إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

ما علاقة إرسال طائرة بدون طيار فوق الجولان وعودتها سالمة بالانقلاب العسكري التركي؟

نضال حمادة - البناء

نسخة للطباعة 2016-07-20

إقرأ ايضاً


الرحلة الناجحة التي قامت بها طائرة مسيّرة بدون طيار تابعة لحزب الله فوق هضبة الجولان المحتلة، تشكل خطوة هامة على جميع المستويات، فالطائرة التي اخترقت أجواء الجولان عجزت عن إسقاطها الوسائل الجوية الإسرائيلية الحديثة كافة. ثلاثة صواريخ بما فيها صاروخ أطلق من طائرة «أف 16»، ما أثار سخرية معلقين «إسرائيليين» من التفوّق الجوي «الإسرائيلي».

هذا الاستعراض التقني والعسكري القوي، يظهر تنامي قدرات حزب الله الدفاعية والهجومية، في وجه «إسرائيل» في حال قرّرت القيام بأيّ عدوان على لبنان أو على الحزب في سورية ولبنان.

الرادارات الروسية التي تراقب الأجواء السورية على مدار الساعة لا بدّ أنها رصدت الطائرة تخترق حدود الجولان المحتلّ دون أن تحرك ساكناً، وهي ايّ روسيا كما أثبتت التجارب السابقة في سورية لن تسارع لمساعدة حزب الله في وجه «إسرائيل» كما أنها لن تمنع «إسرائيل» من الردّ. وهذا الأمر يشير الى قرار جديد في المقاومة يقضي بقلب اللعبة رأساً على عقب بعدما لعبت «إسرائيل» كثيراً خلال سنوات الحرب السورية قصفاً واغتيالاً، إذن ماذا يعني إرسال هذه الطائرة المسيّرة فوق الجولان وعودتها من دون أن تصاب بأذى؟

1 – في المشهد الكبير للمنطقة تعتقد «إسرائيل» أنّ سيطرتها على مرتفعات الجولان الاستراتيجية في ظلّ استمرار الحرب السورية، يعطيها اليد الطولى في ظلّ وجود دولة سورية مركزية ضعيفة، غير أنّ لحزب الله رأياً آخر في الموضوع، أراد التعبير عنه عبر إرسال الطائرة.

2 ـ أيضاً فإنّ الأوضاع العسكرية تنقلب تدريجياً لمصلحة الدولة السورية بعد تمكّن الجيش السوري وحلفائه من إطباق الحصار على الجماعات المسلحة في حلب في ظلّ غياب تركي كامل عن ساحة المعركة دعماً وتسليحاً وتصريحاً.

3 ـ أيضاً أتى إرسال هذه الطائرة في وقت بدأت فيه تركيا عملية استدارة كبيرة في سورية بعدما دعمت أميركا المقاتلين الأكراد في سورية الذين عبروا الى الضفة الغربية للفرات تحت مظلة قصف أميركي غير مسبوق. وهذا ما عزل تركيا عن الشرق الأوسط كلياً عبر وجود الأكراد على طول حدودها مع سورية والعراق، ما وضع أنقرة في موقف جديد تصبح فيه بغداد ودمشق حاجة لها ويُضطرها إلى تغيير سياستها الهجومية في سورية.

4 ـ من دون تركيا لا تملك السعودية أو قطر أو «إسرائيل» أو مشايخ الدول الخليجية الأخرى، القدرة أو الجرأة على المضيّ قدماً في محاولة تغيير النظام في سورية، هنا يمكن القول بكلّ بساطة إنه تجري عملية إخراس «إسرائيل» في الوقت الذي تنظم فيه الأمور في سورية، خصوصاً في حلب بعدما سيطر الجيش السوري وحلفاؤه على معبر الكاستيلو. كما أنّ لهذا العمل العسكري تتمة سياسية سوف تناقش في قمة بوتين اردوغان المقرّر عقدها في اول اسبوع من شهر آب المقبل.

5 – لا شك في أنّ «إسرائيل» والسعودية هما الخاسر الأكبر من الانقلاب الفاشل في تركيا. فالجهتان أملتا أن تتسلّم الولايات المتحدة الملف السوري عسكرياً بعد المؤتمر الدولي لمحاربة «داعش» المنوي عقده يومي 21 و 22 تموز الحالي في واشنطن، غير أنّ دخول العلاقات التركية الأميركية في حالة صراع مكشوف بعد انقلاب السبت 16 تموز الحالي ألغى الأمنيات «الإسرائيلية» ـــــ السعودية، فالخلاف الأميركي التركي على تسليم فتح الله غولن لتركيا ألغى القدرات الأميركية على تغيير الأوضاع في سورية.

في المحصلة النهائية تعبّر عملية إرسال حزب الله للطائرة بدون طيار فوق الجولان المحتلّ عن التغيير الكبير في توازن الرعب والقوى في منطقة الشرق الأوسط وفي الحرب السورية. وللمرة الأولى على «إسرائيل» ان تواجه التقدّم النوعي الكبير لعدوها الأول حزب الله من دون أن تسارع إلى الردّ، كما تعوّدت في سورية خلال سنوات الحرب الخمس الماضية.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024