بتاريخ 04 آذار 1972 نشر الملحق الخاص بالطلاب الذي كان يصدر بإشراف مكتب الشؤون الطلابية، وتحت عنوان " سلمان سليقا، حظك كبير جداً " الكلمة التالية:
" كان يتهيء للتخرج من دار المعلمين ليبتسم للحياة بثقة، وليساعد عائلته التي تنتظره. وكان يهيء نفسه للإنتماء الى حركة الحياة، وكان قد تقدم منها بطلب انتماء.
وفاجأه الموت وهو لم ينه دراسته في الدار ولم ينه فترة الاعداد للإنتماء، لكنه وإن لم ينتم الى الحزب، فقد انتمى الى قافلة الشهداء السائرين بنا نحو النصر، وبهذا حقق لنفسه الانتماء الاساسي الكبير، لأن كان انتماء آخر ليس إلا مقدمة لهذا الانتماء.
يا سلمان
كثيرون انتموا الى الحزب وعملوا فيه، انما قلة منهم حالفهم الحظ الكبير فأضحوا شهداء. وحظك انت كبير جداً ".
ذلك ان الشهيد سلمان كان في سنته الثالثة والاخيرة في دار المعلمين في النبطية، يهيء نفسه ليصبح مدرساً لاجيال ناشئة، عندما اردته قوة صهيونية عند توغل العدو اليهودي في منطقة العرقوب في شباط 1972.
كان المواطن سلمان يقف على شرفة منزله، عندما وجهت اليه القوة المتقدمة في بلدته الفرديس نيرانها مباشرة.
كان الشهيد قد تقدم بطلب انتماء الى الحزب قبل استشهاده بأسابيع وكان ينتظر ان يؤدي القسم امام شقيقه الاكبر الرفيق علي سليقا الذي كان يتولى مسؤولية مدير مديرية الفرديس انذاك .
بتاريخ 19/01/2004، وبناء للمتابعة التي قامت بها لجنة تأريخ الحزب ولصادرة منفذية حاصبيا المتضمنة ملف استشهاد المواطن سلمان، اصدر المجلس الاعلى في الحزب قراره رقم 11/72 بتسمية المواطن سلمان فارس سليقا شهيداً للحزب.
* * *
- الاسم الكامل: سلمان فارس سليقا.
- الأم: حموده غبسا.
- مواليد الفرديس 1948.
- استشهد في شباط 1972 في منزله في الفرديس باطلاق النار عليه مباشرة من قبل قوة إسرائيلية حين تقدمها في بلدته.
* * *
إلـى سـلـمـان سـليـقـا (*)
هذي دياري غزاها بربر الأمم بالنـار روعها بالموت بالظلـم
أفنى فتاها الذي ثارت جوارحه يبـغي الـحياة ويهجـو دولـة الـخيم
بالأمس داسوا على حق تقدسه زرعـوا الدمـار وأفـنوا روعـة القـيم
والشعب غاف على ماض يداعبه أنـساه دهـراً من الأمـجاد لـم يـدم
في غضبة الجهل أبطال الهدى سقطت يا ذل شـعـبي فهـذي سقـطة العـدم
ابكي على النار تحشو قلبنا حمما كــي يغـدو الـقلب بركـاناً من الحمم
ترمي بها في رحاب الكون محرقة مـن قـلب شـعب كـوته غفلة الصنم
لا تجزعي يا رحاب القبر إن حضنت جدرانك السـود شهـماً تـاق للنـجم
للشعب أعطى دماه ساعة اغتـصبت أرض الجـنوب وديست في رحى الـقدم
سلمان إن مات هذي ميتة جعـلت مـن شـوقه الـحر سبـاقاً إلى القسـم
فوح الدماء الذي غذى كرامتـنا أمسـى رصـاصاً يوازي روعـة النغـم
في غـورنا الـحر أسـاد الوغـي زحـفت نـاراً تضـج فجـن الثلـج في القمـم
هل نبـقى شعـباً قطـيعاً كلـما عصـفت ريـح الـحروب نذوق قسوة اللـجم؟؟
هل نبـقى أرضاً سبـاها الـفقر مـقتلـعاً منـها الشـباب فأمست ظلمة السأم؟؟
أعـلامـنا البيـض داسـوها بغـطرسـة ذلاً وعـارا وتـلك شـرعـة النـظم؟؟
باسـم النظـام نـدوس الـحق مـهزلة؟ ونسـير طـوعاً إلى الاذلال كـالـغنم؟
لا لا فشـعـبي أبـى أن يغـدو نغـمـا أو لـحن ذل هـوى معـزوفـة الألـم
حطـم القـيد، شعبـي، وانطـلق بطـلاً يبنـي الـحياة بـعزم السيـف والقـلم
لا تـخشـى وهـمـاً ولا نـاراً ولا دولاً ونـزع بعـنف قـناع الـمارد الـقزم
يكفـيك ذلاً فـأرض القـدس بـاكـية تـرنو إلـيك لتحـمي حـياة الـحرم
قـوادك الأمـس ولـوا وانـتـهوا شعـباً ما بـين غـاف ورعـديـد ومنـهزم
خدعـوا العـيون وأمسـت كـلها ظـلما لا تعـرف الفـرق بيـن السمن والورم
أعـلامنـا السـود فوق الأفـق نـزرعـها نـوراً وحـقاً وآيـات مـن الـحكم
ذاك الشهـيـد الـذي مـر بـنا بـطـلاً روى الـتراب فحيـي الترب يا علـمي
* نشرت في بريد القراء في مجلة " البناء " بتاريخ 03 حزيران 1972.
|