيرِ تطويرِ الفداء نـُمـَزَّعُ

وضعانِ للأبطال ِ : تشريفٌ لهمْ

نصرٌ عزيزٌ أو فداءٌ أرفعُ

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024