يوم الثلثاء 19 شباط 1957 سقط المقدم الرفيق غسان جديد شهيداً على يد عميل المكتب الثاني الشامي سامي مصطفى شعت، وهو من الجنوب السوري مقيم في الشام.
كان الامين علي المير ملحم(1) مع الرفيق عزيز ديوب في بيت وكيل عميد الدفاع الأمين فاضل كنج(2) في منطقة "الظريف" عندما وصلهما خبر اغتيال المقدم الرفيق غسان .
يروي في مذكراته:
" ركبنا بسيارة بيك أب وقصدنا شارع السادات، وهناك شاهدنا جموعاً من الناس وقلة من الشرطة تطوق بناية كان قد التجأ اليها القاتل بعد ارتكابه جريمته.
كنت أحمل مسدساً من نوع "مريلي" خطفه مني الرفيق عزيز ديوب، وبسرعة البرق اندسّ بين الجماهير المحتشدة واقتحم البناية التي لجأ اليها المجرم وأطلق عليه النار فأرداه قتيلاً.
على اثر ذلك اعتقل الرفيق عزيز ديوب وأودع سجن الرمل في بيروت وبقي في السجن حوالي ستة أشهر. خرج بعدها بريئاً بحجة أنه أطلق النار على جثة هامدة، وذلك بفضل وكيليه المحامي الأمين عبدلله قبرصي والمحامي الرفيق مصطفى عبدالساتر ".
*
الرفيق عزيز ديوب من قرية "دوير بعبدة" (قرية الشهيد غسان جديد) كان ضابط صف في الجيش الفرنسي ثم في الجيش السوري بعد الاستقلال.
أصيب في معركة "المارون" في فرنسا في الحرب العالمية الثانية، وبقي قيد العلاج في المستشفى مدة أكثر من ثلاثة أشهر.
كان يرافق الشهيد الرفيق غسان جديد كظلّه ويحبه ويحترمه كثيراً جداً ويعتبره مثاله الأعلى.
هوامش
(1) علي المير ملحم: من مصياف، تولى مسؤوليات محلية في الشام ومركزية في بيروت بعد أن انتقل اليها بعد حادثة المالكي. منح لاحقاً رتبة الامانة.
(2) فاضل كنج: من جبلة، تولى مسؤوليات محلية ومركزية وانتخب عضواً في المجلس الأعلى. عاد الى الشام بعد الثورة الانقلابية. أشرنا اليه أكثر من مرة في عدد من النبذات، ويصح أن ننشر عنه نبذة تضيء على سيرته ومسيرته.
|