إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

ألا يخجل هواة السلام من دمع أم الشهيد؟

نضال حمد

نسخة للطباعة 2011-10-18

إقرأ ايضاً


قرأت خبرا نشرته وكالة معا الإخبارية الفلسطينية عن نية الاحتلال الصهيوني إطلاق سراح جثمان الشهيد حافظ أبو زند، احد الشهداء الذين قضوا في عملية فدائية في غور الأردن سنة 1976 وتم احتجاز جثمانه في مقابر الأرقام، حيث توجد جثامين مئات الشهداء الفلسطينيين والعرب، الذين استشهدوا في عمليات فدائية نفذتها الفصائل الفدائية الفلسطينية عبر حدود الدول العربية مع فلسطين المحتلة خلال سنوات النضال الوطني الفلسطيني قبل سلام شجعان أوسلو.

جاء في الخبر حسبما نشرت وكتبت الوكالة أن "إسرائيل" للأسف هكذا عادة ترد في غالبية وسائل الإعلامية الفلسطينية والعربية وهذا نوع من أنواع التطبيع والتعويد على تقبل وجود هذا الكيان الصهيوني في شرق المتوسط.

جاءت "إسرائيل" ومشتقاتها كذلك بدون وضعهم بين قوسين، و"إسرائيل" تعني بلغة ولهجة الحنظليين من إخوة وأخوات و أحفاد الشهيد الفنان المبدع ناجي العلي، ابن الشجرة في فلسطين المحتلة سنة 1948 "الكيان الصهيوني". الذي احتل ومازال يحتل شجرة ناجي العلي وكافة الأشجار الفلسطينية من رفح وحتى الناقورة. وكان ناجي في غالبية رسوماته يصر على استخدام تعبير كامل وكان يقصد به دائما كامل التراب الوطني الفلسطيني.

في الخبر الذي نشرته وكالة معا ورد الكلام التالي على لسان السيد سالم خلة منسق عام الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب المحتجزة لدى الكيان الصهيوني: "وأوضح منسق الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب أنه سيتم الإعلان في وقت لاحق عن ترتيبات تشييع ودفن جثمان الشهيد حافظ أبو زنط داعياً أن يكون هذا التشييع بما يليق بكرامه الشهداء الذين قضوا لأجل حق شعبنا في تقرير المصير والعودة واستقلال دولة فلسطين على حدودها المحتلة عام 1967 هذا الهدف الذي نقترب منه اليوم بكفاحنا الوطني لنيل دوله فلسطين عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة".

أولاً يجب ان نصحح للسيد خلة كلامه لأنه يضر بالقضية الفلسطينية من ناحية تعميم ونشر ثقافة التسليم بشرعية كيان الاحتلال الصهيوني واحتلاله لأرض الشعب الفلسطيني ولفلسطين وطن الشعب الفلسطيني. ففلسطين معروفة الحدود والجغرافيا والتاريخ، وهي بكل بساطة فلسطين التاريخية العربية من جنوبها الى شمالها، يعني من رفح حتى الناقورة. وإذا كانت مازالت حتى الآن تخضع للاحتلال الصهيوني بالرغم من مشيئة أهلها فهذا لا يعطي الحق لأحد بالتنازل عنها. ولا باستبدال جغرافيتها وحدودها وفق أهواءه السياسية.

كلام السيد خله عن الشهداء والتشييع الذي يليق بهم وبكراماتهم شيء جميل لكن ربط ذلك بقوله " التشييع بما يليق بكرامه الشهداء الذين قضوا لأجل حق شعبنا في تقرير المصير والعودة واستقلال دولة فلسطين على حدودها المحتلة عام 1967 هذا الهدف الذي نقترب منه اليوم بكفاحنا الوطني لنيل دوله فلسطين عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة: "هذا الهدف ليس هدف الشعب الفلسطيني، الذي قدم ومازال يقدم الغالي والنفيس لأجل تحرير كل فلسطين. بل هو هدف حفنة من أصحاب التوجهات السياسية التي أضرت ومازالت تضر بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه وفي عودته الى أرضه المحررة ودولته المستقلة الحقيقية".

وهذا الكلام الذي جاء في تصريحات السيد خله يحمل في طياته اهانة للشهداء ولكراماتهم ولتضحياتهم وللقضية المقدسة التي استشهدوا من اجلها ولأجلها. فالشهداء عندما اختاروا طريق الثورة والكفاح المسلح والمقاومة ضد الاحتلال الصهيوني فعلوا ذلك من أجل تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني، وإقامة دولة فلسطين العلمانية الديمقراطية المستقلة المحررة على ارض فلسطين الكاملة، وليس على جزء من أرض فلسطين فقط مقابل التسليم للاحتلال ببقية ارض الوطن، والتخلي عن حق العودة لملايين الفلسطينيين الى بلداتهم ومدنهم وقراهم التي هجروا منها. وليس لأجل الاعتراف بشرعية الاحتلال على بقية ارض فلسطين مقابل دولة في حدود 1967 .

كيف سيشرح السيد سالم خلة لام الشهيد ابو زنط ان ابنها استشهد سنة 1976 من اجل دولة فلسطينية على حدود 1967 ؟

وأن هذه الحدود هي حدود دولة فلسطين التي استشهد ابنها حافظ لأجلها؟

هل أراد السيد خله ان يبدو معتدلاً في زمن الاعتدال العربي والفلسطيني الزائد عن اللزوم والذي وصل حد التفريط بكل الثوابت؟ ألم يقرأ هؤلاء كلمات الثائر الأممي الكبير الراحل ارنستو تشي جيفارا عن الاعتدال والى أين يؤدي؟

يقول جيفارا في الاعتدال: "إن كلمة الاعتدال هي أحدى الكلمات التي يحب استخدامها وكلاء الاستعمار. فهو معتدل كل من يشعر بالخوف، أو كل من يفكر، بطريقة ما، بالخيانة. أما الشعب، فلا يمكنه أن يكون معتدلاً بأي طريقة من الطرق." وأمهات الشهداء الفلسطينيين وعائلاتهم ليسوا من المعتدلين ولا يؤمنون بالمصطلحات الرنانة ولا بالأخرى التي طغت على السياسيين الفلسطينيين في زمن المرحلة الاوسلوية.

كما أن هؤلاء يؤمنون ويعرفون ويعلمون بشكل قاطع أن أبناءهم استشهدوا لأجل فلسطين كل فلسطين ولأجل كامل التراب الوطني الفلسطيني.

ألا يخجل هواة السلام من دمع أم الشهيد؟


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024