إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

وفاة خائن جاسوس 2

أنطون سعادة

نسخة للطباعة 1942-09-15

إقرأ ايضاً


الجزء الثاني :


كان ذلك صدمة مُرة للزعيم وللايمان القومي الاجتماعي ولمبدأ الثقة الذي هو من أهم عوامل قوة الحزب. ولكن الزعيم قبل اقتراح هؤلاء الأشخاص مبدئياً وكلفهم الاجتماع بصلاح لبكي للتداول في الأمر. وقد ظن الزعيم ان صلاح اللبكي الذي ولاّه نيابته أثناء سجنه يعرف كيف يصون حرمة الزعامة ويؤيد روح الثقة ويردع المشككين عن العمل المنحط عن مستوى المناقب القومية الاجتماعية وعاد الأشخاص في اليوم التالي يخبرون الزعيم انهم قابلوا صلاح اللبكي واتفقوا على اجراء المقابلة بين الزعيم وعزيز الهاشم. وكان الصواب أن يطلبوا محاكمة الهاشم ليأتي بالبينة على ما يدعي ونظراً لضعف الثقة الموروث من تاريخ ماض مشوب رأى الزعيم كظم ما في نفسه وقبل باجراء المقابلة في فندق على ساحة البرج. وتم الموعد مع الزعيم ومع عزيز الهاشم. وفي الموعد المعين توجه الزعيم يصحبه صلاح اللبكي وسعيد عقل وواحد او أثنين اخران من القوميين الاجتماعيين. ولكن عزيز الهاشم لم يطل. ومضى ربع ساعة عن الموعد المضروب وذاك الهاشم متوار عن الأنظار. فطلب سعيد عقل السماح بالذهاب الى بيته لجلبه فسمح له. وبعد نحو عشرين دقيقة أو أكثر عاد سعيد عقل يقول ان عزيز الهاشم ليس في بيته، وأنه ترك خبراً بأنه "انشغل" فلم يستطع القيام بالموعد!


بعد عودة الزعيم الى منزله في رأس بيروت انصرف سعيد عقل ومن جاء معه وصلاح لبكي لوضع بيان بما حدث ليذاع في الصحف. وقد وضع البيان ووقعه سعيد عقل وصلاح لبكي ومن حضر وأثبت فيه تهرب عزيز الهاشم من الموقف. على أن الزعيم أوقف ارساله الى الصحف لأنه شهادة بضعف ايمان بعض القوميين الاجتماعيين ويدل على امكان زعزعة الصفوف القومية الاجتماعية بالاشاعات الملفقة والدسائس السياسية.


لم يقف أمر عزيز الهاشم عند هذا الحد. ففي الاعتقالات الثانية التي تعرض لها الحزب السوري القومي الاجتماعي، وكانت من قبل حكومة "جمهورية لبنان"، تقدم المدعو عزيز الهاشم للشهادة أمام قاضي التحقيق الاستاذ حسن قبلان عن علاقة الحزب بايطالية وعمله لمصلحتها. فأدعى امام القاضي المذكور أن الزعيم استدعاه فيمن استدعى من المحامين الذين تقدموا للدفاع ليطلب منه تبليغ النحات المعروف يوسف الحويك "سلامة الأوراق" السرية وأن ينقل ذلك الى قنصل ايطالية. وادعى أنه قابل يوسف الحويك قبل الذهاب الى السجن بدعوة الزعيم وسأله هل له من شيء يوصي به الى الزعيم. فكلفه حمل كتاب اليه وأن يسأله عما يحتاج اليه من مال. وقال انه بلغ الزعيم سؤال يوسف الحويك وان الزعيم طلب "عشرين ليرة سورية" فنقل الهاشم هذا الطلب الى يوسف الحويك. بناء على هذه الشهادة استدعى المستنطق الزعيم من السجن وأجرى مقابلة قضائية بينه وبين الهاشم. وبعد تلاوة شهادة عزيز الهاشم سأل القاضي الزعيم جوابه عليها. فأدلى الزعيم بمعلوماته، ومفادها ان عزيز الهاشم كان ينتظر مساعدة مالية من الحزب السوري القومي الاجتماعي لإسم "حزب الاستقلال الجمهوري" والمساعدة خمسون ليرة سورية لدفع اجار مركز الحزب المذكور ونظراً لقلق الزعيم على الحركة القومية الاجتماعية من دسائس عزيز الهاشم استقدمه الى السجن بصفة محام عنه ليعلم نياته ويبطل مساعدته بالتوجيهات التي يعطيه اياها والتعليمات التي يلقيها اليه. فكان أول امر أتاه عزيز الهاشم عند مقابلة الزعيم في السجن أنه طلب اليه اصدار امره بدفع المبلغ الموعود "لحزب الاستقلال الجمهوري فأنكر الزعيم هذا الطلب الغريب في هذه الظروف العصيبة التي يجتازها الحزب السوري القومي الاجتماعي وقال انه لا يرى ظروف الحزب تساعده على تقديم المبلغ لعزيز الهاشم. وكان في نية الزعيم استبقاء "حزب الاستقلال الجمهوري" ومركزه وادخال عدد من القوميين الاجتماعيين فيه سراً لأغراض سياسية معينة فما كان من عزيز الهاشم، تجاه رفض الزعيم في مطاليبه، الا أن أخذ ينتقد ادارة الحزب القومي الاجتماعي القائمة بالعمل في تلك الظروف ويوجه اليها اللوم. وأخذ يحسن الزعيم اسناد الادارة الى شريك الهاشم ومعاونه جان سرور. فأشار الزعيم الى "رضاه" عن جان سرور ولكنه أظهر حداثة عهد في الحزب وعدم خبرته الادارية ووعد بالنظر في تقدمه في المستقبل.



يتبع



الزوبعة – العدد 52 - 15 سبتمبر 1942.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024