إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

فلسطين: أنهى الأعراب بيعها وبدأت مرحلة التطويب

اياد موصللي - البناء

نسخة للطباعة 2018-08-11

إقرأ ايضاً


قال سعاده: «إننا نواجه الآن أعظم الحالات خطراً على وطننا ومجموعنا، فنحن أمام الطامعين المعتدين في موقف يترتب عليه إحدى نتيجتين أساسيتين هما الحياة والموت وأية نتيجة حصلت كنا نحن المسؤولين عن تبعيتها…».

فإقرار قانون «الدولة القومية» في «إسرائيل» هو قانون ترتكز عليه جميع أفكار وخطط «إسرائيل»، لأنه بالنسبة إليها قانون أساسي وخاتمة المطاف في مشروع إنشاء دولتها التي استكملت جميع المراحل التأسيسية وحدّد هذا القانون اللغة العبرية لغة رسمية للدولة الصهيونية.

كما حدّد أنّ الهجرة التي تؤدّي إلى نيل المواطنة بحيث يصبح صاحبها «إسرائيلياً» تنحصر في اليهود فقط.

بعد صدور هذا القانون عدنا بالذاكرة الى فترة صدور قرار تقسيم فلسطين وإلى قرار إعلان الدولة الصهيونية باسم «دولة إسرائيل». ما صدر في هذا الصدد من اعتراضات صدر مثله بعد صدور هذا القانون الذي وصفه نتنياهو بقوله:

«هذه لحظة فارقة بتاريخ الصهيونية ودولة «إسرائيل» بعد 122 عاماً من قيام هرتسل بنشر رؤيته، حدّدنا بالقانون مبدأ أساس وجودنا، «إسرائيل» هي دولة قومية للشعب اليهودي». أضاف «عندما أتحدث في العالم، أردّد انّ هذه دولتنا، دولة اليهود، في السنوات الأخيرة هناك من يحاول ان يشكك بذلك، وزعزعة أركان وجودنا، لذلك قمنا بسنّ هذا القانون الذي يضمّ النشيد الوطني الخاص بنا، لغتنا وعلمنا… عاشت دولة إسرائيل».

هذا القانون يختتم المرحلة الأولى من تأسيس الدولة «الإسرائيلية» لتبدأ بعدها المرحلة التالية التي حدّدها البروتوكول الخامس في الصفحة 205 التي يقول فيها:

«إذا قام في وجهنا غوييم العالم جميعاً، متألّبين علينا، فيجوز أن تكون لهم الغلبة، لكن قوّتنا، ولا خطر علينا من هذا، لأنهم هم في نزاع في ما بينهم، وجذور النزاع عميقة جداً الى حدّ يمنع اجتماعهم علينا يداً واحدة، أضف الى هذا أننا قد فتنّا بعضهم ببعض بالأمور الشخصية والشؤون القومية لكلّ منهم. وهذا ما عنينا بديمومته عليهم وتنميته مع الأيام خلال العشرين قرناً الأخيرة. وهذا السبب الذي من أجله لا ترى دولة واحدة تستطيع أن تجد لها عوناً اذا قامت في وجهنا بالسلاح. اذ إنّ كلّ واحدة من هذه الدول تعلم أنّ الاصطفاف ضدّنا يجرّها الى الخسارة، اننا جدّ أقوياء ولا يتجاهلنا أحد، ولا تستطيع الأمم أن تبرم أيّ اتفاق مهما يكن غير ذي بال إلا إذا كان لنا فيه يد خفية.

متى ما ولجنا أبواب مملكتنا، لا يليق بنا ان يكون فيها دين آخر غير ديننا، وهو دين الله الواحد، المرتبط به مصيرنا، من حيث كوننا الشعب المختار وبواسطته ارتبط مصير العالم بمصيرنا. فيجب علينا أن نكنس جميع الأديان الأخرى على اختلاف صورها».

ومن هنا يجب أن لا ننسى معنى ومغزى إعلان «إسرائيل دولة يهودية»، وإصرارهم على يهودية الدولة جزء من هذا المفهوم… «مني يستمدّ الملوك سلطتهم».

لذلك بعد هذا القرار بدأت الخطوات تتوالى كجزء من مخطط معلن واضح… أهمّ عناصره، توطين فلسطينيي الشتات، حيث هم، وبدأ التنفيذ بتجميد فعل ودور هيئة أونروا وإفراغ خزائنها.. والسيطرة على القدس كـ «عاصمة أبدية لدولة إسرائيل»…

محاربة إيران كعنصر فعّال في دعم المسألة الفلسطينية وممارسة الإسناد للمقاومة في وجه «إسرائيل»…

هذه الخطوة التي سبق أن بشر بها هنري كيسنجر الصهيوني الأميركي ووزير الخارجية الأسبق…

حيث قال في حديث أجراه مع صحيفة «ديلي سكويب» بتاريخ 27/11/2011 الأميركية وأعاد نشره موقع «ريالتي زونيزم» قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق اليهودي الصهيوني هنري كسينجر: «إنّ إيران هي ضربة البداية في الحرب العالمية الثالثة».

أضاف: «لقد أبلغنا الجيش الأميركي أننا مضطرون لاحتلال سبع دول في الشرق الأوسط نظراً لأهميتها الاستراتيجية لنا، خصوصاً أنها تحتوي على البترول وموارد اقتصادية أخرى، ولم يبق إلا خطوة واحدة، وهي ضرب إيران، وعندما تتحرّك الصين وروسيا من غفوتيهما سيكون «الانفجار الكبير» والحرب الكبرى التي لن تنتصر فيها سوى قوة واحدة هي «إسرائيل» وأميركا وسيكون على «إسرائيل» القتال بكلّ ما أوتيت من قوة وسلاح لقتل أكبر عدد ممكن من العرب واحتلال نصف الشرق الأوسط.

وتابع: «إنّ طبول الحرب تدقّ الآن في الشرق الأوسط وبقوة ومَن لا يسمعها فهو بكلّ تأكيد أصمّ». وأشار كيسنجر إلى أنه «إذا سارت الأمور كما ينبغي، فسيكون نصف الشرق الأوسط لإسرائيل». وقال: «لقد تلقى شبابنا في أميركا والغرب تدريباً جيداً في القتال خلال العقد الماضي وعندما يتلقون الأوامر للخروج إلى الشوارع ومحاربة تلك «الذقون المجنونة» فسوف يطيعون الأوامر ويحوّلونهم إلى رماد».

وأوضح كيسنجر «أنّ إيران ستكون المسمار الأخير في النعش الذي تجهّزه أميركا وإسرائيل لكلّ من إيران وروسيا بعد أن تمّ منحهما الفرصة للتعافي والإحساس الزائف بالقوة وبعدها سيسقطان وللأبد لنبني مجتمعاً عالمياً جديداً لن يكون إلا لقوة واحدة وحكومة واحدة هي الحكومة العالمية «السوبر باور»، وقد حلمت كثيراً بهذه اللحظة التاريخية.

وقد ظهر هذا في العقوبات المتخذة ضدّ إيران وروسيا والصين…

في المقابل ردود فعل هي صورة طبق الأصل عن تلك التي صدرت بعد قرار التقسيم وإنشاء دولة «إسرائيل». فالتواطؤ ظاهر والاستسلام يسير بهدوء عبر عناوين عديدة شكلها برّاق وباطنها سمّ زعاف.

تصريحات مؤيدة لـ «إسرائيل»… تعتاد عليها الآذان وتصريحات مناقضة ترتاح لها النفوس، وبين هذا وذاك تمرّ المؤامرة ويطبّق التطبيع، وبدلاً من إعلان موقف موحّد فعّال مالياً وميدانياً نجد لعبة الإلهاء بعناوين جذابة… توحيد الموقف الفلسطيني بين المنظمات… إقرار اتفاق في غزة وفك الحصار عنها من قبل «إسرائيل»… تكثر العناوين الخادعة وتختفي المسألة الأساسية فلسطين… تضيع القدس ويستمرّ التوسّع وهدم البيوت للمواطنين لبناء «إسرائيلي» بديل…

ولا نجد وصفاً للوضع الحالي أبلغ مما ذكره رئيس وزراء بريطانيا وشريك بلفور في وعده لويد جورج في مذكراته المجلد 2 صفحة 455 حيث كتب:

«إسرائيل حققت معظم مشروعها، أقامت الدولة اليهودية، نالت اعتراف العالم مع منحها مظلة حماية مطلقة وحرية تحرك لا حدود لها، تعتدي فلا تسأل، تخالف القوانين الدولية فتجد دعماً وتشجيعاً، تقتل، تدمّر، تستعمل أسلحة محرّمة دولياً، تضمّ أراضي دول، تسلب حقوقاً إنسانية والقائمة لا تنتهي…».

انّ ما يجري اليوم هو الخطوة الأولى في تحقيق المرحلة النهائية من مشروع «دولة إسرائيل من الفرات الى النيل»…

ونسجل هنا ما قاله أول رئيس وزراء لـ «إسرائيل» ديفيد بن غوريون: «سيأتي من نسلك ملوك ويحكمون حيث تطأ قدم الإنسان الى تلك أعطِ كلّ الأرض التي تحت السماء، وسوف يحكمون كلّ الأمم حسب رغبتهم، وبعد ذلك سوف يسحبون الأرض كلها إليهم ويرثونها الى الأبد». هذا هو دستور «إسرائيل».

اما الموقف العربي فتتعدّد أشكاله وعناوينه ويبقى لا يصحّ فيه إلا ما قاله الشاعر نزار قباني:

يا أيها السيف الذي يلمع بين التبغ والقصب. يا أيها المهر الذي يصهل في برية الغضب، إياك ان تقرأ حرفاً من كتابات العرب، فحربهم إشاعة، وسيفهم خشب، وعشقهم خيانة، ووعدهم كذب.

إياك أن تسمع حرفاً من خطابات العرب فكلها فجور وقلة أدب، وكلها أضغاث أحلام ووصلات طرب لا تستغيث بمأرب، أو وائل، أو تغلب، فليس في معاجم الأقوام قوم اسمهم عرب!

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024