إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

دماؤنا فداء الوطن

محمد ح. الحاج

نسخة للطباعة 2013-12-02

إقرأ ايضاً


فــــي بــلادي

عند السفوح وتحت الشجر

تطيب الحكايات ويحلو السمر

يحدثني طيف شهيد مضى ،

يقول : أتدري ..؟.

جميع الدروب إلى بوابة التاريخ مفتوحة ُ..

إلى الشآم العاصمة .

* *

فـــي دمشق

ثمة أبواب ُ يدخل عبرها التاريخُ

إلى ساحاتها

يدون أحداثه على جدران حاراتها

ويختار منها العتيق ، العتيق

يطرزها ملحمة .

يعرش الياسمين على أسوارها وبين البيوت

ويخجل من حسنها الجوري في أحواضه

فتحمر منه الخدود

قاسيون ُ يطل من عليائه باسماً

ويغزل من خيوط الشمس بردته

يرنو إلى جلقٍ بحنان

والنهر يشطرها عابراً ربوة

ليسقي برقراقه ضفتيها ، ويروي الغوطتين .

* *

هنا ، على ضفة ناقوس يدق

يمجـد اسم الإله في العلا *

وعلى الأرض السلام

وهناك مئذنة على الضفة الثانية

تذكر بالصلاة ، يسلم الداعي على الصالحين *

وطفل يشمر للصلاة ثيابه

يرتل خلف الإمام :

وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم .

يباركه الشيخ بعد الصلاة

وفي درب عودته

يلقي على القس السلام .. *

يعلق الطيف : هذي *

دمشق تعلم أجيالها ،

الله المحبة ُ، الله السلامْ .

* *

هنا ، على ضفة ناقوس يدق

يمجـد اسم الرب في الأعالي

وعلى الأرض السلام

وهناك مئذنة على الضفة الثانية

تذكر بالصلاة ، يسلم الداعي على المرسلين

وطفل يشمر للصلاة ثيابه

يرتل خلف الإمام :

لو شاء ربك لآمن الناس جميعاً ، من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر

يباركه الشيخ بعد الصلاة

وفي درب عودته

ينحني للقس ، يقرئه السلام

يصرخ الطيف : ألا فلتشهدوا

أن دمشق تعلم أبناءها

الله محبة ، الله سلامْ .



عبر بلادي

يسافر طيف

يجوب الحواضر ، كلّ القرى

يشاهد على جنبات الطريق وفي ساحاتها

أعمدة النور ،مزدانة ً بالصور

هذا شهيد ، وذاك شهيد ، وبعد و...مئات ، مئات

على كل ناصية صورة لشهيد

شباب ، صبايا بعمر الورود

حسام ، جميل وعيسى وحنا ، رشيد

حسين ، علي ، كريم ، محمد سعيد

وهذي الفتاة يارا ، العروس الشهيدة ..

جميعاً أناخوا ، وحطوا الرحال ،

على أبواب جنات السماء ،

مشرعة ً أمامهم أبوابها

ولا وقفة للحساب .

* *

هنا ، على مفترق للدروب

عجوز يهدهد طفلا على حجره

يردد لازمة تعلمها حديثاً

با . . . با

ينادي أباه الشهيد الذي لم يره

يجيبُ الرجال .. بصوت الرجولة

لهذا ، ومن أجله قد بذلنا الدماء

وأرواحنا جدار نارٍ أقمنا

بوجه الدخيل ، لدحر الغزاة

لتحيوا كراماً ، ليبقى الوطن

وتبقى رؤوس الجبال ، شامخاتٍ

وتبقى الطيور تعشش قي غاباتنا

والعصافير تظل تغرد على أغصانها

تنام على الشرفات ، آمنة ً

تحت ضوء القمر

* *

ونبقى نردد في كل ساحاتنا

صدى للنشيد المقدس

حماة الديار ..... حماة الديار عليكم سلام .


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024