عندما نتحدث عن القوميين الاجتماعيين في الاردن يبرز الرفيق الدكتور اميل لطفي من بين اوائل الذين انتموا وتولوا المسؤوليات. كان وجهاً حزبياً تميز كفاءةً وثقافة والتزاماً نهضوياً.
سابقاً كنتُ كتبت عن الأمينين مصطفى أرشيد وزهدي الصباح والرفقاء د.محمد أمين تلحوق، الاعلامي جورج حداد، الاعلامي عبد الهادي حماد(1)، ويصح أن نكتب عن غيرهم، إن ساهم معنا رفقاء من الاردن، أو من خارجها قطنوا فيها ردحاً من الزمن، ويملكون المعلومات المفيدة. فالعمل الذي نقوم به يبقى ناقصاً اذا لم يساهم رفقاء آخرون في واجب التعريف على سير شهداء ومناضلين، وعلى أحداث حزبية كثيرة رافقت مسيرة الحزب.
عن الرفيق الدكتور اميل لطفي نقدم هذه الإضاءة(2) راغبين الى كل رفيق عرفه في سيرته الشخصية و او مسيرته الحزبية أن يضيف ما عنده، اغناءً للنبذة عن رفيق سمعتُ كثيراً عن تميّزه .
*
• وُلد الرفيق اميل عايد سالم لطفي اللطافنة بمدينة السلط في عام 1921. وهو أخ لكل من فايز الذي كان قاضياً في محكمة التمييز ثم أصبح وكيلاً لوزارة العمل، ونجيب الذي كان يعمل في القوات المسلحة، وست أخوات. كان والدهم من أوائل المحامين في السلط الذين درسوا في دمشق، وعيّن قاضياً فيها. ثم تسلم منصب قائمقام في الكرك مدة خمسة أعوام ليعود بعد ذلك لممارسة مهنة المحاماة بمدينة السلط.
• درس الرفيق اميل في مدرسة اللاتين ثم انتقل الى مدرسة السلط الثانوية، وتخرج منها بعد أن أتمّ الصف التاسع في العام الدراسي 1937-1938، ثم سافر الى دمشق، ودرس الطب في جامعتها وتخرّج منها. ثم سافر الى انكلترا وتخصص في الطب العام.
• مارس المهنة في السلط وعيّن في وزارة الصحة وعمل في المدينة مدة سنتين استقال بعدها وفتح عيادة وسكن هو وعائلته في عمارة لهم بُنيت من الحجر الأصفر بشارع البياضة. وكان تزوّج بالسيدة سهام يعقوب السكر التي أنجبت له عماد وابنتين هما: عشتار واليسار الذين اكملوا التعليم الجامعي في الأردن وخارجه.
• أسهم في تأسيس جمعية السلط الخيرية، وكان من مؤسسي الحزب السوري القومي الاجتماعي بمدينة السلط. و كان الحزب بدأ نشاطه في السلط منذ بداية الأربعينات والتفّ حوله عدد من المتعلمين في السلط وخارجها، منهم: وصفي التل في البداية، وعبد الحليم النمر ومحمد داود وعدنان الصباح(3) ونجيب حداد ونايف قعوار(4) وغيرهم.
• بعد الثورة الانقلابية فجر 1962، انتقل عدد كبير من المسؤولين والرفقاء الى الأردن، وكان الرفيق الدكتور اميل من الذين ساعدوا أفراد هذا الحزب.
• عندما انتقل الى عمان عام 1953، افتتح عيادة في أول شارع السلط كان يعمل فيها طوال النهار معالجاً المرضى. وعندما كان المستشفى الايطالي يستدعيه، كان يلبي نداء الواجب الانساني. واعترافاً بفضله فقد مُنح وسام الفارس الايطالي تقديراً لخدماته فيه. وكذلك تقديراً لما قام به أثناء حرب 1967 من مساعدات للمرضى والجرحى جراء الحرب. حصل على تكريمين في عام 1985 من نقابة الأطباء الأردنيين باعتبار ما قام به من خدمات، وباعتباره من أوائل الأطباء الرواد.
• وافته المنية في 3/1/1969 وعمره لا يتجاوز (48) ثمانية واربعين عاماً اثر ذبحة صدرية أصابته فجأة ودفن في مقبرة أم الحيران وكانت جنازته حافلة جمعت حشداً من اصدقائه ومقدرّيه..
لاحقاً أقيم له حفل تأبين بعمان في مجمع النقابات المهنية، تحدث فيه كثير من عارفي فضله، كان منهم دولة احمد اللوزي، والاستاذ سليمان المشيني وغيرهما، حيث اشاد الخطباء بخدمات الرفيق وتفانيه في مهنته، وجهاده في سبيل تأسيس نقابة الاطباء في الاردن. كما اشادوا بفكره القومي والوطني، وما كان يتمتع به من استقامة وتواضع وخلق رفيع.
هوامش:
(1) مراجعة ارشيف تاريخ الحزب على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info، للاطلاع على ما حررته عن الامين مصطفى ارشيد والرفقاء محمد امين تلحوق، جورج حداد وعبد الهادي حماد.
(2) نحن نعمد الى نشر النبذة بناء للمعلومات التي توفرت لدينا، بعد ان نكون حاولنا عبر اتصالات ورسائل الى معنيين.
(3) عدنان صباح: كنا تحدثنا عنه ضمن النبذة المعممة عن شقيقه الامين زهدي. مراجعة الموقع المشار إليه آنفاً.
(4) نايف قعوار: انتمى في الجامعة الاميركية في بيروت وتولى مسؤولية منفذ عام الطلبة اوائل الخمسينات، قبل ان يغادر الى الاردن.
|