إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

أردوغان يأكل خبز السلطان ويضرب بسيفه ويتدخل في سورية والعراق ويهاجم إيران... ماذا بعد؟

اياد موصللي - البناء

نسخة للطباعة 2017-04-24

إقرأ ايضاً


يبدو انّ أردوغان لبس منذ الآن طربوش السلطان وحمل صولجان السلطنة وبدأ خطواته الأولى متشبّهاً بسليمان القانوني مبتدئاً خطواته بالتحرّش بإيران، ذلك انّ سلطانه بدأ تنفيذ سلطاته باحتلال طهران… من وجهة عنصرية لأنّ الأتراك والفرس متخاصمان..

اليوم يحاول أردوغان السير على نهج مثاله الأعلى.. حيث قال انّ إيران تدعم وتمدّ نفوذها الى خمس دول في المنطقة وتدعم ميليشيا الحشد الشعبي في العراق.. يتحدّث من أنقرة وكأنه مسؤول عن العراق وقواته لا تزال ترابط في بلدة بعشيقة بجوار الموصل والقوات العراقية تسيطر على المنطقة وقد صرّح أحد المسؤولين العراقيين متسائلاً ماذا يفعل الجيش التركي في العراق وفي بلدة بعشيقة.. هل هي تعبير عن أطماع يخفيها…؟

الموقف التركي الأخير أثار حفيظة العراقيين، فرئيس الوزراء أرسل مذكرة احتجاج الى الحكومة التركية لتدخلها في الشؤون العراقية الداخلية..

وبالأمس قال القيادي في قوات الحشد الشعبي هادي العامري انّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ما زال الداعم الأبرز للتنظيمات الإرهابية المتطرفة في العراق وسورية، واعتبر انّ تصريح أردوغان الأخير الذي هاجم فيه الحشد الشعبي هو محاولة للتغطية على دعمه لتلك التنظيمات. وطالب العامري بقطع التبادل التجاري بين العراق وتركيا رداً على التصريح الأخير لأردوغان، وأضاف العامري: صدّقوني إذا تمّ قطع التبادل التجاري مع تركيا فإنّ أردوغان نفسه سيأتي ليعتذر من الشعب العراقي..

ووجّه العامري لوماً الى الحكومة العراقية لأنها ضعيفة أمام الاحتلال التركي لمنطقة بعشيقة العراقية حيث يتواجد جنود اتراك، مشدّداً على أنّ إصرار الأتراك على بقائهم العسكري في بعشيقة رغم دحر تنظيم داعش من تلك المنطقة يدلّ على أطماعهم في الأراضي العراقية..

وكان بيان صدر عن رئيس الوزراء حيدر العبادي طالب أردوغان وتركيا بعدم التدخل في الشؤون العراقية، وأبدى استغرابه من تصريحات أردوغان وقال: نبدي استغرابنا من تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول الحشد الشعبي الذي هو شأن عراقي داخلي لا يجوز التدخل فيه، ونؤكد بأنّ الحشد الشعبي العراقي هو تشكيل وطني عراقي ساهم الى جانب القوات العراقية بتحرير الأراضي وتحقيق الانتصارات على عصابات داعش الإرهابية..

واضاف انّ العراق دولة ذات سيادة والحشد الشعبي هو قوة تابعة للدولة وتحت سيطرتها، وطالب الدول الجارة والصديقة بعدم التدخل في شؤون العراق الداخلية ومساندته في حربه ضدّ هذا العدو الذي يمثل تحدّياً وتعدّياً لكلّ دول المنطقة والعالم…»

انّ التصرفات التركية ليست جديدة ولا حديثة، انها جزء من اخلاقياتهم وقد كتبنا كثيراً عن هذه التصرفات والأطماع في جميع مراحل تاريخهم العثماني والاتحادي والعلماني والأردوغاني، ولعلّ ما فعله أردوغان فاق كلّ من سبقوه بالتدمير والقتل. فقد كان ممرّاً للإرهاب ومستقراً للتكفير ونافخاً بوق ونفير الحشود التكفيرية من كلّ أنحاء العالم.. هذا الداعي لدولة إسلامية إخوانية هو المهادن الأكبر لإسرائيل والعدو اللدود لسورية رمح الأمة في الصدر العدواني الإسرائيلي. ونذكر بما سبق ان وُصفت به تركيا بعد الحرب العالمية الاولى أعزّ صديق لنا في الشرق الاوسط ، على لسان الغرب..

«إنّ تركيا القديمة قد ماتت تماماً وتركيا الحديثة بكامل حيويتها وفكرها الاستقلالي ستصبح سداً منيعاً بوجه الاجتياحات الأجنبية، ومن الأكيد أنّ تركيا القوية المزدهرة هي صديقة، نحن لم نطالب بأيّ احتكار وامتيازات فليست لنا أطماع توسعية ولكن يحلو لنا ألا نرى بلدان البحر المتوسط عرضةً لهجمات قوى عظمى أخرى بحيث تصبح تركيا بحالة الدفاع عن النفس، إنّ كلّ مساعدة ومساندة نقدّمها اليوم تكون مفيدة بضمان وضع تركيا وتثبيت استقلالها لا يمكن أن نهمل قضايا البحر المتوسط، إنّ الأهمية الكبرى لصداقتنا مع تركيا وخاصة اليوم حيث برهن العرب عن عدم قدرتهم السياسية وعن معارضتهم للسير في ركاب الحضارة الحديثة، ونأمل من وزيرنا إلى المستعمرات أن يرتب المسألة الفلسطينية بخلقه دولة يهودية قوية تصبح معها حيفا القاعدة المتينة للسلم».

لاحظوا بدقة كيف أنّ مصالح بريطانيا ودول الغرب قائمة على الثنائي التركي – اليهودي.

هذه هي تركيا قيادة منحرفة ممالئة مخادعة نتذكرها جيداً في هذه الفترة من التاريخ حيث بلغ عدوانها الذروة.. نتذكّر الدور التركي المعادي والدور الافرنسي المشجع للعدوان الإرهابي على سورية ومدى تطابق سياسة هاتين الدولتين.

عندما نتذكر تركيا وما اختزنته سياستها تجاه أمتنا يتمثّل أمامنا اسم السفاح الجزّار أحمد باشا وما نكاد نبعد هذا الطاغية عن أفكارنا حتى يبرز اسم الجنرال غورو الفرنسي الذي دخل دمشق على جثّة البطل الشهيد يوسف العظمة فقد اتجه فوراً إلى ضريح صلاح الدين الأيوبي وخبط على بلاطه بقدميه صائحاً «صلاح الدين نحن هنا لقد عدنا». كانت البصقة العربية على جبين الفرنجة في الحروب المسماة بالصليبيّة لا تزال موجودة على وجهه فأراد أن يمسحها بعد احتلال دمشق.

نكتب هذا عن تركيا ونحن نعيش مع الأرمن من شعبنا وفي بلادنا ذكرى مأساة تاريخية لا مثيل لها في وحشيتها.. يوم حوّل الاتراك المساكن والطرقات الى مسالخ ذبح بها الأرمن رجالا ونساءً وأطفالاً ذبح الحيوانات، مذابح صفق لها اليهود واعتبروها أعياد فرح..

كما نذكر مواقف الأتراك من الأكراد الجزء الأصيل من شعبنا وأصحاب السيف والترس في الدفاع عن البلاد ضدّ الغزو الخارجي بقيادة صلاح الدين الأيوبي يوسف العظمة وابراهيم هنانو..

بماذا نتذكر الأتراك وقد جاؤوا بلادنا مماليك ايّ عبيد. نتذكرهم بهذا القول: لا تشتر العبد إلا والعصى معه..

فعندما نتذكر هذه المواقف نعود إلى ما قاله سعاده:

«اننا لا نريد الاعتداء على أحد ولكننا نأبى أن نكون طعاماً لأمم أخرى، اننا نريد حقوقنا كاملة ونريد مساواتنا مع المتصارعين، لنشترك في إقامة السلام الذي نرضى به.

يجب أن نعارك يجب أن نصارع، يجب أن نحارب ليثبت حقنا. واذا تنازلنا عن حق العراك والصراع تنازلنا عن الحق وذهب حقنا باطلاً، عوا مهمتكم بكامل خطورتها ولا تخافوا الحرب بل خافوا الفشل»…

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024