اقـرأ ْ، تـَعـَلـَّـمْ، وجـاهـدْ، وافـهـم الحِكـَما
فـالعـُمـرُ يـا صـاح لـولا العـلم مـا ابـتـَسَما
واسـتـقـريء الكـونَ واستـَجـلي حـقـائـقه
مـا أدركَ الســـــرَ إلا َّ مَـن بــه انـغـرَمـا
مـا كـانَ كـالعـلم للإنـســان ِ مـركـبَــة ً
تـُطــاردُ الجـهــلَ والأوهــــامَ والظــُلـُمـا
فـالـمـرءُ بـالعـلـم ِ حـيٌّ دائـما ً ابــداً
أنْ فـاتـه العــلم مـاتَ المـرءُ وانـعـدمـا
فـكـم غـشيـم مـن الأحـياء مُـنـعـدم
وكـم عـليـم مـن الأمـوات قــد ســـلـِـمـا
فـالديـنُ مـا كـان للجـهـَّـال مـحـششة ً
تُـعـَـطـِّـلُ الـوعيَ والتـفـكـيـرَ والنـُظـُـمـا
بـل كـان للنـاس ِ عـرفـانا ً ومـدرسة ً
تـُعـَلـِّـمُ النـاسَ تـُحـي فـيـهـُمُ الهـِمـَمـا
فـيـعـلم النـاسُ أن الأرضَ مـبـدؤهـُم
وانَّ بـالـوعي ديـن الـرحمـة اتـَسـَمـا
وغـايـة ُ الـديـن ِ أن تـصـفـو سرائـرنا
فـنـفـهـم اللهَ إلـهـاما ً وليس عـمى
هـذا هـوَ الـدينُ أخـلاقٌ نـمارسها
نـسـعى الى الله ِ بـالنـهـج ِالذي رسما
فـأسـلمُ الـدين ِ أن نـحـيا بـلا قـَلـَق ٍ
مـن حـاضـر الآن أو مـن قـادم ٍ قـَد ِما
وأرفـع الـدين ِ في عـَقـل ٍ مـنائـرهُ
فـاضـت عـلى الكـون ِ نـورا ًيُـبـهـرُ النـُجـُما
2
وأصـدقُ الـديـن ِ فـعل دافـعٌ أبــدا ً
للفـهـم ِ والكـشـف ِ لا يـرضى بـما بَـهـُما
وأجـمـلُ الـديـن إيـمـانٌ حـقـيـقـته
أن يـسـلمَ العـقـلُ بـيـن الناس مُـحـتـَرَما
وأروعُ الـديـن بـالتـحـريـر مـعـرفة ٌ
تـُهاجـمُ الظـُلمَ مـهما اشــتـدَ واضـطـَرَما
وأعـدلُ الـدين أحـرارٌ عـقـيـدتـُهم
أن يـقـهـروا البـغـيَ والبـطـلانَ والصَـمـَما
فـتـرجـع القـدسُ بـيـتَ الله حـاضـنة ً
بـالحـُب مـن لاذَ بـالأخـلاق ِ واتـَسـَما
ويـرجـع العـَقـلُ في بـيـروت مـُنـفـتحا ً
يُـصـحـحُ الشـرعَ والأعـرافَ والنـُظـُـما
ويـرجـع الـوعيُ في بـغـداد مـدرسة ً
إلا َّ هـُدى العـلم لا تـرضى لها عـَلـَما
هـذا هـوَ الـدينُ شـعـبٌ ثـائـرٌ أبـدا ً
مـنذ ابـتـدى البـدءُ يمشي للعـُلى قـُدُما
إن أصـبـحَ الديـنُ للإبـداع ِ مـقـبرة ً
لا الـديـنُ ديـنٌ ولا الإنسانُ قـد فـَهـِما
لا يُـدْرَكُ اللهُ بـالفـكـر الذي قـَتـُما
بـل يُـدركُ اللهُ بـالعـقل الذي اقـتـَحـَما
والعـقـلُ بـاقٍ وحـُكـمُ العـقـل مـنـبـثـقٌ
مـن واهـب ِ العـقـل ِ لا مـن بالسُدى التـزما
كـلُ الديانات لا تـُرضي مـطـامـحـنا
إن شـعـبنا انـقـادَ مـقـهـورا ً ومُـنـهـزما
3
يـا أحـكـم الناس مـن أبـناء أمـتـنا
لا تـبـدلـوا العـَقـلَ بالفـكـر ِ الذي هـَرُما
إن أخـفـَقَ الفـكـرُ لا شـيءٌ يُصـَوّبهُ
إلا َّ البـطـولاتُ بالعـقـل الذي عـَظـُما
فـصَحـِحـوا الفـكـرَ بالإبـداع ِ وانـتـفِضوا
بـالعـزم والصـبـر ، ما فـازَ الذي سَـئـما
لا تـتـركوا السوسَ في أرضٍ لكم وُلـِدَتْ
فـيـها الحـضـاراتُ تـُغـني بالهـُدى الأمـما
صـهيونُ ما كـان إلا َّ السوسَ في وطـن ٍ
مـعالـمَ الخـيـر ِ أفـناها وما نـد ِمـا
وبـعـد صـهـيون شـُذ ّاذُ الورى ظـهـروا
مـن أصـل ســكـسون داسوا الـديـرَ والحـرَما
ودَنـَّسوا الأرضَ بالأحـقـاد وافـتـخـروا
بالسوء ِ والغـدر ِ واخـتاروا الـز ِنى شـمـما
لـنْ يـصـلـحَ الكـونُ والأمريكُ قـد مـلـؤا
أرضَ الحـضـارات مـن أقـذارهـم وخـَما
لا فـخـرَ لا عـزَ إلا َّ في تـحـررنا
مـن عـقـدة الجـُبـن ِ حـتى نـهـدمَ الصـَنـَما
ونـملأ الأرضَ أمـجـادا ً مُـزوبـعـة ً
تـُثـيـرُ في الناس ِ ما يـستـنـفـرُ الهـمـَمـا
فـقـيـمة الحـق في تـفـعـيـل قـوته
وقـــوة ُ الحــق نــورٌ أنـعـشَ الـذمـمـا
لا خـيرَ في السلم إلا َّ ســلم ُ عـزتـنا
إن فـاتـنا العـزُ يــا ويـلٌ لمـن سـلـِما
4
أرقى ذرى المـجـد أجـيالٌ مُـصارعة ٌ
ليـسـلمَ العـزُ أرضا ً للعـُلى وسـما
الحـقُ والعـدلُ أن تـبـقى مـواكـبـنا
تـُطـَهـرُ الأرضَ مـن أحـقاد من ظـَلـَما
الـدينُ بالـذل لـم يـنـصـرْ من انـهـزمَ
والدينُ بالعـز يُـنـجي من بـه اعـتـَصـَما
|