في مقدمة النبذة عن الرفيق ادمون كركور، المعممة بتاريخ 28/12/2014 اوردت انه أثناء توليّ المسؤولية الحزبية في البرازيل عام 1982 عملت على إصدار عدد خاص من "سورية الجديدة"(1) تضمّن مقالات ومقابلات
مع رفقاء كانوا عرفوا سعاده في فترتيّ اقامته في البرازيل: الاولى، يافعاً فشاباً الى ان عاد الى الوطن عام 1930، والثانية في فترة اغترابه القسري.
إني، وقد غادرتها في آخر زيارة عام 1990، أشعر اليوم بندم كبير على اني لم أنصرف الى تدوين الكثير من المرويات من مواطنين ورفقاء عاصروا سعاده. إذ لم أكن متنبهاً في حينه الى أهمية ذلك، ولم يلفتني أي مسؤول مركزي معني بالثقافة، الى فائدة وواجب جمع أقصى ما يمكن من معلومات تغطي كل جوانب حضور سعاده في البرازيل والأرجنتين.. ولولا الجهد الذي قام به الأمين نواف حردان بدعم واهتمام من عدد من الرفقاء في لندن لما صدر الجزء الأول من كتاب "سعاده في المهجر"(2).
بعد عودته الى الوطن، انصرف الامين نواف بوجدانه وعقله وبما تبقى له من عافية، الى تولي مسؤوليات حزبية، منها رئاسة لجنة منح رتبة الامانة، والى تأسيس "منتدى حرمون"(3) وترأسه، ومنكباً على إصدار الكثير من المؤلفات القيّمة، منها الجزء الثاني من "سعاده في المهجر"، والجزء الأول من "على دروب النهضة"، الى روايات رائعة، أمثال: "زنوبيا"، "هنيبعل"، "سنحاريب"، و"اسد بابل" وسواها من مؤلفات ستبقى خالدة في ادب الرواية التاريخية.
طالما "رجوتُ" الأمين نواف ان يصرف كل إهتمامه الى كتابة تاريخنا الحزبي، وتاريخ سورية، وإنهاء الكثير من الروايات التي كانت تحيا معه.
قلت له ان كل العمل الحزبي يُمكن أن يقوم به غيركَ، أما الجزء الثالث من "سعاده في المهجر"، والثاني من "على دروب النهضة"، والروايات التاريخية التي كنتَ تعِد قراءك بإصدارها قريباً، فهذه ستزول برحيلك ذات يوم، وسيخسر الحزب والامة، كنزاً لا يعوّض.
وهذا ما حصل، فعلاً...
*
عرفت الرفيق اديب بندقي جيداً، والتقينا في الكثير من المناسبات الحزبية والعامة في سان باولو. فقد كان للرفيق اديب حضوره الجيد في اوساط الجالية، في النادي الحمصي، كما في مؤسسات عديدة انشأتها الجالية "الحمصية"، ومنها: المستشفى السوري(4)، دار العجزة، والميتم السوري.
وهو ان توقف عن الانتظام الاداري في مديرية سان باولو، انما كان يقوم بمهمة التعريف في مناسبات حزبية، باللغة البورتغالية التي كان يجيدها، ويلبي عندما يدعى لاي واجب على صعيد العمل العام في الجالية.
*
عن "سورية الجديدة" هذا الحديث مع الرفيق بندقي
" يدهشك بالرفيق أديب بندقي ذاكرته، فهو عندما يتحدث اليك تخاله يعيش الحدث، اليوم، وليس منذ عشرات السنين، فيحدد لك تاريخه باليوم، والشهر والسنة، كأنه آلة تسجيل لا تنسى شيئاً.
جلسنا معه نستنطقه أحداثاً عاشها مع سعاده في الوطن والبرازيل، فراح يحدثنا بطلاقة وحضور ذهني، كأنه يلغي السنوات الفاصلة ويعيدنا الى ذلك اليوم من عام 1937 عندما شاهد سعادة لأول مرة.
كان ذلك في شهر آب عام 1937، بعد إنتمائه الى الحزب بخمسة أشهر ونيّف، كان مدعواً من قبل صديقه ورفيقه ألبرتو شكور(5) مع عدد من الرفقاء الى منتزه "الدوير" على بعد خمسة كلم من حمص. بعد الغداء، وكانوا قد شربوا الأقداح في ذلك اليوم الجميل، وصل الرفيق إحسان مسوح في عربة ليطلب اليهم العودة بسرعة الى حمص.
• شو بدنا نرجع نعمل. قاعدين مبسوطين؟!.
- جورج عبد المسيح في حمص، وبدّو يشوفكم.
تداولوا فيما بينهم، كيف ينتقلون الى حمص وقد أنهوا غداءهم منذ دقائق، وحرّ شهر آب يجعلهم يستكينون للجلوس في المنتزه حتى غروب الشمس.
وتقدم الرفيق عبده زكي رباحية يسرّ في أذنه أن الزعيم هو الذي وصل حمص.
بسرعة ركب عدد من الرفقاء في العربة التي يقودها الرفيق مسوح، وعاد الآخرون سيراً على أقدامهم، في ذلك اليوم الملتهب من شهر آب، يقطعون المسافة الطويلة غير آبهين، يسرعون الخطى، فهم لم يلتقوا سعاده قبل اليوم، وكلهم شوق للإستماع اليه، ومشاهدته.
وصلوا الى منزل الرفيق ميشيل صباغ. بعد دقائق، وصل الزعيم. وقفوا وهم متعبون يستمعون الى كلمته، " لستُ ادري كيف غادرني التعب، وكبرت اذناي كي التقط كل كلمة، كل همسة من هذا الخطاب الساحر القيّم " .
• ماذا لفت نظرك بسعاده وأنت تشاهده للمرة الأولى.
- شخصيته الفذة. يأسرك منذ اللحظة الاولى. نبرات صوته، نظراته، رصانته، الوداعة في وجهه، كلها أسرتني وجعلتني أشعر فعلاً أني أمام زعيم نهضة.
• وهل التقيت به في الوطن بعد ذلك؟
- كلا. سافرت الى البرازيل. وصلت سان باولو في 11 كانون الثاني عام 1939. في اليوم التالي إتصل بي الرفيق جورج بندقي(6) ليقول لي أن الزعيم يريدني. ذهبت الى فندق "أويست Oeste"، في شارع (بوا فيزتا Boa Vista)، ووجدت مع الزعيم الرفيق أسد الأشقر، والأمين خالد اديب(7). عرفني الزعيم فوراً، وراح يسألني عن كل رفيق بمفرده ممن تعرف عليهم أثناء زيارته حمص. أدهشتني ذاكرته، واهتمامه بالسؤال عن كل رفيق، ومعرفة وضعه، وطلب مني أن أسلّم مقالاً الى الصحافي موسى كريّم الذي كان يصدر مجلة "الشرق" في ذلك الحين.
وبعد ذلك اللقاء، إتصلت بالزعيم اكثر من مرة في الفندق المذكور، الى ان كان احتفال الأول من
آذار في منزل الرفيق توما توما(8).
بعد ذلك بأيام، وإثر وشاية من أحد المواطنين على ان سعاده يرئس حزباً سياسياً يقوم بالدعاية للنازية والفاشية، أودع سعاده السجن، ثم أفرج عنه بعد التحقيق معه وثبوت براءته من التهمة. سافر بعد ذلك الى الأرجنتين فذهبنا لوداعه في مدينة السانتوس(9). قبل أن يصعد الى الباخرة المتوجهة به الى بيونس أيرس.
• وكانت المرة الأخيرة؟...
- التقيت بالزعيم مجدداً في 18 كانون الثاني 1947، عند مروره في البرازيل بطريق العودة الى الوطن.
شاركت في استقباله على المطار، وكان الاستقبال حافلاً. كنت أثناء ذلك اتولى مسؤولية مدرب في
مديرية سان باولو، التي كان مديرها الرفيق وليم بحليس(10).
فور وصول سعاده توجهنا به الى اوتيل "أسبلانادا"، وهناك عقدَ إجتماعاً لرفقاء مديرية سان باولو في صالون مقفل. دخول الزعيم الى قاعة الإجتماع يثير فيّ الرعشة حتى اليوم. كيف أعطيت الإيعاز بالتهيؤ وأداء التحية للزعيم. كيف وصل الى المنصة. ثم كيف أدى التحية بدوره للرفقاء. ثم راح يتحدث مطولاً عن الحركة القومية الاجتماعية، وعن أسباب عودته الى الوطن.
في تلك الفترة من بقاء سعاده في سان باولو، التي إمتدت من 18/1/1947 لغاية 13 شباط 1947، كنت أرافقه وأتردد اليه باستمرار مع الرفيقين وليم بحليس وجورج بندقي. أذكر أن الرفقاء البرتو شكور، عزيز ابراهيم(11)، يوسف صروف(12)، فؤاد مغربي، كانوا مولجين بمرافقة الزعيم في المناسبات العامة، وقد إخترتهم – كمدرب- لأنهم كانوا يتمتعون بصحة جيدة، وبسلوك ممتاز ونظامية رائعة.
• حدثنا عن ملاحظاتك وقد رافقت سعاده؟
- كان سعاده يمارس الرياضة، لا يكثر من طعامه، لا يدخن، لا يشرب، هادئاً، رصيناً، يتمتع بشخصية فذة تأسرك منذ اللحظة الأولى، أنيقاً في ثيابه. لم نشاهده يوماً بدون كرافات. يسير بسرعة وبخطى ثابتة، يستمع الى النكتة ويطرب لها. يحب الاستماع الى الموسيقى الكلاسيكية. كان على إلمام كبيرٍ بها، وكان يميل على ما أعتقد الى موسيقى تشايكوفسكي.
• هل زار الزعيم فروع الحزب في البرازيل أثناء مكوثه فيها؟
- نعم. انما زار الفروع في ولاية سان باولو وحدها. لم اتمكن من مرافقته إليها، باستثناء زيارته لمديرية السانطوس. واذكر من رفقاء سان باولو الذين رافقوا سعاده الى السانطوس: ألبرتو شكور، عزيز ابراهيم، ابراهيم حبيب طنوس، وليم بحليس، يوسف صروف، وإميل خليل بندقي.
أثناء العودة، صدف ان المطر كان غزيراً جداً، مما سبب انهيار أتربة على الطريق حالت دون مواصلة السير، مما اضطرنا الى استعمال القطار.
كان الرفيق وليم بحليس يجلس بالقرب من الزعيم، ناداني حضرة الزعيم وشرح لي وضعه الشخصي، وهو أنه وصل البرازيل بواسطة إجازة مرور فرنسية، وبالتالي لا يستطيع متابعة سفره الى الوطن إلا إذا حصل على جواز سفر لبناني من القنصلية. كان القنصل العام في تلك الأثناء الاستاذ هكتور خلاط، وهو صديق لي، اما القنصل فكان محمد فتح الله.
إتصلت بصديقي هكتور. أعتذر خائفاً . قلت له أن جواز السفر يجب أن يسلم الى سعاده، والمطلوب أن تختار بين ان تستمر قنصلاً عاماَ أو تعود لممارسة وظيفتك كمدير للمكتبة العامة في طرابلس ؟.
استغرب لهجتي التي تصدر عن صديق له، إنما أفهمته حراجة الأمر وضرورة تدبير جواز سفر لسعاده مهما كلف الأمر. أذعن أخيراً وقال لي انه يمكنه أن يتدبر الأمر، في حال إستطعنا إخراج محمد فتح الله من القنصلية فيقوم بتأمين جواز سفر بإسم أنطون سعادة مجاعص- كما هو وارد في هوية الإقامة الأرجنتينية التي يحملها الزعيم – مدعياً امام فتح الله في حال كاشفه بالأمر، أنه سلم الجواز دون أن يدري أنه يفعل ذلك لزعيم الحزب .
نقلت الحديث الى سعاده. وكان على معرفة بالقنصل محمد فتح الله من الوطن، طلب اليَّ أن أتصل به في اليوم التالي. فعلت وقلت لمحمد أن سعاده هنا فلماذا لا تقوم بزيارته؟ أجاب:
- إنه لبناني ومن المناسب أن يزور هو القنصلية.
• إذا زار القنصلية، فهل تدعوه الى الغداء.
- ولم لا ؟
وفي اليوم التالي ذهب الزعيم الى القنصلية. وبعد جلسة دامت أربعين دقيقة مع محمد فتح الله – وفي غياب هكتور خلاط خارج القنصلية حتى لا يحصل أي إلتقاء له مع سعاده – دعا القنصل، سعاده، الى الغداء في اليوم التالي في "الجوكي كلوب".
وفي اليوم التالي سلمنا الأوراق الى القنصل العام الذي أسرع بتدبير جواز سفر للزعيم.
• وهل ساعدك احد من الرفقاء في هذا الامر؟
- نعم، ساعدني الرفقاء إميل خليل بندقي، جميل عبد المسيح، يوسف صروف والمواطن الياس فارس برجي.
• وبعد ذلك رفيق اديب؟
- التقينا بسعاده في النادي الرياضي الألماني بتاريخ 11 شباط، وكان هذا اجتماع الوداع لرفقاء مديرية
سان باولو، وعدد من الرفقاء خارجها.
كان الزعيم قبل ذلك قد شكل هيئة منفذية للبرازيل قوامها الأمين وليم بحليس منفذاً، الرفيق انطون حيدر ناموساً، الرفيق سامي جبارة ناظراً للمالية(13)، الرفيق غالب صفدي ناظراً للإذاعة، والرفيق أديب بندقي ناظراً للتدريب.
تحدث الزعيم في هذا الإجتماع عن أسباب عودته الى الوطن، وماذا يريد أن يحقق من أجل نصرة امته.
اذكر في هذا المجال أن سعاده كان يشدد في أحاديثه في فترة مكوثه في البرازيل، على موضوع تقسيم فلسطين والخطر الصهيوني على أمتنا، عن امراضها الإجتماعية من طائفية وإقليمية وإقطاعية، وكيف يجب أن ننهض بمجتمعنا لنتصدى للخطر الصهيوني.
وفي يوم سفر الزعيم، تغديت معه على إنفراد في مطعم "مابين ستورز". وكان حديثه عن التنظيم الحزبي في البرازيل، وشدد على ضرورة قيامنا بتكثيف الاتصال بعدد من الشخصيات في الجالية ليتفهموا الحزب، حتى لو لم ينتموا إليه. واكتفى بذكر الشاعر ميشال مغربي(14) من بين الاشخاص الذين اوصاني سعاده بالاتصال بهم.
• وهل شهدت البرازيل نمواً قومياً إجتماعياً بعد عودة سعاده الى الوطن؟
- نعم. شهدت حركة إنتماءات كبيرة، في سان باولو كما في المناطق. أذكر منهم: عبد الكريم حداد، إبراهيم خوري، إميل جبران بندقي، وكثيرين غيرهم ممن لا مجال لتعداد أسمائهم الآن.
• سؤال أخير رفيق اديب. هل تذكر تاريخ إنتمائك الى الحزب؟
وتكر الأرقام من ذاكرة الرفيق أديب التي لا تخطئ:
- في 11 شباط عام 1937 في حمص، وقد إنتميت مع الرفيق البرتو شكور. كنت طالباً، وقد عرّفني على الحزب الرفيق احسان مسوح. ويصمت الرفيق أديب، وقد راحت دموع تكرّ من مقلتيه، مستذكراً سعاده الزعيم، والانسان وكل الرفقاء الراحلين الذين ناضل معهم.
*
في اواسط العام 1999 غيّب الموت الرفيق اديب بندقي، فكان له مأتم مهيب شاركت فيه الجالية السورية، الى رفقائه السوريين القوميين الاجتماعيين، لما كان للرفيق اديب من حضور فاعل وسط الجالية.
*
توضيح:
نأمل من كل رفيق يملك ما يبديه بشأن ما اورده الرفيق بندقي، ان يكتب إلينا، مع التوضيح ان عدد "سورية الجديدة" وزع الى الرفقاء في كافة فروع الحزب في البرازيل، ولم ترد ملاحظات من اي رفيق في حينه.
*
هوامش:
(1) صدر عن "الجمعية الثقافية السورية البرازيلية" تموز 1983.
(2) صدر عن "دار فكر" صيف العام 1989
(3) ضم المنتدى نخبة من أدباء وشعراء منطقة حاصبيا، وقام بنشاطات جيدة. ترأسه بعد رحيل الأمين نواف، الدكتور الصديق نبيل الخطيب.
(4) من اشهر مستشفيات البرازيل في مجال جراحات القلب.
(5) منح رتبة الأمانة، تولى مسؤولية منفذ عام البرازيل أكثر من مرة، رئاسة النادي الحمصي، ومؤسسة "الفياراب".
(6) من حمص، كان له دوره الحزبي في آواخر ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي، له مراسلات عديدة مع سعاده.
(7) من طرابلس، كان أميناً في الحزب، وناموساً ثانياً لسعاده عند توجهه الى البرازيل فالارجنتين. طرد لاحقاً.
(8) من حمص. تولى مسؤولية مدير مديرية سان باولو. إبن أخيه المحامي رزق الله توما كان صديقاً للحزب متولياً رئاسة "الفياراب" أكثر من مرة، وشقيق رزق الله، روميو، كان مسؤول الشرطة في سان باولو قبل ان يصبح وزيراً.
(9) المدينة الساحلية - المرفأ لمدينة سان باولو. شهدت حضوراً جيداً للحزب، من الرفقاء الذين كانوا بقوا قيد الحياة عندما قمت بزيارة البرازيل: بهيج فرح شهدا، وقد منح وسام الواجب، ونعمان جابر، كلاهما من مدينة حماه.
(10) الأمين لاحقاً، منفذ عام البرازيل، له مراسلات عديدة مع سعاده، وكان له حضوره المميز في البرازيل. من منيارة (عكار).
(11) من مدينة انطاكية. انتخب اكثر من مرة نائباً لرئيس النادي الانطاكي في سان باولو.
كان عضواً ناشطاً في المجلس الملي الارثوذكسي الذي كان يتألف من 12 عضواً، 6 من الكيان الشامي و 6 من الكيان
اللبناني. من مسؤولياته ناظر تدريب منفذية البرازيل. إستمر قومياً ناشطاً وملتزماً الى ان وافته المنية.
(12) من حمص. تولى أكثر من مرة مسؤولية ناظر مالية، وخازن منفذية البرازيل.
(13) من مرجعيون. توقف عن إنتظامه الحزبي إنما بقيّ صديقاً مهتماً بالحزب. ترأس نادي مرجعيون، وقدم صالات النادي أكثر
من مرة للمناسبات الحزبية.
(14) من حمص. شاعر مهجري معروف. له ديوان بعنوان "امواج وصخور.
|