إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

عن الأوروبيين المساندين لفلسطين وعن المسيحيين المتصهينين

نضال حمد

نسخة للطباعة 2009-12-19

إقرأ ايضاً


بعد أيام قليلة يطل علينا عيد الميلاد المجيد حيث يحتفل المسيحيون في كل الدنيا بمولد السيد المسيح عيسى بن مريم ، حامل رسالة السلام والتسامح ، والذي يلقبه البعض عندنا بالفدائي الفلسطيني الأول. وسواء كان كذلك أم لم يكن فهو أول من وقع ضحية للعقليات الغيبية وصلب حتى الموت لأنه صاحب رسالة ضد العنف والجهل والاستغلال والعدوان. طبعاً فلسطين المحتلة هي أرض الرسالات والمكان الذي شهد ولادة وانبعاث رسالة السيد المسيح. ومازال المسيحيون في فلسطين وخارجها يحملون صليبه على اكتافهم ويقاومون مع اخوانهم المسلمين الصهاينة الغزاة المحتلين.

عندما نتحدث عن عيد الميلاد لا يمكننا المرور مر الكرام على المتضامنين العالميين مع القضية الفلسطينية في اوروبا فهؤلاء في غالبيتهم وإن كانوا يساريين وشيوعيين وثورييين ، انما هم بالأصل من عائلات ومجتمعات مسيحية. وهم بمشاعرهم ونبل أخلاقهم وقفوا مع المظلومين ضد الظالمين ومع أصحاب الحقوق العادلة ضد مغتصبيها. ففي النرويج مثلاً توجد عشرات المؤسسات والجمعيات والمراكز والكنائس والمنظمات السياسية والروحية والنقابية التي تؤيد حق الشعب الفلسطيني بالحرية والدولة والاستقلال والعودة والعيش بسلام اسوة بكل الشعوب. هؤلاء بلغوا في الفترة الأخيرة نسبة كبيرة على اثرها أعلنت التجمعات اليهودية والصهيونية والمسيحية المتصهينة حرباً على الشعب النرويجي والدولة النرويجية وعلى المتضامنين مع شعب فلسطين وقضيته العادلة. وأخذوا يروجون لدعايات مغرضة تقول أن اللاسامية والعداء لليهود في النرويج والسويد واسكندنافيا في ازدياد كبير. وقد قرأت قبل أيام في صحيفة "اوتروب" النرويجية رداً ل "ياكن بيرون ليان" السفير النرويجي في فلسطين المحتلة على الدكتور الصهيوني " مانفرد غيريستنفيلد " الذي نشر بحثاً من عدة صفحات في صحيفة "جيروزالم بوست" وجه فيه اتهامات خطيرة وبث اكاذيب رخيصة عن الشعب والدولة في النرويج والسويد ووصفهما بمعاقل العداء للسامية. الدكتور مانفرد نفسه مستوطن صهيوني قدم الى فلسطين المحتلة من فرنسا سنة 1968..

قالوا ويقولون هذا لأنهم خسروا معركة الرأي العام في الشارع الأوروبي . وجاءت مجازرهم في فلسطين المحتلة ولبنان لتعريهم تماماً ، ففي حرب تموز 2006 اثناء العدوان الصهيوني على شعب لبنان وقف أهم روائي نرويجي "يوستن غاردر" صاحب رواية "عالم صوفي" الشهيرة ، وصرخ بأعلى الصوت أنه لم يعد يعترف ب"اسرائيل" ووصفها بالدولة الهمجية الدموية.. سرعان ما تعرض على اثرها لحملة شرسة من اللوبي اليهودي الصهيوني العالمي. نفس الشيء فعلوه من " اريك لينستاد " المنتج الفني والموسيقي الكنسي النرويجي الذي طالب بمقاطعة ثقافية واكاديمية لكيان الصهاينة العدواني الاحتلالي. لكن لا هو ولا غاردر ولا رئيس وزراء النرويج الأسبق "كوري فيلوخ" الذي حرص طوال فترة العدوان على غزة 2008 / 2009 على فضح "اسرائيل" امام الراي العام النرويجي .. فتعرض ولازال يتعرض لحملات شبيهة بسبب مواقفه القوية المؤيد للقضية الفلسطينية ، والتي تفضح عدوانية الصهاينة.

أن الشعب النرويجي بطبيعة الحال ورغم وجود عشرات المؤسسات التي تعمل فيه منذ عشرات السنين لمساعدة وخدمة "اسرائيل" ، وقف وقفة انسانية عقلانية جادة مع فلسطين وضد الاحتلال. بحيث تشير الاحصائيات الى ان غالبيته تعارض الصهاينة وتساند حقوق الشعب الفلسطيني. وهذا بحد ذاته انتصار هام وكبير لأصدقاء فلسطين الذين عملوا منذ عشرات السنين لابراز الحقوق الفلسطينية ، فلم تكن سنوات عملهم تلك بالهينة ولا بالسهلة بتاتاً ، فقد كان المحيط العام في سنوات الستينات والسبعينات وبداية الثمانينات معادياً للقضية الفلسطينية ومنحازاً للصهاينة. لكن في منتصف الثمانينات بدأت النظرة تتغير وتتبدل ، حيث كان للجنود النرويجيين الذين خدموا في قوات الطوارئ الدولية دوراً أيضاً في فضح جرائم الاحتلال الصهيوني وكشف القناع الذي تستر به لسنوات طويلة. والأهم في هذا كله هو التغير الكبير والملموس الذي طرأ على مواقف الكنائس في النرويج وعلى مواقف بعض القسيسين والمطارنة والقادة الروحيين. هؤلاء ساهموا ويساهموا الآن في تغيير الصورة وفي فضح الهمجية الصهيونية الاستيطانية العدوانية الاستئصالية في فلسطين المحتلة. وقد اصدر بعضهم قبل عدة أيام نداءاً للدفاع عن المسيحيين في فلسطين ولمواجهة ضم الاراضي الفلسطينية بالقوة واستيطانها من قبل الصهاينة.

في النرويج هناك مؤسسات ومنظمات ولجان هامة تناصر الشعب الفلسطيني مثل :

لجنة فلسطين النرويجية ، مجموعة فلسطين في البداية كانت أيضاً جبهة فلسطين .. وهناك منظمة الشبيبة لأجل فلسطين حرة ، وكذلك المنظمة النرويجية الموحدة لأجل فلسطين ، تحالف كبير يضم غالبية الشخصيات والمؤسسات والمنظمات والأحزاب والقوى وأعضاء البرلمان المساندين للقضية الفلسطينية ويعود الفضل في تأسيسه للراحل الكبير " شيل بيغستاد " مؤسس جبهة فلسطين ومجموعة فلسطين في النرويج قبل أكثر من 40 عاماً مضت. كما هناك لجان وجمعيات في الاقاليم والمدن والبلدات النرويجية الممتدة من اوسلو حتى أقصى شمال النرويج. تقوم الجالية الفلسطينية في النرويج عبر هيئاتها وقيادتها بالتنسيق معهم والعمل المشترك لأجل خدمة فلسطين.. كذلك هناك الآن مجموعة أصدقاء فلسطين في البرلمان النرويجي التي تضم 28 نائباً منهم 18 من حزب العمل و10 من حزب اليسار الاشتراكي 0شريكان في حكم النرويج) وواحد من حزب "هويرا " اليميني المحافظ " ثورن بيورن ر. اساكسين " (معارضة)، والطريف أن هذا الأخير قام بتسجيل عضوية أيضاً مع لجنة اصدقاء اسرائيل" بالبرلمان النرويجي ، البالغ عدد افرادها 27 منهم 14 من حزب التقدم المسيحي المعادي للأجانب والمسلمين ، 10 من حزب الشعب المسيحي المتصهين و 3 من حزب هويرا اليميني المحافظ . إذا ألقينا نظرة على المسجلين في اللجنتين نرى أن اصدقاء فلسطين أكثر بعضو واحد. وهذا شيء كبير لأن هذه اللجنة البرلمانية الصديقة لفلسطين عمرها قصير جداً بينما لجنة اصدقاء " اسرائيل " تأسست منذ عشرات السنين 1974 ، وضمت في الفترة الأولى 84 نائباً ، ثم في الفترة البرلمانية الممتدة من 1977 - 1981 ضمت 100 نائب من أصل 150 .كان نصفهم من حزب العمل ، أما الآن فلا يوجد مع لجنة أصدقاء "اسرائيل" أي عضو من اليسار النرويجي... بعد غزو لبنان سنة 1982 تبدلت الأحوال بشكل كبير فتركت احزاب اليسار هذا الاطار وأخذت تتجه نحو تفهم القضية الفلسطينية بشكل أفضل.

هناك أيضاً مؤسسات ومنظمات صهيونية ومسيحية متصهينة صديقة للكيان الصهيوني تعمل منذ عشرات السنين في النرويج ، وهي التالية :

السفارة المسيحية العالمية في القدس تأسست سنة 1980 ردأ على قيام دول كثيرة بنقل سفاراتها من القدس المحتلة الى تل ابيب. لديها أعضاء في 20 بلداً . و15 الف عضوا في النرويج، عقيدتها مسيحية صهيونية.

منظمة "اسرائيل" والكلمة : تأسست سنة 1978 تحالف منظمات مسيحية ولها منظمة لوثرية شقيقة في الدنمارك. لديها بين 1500 - 1600 عضو و 9700 مشترك في مجلتها .

مركز كارمل : مؤسسة مسيحية تعمل منذ 1949 في كنيسة البحارة المسيحية، ترسل الحجاج المسيحيين من بلدان الشمال الاوروبي الى فلسطين ، تقول ان هدفها " نشر المعرفة اي التبشير بالكتاب المقدس ، وخلق اتصال بين اليهود والمسيحيين ، وبين اسرائيل ودول الشمال".

البعثة النرويجية لاسرائيل : تأسست سنة 1844 لإعطاء البشارة لليهود وايقاظ الحب لاسرائيل بين المسيحيين في النرويج. في تلك الفترة كان اليهود ممنوعين في النرويج لديها 8000 مشترك في المجلة التبشيرية ، وقاعدة بيانات لأكثر من 15 عضو مساند ومؤيد بطريقة أو بأخرى.

مع اسرائيل من أجل السلام : مؤسسة (لاحظوا اسمها المنحاز للصهاينة)تدعي انها منظمة علمانية لكن لديها أعضاء مسيحيين ،بدأت فكرتها سنة 1975 بين مجموعة من الطلبة النرويجيين ثم تأسست رسمياً سنة 1978 / لديها ما يقرب من 2300 عضو.

منظمة ساعدوا اليهود للعودة الى وطنهم : تعرف عن نفسها بأنها منظمة سياسية وانسانية مهمتها مساعدة اليهود على السفر الى " اسرائيل " وتيسير عملية انتقالهم الى الوطن الجديد. تدعي بأن كثير من المسيحيين يدعمونها. وكذلك منظمات انسانية وطوائف دينية يهودية ومسيحية.

كمار ترون هناك من هم مع فلسطين وشعبها ومن هم ضدها وضد حق شعبها بالحياة .. طريق الآلام طويل وممتد حتى القدس والى أن يستطيع الفلسطيني اعادة تعبيد درب الآلام وتنظيفه من العوائق والاشواك والأسلاك والألغام والغرباء كل عيد وأنتم صامدون ..


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024