إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

خطاب الرئيس التركي

أنطون سعادة

نسخة للطباعة 1942-01-15

إقرأ ايضاً


جاء عن أنقرة في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لمراسل نيويورك تيمس أنّ رئيس الدولة التركية السيد عصمت إينونو ألقى خطاباً قصيراً في هذا التاريخ في مدينة أنطاكية "من أعمال ولاية هتاي التركية" قال فيه:

"إنّ وجودنا كأمة، ووحدة وطننا ليسا هبات قبلناها من الغير. إن ما يخصنا اليوم وما يخصنا غداً هما من إنشاء إرادتنا نحن وإرادتنا وحدها."

وبهذه المناسبة لا بد لنا من تذكير السوريين بالخيانة الكبرى التي ارتكبتها فرنسة بتسليمها لواء الاسكندرونة ومن ضمنه أنطاكية، إلى تركية وحيلولتها دون تسليح القوات السورية القومية التي عرض زعيم السوريين القوميين أن يقدمها للدفاع عن المنطقة السورية المهددة، ووقوف رجال "الكتلة الوطنية" موقف المعارض من قيام السوريين القوميين بأمر الدفاع عن هذه المنطفة الثمينة، وتصريح السيد جميل مردم، وهو رئيس الوزارة الشامية آنئذ للزعيم أنّ سورية لا تخسر شيئاً بفقدها منطقة الإسكندرونة وأنّ الأتراك هم الذين يخسرون بضمهم المنطقة السورية الغنية إلى أملاكهم!

ونذكّر السوريين أيضاً بخيانة فرنسة المزدوجة وكذبها على السوريين إذ أوهمتهم أنّ مدينة أنطاكية باقية ضمن الحدود السورية بينما هي قد سلّمتها للأتراك. وهذه المدينة هي عزيزة على السوريين وخسارتها تعدّ خسارة كبيرة لأنها تمثل عهداً من عهود السيطرة السورية في التاريخ. فأنطاكية كانت عاصمة الإمبراطورية السورية على عهد البيت السلوقي ومنها سارت الفتوحات شرقاً وغرباً إلى الهند وجميع الأناضول وإلى الشمال.

ونحن نسال عصمة إينونو: أكان يمكن أن يقف اليوم في هذه المدينة السورية التاريخية ويقول: "نحن هنا بإرادتنا" لولا تواطؤ الدولة المستعمرة التي كانت موجودة في شمال سورية باسم الانتداب، ولولا وقوفها في وجه الإرادة السورية القومية التي شاءت الاحتفاظ بأرض سورية للسوريين؟!

إن مسؤولية فرنسة تجاه سورية في قضية منطقة الإسكندرونة التي يسميها الأتراك "هتاي" هي من أقبح المسؤوليات التي عرفت في تاريخ دولة متمدنة!

الزوبعة، بوينس آيرس، العدد 36، 15/1/1942


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024