في مناسبة سابقة اشرت الى الرفيق الدكتور إميل لطفي ودعوتُ من يعرفه الى الكتابة عنه ما يُغني سيرته الحزبية، وكنت سمعت عن الرفيق الدكتور إميل من اكثر من رفيق وخاصة من الامينة هيام محسن.
شكرا للرفيق نهاد نعمة حماده الذي أحال إلينا النبذة اللافتة عن الرفيق الدكتور اميل لطفي نقلا من كتاب نقوش على جدار الزمن للكاتب كمال قطيشات، ننشرها بالنص الحرفي على ان ننشر لاحقاً كل ما قد يردنا عن الرفيق المذكور مناضلا وصاحب حضور مميّز على الصعيدين الحزبي والوطني.
*
إميل لطفي... 1921 - 1969
ولد المرحوم أميل عايد سالم لطفي اللطافنة مدينة السلط عام 1921. وهو أخ لكل من فايز الذي كان قاضياً في محكمة التمييز ثم أصبح وكيلا لوزارة العمل.
ونجيب الذي كان يعمل في القوات المسلحة وست أخوات، كان والدهم من أوائل المحامين بالسلط الذين درسوا في دمشق.
وعين قاضياً فيها ثم تسلّم منصب قائم مقام في الكرك لمدة خمس سنوات ليعود بعد ذلك لممارسة مهنة المحاماة بالسلط.
درس أميل بمدرسة التلاتين ثم مدرسة السلط الثانوية، تخرّج منها عام 1937 - 1938 وكان من أصدقائه حمدي فريز وأحمد الطراونة وبدر الملقي وزهير المفتي وعبد خلف وجميل المعشر.
سافر إلى دمشق ودرس الطب وتخرج ثم سافر إلى إنجلترا وتخصص في الطب العام.
مارس مهنة الطب بمدينة السلط ثم عين في وزارة الصحة وعمل في المدينة لمدة سنتين ثم استقال من وزارة الصحة، افتتح عيادة خاصه به وسكن هو وعائلته بالسلط شارع البياضة، وهي العمارة التي كان في إحدى دكاكينها مقهى المغربي الذي بدء باستجارهاعام 1946 وذلك قبل الانتقال إلى بناء جديد في مدخل السلط الذي يعود البناء لظافر الداوود.
أميل تزوج بالسيدة سهام السكر، كان يعالج المرضى في عيادته التي كانت في العمارة نفسها، كما كان من مؤسسين جمعية السلط الخيرية وكذلك من مؤسسي الحزب السور القومي الاجتماعي بمدينة السلط وقد نشط نشاطا ملحوظاً في هذا الاتجاه حتى أصبح أمينا الحزب في الأردن.
وهو الحزب الذي بدأ نشاطه في السلط منذ بداية الأربعينات والتف حوله عدد من المتعلمين في السلط وخارجها كان منهم وصفي التل، عبد الحليم النمر، نايف قعوار، وعدنان الصباح وغيرهم.
وبعد الانقلاب الفاشل الذي قاده أنطون سعادة في لبنان وتمت فيه محاكمته واعدامه، خرج عدد من المنتسبين للحزب ولجاؤوا إلى الأردن، وكان منهم علي غندور والدكتور نذير العظمة، وغيرهم.. وكان الدكتور أميل ممن ساعدوا أفراد هذا الحزب في اللجوء إلى الأردن.
عندما انتقل الى عمان افتتح عيادة بشارع السلط وكان يعمل بها طول النهار يعالج المرضى، وعندما كان المستشفى الإيطالي يستدعيه، كان يلبي الواجب الإنساني، اعترافاً بفضله فقد منح وسام الفارس الإيطالي تقديراً لخدماته فيه، وكذلك تقديراً لما قام به في أثناء حرب 67 من مساعدات المرضى والجراحة جراء الحرب.
كما حصل على تكريمين في عام1958من نقابة الأطباء الاردنيين باعتبار ما قام به من خدمات باعتباره من أوائل الأطباء الرواد.
انتقل إلى رحمة الله تعالى في 3/1/1969 أثر ذبحه صدريه، وعمره كان 48 عام. دفن بمقبرة ام الحيران/ عمان وكانت جنازته حافلة، ووصف بأنه كان ذكياً مخلصاً لعمله يحب مساعدة الفقراء والمساكين قيادياً مخضرم محبوب مسموع الكلمة.
|