إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الرفيقة ميسلون جابر فرحات البطلة في حزب البطولة المؤيدة بصحة العقيدة

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2020-02-27

إقرأ ايضاً


في مرحلة الثمانينات عندما كنت أمرّ امام مطبخ المركز في منطقة فردان، فالتقي الرفيق ابو نبيل يساعد الرفيقة أم سعادة(1) في المطبخ، لم أكن اعرف انه الرفيق المناضل ابراهيم ناصر(2) الى ان قرأت عنه، وعرفت عن نضالاته في فلسطين ثم في لبنان، ووقفت بكثير من الحب والفخر امام رفيق مناضل بصمت وأباء، متواضع بكبر، ومجسداً اخلاق النهضة في كل تصرفاته، وتعرّفت لاحقاً على ابنه الرفيق نبيل، وبقي الرفيق ابراهيم ناصر محط محبة وارتياح لدي طيلة فترة تواجدي في بناء مركز الحزب في زاروب العليّة(3) حتى اذا رحل نشرت عنه نبذة وفاء يمكن لمن يرغب ان يطلع عليها عبر الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

استعيد ذلك كلما التقيت الرفيقة العزيزة ميسلون، وقد عرفتها منذ لا اقل من عشرين سنة، تتابع عملها في تلقي او اجراء الاتصالات الهاتفية،

تذكرت تلك الفتاة في اول صباها، البطلة جرأة وتفانياً، والمميزة في قتالها وفي مشاركتها الرفقاء في اكثر المعارك شراسة، فإذا بها في مقدمة المواقع ، تحمل الرفقاء الجرحى، وتعتلي السيارة العسكرية لترمي النار من رشاشها الثقيل وهي تزغرد للحزب، وتهتف لسعادة.

تلك الصبية المقاتلة الشرسة التي كتبت عنها الصحف، واجرت معها "البناء" اكثر من حديث، هي هي الرفيقة ميسلون التي تجيب على الهاتف كلما اتصل احدنا بمركز الحزب

إليك ايتها الرفيقة الرائعة، من رفيق عرفك في صباك، ورافقك مقاتلة مميزة ورفيقة تنبض بأخلاصها وصدقها وصفائها،ـ الف عبطة ويدي اليمنى مرفوعة لك بألف تحية. طوبى لك، وطوبى لحزب من ابطاله، من كان مثلك.

*

في التحقيق الذي أعدته الرفيقة زهرة حمود ونشر على الموقع الرسمي للحزب، قالت الرفيقة ميسلون عن عميد الدفاع الامين فارس ذبيان، التالي:

" عمن اتحدث، عن الكادر العسكري المتميّز الذي عرفته عام 1975، حضرة الآمر العسكري، القائد الفذ، الشجاع المقدام. في مواقع العرقوب في مواجهة العدو الصهيوني. كان شديد التيّقظ، صارماً في اتخاذ القرار، يتقن وضع الخطط للمواجهات، واذا كان العدو يمتلك ترسانة قهرت جيوشاً فإن المقاومة آنذاك كانت تعتمد على حكمة القائد، وشجاعة المقاتلين والقليل من السلاح، ومع ذلك خضنا بقيادته المغارك المشرفة. فكان الآمر (وائل) الشاب المقدام الذي لا يخاف الحرب، يعرف كيف يرسم الخطط النظامية الدقيقة، لكل عملية مواجهة مع العدو الصهيوني وعملائه، ولم يكن يخطط وحسب، بل كان يتقدم المجموعات المقاتلة في مختلف المواقع، اذكر جيداً ان كل الخطط التي وضعها حالفها النجاح، وقد يعود ذلك لذكائه وخبرته العسكرية، ودقة ملاحظته، وحسن تقييمه للعناصر المنفذة، لقد كان القائد بكل ما للكلمة من معنى، قائداً مخططاً ميدانياً، خطته القصيرة او الطويلة المدى كانت ترمي الى اهداف محددة يعرف جيداً، كيف يعد عدتها من المقاتلين والسلاح لتحقق الغاية المرجوة بأقل خسائر ممكنة. كان فرحاً ومندفعاً وشغوفاً بالعمل العسكري المنظم ضد العدو الصهيوني وعملائه.

كان قائداً مقداماً، مثالاً اعلى بقدرته وصبره وحنكته القيادية، أضف الى ذلك تواضعه الكبير، المقرون بالثقة بالنفس، والثقة بالرفقاء العاملين بإمرته، كلماته كانت امراً لا يرد لعظيم الثقة المتبادلة بين القائد والقاعدة العسكرية، كانت

شخصيته محبوبة بشكل لا يوصف.

لقد كان إنسانياً الى ابعد حدود، لا يطيق ان يرى رفيقاً مهموماً، لو انفرد أحدنا بنفسه لأي سبب يفاجئه حضرة الآمر بالسؤال عن سبب انفراده، ولا يتركه حتى يستمع الى شكواه، ويحل مشكلته مهما كانت صغيرة او كبيرة، كنا نستمد منه القوة والثقة بالنفس والثبات والصبر، والاستمرارية، لقد عملت بإمرته سنوات عديدة، لم أشعر يوماً بالخوف، ولم تتزعزع يوماً ارادة المجموعات التي كانت بإشرافه.

أذكر انه يوم توفيت والدتي، كنت بدأت العمل في شعبة الاتصالات، وكان الامين فارس عميداً للدفاع، وجدني أتقبل التعازي من الرفقاء، في موقع عملي، ولم يقبل، واعتبر ان من حقي ومن حق والدتي ان نكرم، فحدد مكاناً وزماناً لتقبل التعازي في مركز الحزب ووقف الى جانبي يتقبلها معي لساعات اربع، ولن انسى ما حييت القائد الصلب الصارم، والانسان صاحب القلب الكبير المحب في آن معاً.

يوم عين رئيس شعبة عمليات، وكانت قد مرت على حزبنا ظروف عصيبة، لا انكر اني شاهدته مرة مرتبكاً، او مضطرباً، بل بالعكس كان دائم التماسك لا تفارق الابتسامة المطمئنة، محياه.

غيابه اليوم شكل خسارة فادحة للحزب والامة، صحيح ان عائلته خسرت الزوج والاب والمعيل والموجه، اما نحن فقد خسرنا قائداً فذاً. الا ان الموجع والمفجع فهي الطريقة التي خسرناه بها، وهو الذي كان يحلم ان يقود معارك تحرير جنوب الامة من براثن الصهاينة الغزاة، ولا يعزينا ويصبرنا على خسارته الا التصميم على تحقيق اهداف الحزب التي كان يشدد أمامنا على ضرورة تحقيقها.

هوامش:

(1) ام سعادة: هي عقيلة الرفيق البطل محمود العوطة الذي كنت اشرت إليه في اكثر من نبذة، وسأكتب عنه في وقت غير بعيد.

(2) ابراهيم ناصر (ابو نبيل): مراجعة ما نشرت عنه على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

(3) زاروب العلية: المتفرع من شارع فردان، الذي شهد على انتماء العديد من ابنائه الى الحزب بفضل النشاط المميّز الذي قام به الامين سايد النكت عند توليه مسؤولية "مفوض" مفوضية محيط المركز" التي تحولت الى مديرية وقد انتمى العشرات من بينهم الامين محمد نحلة، الرفيقة برناديت حديب، الرفيق محمد سعيدون. عنها ننتظر ان يكتب الامين سايد النكت المقيم حالياً في "ملبورن" - استراليا

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024