إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

منظمة شبيبة حزب العمال النرويجي ضحية الإرهاب اليميني والتطرف الأوروبي

نضال حمد

نسخة للطباعة 2011-07-30

إقرأ ايضاً


تعتبر هذه المنظمة من اكبر المنظمات النرويجية المؤيدة للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني في كفاحه من أجل نيل الاستقلال والحرية. كما أنها تتقدم في موقفها من الاحتلال الصهيوني على قادة وساسة الحزب والدولة في النرويج. وكان لها في السنوات العشر الأخيرة مواقف هامة في نصرة القضية الفلسطينية وتغيير الرأي العام في النرويج. وشاركت بفعالية في كافة النشاطات المناصرة والمؤيدة للقضية الفلسطينية هناك. وأصبحت من المنظمات التي تلتزم التضامن مع الشعب الفلسطيني. وشاركت وتشارك في المنظمة النرويجية الموحدة من أجل فلسطين ، هذا الإطار التحالفي الذي يجمع كافة المنظمات والمؤسسات والشخصيات والفعاليات والحركات المناصرة للشعب الفلسطيني في النرويج. ويعود الفضل في تأسيس هذه المنظمة للراحل الكبير شيل بيغستاد أحد أهم قادة التضامن والمناصرة في النرويج ، والذي توفي صيف سنة 2008 . حيث عمل جاهدا على إيجاد إطار يجمع كل المناصرين للقضية الفلسطينية. وكان لي شرف العمل في قيادة هذه المنظمة لعدة سنوات استفدت خلالها من حنكة وحكمة شيل بيغستاد. وكذلك من كافة الذين عملت معهم سواء من الشبيبة او غيرها.

قامت وفود عديدة من منظمة الشبيبة العمالية النرويجية بزيارات كثيرة إلى فلسطين المحتلة وبالذات إلى الضفة الغربية وسابقا إلى قطاع غزة قبل أن تحسم حركة حماس أمر الحكم فيه. ومن المواقف المميزة لقادة المنظمة في الفترة التي تبعت مجازر حملة السور الواقي ومذبحة مخيم جنين، كان موقف (غري لارسن) الرئيسة السابقة للمنظمة والتي تشغل حاليا منصب مدير عام وزارة الخارجية النرويجية خلفاً لرايمون يوهانسون الذي أصبح أمينا عاما لحزب العمال. حيث قام الاحتلال بإعادة لارسن ثلاث مرات من مطار اللد (بنغريون) ومن معبري رفح مع مصر و الجسر مع الأردن ، وعلل الاحتلال الصهيوني منعه للارسن من دخول فلسطين المحتلة بمواقفها المعادية للصهاينة والمنحازة للفلسطينيين. كما أن لارسن أعلنت في تلك الفترة نيتها رفع دعوى قضائية ضد شارون بتهمة ارتكاب مجازر ضد الإنسانية.

في سنة 2006 قام وزير شؤون اللاجئين في حكومة حماس السيد عاطف عدوان بزيارة النرويج بناء على دعوة وجهتها له الجالية الفلسطينية في النرويج. وتمت الزيارة حيث كان لبعض كوادر حزب العمال وهم من شبيبة الحزب سابقاً وكذلك لمنظمة الشبيبة وقادتها دورا في إنجاح الزيارة بالرغم من أن حزب العمال النرويجي شقيق لحركة فتح في الاشتراكية الدولية، ومنظمة الشبيبة العمالية شقيقة لمنظمة شبيبة فتح الفلسطينية. وأذكر أن رئيس المنظمة (اكسيل بيدرسين) اتصل بي وطلب عقد لقاء موسع مع الوزير عدوان في مكتب الشبيبة وابلغني أن كافة قادة الشبيبة العمالية سوف يكونوا حاضرين في اللقاء. و اسكيل بيدرسين كان موجودا في المخيم في جزيرة اوت اويه يوم 22 تموز - يوليو الجاري اثناء المذبحة لكنه نجا من الموت. وبالفعل تم اللقاء وكنت موجودا هناك ورأيت بأم عيني الحفاوة التي حظي بها وزير حماس الفلسطيني. فالشبيبة كانت تتعامل مع الوزير على انه وزير فلسطيني منتخب بالرغم من انه من حماس. وهذا ما لم يعجب بعض أركان شقيقتها الفلسطينية نتيجة الخلافات الحادة بين فتح وحماس.

مخيم الشبيبة يقام في الجزيرة المذكورة منذ عشرات السنين و يمكن القول ان كافة القادة الحاليين للحزب والدولة في فترة المراهقة والشباب مروا على المخيم في جزيرة أوت أويه. فمن هناك تبدأ رحلة الصعود السياسي لقادة الحزب. ويقام المخيم مرة في السنة في شهر تموز- يوليو في نفس المكان وبدون حراسات. ويشارك في المخيم مئات وأحيانا أكثر من أعضاء الشبيبة العمالية الذين يتوافدون من كافة المناطق النرويجية. كما تتم دعوة وفود من منظمات شبيبة شقيقة وصديقة. ومنذ نحو عشر سنوات تشارك وفود فلسطينية تمثل شبيبة حركة فتح بحكم أن حزب العمال وحركة فتح حزبان شقيقان. وترفع في المخيم شعارات مؤيدة ومساندة للقضية الفلسطينية وأخرى تدين الاحتلال الصهيوني وتطالب بمحاسبته ومقاطعته. كما تقام ندوات سياسية يتحدث فيها قادة ووزراء وسياسيون ونقابيون نرويجيون وضيوف فلسطينيون وغيرهم. ويشارك في تلك الندوات فلسطينيون من المقيمين في النرويج، ومن هؤلاء من ينتمي لحزب العمل وشبيبته وآخرين ينتمون لأحزاب أخرى. فالمهم بالنسبة للشبيبة أن يكون الصوت الفلسطيني حاضرا وان يقوم الفلسطينيون بإيصال رسالتهم إلى الشبيبة بأنفسهم.

بحسب بعض المواقع الإعلامية المحلية وبعض المشاركين في المخيم فأن الشبيبة ناقشت قبل يومين من وقوع المذبحة وبحضور وزير الخارجية النرويجي يوناس غاهر ستوره إعلان إقامة الدولة الفلسطينية المزمع في أيلول- سبتمبر القادم. وطالبوا الحكومة ووزير الخارجية الاعتراف بالدولة الفلسطينية وكذلك دعوا إلى مقاطعة الكيان الصهيوني. وجدير بالذكر أن الشبيبة شاركت وتشارك في حملة مقاطعة(إسرائيل) في النرويج.

هذا وذكرت الأنباء من المخيم ان الشبيبة التقوا وزير الخارجية النرويجي يوناس غاهر ستوره، وطالبوا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. وجاء رد الوزير( إن الفلسطينيين يستحقون دولة لهم، وقال (يجب أن ينتهي الاحتلال، ويجب أن يهدم الجدار الآن). وكان الحوار يدور في ظل يافطات عريضة كتب عليها باللغة النرويجية (بويكوت إسرائيل) أي قاطعوا (إسرائيل). لكن ستوره والحكومة النرويجية يرفضون مبدأ المقاطعة ويعتبرونه توجها غير صحيح في حين أن بعضهم يعتبره غير مجدي خلافاً لمواقف حزب اليسار الاشتراكي الشريك في الحكومة والذي تبنى ويتبنى رسميا مبدأ مقاطعة الكيان الصهيوني. وتجدر الإشارة إلى أن رئيس منظمة الشبيبة العمالية اسكيل بدرسين قال أن الشباب يطالبون بفرض المقاطعة الاقتصادية على (إسرائيل). .

عندما نعرف هذه المعلومات ونعرف موقف الشبيبة من الكيان الصهيوني ومن القضية الفلسطينية بالإضافة لوجود عدد كبير من الشباب المسلم والأجنبي في صفوف المنظمة حيث قتل 9 من أصول أجنبية 6 منهم مسلمين ومن بينهم قادة في الشبيبة في مذبحة مخيم اوت اويه. عندما نعلم أيضا أن المجرم اندرش بيرفيك الذي هاجم المخيم كان من الحريصين على كتابة التعليقات المعادية للمسلمين واليساريين والمناصرة للصهاينة في الموقع النرويجي اليميني العنصري المعروف دوكومنت دوت نو، 72 تعليق معادي للإسلام. تصبح الصورة أكثر وضوحاً. وهذه ليست هي المرة الأولى التي يبرز فيها دور هذا الموقع الالكتروني العنصري الفاشي المتصهين، أثناء العدوان الصهيوني على غزة سنة 2008-2009 قام هذا الموقع بشن حملة عنيفة على موقع الصفصاف الفلسطيني العربي النرويجي وعلى مديره كاتب هذه السطور. بحجة ان الموقع معادي للكيان الصهيوني أي بالنسبة لهم معادي للسامية.

ان هدف العدوان على مخيم الشبيبة وقبله بساعتين على مجمع الوزارات في أوسلو يعتبر رسالة واضحة مفادها ان الفاشيين والمتطرفين العنصريين سواء في النرويج و أوروبا وهم في غالبيتهم من المتأثرين بالفكريين الصهيوني والصليبي وبمفكري الصهيونية العالمية والعنصرية الغربية ، التي لها مواقع الكترونية ومدونات ومحطات فضائية وتلفزيونية عديدة تنشر العنصرية والكراهية للمسلمين والعرب والفلسطينيين ولليساريين والمتسامحين والانفتاحيين في أوروبا والغرب عموما. كان واضحا انه يريد ضرب التسامح والانفتاح.. وخير دليل على ذلك تغطية محطة فوكس الأمريكية للأحداث في النرويج إذ بالرغم من إعلان السلطات في أوسلو عن اعتقال الإرهابي المهاجم والاعتراف بأنه نرويجي أباً عن جد ، إلا أنها واصلت تغطيتها والحديث عن أن الذي يقف وراء الهجمات إرهابيون إسلاميين.

رسالة الإرهاب اليميني الأوروبي المتطرف كانت واضحة جدا :

هدف المجرم ومن وقف معه من تنفيذ المجزرة هو القضاء على مركز القيادة السياسية النرويجية.

ضرب الحكومة وقادة السلطة الوطنية ورئيس الحكومة وشبيبة الحزب حيث تتم عملية بناء الكادر الحزبي وقادة المستقبل. مهاجمة كبار المسئولين والشباب، بهدف القضاء على أكبر عدد ممكن من الوزراء والقادة الحاليين والمستقبليين للحزب.

ضرب سياسة الانفتاح والتسامح التي تنتهجها السلطات في النرويج وتتبناها أحزاب اليسار والوسط.

التأكيد على أن الإرهاب هو السبيل الوحيد لما يعتبرونه تحرير أوروبا من الأسلمة والمسلمين واليساريين.. كما ورد في المانيفيست المكون من 1518 صفحة والذي كتبه ونشره بيرفيك بنفسه قبل تنفيذ جريمته المزدوجة.

ردود الفعل التي شهدتها البلاد ولازالت تشهدها أتت بمردود عكسي إذ ازدادت شعبية حزب العمال واليسار وشعبية منظمة الشبيبة العمالية بنسب عالية . وتأتي الزيادة قبيل انتخابات البلدية المزمع إقامتها في أيلول- سبتمبر القادم. فيما انخفضت شعبية أحزاب اليمين وبالذات حزب التقدم المسيحي المعروف بعدائه للمهاجرين الأجانب وللمسلمين بشكل خاص. وللعلم فأن المجرم الإرهابي اندرش بيرفيك كان عضوا في الحزب المذكور و من قادة شبيبته لعدة لسنوات. قبل أن يتركه ويبدأ العمل على إقامة منظمة إرهابية يمينية لتحرير أوروبا من أعدائه.

يتبع


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024