إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

البديهي أن لا تترك المؤسسات الفردية والفئوية فرصة إلا وتنتهزها لمحاربة المنظمة القومية الاجتماعية

يوسف المسمار

نسخة للطباعة 2018-04-01

إقرأ ايضاً


الرفيقة المحترمة

تحية سورية قومية اجتماعية

قرأت مقال :" حرب الأخوة على القومي"الذي وصلني من حضرتكِ والذي كتب على موقع "ليبانون ديبايت" فلم أر فيه ما هو غير مألوف .

فليس جديداً ولا غريباً ولا هو مستحيلاً ولا هو غير متوقع أن يُحارب الحزب السوري القومي الاجتماعي من قبل الأعداء والخصوم والحلفاء وحتى من الذين انتسبوا الى الحزب.

الغاية من محاربة الحزب القومي الاجتماعي

فغاية الأعداء مفهومة هي استعباد أمتنا والقضاء عليها ، وغاية الخصوم أيضاً مفهومة هي ازاحة من يعمل لمجد الأمة ويقف في وجههم ويكشف خيانتهم ، وكذلك غاية الحلفاء هي التنافس المبني على الوهم المعشش في نفوسهم اننا نريد السيطرة عليهم واحتكار الغنائم ، وأيضا معروفة غاية الذين دخلوا الى صفوف الحزب ولم تدخل في نفوسهم فكرة واجب العمل العام من اجل المجتمع ،بل بقي فيهم متغلغلاً مبدأ "الأنا" المتمكن فيهم من عهود الانحطاط المناقبي مع أننا في الحقيقة لا نؤمن بمبدأ الاعتداء على أحد ، بل نؤمن بمبدأ أطيب العلاقات وأصدقها مع جميع الأمم ، ونؤمن ونعمل لازالة جميع أسباب التوتر والخلاف مع الخصوم في داخل مجتمعنا، ونؤمن ونسعى بكل جهودنا لتمتين علاقاتنا الودية مع الحلفاء ، ونكرّس ونمارس أرقى ما يمكن ان يكون لزيادة وعيّ رفقائنا وتمكينهم من المعرفة النافعة التي تخدم مصالح الأمة على أسس الفلسفة السورية القومية الاجتماعية التي تقوم على الحرية والنظام والواجب والقوة التي لا وجود لها الا في حزب منظّم يستطيع ان يحافظ عليها من جيل الى جيل ومن عصر الى عصر حتى تكتمل يقظة الأمة من غفوتها وتعود لاحتلال مكانها بين الامم أمة واثقة من نفسها ، واعية لمصالحها، مؤمنة بإصالتها ومواهبها ، قادرة على استيعاب كل ما في الحياة الانسانية من دروس النهوض والرقي لخير الانسانية .

الصعوبات الداخلية هي الأخطر

وهذا ما يصطدم بالصعوبات الداخلية والخارجية وقد تعرض الحزب لهذه الصعوبات منذ بداية تأسيسه الشفهي الاستشاري غير التعاقدي أولاً من أعضائه مما اضطرالزعيم الى غض النظرعن فكرة المتابعة والاستمرار في التأسيس على ذلك الشكل الذي يحمل بذور التفتت من البدايته، ثم القيام بالتأسيس من العناصر الى اتسم فيها شيئا من الوعيّ والنزاهة والصدق وان كان لا يزال في عناصر التأسيس رواسب مبدأ الفردية الشخصية التي كانت ولا تزال حتى هذه الأيام المعرقل الأهم في مواجهة نظام الحزب السوري القومي الاجتماعي الهادف الى تحقيق المصلحة العامة والذي يقوم على المبدأ العام الذي لا يتفق بالمطلق مع المبدأ الخاص لا في المباديء الأساسية ولا في المباديء الاصلاحة ولا في غاية الحزب .أي لا في عقيدة حزب الآمة ولا في نظامه ولا في العقلية المناقبية الاخلاقية التي أوجدها الحزب بعقيدته ونظامه في صفوفه وفي خارج صفوفه .

فبعد استشهاد الزعيم القدوة من اجل فكرة نهضة الأمة والتزامه بعقيدته ونظام حزبه والعمل الجاد على انتصارهما باخلاقية رائدة في الامانة والصدق حتى الاستشهاد ، برز الذين ادعوا الوراثة متجاهلين الوريث الحقيقي الذي هو الحزب وليس الأشخاص، وراحوا يعملون على تشكيل الزمر والتكتلات والتحزبات لاكتشافهم ان الفردية الشخصية لم تعد نافعة لاشباع رغباتهم وتحقيق انتصاراتهم الانانية تماماً كما فعلت وتفعل الدول الاستعمارية التي أدركت ان اي دولة لم يعد بمقدورها ان تستعمر بمفردها وتستمر في استعمارها وهيمنتها ، فابتكرت نظام التحالف الاستعماري بين عدة دول استعمارية ليستمر استعمارها لغيرها من الشعوب الضعيفة المظلومة زمناً أطول، مُستخدمةً موظفيها في مستعمراتها ،ومروّجة أكاذيبها انها تعمل لمصلحة الجميع كما هو حال التحالف الاستعماري الطغياني الغربي الذي تقوده الصهيواميركية بينما الغاية الاساسية لدول التعدي والاسعمار هي اغتصاب ثروات الشعوب واستخدام ابنائها خدماً للتمتع بخيراتها ومواردها .

لكن المعارضات للحزب السوري القومي الاجتماعي التي نشأت ممن كانوا يسمون قوميين اجتماعيين لم تتمكن حتى الآن من توحيد نفسها بنفسها استقلالياً في تحالف على شاكلة التحالف الغربي الاستعماري بقيادة الصهيواميركية المعروفة للعيان ، واصابها ما أصاب حركات المعارضات في الحرب الدولية على الكيان الشاميالسوري المرتبطة بقيادات خارجية تصل في آخر خيوطها الى القيادة الصهيوأميركية مع فارق بسيط ان المعارضات المتشكلة ممن كانوا يسمون انفسهم قوميين اجتماعيين ضد نظام الحزب السوري القومي الاجتماعي لم يتمكنوا لا هم ولا الأعداء ولا الخصوم ولا الحلفاء ان يجدوا قيادة فكرية عبقرية نابغة بمستوى سعاده تستطيع ان تضع خطة نظامية دقيقة معاكسة للخطة السورية القومية الاجتماعية تستطيع ان تحل الحزب وتقضي عليه وتقضي بالقضاء عليه على أي أمل للأمة السورية بالنهوض مع الترويج والدعاية الى ان حركات المعارضات الفئوية مناها الوحيد هو نهضة الامة مع التناسي أن المنى هي بضاعة الموتى.

لقد وضعت اليهودية الصهيونية خطتها النظامية الدقيقة للقضاء على الأمة السورية واستبدالها بأسرائيل . ووضع أنطون سعاده الخطة النظامية الأدق لنهضة الأمة السورية والقضاء على أمراض الأمة وبالتالي القضاء على خطة الصهيونية واقتلاع اسرائيل .

ولهذا يتمسك المعارضون لنظام الحزب الذين ضربوا عرض الحائط بقواعد الحرية والواجب والنظام والقوة بشخصية سعاده الشخص- الفرد مغررين ببعض الأعضاء برشق الحزب وقياداته ومؤسساته بالأكاذيب والوشايات والأباطيل ، والقيام بعملية تشويه صورة أنطون سعاده الشخصية الاعتبارية المؤسساتية الحياتية الدائمة التي هي دولة الأمة السورية المصغّرة في الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي قال عنه سعاده :" نحن اليوم لا نقدم للناس نظريات في الحياة. نحن اليوم نقدم للناس أمةً حيّة، تتحرك، تتكلم، تتعاطى، تأخذ وتعطي، تحتك بالكون حولها، ومع ذلك لا يصدقون "

الحزب السوري القومي الاجتماعي هو الأمة الحيَّة

وهذه الأمة الحيّة ليست الا الحزب السوري القومي الاجتماعي ، انها ليست أديباً هنا أو شاعراً هناك أوسياسياً هنالك أو مجموعة كتّاب يبدون وكأنهم فئة واحدة وهم في الحقيقة نفوس شتى متضاربة الرؤى، متنازعة المنافع، ومتخادعة فيما بينها . ولا هي كتاباً أو مجموعة كتب في مكتبة أو متحف تنتظر على الرفوف من يمر أمامها ويمسح عنها غبار الاهمال والنسيان ، ولا هي أتنية او طائفة او شركة سياسية تجارية أو ملّةً او مجموعة اتنيات وملل وطوائف وشركات تتحاصص المنافع والأرباح، وتتصالح حيناً ثم تتقاتل في أغلب الأحيان .

أن سعاده الجسد انتهى الى غير رجعة وقد أعلن ذلك في حياته عندما قال:"نحن جماعة لم تفضل يوماً أن تترك عقيدتها وإيمانها وأخلاقها لتنقذ جسداً بالياً لا قيمة له " ، وليس سعاده مجموعة الأقوال التي يرددها البعض بشكل ببغائي، ولا مجموعة مؤلفات تزيّن رفوف المكتبات ، ولا عددا من الأفراد الذين يتوهمون انهم يمتلكون وكالةً أو تفويضاً منه للتربّع على منصة القضاء ليحكموا باسمه وكأنهم هم الحزب الذي أسسه سعاده فيتمردون على المؤسسات تارة ويغررون بالبعض ليلتحقوا بهم تارة أخرى ، وينتفضون ضد القرارات مرة وينقلبون مرات . مرة باسم العقيدة ومرة أخرى باسم النظام ومرات بالتذرع بفساد المؤسسات متجاهلين بالكلية الدرس الذي تركه سعاده للذين يعقلون ويتفكرون في أول آذار سنة 1942 حين قال : " إن الأشخاص يجيئون ويذهبون ويتبدلون ولكن العقيدة هي الأساس الراسخ على الأيام والسنين والعقود والأجيال. إن العقيدة السورية القومية الاجتماعية، والنظام السوري القومي الاجتماعي ، اللذين أصبحا قبلة أنظار الشعب السوري ، لا يمكن ولا يجوز أن توضع قيمتهما في محل قيمة الأفراد . ولا يمكن ولا يجوز أن يكون الأفراد محكاً لهما ، بل يمكن ويجب أن يكون العكس أي أن يكونا ( العقيدة والنظام) هما محكاً للأفراد . فحين الاختيار بين العقيدة والنظام من جهة وفرد أو أفراد من جهة أخرى لا نتردد في التمسك بالعقيدة والنظام وترك الأفراد لمصيرهم ".

لقد حصلت انحرافات من قبل بعض الأفراد الذين تحمّلوا مسؤوليات قيادية في عهد سعاده ،ولكن سعاده واضع العقيدة والنظام ومؤسس الحزب لم يسمح لنفسه بالخروج على العقيدة والنظام بل عالج الأمور بموجب العقيدة والنظام في الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي هو سعاده العقيدة والنظام العبقري الباقي " على الأيام والسنين والعقود والأجيال"وليس سعاده الجسد الذي اعتبره "بالياً لا قيمة له".

ان سعاده الحيّ الباقي هو الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي أسسه حركة نهضة حيّة مستمرة ،ووصف حقيقتها بنفسه حين قال : "هذه هي حقيقة النهضة صراع داخلي عنيف،ثورة فاعلة أحياناً، وأحياناً بطيئة ، وأحياناً مستعجلة ، وأحياناً حارة ، وأحياناً باردة وأحياناً دامية ، ولكن الحقيقة الانسانية هي أننا لسنا بمنثنين عن عقيدتنا وعن عزمنا أبداً ولسنا بواضعي سلاح الحرب الى ان تنتصر حياة الأمة وحريتها وارادتها على السياسة الخصوصية والارادات الاجنبية ".

هكذا يعي أبناء النهضة وبناتها حقيقة حركة النهضة المستمرة في صراعها فخورين بانتصاراتهم وانكساراتهم،غير متنكرين لآخطائهم لآن الأخطاء تكون بالعمل لا بالتقاعس ، واصلاح الأخطاء يكون بتحمّل المسؤولية والمبادرة بالاصلاح وليس بالثرثرة النقدية التي يجعجع فيها المنتقدون الثرثارون بعورات واخطاء غيرهم ويتعامون عن عوراتهم وأخطائهم .

ان الذين يقولون انهم مؤمنون بسعاده وفكر سعاده وعقيدة سعاده ولا يوحّدون ايمانهم في الحزب الذي هو الأمة المصغّرة الحيّة،ولايحيون ويجاهدون لانتصار مفاهيم الفلسفة السورية القومية الاجتماعية هم جماعة الايمان بالجسد وليس بالروح ،بالترف الفكري وليس بالعمل، وبالتخاذل على الأرصفة وليس بالانتاج ، وبتزيين رفوف مكاتبهم بكتب سعاده وليس بالحياة وخوض غمار الحياة التي تكتنزها مؤلفات سعاده، فهل تستفيق ضمائر من تتلمذوا في مدرسة انطون سعاده - مدرسة الحزب السوري القومي الاجتماعي ولم يتخرجوا خريجين بل تخرجوا خوارجا ؟

هل يدركون أنهم بابتعادهم عن مدرسة الحياة القومية الاجتماعية النظامية المناقبية يذبلون يوماً بعد يوم ويزدادون ذبولاً كلما ازداد ابتعادهم؟

وهل يرعوون ويعودون الى صوابهم ويستوعبون ويفهمون ان الحزب وحده بمؤسساته المستمرة هو الذي يُصلح أخطاء المخطئين ، ويُصوّب طريق المنحرفين ، ويُنوّر بصائر الجاهلين وليس الأفراد المهرولين الى قبورهم مهما طال عمرهم ؟

ألم يتعظوا بالذين توهموا قبلهم أنهم أكبر من الحزب ومؤسسه ومؤسساته فسقطوا غير مأسوف عليهم وأصبحوا نسياً منسياً ولم تنقذهم فردياتهم وانانياتهم ولا الذين امتدحوهم و6رّروا بهم من مصير السقوط والنسيان؟

وهل كان سيبقى سعاده هو نفسه لو انفصل عن الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي كان هو مؤسسه ؟

وهل كانت ستبقى قيمة أفكار سعاده هي نفسها وتُعاش بنفس العز لو تنكر سعاده لعقيدة الحزب ونظام الحزب وتاريخ الحزب واستبدل الجهاد على رأس صفوف الحزب بالأقوال والثرثرة والشتائم وتراجع عن المباديء التي وضعها ،والاخلاقية التي جعلها في صميم النظام ؟

وهل باستطاعة الغاضبين والمتهمين قيادة الحزب ومؤسساته بالفساد التعويض كأفراد أو زم أو فئويات عن غياب الحزب اذا سقط الحزب عقيدةً ونظاماً وأخلاقاً وجهاداً ؟

أليس الاعتبار بقول المعلم سعاده الذي عاشه حتى لحظة استشهاده هو النهج الأصلح والأصوب والأنفع لخدمة المصلحة القومية الاجتماعية والنهوض بالأمة الذي يتلخص بهذا الكلام :"ليس لنا وقت نضيعه في الجدل الكلامي والمماحكات السقيمة. إن مصلحة الأمة أمر مقدس عندنا وليس في العالم شيء يصرفنا عن خدمة المصلحة القومية" ؟

وهل في غير خدمة المصلحة القومية الاجتماعية يمكن ان يحصل أي اصلاح حقيقي ؟

الاصلاح يكون باصلاح النفس لتصلح الممارسة

إن الصادقين الذين يريدون تحقيق الاصلاح فعلاً ، والقضاء على كل فساد بنيّة سليمة هم الذين يعملون باخلاص بقول سعاده :" إن الذين يريدون الإصلاح الحقيقي يجب أن يكونوا صادقين في أنفسهم ،وأن يتحولوا الى اصلاح أنفسهم أولاً ليتمكنوا من اصلاح غيرهم ".

لقد وضع أعداؤنا وأخصامنا والمتسللون الى صفوفنا حداً لحركة الزعيم المفكر القائد بالنيل من جسده وقتلوه جسداً ظناً منهم انهم بقتله يقضون على حركة النهضة ، ولكن الفكرة بقيت حيّة . قتلوا المفكر و لم يستطيعوا قتل الفكرة ،بل بقيت الفكرة القومية الاجتماعية عصية على الزوال، وعرّتهم وفضحتهم ولا تزال تتألق . ودمّروا أيضاً مراكز الحزب في أكثر من مكان وكيان من كيانات الأمة، وعرقلوا عمل المؤسسات ونكّلوا بأعضائه ، ولكن نظام الحزب العقائدي استمر بمنهجيته الرائدة في منظمته القومية الاجتماعية ومؤسساتها القومية العامة التي بقيت ولا تزال عصية على كل خطط ومخططات الأعداء على الرغم من جميع النكبات والصعاب والمآسي التي حلّت بالقوميين الاجتماعيين وكانت ولا زالت تعرقل مكائدهم ومؤامراتهم، ولم يبق أمام أعدائنا من وسيلة الا التسلل الى داخل الحزب او تشغيل عملاء لهم أو ترويج الأفكارالفتنوية والخواطر التخديرية اوالفوضية المستوردة من هنا وهناك وهنالك ، لآن الحزب هو المنظمة القومية الاجتماعية الوحيدة في الأمة التي تقوم على المبدأ القومي العام ، والاخاء القومي الاجتماعي، وخدمة القضية العامة للأمة لا المسائل الشخصية الخصوصية ولا منافع الاتنيات والملل والطوائف والاديان والكيانات السياسية المرسومة بفعل غباوات أبنائنا الحقيرين في نفوسهم والمتواطئين مع الأعداء .

الحرب على الحزب أكبر من الحرب على الفكرة

لكل ذلك ، فان حرب أعدائنا اليوم هي على الحزب أكبر من حربهم على الفكرة وان كانت الفكرة هي الأهم ، لآنهم قطعوا الأمل من قتل الفكرة. وتفكيرهم ينصب كلياً على مهمة القضاء على المنظمة القومية الاجتماعية المحتضنة للفكرة والعاملة بالفكرة يخدمهم في هذه المهمة الذين كانوا أعضاء في الحزب ولا يتركون فرصة تمر الا وسرعون وينتهزونها للتشهير بالفساد في قيادة الحزب ،وتشويه وجه الحزب ، ولا يدركون ان جميع مؤسسات بلادنا باستثناء منظمة الحزب العامة لا تصلح بتاتاً لعمل قومي عام سليم لأن جميع المؤسسات في الأمة بعيدة كل البعد عن العمل العام وهي اما دينية، او طائفية او ملية أو أسروية أو عشائرية أو شخصية أنانية أو كيانية . وقد نبّه الزعيم الى ذلك حين قال:" أن أبرز نقطة يجب أن تصير واضحة في تفكير المفكرين السوريين القوميين الاجتماعيين ، أن من أهم أسباب التخبط النفسي والعملي ، ألا وهي خلو مجتمعنا القومي من مؤسسات قومية بالمعنى الصحيح ومن تقاليد قومية عامة يصح الاستناد اليها .فالتقاليد القومية الجيّدة ، القديمة كانت مبعثرة ومنسية ، والمؤسسات ، التي لم يكن غيرها قبل نشوء المنظمة القومية الاجتماعية ومؤسساتها،هي مؤسسات لا تصلح بالمرة ولا يصح اعتماد أية مؤسسة منها نقطة ارتكاز،أو انطلاق، في عمل البناء القومي الاجتماعي . فلا الكنيسة ولا الجامع ولا الخلوة ( باعتبارها مؤسسة الرابطة الدينية )، ولا العشيرة ولا الطائفة ولا الاقطاع ولا شيء من هذه المؤسسات الأولية يصلح لشيء من مباديء الحياة الجديدة - الحياة القومية الاجتماعية . ولست أستثني من هذه المؤسسات مؤسسة العائلة - البيت- فالعائلة عندنا هي مؤسسة دينية ، طائفية لا مؤسسة قومية عامة . فالزواج والإرث وقضاياهما الحقوقية تصير على قاعدة الطائفة أولاً ، وعلى قاعدة الجذع الديني ثانياً،ولا تصير على قاعدة الأمة مطلقاً. الشرع ديني أو طائفي وليس قومياً عاماً . وفي هذه الحالة لا يجد عضو الدولة حقاً عاماً يستند اليه ويساوي بينه وبين جميع مواطنيه. وفيها يكمن سر من أعظم أسرار القضايا أو المشاكل النفسية - الإجتماعية - الحقوقية ".

فاذا أضفنا الى هذه المؤسسات التي ذكرها سعاده فوضى مؤسسات أمراض العقلية الفردية الأنانية التي تتطاحن فيما بينها في البيت الواحد بين عقليات الأب والأم والأولاد فان الويل العظيم يظهر بأوضح مظاهره ، وحياة ومصير الأمة وأبنائها وبناتها تنحدر الى ما لا تُحمد نتائجه من الذل والهوان .

الغرابة ان لا يُحارب الحزب من الفئويين

بعد كل ما تقدم في هذه العجالة نستنتج أن البديهي أن لا تترك المؤسسات الفردية والفئوية فرصة إلا وتنتهزها لمحاربة المنظمة القومية الاجتماعية التي تعمل للخير العام التي يشمل خيرها العام والخاص ، والغريب المستحيل أن لا تحارب مؤسسات النزعات الفردية والفئوية منظمة الحزب السوري القومي الاجتماعي التي تعمل لمصحة الأمة العامة وتعتبرها فوق كل مصلحة سواء كانت المنظمات الفردية والفئوية من الأعداء أو الخصوم أو الحلفاء او من الذين انتسبوا الى الحزب واستهتروا بقواعد نظام الحزب القائم على دعائم حرية الأمة،ونظام نهضة الأمة، والواجب لخدمة قضية الأمة، وبناء قوة الأمة من أجل خير الأمة في احقاق حق الأمة القومي في الوجود والحياة والرقي والتقدم وتقرير المصير الكريم .

لك محبتي أيتها الرفيقة العزيزة مع تحيتي القومية الاجتماعية

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024