تحت عنوان "يد الموت تنتزع في أسبوع قبضة من جنودنا"، قالت جريدة "الزوابع" الأسبوعية في أحد أعدادها الصادرة في شهر ايلول 1957 ما يلي:
في الأسبوع الأسود الذي مرّ واختطف مصطفى أرشيد ويوسف حاتم وشاهين شاهين، انتزع الموت من بيننا الأمين فؤاد أبو عجرم عضو المجلس الأعلى ورئيسه السابق.
وبعد أن عرضت "الزوابع" للمأتم الحاشد الذي أقيم للأمين فؤاد أبو عجرم، قالت تحت عنوان "مأتم الرفيق المناضل شاهين شاهين ومأتم الرفيق الشاعر يوسف حاتم" ما يلي:
" كان شاهين شاهين مثالاً حياً للصراع القومي الإجتماعي ورائداً من رواد هذه النهضة. (فباكراً) في عام 1936 أخذت أفكار ومبادئ النهضة تصل إلى أفريقيا الغربية وإلى الشاطئ الذهبي (غانا) على الأخص. في ذلك العام ذهب الرفيق الراحل رفيق الحلبي(1) إلى الشاطئ الذهبي ومع قبضة من المواطنين النبلاء كان منهم أسد الأشقر وشاهين شاهين تأسس الفرع الأول للحزب السوري القومي الإجتماعي في شاطئ الذهب. ومن ذلك اليوم انطلق شاهين في حلبات الصراع، فكان لفترة طويلة مسؤولاً في هيئة منفذية شاطئ الذهب. وعاد الرفيق شاهين إلى الوطن في أيار الماضي يشكو المرض العضال في كبده. فما اكتحلت عيناه بمرأى برية وطنه وأرض بلاده ووجوه رفقائه وخلانه.
وبعد آلام شديدة هي بعض الآلام التي عاناها ويعانيها المصارعون من أجل القضية المقدسة، توفي الرفيق شاهين وهو في شرخ الشباب وفي زهو العمر وقمة الجهاد. وقد جرى له مأتم حافل في بكفيا نظمه واشترك فيه القوميون الإجتماعيون وفي مقدمتهم حضرة رئيس الحزب الذي ألقى كلمة منشورة تحت هذا الكلام. كما ألقى الأمين عبدالله قبرصي كلمة تأبينية عن جهاد الرفيق الفقيد.
*
ولأني كنت كتبت عن كلّ من الأمينين مصطفى ارشيد وفؤاد أبو عجرم، وعن الرفيق يوسف حاتم(2)، فقد رحت أبحث عمن يقدم المعلومات المفيدة لسيرة الرفيق شاهين شاهين إلى أن ساهم الرفيق نبيل ملاح في الأمر، فاتصل بالرفيق سعاده شاهين بحيث أمكننا أن نهيّئ نبذة تضيء على الرفيق شاهين شاهين، حسبما توفر لدينا من معلومات.
*
في مؤلفه "بكفيا الكبرى ونحن" يورد الأمين جهاد العقل في الصفحتين 575 . 576 وتحت عنوان "الإعتداء على مأتم شاهين شاهين" ما يلي:
انتمى شاهين يوسف شاهين الحاج بطرس، ابن ساقية المسك (بكفيا)، إلى الحزب السوري القومي الإجتماعي في كوماسي (غانا) قبل العام 1940، وشغل مسؤولية "ناظر المالية"، في منفذية غانا، وترأس (النادي السوري) في كوماسي.
تأهل من حنّة ابنة أخت الامين أسد الأشقر، وهو عديل الامين منصور عازار زوج مارينا شقيقة حنّة.
أقام شاهين شاهين في صيف 1953 وليمة على شرف "الأمينة الأولى" – زوجة سعاده - في منطقة نعص – بكفيا حضرها أعضاء "مديرية بكفيا" وحشد من المواطنين.
توفي الرفيق شاهين شاهين في 25 آب 1957، صُلّي على جثمانه في كنيسة سيدة المعونات (ساقية المسك)، ودفن في مقابر دير مار يوسف – بحر صاف.
حضر المأتم وفد حزبي يتقدّمه رئيس الحزب الامين أسد الأشقر، وهيئة منفذية المتن المؤلفة من المنفذ العام الامين اميل رعد(3)، ناظر التدريب الامين بشير عبيد، ناظر الإذاعة الامين منصور عازار، وناظر المالية الرفيق سليمان كتاني(4)، وحشد غفير من المواطنين والقوميين الإجتماعيين، وقد تولى رفقاء "مديرية بكفيا" مسؤولية التنظيم والأمن بإشراف ناظر التدريب الامين بشير عبيد.
ماذا حدث في مأتم شاهين شاهين؟ مرافق الرئيس الامين أسد الأشقر
الرفيق صبحي عبد الرحمن(5) يروي:
" بإمكاني أن أروي لك الحادث: ذهب الأمين أسد الأشقر إلى بكفيا يرافقه أخي، الرفيق عبد الرحيم إلى الكنيسة في بكفيا، حيث تجمع جمع غفير من الرفقاء والأصدقاء. صعد الأمين أسد إلى درج الكنيسة، وبدأ بإلقاء كلمته التأبينية، وإذا ببيار الجميل يدخل ساحة الكنيسة يرافقه فؤاد الشرتوني وأسعد كحالي شاهرين مسدساتهم الحربية، وبدأ بيار بالشتائم على سوريا، هاجمهم الرفقاء واشتبكوا معهم بالأيدي، وعندما حاول الرفيق عبد الرحيم إطلاق النار من رشاشه على بيار الجميل وجماعته، وقف في طريقه الخوارنة، وأمسك به بعض الأمناء.. وانصرف بيار.
الأمين أسد تابع خطابه إلى النهاية، وكأن شيئاً لم يكن. حمل الرفقاء الجنازة، واتجهوا إلى المقبرة، وقبل وصول الجنازة إلى المقبرة هاجم الكتائب بقيادة بيار الجميل الجنازة. وضع الرفقاء الجنازة على الأرض، ودارت معركة بين الجانبين، انسحب بعدها الكتائب، وتابع الرفقاء مسيرتهم إلى المقبرة لإتمام مهمتهم.
حنّة، زوجة الرفيق شاهين، أخبرتني أنها لم تسمح لبيار الجميل أن يحضر لتقديم التعازي بالراحل، نتيجة الإعتداء الذي قام به مع جماعته على الجنازة في الكنيسة والمقبرة ".
*
- الإسم الكامل: شاهين يوسف شاهين.
- مواليد ساقية المسك عام 1916.
- متأهل من السيدة حنّة جرجس الخوري.
- رزق منها بكل من:
سلوى عقيلة المواطن ناهض البعيني.
ليّا عقيلة المواطن فخري منصور.
أمل أرملة الرفيق مالك أفرام البستاني.
دلال أرملة المواطن إيليا كرياكوس عدي.
هيام أرملة المواطن نديم فارس.
الرفيق سعاده متأهل من نللي (ابنة الرفيق الراحل أنطون ناكوزي(6) )
- هاجر إلى غانا متوليا مسؤولية محصل في مديرية كوماسي، ومساهماً بتأسيس النادي السوري اللبناني
فيها.
- كان له حضور اجتماعي قوي وفاعل.
- عرف بخفة روحه، بسرعة الخاطر، بسخائه، وبقرض الشعر.
- أسس محلاً في كوماسي متعاطياً التجارة فيها.
- وافته المنية في 25 آب 1957 بعد معاناة مع المرض العضال الذي أصاب كبده.
*
ورد في عدد تشرين أول 1954 من نشرة منفذية بيروت، الخبر التالي تحت عنوان:
إطلاق سراح 11 قومياً اجتماعياً.
" أفرجت الحكومة عن رفقائنا الأسرى الأحد عشر: أنطون ناكوزي، محمد الحوراني، محمد الحلبي، يوسف شمعون، باسيلا متى، محمد بلوط، حسين الحلبي، عبد الهادي حماده، ابراهيم صيداوي، اميل رفول، فؤاد سخا(7) . وقد اقام الرفيق شاهين شاهين حفلة غداء في منزله في نعص بكفيا تكريماً لهم، دُعي إليها عدد من الأمناء والرفقاء وفي مقدمتهم حضرة الأمينة الأولى".
*
هوامش:
(1) من بشامون، ومن مؤسسي العمل الحزبي في منطقة الغرب الساحلي. مراجعة النبذة المعممة عنه على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
(2) للإطلاع على النبذات المعممة عنهم، الدخول إلى أرشيف تاريخ الحزب على الموقع المذكور آنفاً.
(3) لمن يرغب الاطلاع على سيرته، الدخول الى ارشيف تاريخ الحزب على الموقع المذكور أعلاه.
(4) من بسكنتا. اديب ومؤرخ. له مؤلفات عديدة. لمن يرغب الاطلاع على النبذة المنشورة عنه، الدخول
الى ارشيف تاريخ الحزب على الموقع المذكور اعلاه.
(5) من بانياس. شارك في الثورة الانقلابية. غادر الى غانا وتولى في مدينة اكرا مسؤوليات محلية منها
مسؤولية مدير مديرية، وفيها وافته المنية.
(6) من بلدة "المتين". شارك مع رفقاء من بلدته في الهجوم على مخفر المتين اثر إعلان الثورة القومية
الاجتماعية في حزيران 1949.
(7) كانوا شاركوا في الثورة القومية الاجتماعية، وحكم عليهم.
*
من وحي ســـعاده:
يا ليتك تصرف اهتمامك في تعزيز عافية حزبك، والعمل على المزيد من نموه،
بدل ان تصرفه في النيل من رفقاء لك، اينما حللت.
|