إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

عباس يعاقب الجبهة الشعبية والتحرير الفلسطينية

نضال حمد

نسخة للطباعة 2010-10-16

إقرأ ايضاً


نشر موقع الكتروني فلسطيني خبراً مفاده أن محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية ، اتخذ قرارين عقابيين ماليين جديدين بحق فصيلين فلسطينيين، هما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وجبهة التحرير الفلسطينية اللذان لهما ممثلين في اللجنة التنفيذية للمنظمة هما عبد الرحيم ملوح نائب امين عام الجبهة الشعبية ، و علي اسحاق امين عام جبهة التحرير الفلسطينية ، وكلاهما عارض سياسة عباس وواجهه في الاجتماعات الأخيرة للجنة التنفيذية في رام الله.

لم يكن قرار عباس العقابي بالمفاجئ لأحد ، وهو يعرف من اين تأكل الكتف كما يقول المثل العربي.. فالفصائل نفسها تعي أن عجزها عن اتخاذ موقف حقيقي وحازم هو خوفها على الموازنة الشهرية التي تتلقاها من الصندوق القومي للمنظمة. وهذا الشيء يخص الجبهة الشعبية أكثر منه جبهة التحرير الفلسطينية ، فالأولى لها موازنة شهرية تبلغ ستون الف دولار امريكي. بينما الثانية لا موازنة لها وسنذكر الاسباب فيما بعد.

قرار عباس يعد حلقة جديدة من حلقات سياسته التدميرية ، التي قضت على حركة فتح كفصيل وطني مقاوم.. والتي تريد أن تجعل كل فلسطيني رهينة لأموال الدول المانحة . والتي تريد أن تقول لكل فلسطيني : إما المال وإما المواقف المعارضة.. وإما "الفيزا" كارت ، بطاقة الائتمان البنكية الصادرة برعاية امريكية اوروبية صهيونية وإما الرفض والممانعة.

القرار الذي استهدف الجبهة الشعبية يقضي بوقف صرف موازنتها الشهرية من الصندوق القومي الفلسطيني، والبالغة ستون ألف دولار شهريا، وذلك عقابا لها لاتخاذها قرارا بتعليق عضويتها في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورفضها الموافقة على توجه عباس للمفاوضات المباشرة مع الصهاينة. و القرار بدأ تنفيذه اعتبارا من مطلع الشهر الحالي تشرين الأول اكتوبر الجاري. وبالتأكيد سوف يكون للقرار مضاعفات على الجبهة ، لكن درب النضال القاسي والطويل لأجل حرية فلسطين ، يتطلب اتخاذ مواقف وطنية صلبة ، والتحمل والصبر والصمود ، والحفاظ على نهج الأسلاف. وإلا ماذا ستقولون للحكيم ، لوديع حداد ، لغسان كنفاني ولأبي علي مصطفى ، ولجيفارا غزة ولأبي صالح الأسدي إذا سألوكم عن احوالكم ومواقفكم ...؟!

القرار الثاني والذي استهدف علي اسحاق، الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية (جناح القائد الشهيد طلعت يعقوب)، الذي بحسب الموقع المذكور لم يتم ابلاغه بعد بقرار عباس، يقضي بوقف صرف فواتيره العلاجية والإدارية، وهي تشمل أساساً تغطية نفقات علاجه. وذلك على خلفية انتقادات وجهها لمواقف عباس السياسية خلال الإجتماعات الأخيرة للجنة التنفيذية لمنظمة التحريرالفلسطينية. وعلي اسحاق رجل في السبعين من العمر، ويقيم في رام الله ، ويرئس دائرة الشباب والرياضة في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ولم يعرف ما إذا كان قرار عباس يشمل وقف موازنة هذه الدائرة. أما فيما يخص موازنة جبهة التحرير الفلسطينية التي يشغل اسحاق امينها العام، فموقوفة منذ عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات..

قامت و تقوم القيادة المغتصبة لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ سنة 1984 بتقديم موازنة الجبهة للجناح المنشق عن جبهة التحرير الفلسطينية ومقره رام الله. هذا وعاشت وتعيش جبهة التحرير الفلسطينية منذ ان كان لازال امينها العام الأول الشهيد طلعت يعقوب حصاراً مالياً مستمراً منذ نهاية سنة 1983 ، على خلفية عدم قبولها ومعارضتها لسياسة الرئيس الراحل ياسر عرفات ، ولمن ورثه وجاء بعده في قيادة المنظمة والسلطة. وكذلك لرفضها الانضمام للذين انشقوا عنه بعد حصار بيروت الشهير سنة 1982.

شق جبهة التحرير الفلسطينية بدعم من قيادة المنظمة

ساهمت قيادة فتح والمنظمة في شق الجبهة نهاية سنة 1983 ، حيث قاد الانشقاق في حينه المرحوم ابو العباس نائب الأمين العام للجبهة ، الذي التحق بالقيادة السياسية للمنظمة رغبة منه في الخروج من سورية بسبب مشاكل شخصية وسياسية . وتبنت قيادة المنظمة في تونس المنشقين عن جبهة التحرير الفلسطينية وأصبحت موازنة الجبهة تقدم لهم ، فيما قطعت تماماً عن الجبهة الأم.وقادتها وكوادرها ومقاتليها وجرحاها وشهداءها وأسراها وعائلاتهم في الداخل والخارج.

عندما غادرت قيادة المنظمة تونس متجهة عبر اوسلو الى أراضي سلطة غزة واريحا ، توجهت معها الى هناك المجموعة المذكورة ، وكان من ضمنها علي اسحاق نفسه. وفي الجلسة الكلينتونية للمجلس الوطني الفلسطيني في غزة والتي ألغت الميثاق الوطني الفلسطيني صوت المرحوم ابو العباس ومن معه مع إلغاء الميثاق الوطني. ولا ندري ماذا كان موقف علي اسحاق يومها. بعد استشهاد ابو العباس في المعتقل الأمريكي في العراق المحتل ، تعثرت جهود المصالحة بين الطرفين ، وانتخب المرحوم ابو احمد حلب اميناً عاماً لجناح رام الله لكنه ما لبث ان توفي بنوبة قلبية.

انضم علي اسحق وكثيرين من قيادة الطرف الآخر المنشق الى الجبهة الأم في دمشق بعد رحيل ابو العباس ، و بعد جولات كثيرة من الحوار والمفاوضات. عين علي اسحق اميناً عاماً للجبهة بعدما تنازل السيد ابو نضال الاشقر عن الامانة العامة لأجل وحدة الجبهة.واكتفى بمنصب نائب الأمين العام.

في رام الله تم التوافق على تعيين واصل ابويوسف اميناً عاماً (عينه الشهيد طلعت يعقوب سنة 1984 ممثلاً للجبهة في الاتحاد العام لطلبة فلسطين) وناظم اليوسف (كان مسؤولاً لموقع عسكري صغير للجبهة قرب صور 1982) وبلال قاسم (عضو قيادة اقليم سورية 1983) نائبين للأمين العام. وللحقيقة والتاريخ فأن الثلاثة المذكورين هم من جيل الشباب ، ولم يكن اي منهم حتى عضوا في اللجنة المركزية للجبهة عند انشقاقهم عن التنظيم الأم. بينما نرى الذين مازالوا مع جناح دمشق غالبيتهم من اعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية المنتخبة من قبل أعضاء المؤتمر العام سنة 1979 في بيروت.

كل محاولات الحوار والوحدة تعثرت ، حتى أن أحد قادة جناج رام الله قال بالحرف : لا يوجد اي جامع يجمعنا :

نحن مع أوسلو هم ضد اوسلو

نحن مع عباس هم مع حماس

نحن مع المنظمة هم في التحالف

نحن شبعانين هم جوعانين ..

والأهم : نحن مبسوطين ومكتفين بالموازنة التي تأتينا فلماذا نتقاسمها مع الآخرين ..

بهذه الكلمات اختصر قائد المصادفة كل شيء..

أن موقف جبهة التحرير الفلسطينية التي يقودها علي اسحق يدعونا هذه الأيام للحيرة ، فهي ممثلة بشخص الأخير في اللجنة التنفيذية للمنظمة ، بينما هي ايضا عضو في تحالف القوى الفلسطينية في دمشق. وتحرص الجبهة على إدانة ورفض سياسة رئيس المنظمة والسلطة محمود عباس ، لكنها مازالت تتلكأ في اتخاذ موقف حازم وجاد من شخص عباس ونهجه السياسي المدمر للقضية الوطنية الفلسطينية. ولعل هذا الاجراء العباسي الأخير ضدها سيعجل في اتخاذ الموقف المذكور. خاصة ان الجبهة لا تستفيد مادياً من المنظمة باستثناء مرتب أمينها العام كعضو لجنة تنفيذية وفواتير علاجه.

وبحسب مصادر موثوقة فإن قيادة الجبهة ناقشت طوال الفترة الأخيرة امكانية اتخاذ قرار بتجميد عضويتها أو سحبها من اللجنة التنفيذية للمنظمة ،لكنها لم تخرج بقرارات واضحة. ويقول بعض المحللين أن خوف الجبهة نابع اولاً من احتمال قيام عباس بوضع السيد واصل ابويوسف امين عام المنشقين بدلاً عن علي اسحاق في عضوية اللجنة التنفيذية. وسبق لعباس ان قام بتعيين اعضاء في اللجنة التنفيذية واعادة مستقيلين للجنة بشكل كاريكاتوري وغير قانوني..

ينصح المختصون قيادة جبهة التحرير الفلسطينية بالانسحاب من اللجنة التنفيذية للمنظمة لأنها أصبحت لجنة شكلية ، لا كلمة لها ولا قرار، يقفز عباس وفريقه فوقها كلما أرادوا ذلك .. واصبحت مهمة اللجنة محصورة في تمرير قرارات تصل حد الخيانة والعمالة. يكفي ان رئيسها اكبر مفرط بحقوق الشعب الفلسطيني ويعتبر ان مسألة يهودية دولة اسرائيل شأناً إسرائيلياً وعالمياً لا علاقة للفلسطينيين به. فيما الرجل الثاني في المنظمة واللجنة التنفيذية ، أمين سرها ياسر عبد ربه يعترف بيهودية الدولة الصهيونية في فلسطين، اي يوافق على تشريد وترحيل فلسطينيي ال48 وعلى عدم عودة اللاجئين الفلسطينيين .. طبعاً هذه الخيانة العلانية في المواقف لا تليق بتضحيات وتاريخ الجبهة.

في الختام نقول للرفاق في جبهة التحرير الفلسطينية ، بما أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اتخذت قراراً نهاية الشهر الفائت بتجميد عضويتها في اللجنة التنفيذية أصبح لزاماً عليكم الآن ان كنتم تودون فعلاً اتخاذ قرارات صعبة أن تتخذوا موقفا أقوى ,اصلب من موقف الجبهة الشعبية، كي لا تظهروا وكأنكم تسيرون خلف موقف الجبهة الشعبية . الذي بدوره جاء باهتاً ، ضعيفاً ،وبلا طعم ولم يأت بحجم الطموحات ، كما ولم يرقى لمواقف يمكننا اعتبارها صلبة و هادفة ومؤثرة. مع تفهمنا لظروف وحجم ودور وقوة الشعبية في هذا الزمان الرخو.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024