كنا بتاريخ 18/12/2013 عممنا نبذة نضيء بها على الرفيق المصارع جورج ديراني.
في كتابه "الماضي المجهول" يروي الرفيق متى اسعد في الصفحتين 161-162، التالي:
" بعد انتهاء السهرة مع الرفيق امين معوض(1)، قابلت في اليوم التالي عميد الدفاع فضل الله ابو منصور(2) الذي سلّمني مسؤولية اللاسلكي وأعطاني أجهزة حديثة وطلب مني تدريب فرقة من القوميين على المخابرات الهاتفية، وهكذا جمعت عدداً من الرفقاء منهم: عفيف الجوهري(3)، نديم احوش، دياب ديّوب(4)، سجيع حبش، إنطانيوس قنيزح، عادل طبري(5)، ابراهيم سليمان(6)، وبدأت بتدريبهم الى ان أتقنوا اسرار التخاطب والتخابر الهاتفي. وكان لهذه الفرقة دور مهم في المعارك التي خاضها الحزب في تلك المرحلة.
اقترحت على عميد الدفاع استئجار المنزل المقابل لعمدة الدفاع، وهو الطابق العلوي من منزل الرفيق أمين معوّض، الذي لم يكن مسكوناً فقدّمه لنا مجاناً، لكن الحزب لم يقبل بذلك فدفع له الايجار. نصبت خيمة على السطح، حيث صرت ادرّب الرفقاء فيها.
وهنا اريد ان اذكر هذا الحادث الطريف الذي حصل معنا في البوشرية.
في احد الايام نزلت من بيت الشعار مع الرفيقين محمود نعمة(7) والرفيق المصارع جورج ديراني الى سد البوشرية بدعوة على فنجان قهوة من الرفيق جميل حدّو اللاطي. وعند وصولنا الى كنيسة مار مخايل، كان علينا ان نسلك طريقاً ضيقة نسبياً وكان الرفيق ديراني يقود السيارة ببطء غير ان سيارة قادمة من الجهة الجنوبية بسرعة فائقة صدمت سيارتنا وأنزلت إطارها الأمامي في خندق المياه الشتوية وكسر ضوء سيارتنا إثر الصدمة، فتوقفنا ونزل صاحب السيارة المسرعة وجاء إلينا مهدّداً.. " العمى في عيونكم مش شايفين قدامكم". هنا تحفّز الرفيق جورج للنزول إليه فقال له الرفيق محمود: "جورج قعود عاقل"، وراح الرفيق محمود يهدىء الامور، غير ان صاحب السيارة التي صدمتنا راح يصرخ بأعلى صوته: " بدكم تدفعوا تصليح السيارة وإجركم فوق رقبتكم ومدّ يده إلينا مهدّداً "، هنا قال الرفيق محمود للرفيق جورج ديراني: "جورج إنزل"، نزل جورج وأمسك بالرجل ورماه على شجرة ابو صفير داخل بستان مسوّر بالشريط الشائك فحطّ الرجل على أعلى الشجرة وراح يتدحرج نحو الارض ببطء، غير ان هذا الرجل كان له اهل واقرباء وبيتهم قريب من الحادث وهنا بدأت الصرخة وهجم الرجال، هذا بالعصا وذاك بالسكين ولم يكد يصل الرجل الاول حتى لحق برفيقه على الشجرة وراح يتدحرج. وأخذ الرفيق جورج شكل النسر المستعد للقتال، وعندما رأى القادمون ما حلّ برفيقهما! تراجعوا راكضين ونزل الرفيق جورج الى خندق المياه الشتوية ورفع السيارة بمفرده وتابعنا سيرنا"..
هوامش:
(1) امين معوض: رفيق مناضل. تعاطى مع الرفيق متى اسعد ضمن اخلاق النهضة، والد زوجة الرفيق متى.
(2) فضل الله ابو منصور: تحدثنا عنه ضمن النبذة بعنوان "وبعد 37 يوماً تمّ إعدام الخائن حسني الزعيم"، لمراجعة قسم ارشيف الحزب على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info .
(3) عفيف جوهري: رفيق مناضل في الشام ولبنان. شارك في معركة شملان. غادر الى كوماسي متولياً مسؤوليات محلية. عاد الى بيروت نهائياً وكان يملك محلاً بجوار مكتبة بيسان في رأس بيروت.
(4) دياب ديوب: عرفته مسؤولاً في منفذية ليبيريا، منها مسؤولية ناموس منفذية، وكان ناشطاً حزبياً. ما زلت اذكر خطه البديع بالعربية، والترتيب الرائع للتقارير التي كان يرفعها.
(5) عادل طبري: شارك في الثورة الانقلابية. خرج مع العفو في شباط 1969. تولى مسؤوليات حزبية في الشام ولبنان. منح رتبة الامانة، وانتخب عضواً في هيئة منح رتبة الامانة. مقيم في ضواحي الشام حالياً.
(6) ابراهيم سليمان: من الكيان الشامي. كان انتقل الى لبنان مستقراً في الكورة. تولى فيها مسؤولية منفذ عام. منح رتبة الامانة
(7) محمود نعمة: الضابط في الجيش الشامي. البطل الشهيد.
|