إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الرفيق زكريا اللبابيدي

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2007-12-10

إقرأ ايضاً


الكلام عنه يطول ، منذ ان انتمى الى الحزب في الكورة في الفترة 1934 – 1935 عندما كان كاتباً في محكمة أميون ، فتوليه المسؤوليات الحزبية الكثيرة ، فدخوله السجن مراراً وتكراراً .

به ، وبالكثير من الرفقاء ، نقول لمحتكري بيروت ، ان عاصمة لبنان عرفت الحزب عبر احلى ابنائها ، وبهم شعّ ونما وتوسع ودخل الى الكثير الكثير من بيوتاتها وانتشرت مديرياته الخمسون او الستون احياناً في كل احيائها ، وشاركت في النضال ضد الفرنسيين ، وضد الغزاة ، وفي كل مواقف العزّ .

والده القاضي احمد اللبابيدي الذي بقي واقفاً بإعجاب يستمع الى خطاب سعاده في منزله في اول آذار عام 1938 ، شقيقه الرفيق السري صلاح الذي تولى مسؤولية قائمقام بعلبك ثم عرفته بيروت مديراً للشرطة فيها سنوات طوال . ابن خاله الامين بشير فاخوري ، ابن خالته الامين محمد راشد اللاذقي .

اما هو فكان منفذاً عاماً ، وكيلاً لعميد الداخلية ، مديراً مسؤولاً لمجلة " البناء " الى مسؤوليات كثيرة غيرها .

وبسببها عرف السجون عشرات المرات ربما ، حتى عُرف في الحزب – كما الامين جبران جريج – بـ " زبون حبوسات " ، وقد بات يدخل إليه كما الى بيته .

عرفته في " البناء " وكنت توليت مسؤولية مدير ادارتها في اوائل السبعينات ، وكان رحمه الله مديرها المسؤول ، كما عرفته – ومعي رفقاء آخرون – في النظارات والسجون في الستينات عندما كانت اجهزة المكتب الثاني تلاحق الرفقاء وتعتقلهم وتغيّبهم السجون ، فكان زكريا اللبابيدي يضفي من صلابة ايمانه ، وظرفه ، ورواياته عن الملاحقات والسجون والعسف والاضطهاد جواً رائعاً من الشعور بالاعتزاز ، يقوي العزيمة ، ويعطي الأسر نكهة النضال والالتزام العالي بالقضية .

لم أشهده مرة واحدة مشككاً في ايمانه ، او برفقائه ، متبرماً من ظروف السجن ، وهو الذي" أدمن " عليه واعتاده ، حتى لكأن فراش السجن جاهزاً ، ومعه كل متطلبات " الاقامة ".

وفـاتـه

في 03/11/1974 وافت المنية الرفيق زكريا اللبابيدي فسار وراء نعشه العديد من رفقائه واصدقائه وعارفيه يستذكرون مآثره ، ونضاله المميّز ، وظرفه ، ويستعيدون نوادره وحضوره المحبب .

عند الحفرة التي ووري فيها جسده الطاهر وقف نقيب المحررين يؤبنه . وصفه بالشهيد . ووافقه على ذلك الامين عبدالله قبرصي : " لقد نزف دم قلبه في السجون ، وفي التضحيات ، والاوجاع ، من اجل النهضة العظيمة . فإذا كان استشهد حقاً ، ففي سبيلها استشهد " .

ويمضي زكريا اللبابيدي، الدائم البشاشة ، الحاضر النكتة ، المؤمن الصلب ، " ابن الحبوس " ، انما تبقى لنا ذكراه التي تضم الى ذكرى المئات من المناضلين القوميين الاجتماعيين الذين عبّدوا لنا الطريق ، وكانوا شموعاً تحترق في ظلام الامة حتى ينبلج لها صباح .


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024