في الخمسينات كنت اتردد كثيراً الى بحمدون (المحطة والضيعة) حيث فيها كانت تصطاف عائلات كثيرة من منطقة المصيطبة، ومنهم صهري الرفيق ميشال صباغة.
في تلك الفترة تعرفت على الرفيق انطون خيرالله، ثم على شقيقه الرفيق ابراهيم، وتباعاً على رفقاء عديدين، من بينهم حضرة الامين المحامي ميشال نعمة، الرفيق ريمون عبد النور، الرفيق سعد خيرالله(1)، ثم الامين شوقي خيرالله بعد ان خرج من السجن، وعلى الرفيق نبيل خيرالله (المعروف بـ البرنس) بعدما استقر في المصيطبة، على الرفيق الشهيد جورج ثابت، على الامين خليل خيرالله عندما كان يتابع دراسته الجامعية فيتردد الى مكتب مديرية المصيطبة الذي كان يشهد تدفق العدد الكبير من الرفقاء والمواطنين، وتعرفت ايضاً على شقيقه الرفيق المهندس نبيل خيرالله الذي كان يتابع تخصصه الجامعي في روسيا، وكنت قد توليت مسؤولية رئيس ( فعميد) لشؤون عبر الحدود.
على مدى تلك السنوات توطدت علاقتي مع عدد كبير من رفقاء بحمدون، أضيف إليهم رفقاء كانوا غادروا للعمل في البلاد العربية.
وعندما بدأت اهتمامي بموضوع تاريخ الحزب كان للرفيق د. ميشال خيرالله دوره اللافت واهتمامه بتدوين معلومات من رفقاء اوائل في بحمدون، بدءاً من الرفيق سعد خيرالله.
الرفيق انطون خيرالله كان طوال هذه الفترة مجلّيا في حضوره الحزبي، مسؤوليات ونشاطاً، متمتعاً بأخلاق النهضة ومجسداً فضائلها في تعاطيه مع محيطه.
الا ان ما لا يعرفه رفقاء "بحمدون" عن الرفيق انطون هو دوره في "مدرسة الثلاثة اقمار" في الاشرفية التي كان فيها ناظراً عاماً. ولاني كنت شاهداً على دوره هذا، اكتب عنه:
في النصف الثاني من الستينات وكنت اتولى مسؤولية رئيس مكتب الطلبة، كان يتصل بي الرفيق انطون مع نهاية كل صيف بتوصية من الارشمندريت غريغوريوس صليبي الذي كان يتولى ادارة المدرسة، ليطلب مني رفقاء او اصدقاء تخرجوا او هم في السنوات الاخيرة من اجل التدريس في المدرسة(2)
وكنت في كل نهاية صيف، اختار من يتناسب مع حاجات المدرسة. اذكر من المدرّسين الذين تمّ اختيارهم الرفيق جان نادر(3)، والمواطن الصديق ايلي مجدلاني(4).
ولم يكن الرفيق انطون يحصر اهتمامه بهذه الناحية انما كان يقدم كل العون للعمل القومي الاجتماعي في "الثلاثة اقمار" التي شهدت مع مدارس عديدة اخرى في الاشرفية، لعل ابرزها "مدرسة البشارة الارثوذكسية" وفي مناطق عديدة اخرى، حضوراً حزبياً جيداً(5).
تلك اضاءة متواضعة عن الرفيق المتفاني الصادق والمحب، انطون خيرالله. ندعو من عرفه في "بحمدون" وفي "الثلاثة اقمار" ان يضيفوا ما يعرفونه .
هوامش:
(1) سعد خيرالله: الرفيق الاول انتماء من ابناء بحمدون. للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى قسم من تاريخنا على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info .
(2) ليس امراً سهلاً ان يحصل ذلك في ستينات القرن الماضي، عندما كان "المكتب الثاني" يحصي انفاس القوميين الاجتماعيين. يلاحقهم، ويضغط عليهم.
(3) جان نادر: شقيق الامين كمال نادر.
(4) ايلي مجدلاني: الشقيق الاكبر للرفيقين د. غندور وعادل.
(5) اوردنا في كثير من النبذات عن النشاط الحزبي الذي حصل في الستينات، في عدد من الثانويات. منها، على سبيل المثال: "ثانوية الارز النموذجية" في عاليه (الرفيق انيس ابو رافع)، "مدرسة الحدث العالية" التي عرفت باسم صاحبها الرفيق حبيب حبيب، "مدرسة التنشئة الوطنية" (الرفيق اياد موصللي)، "مدرسة الاتحاد" في عاليه (الامين ميشال الياس)، "ثانوية "فينيقيا" في ديك المحدي (الرفيق منير تبشراني).
*
لا يمكن ان انسى مشهد الموسيقار الرفيق توفيق الباشا جالساً يومياً، تقريباً، مع رفقاء واصدقاء امام محل الرفيق ابراهيم خيرالله (شقيق الرفيق انطون) في بحمدون الضيعة.
ندعو جميع رفقائنا الذين كانوا درسوا او درّسوا في الثانويات والمعاهد في ستينات القرن الماضي ان يقدموا للجنة تاريخ الحزب ما لديهم من معلومات..
|