صيف العام 1957 وبسعي من نسيب الوالدة، الوزير فؤاد بطرس، تأمن لي عملاً في فصل الصيف في مؤسسة شارل كيللر للمصاعد.
مقر الشركة في بناية الوزير السابق وأحد اركان الطائفة الارثوذكسية، بولس فياض، في منطقة المرفأ. كنت كل يوم تقريباً، أمرّ الى قسم المحاسبة في مؤسسات بولس فياض الذي كان يرأسه الصديق والنسيب ايلي جبران بطرس، ومن موظفيه الصديق سمير ايوب.
في تلك الفترة تعرفت الى الموظف الرفيق مرسال غانم. لفتني بتهذيبه، بالتزامه الصادق بالحزب، وبوعيه القومي الاجتماعي.
كان يقطن حي الرميل في الاشرفية، ناشطاً حزبياً ومتولياً مسؤوليات في هيئة المديرية.
بات صديقاً، وان توقفت عن التوجه الى مؤسسة شارل كيللر، الا اني لم اتوقف عن التواصل مع الرفيق مرسال، حتى اذا وقعت الاحداث اللبنانية كنت اسأل عنه الصديق سمير ايوب الى ان علمت بوفاته في فترة الحرب اللبنانية، وكان استمر موظفاً مرموقاً في مؤسسات بولس فياض، وعازفاً عن الزواج.
صدف اني كنت منذ ايام اطمئن هاتفياً عن صحة الصديق سمير، لست ادري لماذا ذكر لي الرفيق مرسال غانم مطرياً على ما كان يتمتع به من مناقب والتزام بالنهضة.
سألته عن اسم البلدة التي تحدر منها الرفيق مرسال:
"يحشوش" او "الغينه" وكلاهما في كسروان
لست ادري اذا كان احداً من الرفقاء الحاليين في الاشرفية على معرفة بالرفيق مرسال غانم. اعلم انه كان على علاقة وطيدة بكل من الرفيقين الراحلين ادمون حايك ومتري تبشراني.
لعلني، رفيق مرسال ، احفظ لك بكلمتي المتواضعة هذه، مكاناً لك في ذاكرة حزبنا.
|