عرفت الامين رياض عزام في النصف الثاني من ستينات القرن الماضي. كنت توليتُ مسؤولية رئيس مكتب الطلبة، وكان مدرّساً في ثانوية الارز النموذجية في عالية لصاحبها الرفيق انيس ابو رافع(1).
بحكم مسؤوليتي كنت اتردد الى الثانوية، فألتقي الرفيق رياض (قبل ان ينال رتبة الامانة) والمدرّسين القوميين الاجتماعيين، منهم الامينين الياس جرجي قنيزح وحيدر الحاج اسماعيل، والرفيق الراحل جورج توما(2)، والطلبة الرفقاء، منهم الرفيق الراحل شاكر ايوب(3) والرفيقة امل صباح، والتقي الرفيق الراحل فؤاد ابي رافع(4) الذي خسرناه في عزّ شبابه، وعطائه الحزبي.
ما كنّا نقول: الرفيق خالد زهر إلا ونتابع: والامين رياض عزام. اذ قلّما تلتقي احدهما فلا يكون الثاني معه. تلازما وتصادقا وكانا معاً في الكثير.
ونشط الامين رياض عزام في مكتب الطلبة، وعندما صدر العفو في شباط 1969 كان بين مسؤولي الطلبة الذين تحركوا حزبياً، اذكر منهم الامينين محمد غملوش، بهيج ابو غانم، والرفيق خالد زهر. وكانوا من بين الذين تحركوا لاجراء تغييرات حزبية بدءاً من دستور الحزب، والعاملين لعقد مؤتمر ملكارت، حتى اذا رفعت التوصيات واخذ بها المجلس الاعلى، تمّ انتخابه، والرفيقين حينذاك محمد غملوش وبهيج ابو غانم، عضوين في اول مجلس اعلى يتمّ انتخابه على قاعدة دستور الحزب الذي لم يعتمد الامناء قاعدة وحيدة لانبثاق السلطة.
غادر الامين رياض الى الامارات العربية المتحدة فحقق نجاحاً في اعماله، وفي زواجه الذي من ثماره الرفيق طارق، الذي عرفته مسؤولاً ناجحاً ومتحركاً وكفوءاً، في منفذية الطلبة الجامعيين، الى ان اضطر للمغادرة الى الامارات ليكون الى جانب والده الامين رياض بعد ان داهمه المرض الذي لا يرحم.
نخسر برحيل الامين رياض عزام امكانية حزبية كانت تعد بالكثير، فهو الى صفات الذكاء والحيوية، يتمتع بالصلابة وبكفاءات قيادية كانت تؤهله لتولي مسؤوليات قيادية في الحزب، الى حضور لافت في بلدته "خربة قنفار" وفي البقاع الغربي.
كلما خسرنا رفيقاً تولى مسؤوليات في قيادة الحزب، نشعر، الى لوعة فراقه، بلوعة خسارة مرويات ومعلومات حزبية كان يجب الا تضيع، ولقد ضاع الكثير منها مع رحيل الامين رياض عزام .
هوامش
(1) ثانوية الارز: للاطلاع على النبذة المعممة عنها، الدخول الى قسم "من تاريخنا" على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
(2) جورج توما: من خربة قنفار. كان عقائدياً ومذيعاً ناجحاً، ارتبط بصداقة قوية مع الامين رياض عزام، تتوّجت بانتمائهما الى الحزب، ثم بعقد قران الامين رياض على شقيقته.
(3) شاكر ايوب: من جديدة مرجعيون. كان رفيقاً رائعاً. غادر الى الولايات المتحدة محققاً نجاحاً في الدراسة والعمل. عممت عنه كلمة بعيد رحيله. للاطلاع الدخول الى الموقع المشار إليه آنفاً. تعاون والرفيقة امل صباح في كل ما يجعل العمل الحزبي في "ثانوية الارز" منتظماً وناشطاً ومستقطباً عدداً كبيراً من الطلاب.
(4) فؤاد ابي رافع: شقيق الرفيق انيس. كان ناظراً في ثانوية الارز، ورفيقاً ممتازاً. خسرناه بحادث سيارة .
|