سعاده هو الذي علّم أسس الشخصية القومية والحقوق القومية الكافلة ازالة كل ضيم ناتج عن سبب مذهبي أو طائفي وهو الذي علّم انه لا يمكن ايجاد وحدة قومية صحيحة الا بازالة اسباب الضغائن والاحقاد وهو الذي شرّع الشريعة القومية الاجتماعية التي تزيل الأسباب المذكورة وتحول الأمة المفسخة الى وحدة روحية عقائدية اجتماعية متينة. وشريعته وحدها هي التي تمكنت من تحقيق هذه الوحدة ونفي كل شك وكل ريبة من نفوس معتنقيها الذين أقبلوا عليها من جميع أنحاء الوطن السوري ومن جميع ملل الأمة السورية وجميع نحلها. اما الذين حاكوا تعاليم سعاده محاكاة الببغاوات وقلدوا الحركة القومية الاجتماعية تقليد السعادين ونصبوا أنفسهم أطباء دجالين فلم ينجحوا الا في زيادة الأحقاد والضغائن وايجاد أسباب جديدة للخوف والجفاء والشك والريبة تجلت في أكثر من حادث واحد حال الحزب السوري القومي الاجتماعي دون تطوره الى مذابح، كما في حادثة 15 نوفمبر سنة 1936.
سعاده هو الذي أوجد الحلول الروحية – العقائدية – الاجتماعية، التي تؤمن الخائف وتغيث الملهوف وتوجد الطمأنينة والاستقرار والايمان في النفوس. انه هو الذي نظر في آلام المتألمين وعذاب المعذبين. ولكنه آمن بمؤهلات أمته وصلاحها للتغلب على الآلام وأسبابها بتعاليم تبقي وحدتها ووحدة مصيرها وعاكس الدجالين الذين يقولون في مجالسهم، بسفاهة قلوبهم وجهلهم الفاضح: لا وحدة الا بزوال القرآن ولا تفاهم مع المحمديين الا بعد أن يخرجوا على دينهم ولا أمل للمسيحيين بالبقاء الا بانسلاخ الموجودين في لبنان منهم عن جسم الأمة وانشاء "أمة" خاصة بهم في كيان سياسي يمكنهم من "هضم" غير المسيحيين في "قوميتهم" المستحدثة. وقاوم الدجالين الآخرين الذين قالوا: لا أمة الا بزوال الانجيل ونبذ المسيحيين دينهم وجعل السيطرة المحمدية أساس الدولة والحقوق.
تعاليم سعادة سعاده وسياسته، ولا تعاليم سياسة غيرها، أحدثت "اعجوبة الدهر" ووحدت المحمديين والمسيحيين والدروز في ايمان قومي اجتماعي واحد ينقذ الأمة انقاذاً كلياً وبانقاذها الكلي السائر باطراد ينقذ كل جزء من أجزائها.
لو كانت مسألةنعمة تابت ومن معه مسألة ابداء رأي في كيفية بعض الأعمال السياسية، لا مسألة خيانة فاضحة لكان قدم رأياً معللاً للزعيم للدرس والموافقة ولكن لا نعمة تابت ولا غيره تقدم الى الزعيم في مجلس أو بواسطة اطروحة بدرس في بعض النواجي السياسية أو فيها كلها. ولا واحد منهم قبل أن يخضع للنظام الذي كانوا يشيدون بفضائله ويدققون في اتخاذه قاعدة لفرض آراءهم بشكل استبدادي واحتيالي غريب عل الدستور ولمحاسبة مرؤوسيهم بغطرسة لا مثسل لها.
ان كسر احد هذه المبادىء الأساسية البسيطة كمبدأ النظام ومبدأ وحدة السلطة، وادخال الشكوك في النفوس وزعزعة الايمان بالتآمر على المعلم واليقين به وبالدستور، كل هذه الرزائل والمنكرات ليست انشقاقاً، بل جرائم لا يمحوها الطرد ولا يغسل عارها النفي.
وان أشد المجرمين انما واحد يقول بوقاحة وصفاقة وجه: قد كرست حياتي لهذه الجرائم.
انهم كتموا عنه جميع تفاصيل "سياستهم" التي تريد خيانة نعمة تابت أن تسميها "سياسة الحزب" وجميع المفاوضات والارتباطات مع بعض السياسيين اللبنانيين وبعض الفئات السياسية المتلبننة التي تمت عنها تصريحات بعض السياسيين المذكورين، وارتكبوا ما هو أشد نكراً من ذلك: اقدموا على محاولة اغتيال الزعيم سيتسياً بمكائد خسيسة لم تخف خططها عل سعاده من أول احتكاكاته بأفكارهم بعد عودته.
ان للحزب القومي الاجتماعي دستوراً ومبادىء يتقيد الأعضاء انفسهم بها بقسم. ولكل قومي اجتماعي وقومية اجتماعية حق ابداء الرأي والمناقشة ودستور الحزب وقوانينه النافذة تعيّن شكل التقرير، والخروج عن الدستور والحنث باليمين بحجة "اختلاف اراء سياسية" هو خيانة حزبية صريحة.
الخيانة انتحار مناقبي وليست انشقاقاً.
ان للحزب القومي الاجتماعي انتفاضات دورية يطرح بها كل وهن وكل جبن وكل التواء يعلق به في مراحل سيره نحو الانتصار. وقد أوجبت عودة الزعيم هذه الانتفاضة الجديدة المعيدة له صفاء عقيدته. فمن سقط بها سقط لضعفه.
|