 قبل ان تتولى مسؤولية الاحصاء في الحزب شعبة او دائرة في عمدة الداخلية، كما حالياً، فقد كان انشيء في العام 1978 مكتب للاحصاء المركزي تابع لرئاسة الحزب، توليتُ رئاسته، وانضم إليه تباعاً الرفقاء ايلي سعاده(1)، نديم شديد(2)، نبيل محمد سمكو(3)، خليل رزق(4) فالرفيقة هلا النابلسي(5) التي تولت مسؤولية ناموس المكتب بديلاً عن الرفيق خليل رزق، واستمرت الى حين توقف عمل المكتب.
إليهم كان عدد كبير من الرفقاء الطلبة يساهمون في عمل المكتب لأوقات مختلفة.
استمر عمل المكتب الى حين دخول القوات الاسرائيلية وتطويقها العاصمة بيروت صيف العام 1982. قمنا، بناء لقرار المجلس الاعلى، بحرق الأوراق الحزبية لئلا تقع في أيدي العدو في حال تمكن من اجتياح بيروت.
من أعمال مكتب الإحصاء:
1- اعتمد نواميس المنفذيات والمديريات، بشكل أساسي لتنظيم عملية الإحصاء في الفروع.
2- لحظت الاستمارات، التالي:
أ. استمارة كاملة للرفقاء المنتظمين في الفرع الحزبي.
ب. استمارة خاصة بالرفقاء غير العاملين حزبياً.
ج. استمارة خاصة بالرفقاء المغادرين عبر الحدود.
3- يقوم الرفيق المكلف بالاحصاء بتدوين المعلومات التي يدلي بها كل رفيق على استمارة - خرطوش. أما
المعلومات الخاصة بالاستمارتين ب و ج فيحررها الرفيق المكلف.
4- يطلع المسؤول عن الوحدة الحزبية على كل الاستمارات قبل رفعها بالتسلسل الحزبي الى مكتب الاحصاء.
5- يدقق رئيس المكتب بالمعلومات الواردة في كل استمارة ويوجّه صادرة حزبية الى كل من الفروع الحزبية
المعنية مفنداً فيها ما سجّله من ملاحظات: للتصحيح او لإضافة المعلومات، او للتوضيح.
6- بعد الانتهاء من استكمال المعلومات، تحال الاستمارة – الخرطوش الى احد الرفقاء في المركز ممن
يملكون الخط الجيد، فينقل تلك المعلومات على استمارة من الورق الابيض فتحفظ، فيما تتلف النسخة –
الخرطوش.
تلك الاستمارة تصور لاحقاً على ميكروفيلم كان متوفراً في مركز الحزب.
7- تنوعت الجداول العامة كما يلي:
أ.جدول بأسماء الرفقاء المنتظمين في الوحدة الحزبية، وأمام كل اسم اشارة الى ان الرفيق نظم استمارة كاملة.
ب. جدول بأسماء الرفقاء غير العاملين ممن نُظمت عنهم الاستمارات الخاصة.
كذلك جدول خاص بالرفقاء عبر الحدود.
ج. جداول خاصة بكل من فروع عبر الحدود.
وأمام اسم كل رفيق، مكان ولادته في الوطن. كثيراً ما كان الاسم الواحد مسجلاً في جدول اسماء الرفقاء عبر الحدود في البلدة المعنية، وفي آن، في جدول الفرع الحزبي عبر الحدود.
د. جدول بكل نوع عمل او دراسة، (كمبيوتر، تاريخ، حداد، نجار، الخ....) يحتوي على اسماء الرفقاء
في كل مهنة او ودراسة، المنتظمين في كل فروع الوطن وعبر الحدود.
كان يكفي ان نطلع على جدول "تاريخ" كي نقرأ اسماء الرفقاء الطلبة، أو الذين تخرجوا وقد حازوا على اجازة في التاريخ، او اكثر.
هـ. جداول بالاحرف الابجدية، بحيث يتسجل في الجدول "ج"، على سبيل المثال، اسماء كل الرفقاء
الذين تبدأ اسماء عائلاتهم بالحرف ج.
كنا بمجرد ان نستلم اسم الرفيق – دون اسم الفرع الحزبي حيث مكان اقامته – نتمكن من معرفة اسم الفرع - المرجع عبر اطلاعنا على اسمه في الجدول الخاص بالحرف الابجدي.
و. جداول بالرفقاء حسب سنوات الانتماء. فقد تمكنا من احصاء الرفقاء الذين انتموا في الثلاثينات والاربعينات، فلاحقاً.
كذلك جداول بالرفقاء حسب تواريخ الولادة، وجداول اخرى حسب فئات الدم.
وهذه كلها كانت تتحقق كتابة مع ما يعني ذلك من جهد وعناء اذ لم يكن الكومبيوتر متوفراً في تلك الفترة.
*
هذا العمل المضني استهلك 8 الى 10 خزائن حديدية امتلأت بالملفات المتضمنة آلاف من الاستمارات المتنوعة.
عند اجتياح القوات الاسرائيلية للبنان وتطويقها العاصمة بيروت تبلغنا قراراً صادراً عن المجلس الاعلى الموقر بوضع كل الاوراق الحزبية في امكنة معينة يسهل الوصول اليها لاتلافها / حرقها في حال بدأ الاجتياح لبيروت.
وفعلاً تم ذلك في الساحة المجاورة لبناء المركز، ولم نبقِ جانباً سوى لوائح الاسماء التي جرى وضعها في منزل احد الرفقاء الاساتذة في الجامعة الاميركية، وكان رفيقاً سرياً.
قبل مغادرتي الى البرازيل(6) عبر مطار دمشق، ابلغت، في بيروت، كلا من الامين جبران جريج والرفيقة هلا النابلسي وفي دمشق الامين عصام المحايري، عن مكان وضع تلك الجداول.
عندما عدت، استعدتها من الرفيق السري، ولاحقاً تسلمتها عمدة الداخلية. حضرة الامين علي حسن الذي كان يتولى مسؤولية وكيل عميد الداخلية، والامين حافظ الاحمدية وكان حينها ناموساً للعمدة، وما زال، على معرفة بما شرحته آنفاً.
*
في تقريره الى المجلس الاعلى الموقر، بتاريخ 6 آب 1980 أورد رئيس الحزب الامين الدكتور عبدالله سعادة الشهادة التالية عن مكتب الاحصاء المركزي(7):
" كان احياء هذا المكتب الهام هدفاً من اهداف السلطة التنفيذية الاساسية.
ذلك ان الاحصاء العلمي يؤمن للسلطة التنفيذية في كل مصالحها فوائد كبرى في عملها ويسهل عليها الكثير من الاعمال.
كان هذا المكتب قد باشر عمله المركزي المنظم عام 71 – 1972، وانقطع فيه العمل بعد ذلك، وان كانت بعض الدوائر الحزبية اجرت احصاءات خاصة في بعض الظروف وضمن حدود معينة.
ويمكننا ان نؤكد بأن المكتب استطاع ان يحقق انجازاً متقدماً رغم الصعوبات الموضوعية التي اعترت عمله. ونرفع لكم تقرير رئيس المكتب الامين لبيب ناصيف. لان تقريره شامل ومكثف ولا داعي لتلخيصه.
ويسرني ان أنوه بالامين لبيب للجهد الرائع الذي بذله في هذا المكتب، وكرئيس لمكتب الرئاسة الاداري" .
هوامش:
(1)تولى مسؤوليات محلية، ومركزية منها مسؤولية ناموس عمدة الثقافة.
(2)من بلدة "صغبين" . غادر الى بناما. واذ عاد واستقر في "قب الياس" تعرض للاغتيال، بعد ان كان شقيقه الرفيق عصام تعرض لأمر مماثل، وشقيقه الرفيق غازي للاختطاف، ومازال مصيره مجهولاً. لم يبق من الاشقاء الرفقاء الاربعة سوى الرفيق نبيل شديد، الناشط حزبياً، والمسؤول في البقاع الغربي.
(3)كان نشط حزبياً في الضاحية الشرقية ثم في بيروت. والده الرفيق الراحل محمد سمكو كان تولى مسؤولية مدرب في رأس بيروت، ونشط كثيراً في المجال الامني - العسكري.
(4)من اميون – الكورة، ناشط حزبياً، ومتولياً مسؤوليات محلية منها مدير مديرية اميون .
(5)تتولى حالياً مسؤولية مديرة دائرة الاحصاء في عمدة الداخلية.
(6)صدر القرار في مجلس العمد بضرورة مغادرتي الى البرازيل مكلفاً بمسؤولية مندوب مركزي، وقد تحقق ذلك بعد ان كان خرج الامين جورج شربل من الاعتقال مبلّغاً رئيس الحزب آنذاك الامين انعام رعد، انه يرجّح تعرضي للاعتقال، اذ كنت احمل مسؤوليتي عميد مالية ورئيس مكتب الاحصاء المركزي. الامين نصري خوري، وكان عميداً للعمل، ابلغني القرار المشار إليه.
(7)كنت سأورد ذلك في المذكرات التي انكبّ على كتابتها. انما، ونحن ننشر نبذة عن تاريخ مكتب الاحصاء في السبعينات، فمن المفيد ان نضيء على كامل عمله.
| 
نسخة للطباعة