 الأمين نزار سلوم تولى مسؤوليات مركزية في الحزب وهو يتمتع بثقافة لافتة. نهنئه على إنجازه الجديد وننتظر منه إنجازات جديدة لما يتمتع به من خصال فريدة .
ل. ن.
*
نورد ادناه تعريف الأمين نزار سلوم لقناته "شمس المشرق":
"الأرض التي لها غربٌ وشرقٌ وشمالٌ وجنوب هي جهات لمواقعها. جهات تتبدل حسب الموقع، إلّا المشرق لا يتبدل ابداً في مكانه وإن تبدّل في معناه. هو مرئي من جهات الأرض كلها. مُشاهدٌ من اقصى زواياها، من آخر موقع فيها.
"المشرق، ما هو هذا المشرق! إن كان مصطلحا او لفظاً قد جاء من التسمية الإيطالية لتلك البلاد حيث تشرق الشمس، إلّا انه في سياق التاريخ اتخذ مدلولات متعددة جغرافية وسياسية وحضارية. نحن هنا في هذه القناة نضع هذه المدلولات في اطار موحّد يُرى فيه المشرق او منه: من أعالي زاغروس شرقاً الى البحر المتوسط غرباً، ومن أعالي طوروس شمالاً الى قوس الصحراء جنوباً، والهلال الخصيب هو سورية الطبيعية؛ وسوراقيا ان شئتم؛ تلك البلاد وُصفت ببلاد الشمس؛ بلاد النور. في تاريخها بدأ ذلك الصراع الازلي الرمزي غير الدموي بين النور والظلام في اساطيرها وفي نصوص دياناتها القديمة، يبدو ذلك الصراع واضحاً قوياً محتدماً، مستمراً في جدل لا ينتهي، ولكنه دائماً بمنحى رمزي.
"هي تلك البلاد التي اتجهت نحو الشمس، اخذت خيار النور وقاتلت الظلام.
فيها نشأت المعرفة والزراعة والعلوم والرياضيات والديانات، فأخذت الشمس معنى رمزياً بكونها هوية للرؤية والوضوح والعدل المطلق. الملك حمورابي الشهير بشريعته تلقاها من الاله شمس. المسيح نفسه "يسوع" وُصف بشمس العدل، ووصف نفسه بنور العالم. مار افرام السُرياني، وُصف بشمس السريان؛ والسريان لفظٌ يشير الى شعبٍ لا الى طائفة، ولا الى دين ولا الى عِرق. بعد ذلك بقرون جاء واحد من اعظم المتصوفة، وافتتح اسمه بـ"شمس الدين التبريزي".. والقائمة تطول في العد في ذلك الربط مع الشمس..
تتبُع مسار الشمس النور في المشرق يرسلنا الى العصر الحالي. العصر الذي نعيش فيه؛ الى هذه اللحظة الراهنة، حيث شمس المشرق غائبة او مغيّبة، لا فرق.
"محاربة بظلام كثيف، كتيم، ظلام الجهل. ظلام التجهيل. ظلام الطائفية. ظلام المذهبية. ظلام الامراض الاجتماعية. ظلام الفقر، ظلام الإفقار. ظلام الامراض الاجتماعية والسياسات الانتحارية والمشاريع الخائبة. ظلام التجزئة السياسية.
"المشرق الآن بدوله، بمؤسساته، بمجتمعه، بهيئاته كلها في فوضى كبيرة وعارمة، في ظلام لا حدّ له. في مستنقع آسنٍ بالامراض، في مصيدة جيوسياسية نصبتها الدول الكبرى العالمية بالتوافق مع الدول الإقليمية وبالتواطؤ مع الجهات المحلّية.
"المشرق الآن يبدو في حركة عبثية لا تنتج إلّا ما يدفع به نحو الافناء الذاتي للأسف الشديد.
"المشرق الآن خارج معناه الحضاري تماماً، خارج معناه الحضاري بالكامل. اصبح غريباً عن شخصيته ونفسه.
"شمس المشرق" هذه القناة تنطلق الآن في محاولة لإعادة المعنى الغائب والهوية الضائعة والدور المفقود.
تنطلق في محاولة لإعادة صياغة الوعي بالمعنى، بالهوية، بالدور التاريخي الحضاري في عالم يضيق على ساكنيه، واستراتيجيات قواه الجبّارة الكبرى التي لا تترك هامشاً خارج نفوذها.
اهلا بكم مع "شمس المشرق" في مسارها نحو استعادة ذاتها.
|