 جورج عبد الله من بيروت: المقاومة متسمرة في هذه الأرض ولا يمكن اقتلاعها
"الاخبار" 25/07/2025
"استقبلت الحشود في مطار رفيق الحريري الدولي، المناضل اللبناني جورج عبد الله، الذي وصل إلى العاصمة اللبنانية بيروت بعد 41 عاماً من الأسر في السجون الفرنسية.
وفي تصريحات أدلى بها من قاعة الشرف عقب وصوله، أكد عبد الله أنّ «صمود الأسرى في سجونهم يعتمد على صمود رفاقهم في الخارج".
"وجدد المناضل اللبناني تأكيده على نهج المقاومة واستمراريته، قائلاً إنّ «المقاومة مسمّرة في هذه الأرض، ولا يمكن اقتلاعها»، كما أكد أنّ «مقاومتنا ليست ضعيفة بل قوية»، داعياً إلى الالتفاف حولها أكثر من أي وقتٍ مضى.
وأضاف عبد الله أنه «طالما هناك مقاومة، هناك عودة إلى الوطن»، في إشارة إلى عودته من الأسر بعد أعوام طويلة إلى بلده لبنان، متوجهاً بالتحية إلى شهداء المقاومة واصفاً إياهم بـ«القاعدة الأساسية لأي فكرة تحرر".
وشدد على أنّ «المقاومة في فلسطين يجب أن تتصاعد»، مضيفاً أنّه «من المعيب للتاريخ أن يتفرج العرب على معاناة أهل فلسطين وأهل غزة".
"ودعا عبد الله الجماهير المصرية إلى التحرك لنصرة غزة، قائلاً إنّ «عليهم العمل على وقف الإبادة والمجاعة في القطاع المحاصر لأنهم قادرون على ذلك".
"يذكر أنّ المناضل اللبناني، جورج عبدالله، غادر صباح اليوم، سجن لانميزان في فرنسا الذي قبع فيه حوالي 41 عاماً.
"وأصدرت محكمة الاستئناف في باريس الأسبوع الماضي قرارها بالإفراج عن عبد الله في 25 تموز شرط أن يغادر فرنسا وألاّ يعود إليها.
"وحُكم على عبد الله البالغ حالياً 74 عاماً، سنة 1987 بالسجن مدى الحياة بتهمة الضلوع في اغتيال دبلوماسي أميركي وآخر إسرائيلي عام 1982.
*
هذا ما أوردته صحيفة "الاخبار" تاريخ 25/07/2025 عن خروج المعتقل الثائر جورج إبراهيم عبدالله من سجنه في فرنسا،
انما مل لم تورده عن المعتقل "الأممي" هو انه بدأ مشواره النضالي عضوا في مفوضية الحزب في مدرسة مار الياس بطينا حيث كان المفوض جبران مجدلاني قد أطلعني عن انتماء الرفيق جورج عبدالله وبقي لفترة ناشطا في المفوضية.
الرفيق جبران كان نشط في منفذية الطلبة الثانويين وفي منطقة المزرعة حيث كان وشقيقته ايلان عضوان فيها الى عدد آخر من رفقاء المديرية، من ابرزهم الرفيق الياس سميرة (الذي تولى في ما بعد الإدارة المالية في مدرسة مار الياس بطينا)، الرفيق الياس عوض، الرفيق الياس حلاق، الرفيق ريمون سعدالله وكثيرون غيرهم كنا كتبنا عنهم في مرحلة سابقة، اما الرفيقة ايلان فقد كانت عضوا في مديرية كلية الآداب في الجامعة اللبنانية الى جانب عدد جيد من الرفقاء، نذكر منهم الرفيق يوسف الشاعر، الرفيق حاتم بركات، الرفيقة نجوى نصر... وغيرهم
بعد ان غادرت مسؤوليتي في منفذية الطلبة وانتقلت الى مسؤوليات أخرى انقطع اتصالي بكل من الرفيقين جبران وايلان مجدلاني متتبعاً اخبارهما من الرفيقتين نجوى نصر ودوسي منيّر عارفاً منهما عن انتقالهما الى الولايات المتحدة متابعاًن دراستهما الجامعية ومتأثران بالدعوة الداهشية، حيث كان والدهما تأثر بدوره بداهش كونه حلاقه الشخصي(1).
وبحنين اذكر مدرسة مار الياس بطينا والمرحلة الغنية بالحضور الحزبي والشخصي عندما ساهمت في تأسيس رابطة قدماء مار الياس بطينا وكنت الناشط الأبرز الى جانب ما يناهز الـ250 مواطن وقد أمكننا انتخاب توفيق بيطار رئيسا(2)، ثم الصديق جوزف عبد الاحد في المرحلة الثانية؛ كنت توليت مسؤولية العمل الثقافي في الرابطة ومن ابرز الناشطين فيها.
في المدرسة المذكورة اذكر ان الأستاذ حليم نهرا (مدير المدرسة الذي سيّم ارشمندريت باسم الاب تريفون نهرا) والى جانبه المدير المالي الرفيق الياس سميرة والناظر العام الصديق الاختصاص في رسم الايقونات نقولا صليبا المجدلاني(3) والمواطن الصديق المحاسب المساعد ميشال ...
من ابرز اعمال الرابطة إقامة المناظرة حول موضوع الزواج المدني في قاعة الندوة اللبنانية والتي اكتظت على وسعها بالحضور إضافة الى صفوف الواقفين في الداخل والخارج.
*
من هو جورج إبراهيم عبدالله
نقلا عن جريدة "الشرق الأوسط"
انهى جورج عبد الله، المواطن اللبناني، رحلةً دامت 41 عاماً في السجون الفرنسية، جعلت منه أقدم سجين في سجون فرنسا وأحد أقدم السجناء في العالم، بعد أن حُكم عليه عام 1984 بالسجن المؤبد في قضايا جنائية منها اغتيال ومحاولة اغتيال دبلوماسيين على الأراضي الفرنسيّة.
عبد الله، الذي أسَّس وآخرون «الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية» التي كانت تنفِّذ عمليات بإطار أنشطة داعمة للقضية الفلسطينية، كان يردِّد دائماً خلال محاكمته وبعدها: «أنا مقاتل ولست مجرماً». وقال في معرض دفاعه عن نفسه أمام القضاة: «الطريق الذي سلكته أملته علي انتهاكات حقوق الإنسان المرتَكَبة ضد فلسطين".
وحاز عبد الله شهرةً واسعةً نظراً لمدة سجنه الطويلة، التي أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والحقوقية، بوصفه استوفى في عام 1999 متطلبات إطلاق سراحه المشروط وفقاً للقانون الفرنسي، غير أنه تم رفض الإفراج عنه مرات عدة، وردَّ محاموه ذلك لضغوط سياسية، وبالتحديد أميركية مورست لمنع إطلاق سراحه.
مولده ونشأته
وُلِد جورج عبد الله في 2 أبريل (نيسان) 1951، في بلدة القبيات بقضاء عكار شمال لبنان، وهي بلدة متاخمة للحدود مع سوريا. وقد ترعرع في عائلة مسيحية مارونية من 10 أفراد (الوالد والوالدة و5 أولاد ذكور، و3 إناث) وكان والده عسكرياً في الجيش اللبناني.
اهتم عبد الله بالعمل السياسي منذ صغره، وانضم بعمر الـ15 من عمره إلى «الحزب القومي السوري الاجتماعي». أكمل دراسته في «دار المعلمين» ببيروت، وتخرّج عام 1970، ثم بدأ حياته المهنية مدرساً في مدرسة بمنطقة أكروم بعكار.
بوقتها، كان متابعاً من كثب للقضية الفلسطينية، وانخرط في الأوساط المؤيدة لحقوق الفلسطينيين والقومية العربية. وفي أواخر السبعينات، انضم إلى «الحركة الوطنية اللبنانية»، وهي تحالف نشط خلال الحرب الأهلية اللبنانية. وأظهر عداءه لإسرائيل قبل أن ينتسب مطلع الثمانينات إلى حركة «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» اليسارية.
وشعر عبد الله بأنه يستطيع أن يذهب أبعد من ذلك، فأسَّس عام 1980 مع آخرين «الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية» الماركسية المناهضة لـ«الإمبريالية»، وقد تبنَّت الحركة 5 هجمات في أوروبا بين عامَي 1981 و1982 تحت عنوان دعم القضية الفلسطينية.
ورفعت هذه الفصائل شعار «وراء العدو في كل مكان»، وعملت على تشكيل مجموعة من الخلايا العسكرية للعمل الخارجي بإطار ما قالت إنه «نقل المعركة مع العدو إلى الخارج".
واتُّهمت الحركة بكثير من عمليات الاغتيال، بما في ذلك مقتل تشارلز راي، نائب الملحق العسكري في السفارة الأميركية لدى فرنسا، ويعقوب بارسيمانتوف، المستشار الثاني في السفارة الإسرائيلية في باريس.
اعتقاله في فرنسا
ويتم التداول بروايتين لطريقة اعتقاله. تقول الأولى انه وبعدما كان يقيم في سويسرا، ذهب إلى فرنسا لتسليم وديعة شقة أستأجرها، واعتقلته الشرطة الفرنسية في مدينة ليون في 24 أكتوبر (تشرين الأول) 1984 بتهمة حيازة جواز جزائري مزور، وحُكم عليه بالسجن 4 سنوات في سجن لانميزان.
أما الرواية الثانية، فتقول إنه دخل في 24 أكتوبر 1984 إلى مركز للشرطة في ليون، طالباً الحماية من قتلة «الموساد» الذين يطاردونه. لكن مديرية مراقبة الأراضي الفرنسية سرعان ما أدركت أن الرجل الذي يجيد اللغة الفرنسية ليس سائحاً وإنما هو عبد القادر السعدي، وهو اسمه الحركي.
وقالت الشرطة الفرنسية إنها عثرت على متفجرات وأسلحة في الشقة التي كان يستأجرها، بما في ذلك المسدس الذي يُعتقد أنه استُخدم في مقتل تشارلز راي وبارسيمانتوف.
وحُكم على عبد الله بالسجن المؤبد في مارس (آذار) 1987 بتهمة «التواطؤ في أعمال إرهابية»، والمشاركة في اغتيال الدبلوماسيَّين الأميركي والإسرائيلي.
وعلى الرغم من استيفائه عام 1999 متطلبات إطلاق سراحه المشروط وفقاً للقانون الفرنسي، كما يؤكد محاموه، فإنه تم رفض الإفراج عنه مرات عدة.
وضغطت الحكومة اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي عام 2012 للإفراج عن عبد الله، وفي عام 2013، وافق القضاء الفرنسي مبدئياً على الإفراج عنه بشرط ترحيله إلى لبنان، لكن وزارة الداخلية الفرنسية لم تصدر أمر الترحيل اللازم لتنفيذ القرار، ما أبقاه في السجن.
هوامش:
(1) للاطلاع على موضوع الداهشية الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية ssnp.info
(2) توفيق بيطار: صاحب العقار الذي أقام فيه الزعيم الوطني كمال جنبلاط. كان صديقاً شخصياً لي وللحزب.
(3) نقولا مجدلاني: من اشهر راسمي الايقونات المنتشرة بكثافة في كنائس البطركية الانطاكية.
|