إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الكتائب لم تتعلم من التجربة

العميد الركن المتقاعد وليد زيتوني - البناء

نسخة للطباعة 2013-12-02

إقرأ ايضاً


يتصرف الشيخ الكتائبي الصغير سامي الجميّل قياسا مع والده الشيخ الاكبر أمين بدينامية واضحة لاستعادة دور هذا الحزب التي خسر معظم محازبيه لصالح تكتلات تأكل من نفس «المعجن». ولعل سوسلوف الكتائب الجديد أحب ان يضيف إلى التراث « الفكري» الكتائبي مدماكاً يتجاوز فيها المبادىء الكتائبية أو « الفلسفة الكتائبية» التي نصّها « امين ناجي». وربما أراد ان يتجاوز مشاريع المرحوم « موريس الجميل». بل يطمح الى وراثة « حلم» عمّه الشيخ بشير.

فالكتائب التي تأسست عام 1936 هي وحزب النجادة اللبنانية بايحاء ورغبة فرنسية رداً على قيام الحزب السوري القومي الاجتماعي باعتباره حزب وحدويّ جامع لم تستطع ان تقدم من أدبياتها إلا نتافات ورقية صاغها أمين ناجي طبعا الاسم مستعار وبضع خطب مجموعة لبشير الجميل تحاكي الحرب الاهلية اللبنانية. فكان مشروع سامي الجميل الجديد حسب إعلان التلفزيون الكتائبي الالكتروني إضافة نوعية للفكر الكتائبي.

فالمشروع «الجديد» الذي يرتكز على ثلاثية : اللامركزية والتعددية والحياد لم تتوضح إذا كانت بديلاً أو استكمالا للثلاثية القديمة : الله والوطن والعائلة.بالواقع لا يمكن الاستنتاج استناداً الى النيّات وبالتالي لا يمكن الجزم اذا ما كانت قد خرجت من رحمها أو أنها غيّرت جلدها فقط.

كي لا نغوص في التحليل سنعتمد فقط على الواضح من هذا الشعار ونحاول ربطه بالتصريحات الصحافية لصاحبها لنخرج بالاستنتاجات التالية:

أولا : ان هذا المشروع ليس جديدا كتسميته بل هو سياق تاريخي لنهج الكتائب ومن يسير على طريقهم ومعهم. فاللامركزية هي مشروع الجبهة اللبنانية التي تبنّى مشروعها بشير الجميل وعمل على اساسه في الحرب اللبنانية وهو مشروع تقسيمي بامتياز يختلف كليا عن اللامركزية الادارية التي ينادي بها البعض تخفيفا وتوزيعا لعمل مؤسسات الدولة على المناطق. وهذه المسألة تصبح اكثر خطورة إذا ما ربطناها بالشعار الآخر او التعددية بحيث تتوضح الاهداف الحقيقية للامركزية المطروحة. فالتعددية هي بالواقع تمايز فئوي يستهدف تفسيخ المجتمع الى مجموعات ثقافية والى ما يسمّى صراع حضارات.

ثانيا : إن الحياد كاقنوم ثالث في هذا المشروع هو امتداد لمقولة المرحوم جده بيار الجميّل قوة لبنان في ضعفه. وقد أوصلتنا هذه المقولة سابقا وحاليا الى تدويل لبنان ولم توصلنا الى الحرية والسيادة والاستقلال كما يحلو للشيخ الصغير أن يردد دائماً.

ثالثاً : إن خطورة هذا المشروع لا تقع في طرحه النظري إنما في الممارسة التي يعتمدها سامي الجميل في حركته اليومية وفي التعبئة الطائفية والمذهبية التي ينتهجها. فتصريحه الصحافي الاخير بعد احداث الجامعة اليسوعية إثر خلاف بين الطلاب على الانتخابات يدّل دلالة واضحة على الخلفية التي ينطلق منها كما تدل على الاهداف الساعي الى تحقيقها. فهو بالواقع يريد جامعة وحتى منطقة منعزلة وصافية ليس لها صلة اجتماعية وثقافية مع « الآخر» في الوطن. ولعلً عناوين الانفتاح والحوار ليست اكثر من تكتيكات متبعة لتمرير تعبئة داخلية تكون أساساً لمشروعه القديم الجديد.

رابعاً : ان هذا المشروع المجرّب سابقاً وهو نسخة عن المشروع الانعزالي القديم لا يوصل إلا الى الصراع والاقتتال الداخلي ومن المؤكد انه لا يحمل اية نسبة من نسب النجاح. غير أنه يوصل الى مسألة واحدة كما وصل سابقه وهي طلب المساعدة من «الشيطان». والشيطان جاهز في عقل سامي الجميل. ألم يبرّر سابقاً العلاقة مع العدو « الاسرائيلي» نظراً للحاجة.

سامي الجميّل قُلْ : اللّه الله لا تدخلني في التجربة أبعد عني هذا الكأس.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024