1 ـ الصواريخ الضائعة:
بقي مصدر إطلاق الصواريخ الموجهة الى شرق البحر الأبيض المتوسط مجهولاً حتى الآن فتقاذُفُ الكرة بين الولايات المتحدة الأميركية و»إسرائيل» لم يعط الفرصة الكافية للمحللين استنتاج الأسباب الكامنة وراء عملية إطلاقها وتالياً عدم التوصل الى تحديد الفاعل. غير أن أقرب الروايات الى العقل. هو أن مجموعة «عبدالله عزام» التابعة لتنظيم القاعدة هي خلف العملية. فالصواريخ مصدرها مجهول والاستهداف الاكثر احتمالا هو القوات متعددة الجنسية المتمركزة في الجنوب اللبناني وإن للقاعدة إمكانات خفية كثيراً ما حذرتنا الولايات المتحدة الأميركية منها. وأعلنت مراراً وتكراراً أنها تخشى على المجتمع المدني الدولي من هجمات نووية أو هجمات نوعية بأسلحة الدمار الشامل.
لو كان «كيري» أكثر ذكاء واستطراداً «أوباما» لألصق هذا العمل فوراً بمجموعة عبدالله عزام فهذه المجموعة لها تجارب سابقة وهي المجموعة الوحيدة التي تبنّت عمليات من هذا النوع ولو كانت أقل حجماً.
فكذبة «كيري» على حدّ تعبير «بوتين» بعدم وجود القاعدة في سورية لم يكن حبلها طويل بما يكفي وها هي «المياه تكذّب الغطّاس».
ألَمْ تسقط الصواريخ في المياه؟
2 - الولادة 9 أيلول :
لم أنسجم مع اغنية فريد الاطرش «عُدْتَ يا يوم مولدي» رغم طابعها الرومنسي الحزين. فذاكرتي لم تختزن آلام الولادة وبالتأكيد لن تسجل فرح الموت. فالولادة والموت كحدّي حياةٍ لم يكونا ولن يكونا محفورين في ذاكرة الإنسان.
الذاكرة إن أجادت تسجّل وقائع الحياة وتبقيها صفحات مطوية جاهزة للاستعادة في لحظات متشابهة او عند حصول أحداث ترتبط بها.
طبعاً لم اكن طائراً مغرّداً في غير سِرْبِه ولم أُصَمّ عن سماع زقزقات العصافير غير أني عشت كما الآخرين يعتصرني الجوع الى انتصار بلادي وأنتشي كلما جال في مخيّلتي والحلمَ بصيصُ نور يحفزني الى الاستزادة من طاقة الايمان بالفَلاح. وأرجع من جديد الى دعوة نفسي والآخرين «الى الجهاد» والنضال والكفاح عسى أن يكون الترَهْبُن طريقاً فريداً للنجاح.
9 أيلول الأميركية مختلفة محفورة في الذاكرة الجَمَعية للبشر أجمعين. هي الإعلان عن وصول «الدولة المارقة « الى زعامة العالم. وهي الإعلان عن أكبر كذبة عرفها التاريخ وقبِلها العالم بإرادته او بانعدام إرادته. وعلى ضوئها سُحقت افغانستان ودُمّر العراق وبدأت معالم العودة الى جاهلية جديدة وتصحّر قادم من بلاد العم سام.
طبعاً ولادتي لم تغيّر وجه التاريخ لكن ولادة 9 أيلول الأميركية فعلت فهل من جديد يُضاف الى الذاكرة؟
3 - خاطرة:
تغلغل في جذوعي اليباس
أنا «شجرة الدرّ» وكيلة الله ساحرة الناس
قَتلتْني مداسات المماليك . كلما امتدّت في السماء فروعي
تخيّلت قبل ارتحالي أسراب غربان
قطعان عربان
تحوّ م فوق الزهور
غير أن زهوري سمّمتها الأفاعي
نهشتها مناسر الطيور .
ثم كان....... الهلاك .
أنا غيمة صيف عاقرة
لم يدنّسها الطهر
ولم تنتظر ارضكِ منها
أن تشفي غليل الاشتياق .
أنا غيمة صيف ما وجدت
ألا لتذكير الندامى
أن عاشق أرضي
استوطن بيد الغياب
فكيف أمارس عشقي الأبديّ في لحظات جوع؟
فهل بين فصول الزمان شتاء؟
|