يروي الأمين ديب كردية في الصفحة 35 من مذكراته "قسمي... وصيتي.." انه في نيسان سنة 1955 كنت في "العين"(1) عندما سمعت من الاذاعة خبراً يقول "عصابة السوريين القوميين يغتالون عدنان المالكي". لم أكمل طريقي الى "البجاجة"(2) بل عدت فوراً الى الضيعة(3) والتقيت المنفذ العام(4) الذي لم يكن يدري بالموضوع بعد، فاستدعينا هيئة المنفذية وأخبرناهم بالموضوع وقلنا لهم أن هذه القصة تحمل في ثناياها خطورة كبيرة.
ليلتها جمعنا ثمن 22 قطعة سلاح. ومن لم يستطع تقديم المال عمد الى رهن قطعة أرض، ومنهم الشهيد احمد علي حسن وحسين علي محمد نزهة، وحسن علي مخيبر على ما أظن، وتبرع اخي محمد، القادم ليلتها من بيروت بثمن بندقية، ورحنا ندور على بيوت القوميين لننبههم الى خطورة المعركة. بعد ايام جاءنا المندوب المركزي الأمين مصطفى عز الدين(5) ومعه المنفذ العام، وأبلغنا بأن الحزب يريدني مع خمسة آخرين مستعدين للموت جميعاً(6)، فوافقت وحددنا مكاناً للقاء عند الساعة السادسة مساء في مقهى يوسف الخطيب(7) في شتورة.
**
"النبي عثمان" القلعة والمنارة، التي سطّرت الكثير من ملاحم النضال القومي الاجتماعي، مذ أن تأسس العمل الحزبي فيها، تستحق أن يصدر عنها مؤلف غني يحكي تاريخها وسير الشهداء منها، والعديد من المناضلين الذين كان لهم حضورهم المميز في تاريخ الحزب.
هوامش
(1) العين: بلدة في البقاع الشمالي
(2) البجاجة: كما أعلاه
(3) يعني بلدته النبي عثمان
(4) لم يورد الأمين كردية اسم المنفذ العام، نرّجح أنه كان المهندس الأمين علي نزهة.
(5) مصطفى عزالدين: مسيرته الحزبية غنية بالمسؤوليات، وبالسجون والنضالات المستمرة. تولى لسنوات مسؤولية رئاسة المجلس الأعلى. للاطلاع على ما كنت نشرت عنه، الدخول الى قسم "من تاريخنا" على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية ssnp.info.www
(6) كانت المهمة تأمين انتقال رئيس الحزب آنذاك الرفيق جورج عبد المسيح من الاراضي الشامية الى لبنان.
(7) يوسف الخطيب: كان يملك محلاً في شتورة تحوّل الى استراحة للقوميين الاجتماعيين العابرين تلك البلدة البقاعية. يصح أن نكتب عنه، كما عن الرفيق ميشال سعادة الذي كان يملك فندق "سلكت".
|