في 17 ايلول 1957 خرجت آخر دفعة من الرفقاء الذين كانوا شاركوا في الثورة القومية الاجتماعية، ومعهم رفقاء كانت صدرت بحقهم الاحكام في السنوات التي تلت الثورة القومية الاجتماعية، ومن بينهم الرفيق البطل توفيق رافع حمدان، الذي كان حاول اغتيال رياض الصلح(1).
جريدة "الزوابع" التي كانت تصدر اسبوعياً، كتبت عن خروج الدفعة الاخيرة من الرفقاء الاسرى وكانت كلّفت مندوبها الرفيق انيس ابو رافع(2) ليكون حاضراً عند خروج الرفقاء الذين كانوا كان في استقبالهم رئيس الحزب آنذاك، الامين اسد الاشقر كما توضح الصورة اعلاه.
اما الرفقاء الذين خرجوا من "سجن القلعة" في بيروت فهم: الامين يوسف قائدبيه(3) والرفقاء:
نصير ريا(4)، مصطفى ملاعب، فؤاد متى، توفيق رافع حمدان، فايز زبن، محمد غنوم، خليل الطويل، سعيد حماد(5)، وامين الحلبي(6).
فورا توجه الرفقاء الى ضريح سعاده في مدافن مار الياس بطينا يؤدون التحية لزعيمهم ويجددون العهد، وامام الضريح القى رئيس الحزب الكلمة التالية:
" ايها الرفقاء الخارجون من السجن،
جئنا لنحيي ضريح الزعيم القائد الذي اطلق حيوية هذا المجتمع من مكامنها، فحرر عقل المجتمع من ظلمات القرون الانحطاطية، وحرر رجولة المجتمع الخليقة من قرون الضعف، فكنتم انتم هذه الخليقة الجديدة المسلحة بالرجولة المتحررة وبالعقل النيّر.
العقل المتحرر، والرجولة كل الرجولة، هما العنصران الاساسيان لاعادة بنيان كل مجتمع طرأت عليه احداث جامحة هدامة فجزأته، ونكبات فادحة فأرزحته.
نحن دائماً في المعركة، لان المعركة بدأت منذ أسس الزعيم هذه الحركة البناءة التي اخذت على عاتقها وعلى مسؤوليتها وحدها بنيان هذا المجتمع من جديد في تعبيره وفي رجولته.
انتم تخرجون من السجن لتستأنفوا المعركة، لان معركة البنيان والتحرر تستمر دائماً وابداً، واذا كان الزعيم اطلقها بهذه القوة بعد جمود هذا المجتمع مئات طويلة من السنين فذلك لتستمر ولتنتقل من قمة الى قمة، ومن انتصار الى انتصار، طالما هذه الامة العظيمة متمتعة بهذا العقل النيّر الخلاق الذي أطلقه الزعيم، وبهذه الرجولة البطولية التي ايقظها الزعيم من اعماق حيويتنا الخالدة.
لتحي سورية "
*
ومساء الاحد 29 ايلول اقام رئيس الحزب الامين اسد الاشقر حفلة عشاء في فندق "القاصوف" (ضهور الشوير) تكريماً للاسرى السوريين القوميين الاجتماعيين العشرة.
عنها قالت جريدة "الزوابع" في عددها المشار إليه: " كانت حفلة جامعة حضرها نائبا الشوف السيدان نعيم مغبغب وقحطان حماده وبعض امناء الحركة وجمهور من القوميين الاجتماعيين والمواطنين.
وقد تكلم في هذه الحفلة الرئيس الاشقر فعميد الاذاعة الامين انعام رعد فالامين يوسف قائد بيه الذي شكر بكلمة لطيفة حضرة الرئيس والحضور.
" ومما قاله عميد الاذاعة:
ما اجتمعنا هنا لتكريم افراد منا، بل لتكريم الثورة القومية الاجتماعية التي كانت ثورة 1949 مظهراً من مظاهرها وقبساً ملتهباً حاراً من ضوئها المشع، الثورة القومية الاجتماعية، بشمولها، المعلنة على المفاسد والمثالب والعجز والذل والفردية والطائفية والعشائرية، الثورة التي أعلنها سعاده العظيم بتأسيسه الحزب السوري القومي الاجتماعي 1932 واستمرت من يومها تهدر عاصفة، تقتلع كل فساد وتدك كل طغيان وتشيد الحق والخير والجمال.
" الى ان يقول:
سيكون مصير اسرانا في دمشق مصيركم نفسه، فيندك الطغيان ويعودون إلينا في حفل رائع بهيج كهذا الحفل تعبيراً عن فرحة الامة بنصرها الاكيد.
لقد كان من اولى ثمرات 1949 انقلاب ايلول 1952، فإذا بأسركم، واذا بدم شهدائنا ينتصب وكأنه نداء الشعب الثائر، فتتهاوى عروش وتندك صروح الطغاة المتجبرين ".
*
وفي عدد "الزوابع" المذكور آنفاً، نشر الامين إميل رفول(7) في زاوية "على الدرب" الذي اعتاد ان ينشر فيها من حين الى آخر، الكلمة التالية:
" تحطم القيد
واخيراً انفتحت ابواب "القلعة" وتدفق منها الابطال القوميون الاجتماعيون، الذين ربضوا بين جدرانها الاربعة السود ثماني سنوات ونيفاً.
لقد آمنوا بكبر قضية الامة فخلقوا صدورهم في المعركة حصونا لهذا الكبر... وتحدوا الرصاص، كباراً في اقدامهم ورجولتهم... وولجوا عتبة السجن، كباراً في الامهم، آلام الامة، كباراً في صبرهم وتجلدهم، وكانوا في منازلتهم للزمن أثبت جنانا من الزمن. وحطمت فاعلية النهضة القومية الاجتماعية القيد، فذل امام السواعد السمر. وخرجوا الى مجالات الحرية، كما دخلوا، كباراً في الصراع الذي لا ينتهي لان معارك الحياة لا تنتهي. ولم يثن السجن لهم قناة لا تنثني، ولم يلو القيد ساعداً طالما اعتصر البطولة ولم تطغ ظلمة السجن على جذوة ايمان انارت ظلمة الليل...
هم بيننا الان اصلب عنادا من صور في وجه الاسكندر، واكثر شموخاً من قمة حرمون تتحدى الاعاصير. هم بيننا رجعُ دوي البطولات يمتد عبر الاجيال عبر التاريخ. هم بيننا زخم في معاركنا وغارفي اكاليل انتصاراتنا وسيظلون.
هوامش:
(1) مراجعة النبذة المعممة عن محاولة الاغتيال في قسم "من تاريخنا" على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info.
(2) انيس ابو رافع: تربوي واديب وشاعر. مراجعة النبذة عن "ثانوية الارز الوطنية" في قسم "من تاريخنا" على الموقع المذكور آنفاً.
(3) يوسف قائد بيه: من عين عنوب. شارك في معركة "سرحمول" في الثورة القومية الاجتماعية. منح رتبة الامانة. سنعمل على اعداد نبذة غنية عنه.
(4) نصير ريا: من الجنوب السوري. شارك في الثورة القومية الاجتماعية. غادر باسم مستعار الى سويسرا، مستقراً فيها الى ان وافته المنية.
(5) سعيد حماد: من مدينة "طبريا". تمّ اغتياله بعد الثورة الانقلابية وكان موقوفاً في ثكنة "الحلو" في بيروت. شقيق كل من الرفيق الشهيد عباس حماد (الثورة القومية الاجتماعية) والاعلامي الرفيق عبد الهادي حماد الذي كنا كتبنا عنه عند رحيله.
(6) امين الحلبي: من بلدة "المتين". شارك في الهجوم على مخفر "المتين" في الثورة القومية الاجتماعية. منح رتبة الامانة.
(7) اميل رفول: من مشغرة. شارك في الثورة القومية الاجتماعية. اديب وشاعر ومرّبي . للاطلاع علي النبذة المعممة عنه الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.
|